فصل: فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{أو مجنون} حسن.
{أتواصوا به} أحسن مما قبله.
{طاغون} تام.
{فتول عنهم} جائز.
{بملوم} كاف على استئناف ما بعده فإن جعل داخلًا فيما أمر به الرسول لأنَّه أمر بالتولي والتذكير كان الوقف التام على {المؤمنين}.
{إلاَّ ليعبدون} حسن أي من أردت منهم العبادة فلا ينافي أنَّ بعضهم لم يعبده ولو خلقهم لإرادة العبادة منهم لكانوا عن آخرهم كذلك لأنَّه لا يقع في ملكه ما لا يريد ولو خلقهم للعبادة لما عصوه طرفة عين وبعضهم جعل اللام للصيرورة والمآل وهي أن يكون ما بعدها نقيضًا لما قبلها.
{من رزق} جائز.
{أن يطعمون} تام للابتداء بإنْ.
{هو الرزاق} حسن إنْ جعل ما بعده مستأنفًا وليس بوقف إن جعل صفة.
{المتين} تام نعت لذو وللرزق أو نعت لاسم إن على المحل وهو مذهب الفراء أو خبر بعد خبر أو خبر مبتدأ محذوف وعلى كل تقدير فهو تأكيد لأنَّ ذو القوة يفيد فائدته.
{أصحابهم} جائز.
{فلا يستعجلون} كاف.
آخر السورة تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة الذاريات:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قراءة الحسن: {الْحُبُك}، مضمومة الحاء، ساكنة الباء.
وروي عنه: {الْحُبُك}، بكسر الحاء، ووقف الباء. وكذلك قرأ أبو مالك الغفاري.
وروي عنه: {الْحُبُك}، بكسر الحاء، وضم الباء.
وروي عنه: {الْحُبُك}.
وروي عنه: {الْحُبُك}.
الوجه السادس قراءة الناس.
وروى عن عكرمة وجه سابع، وهو: {الْحُبُك}.
قال أبو الفتح: جميعه هو طرائق الغيم، وأثر حسن الصنعة فيه، وهو الحبيك في البيض.
قال:
الضاربون حبيك البيض إذ لحقوا ** لا ينكصون إذا ما استلحموا وحموا

ويقال: حببكة الرمل، وحبائك. فهذا كسفينة، وسفن، وسفائن. وكذلك أيضا حبك الماء لطرائقه.
قال زهير:
مكلل بأصول النبت تنسجه ** ريح خريق لضاحي مائه حبك

فأما {الحبك} فمخفف من {الحبك}، وهي لغة بني تميم، كرسل وعمد، في رسل وعمد.
وأما {الحبك} ففعل، وذلك قليل، منه: إبل، وإطل، وامرأة بلز، وبأسنانه حبر.
وأما {الحبك} فمخفف منه، كإبل، وإطل.
وأما {الحبك} بكسر الحاء، وضم الباء فأحسبه سهوا. وذلك أنه ليس في كلامهم فعل أصلا، بكسر الفاء، وضم العين. وهو المثال الثاني عشر من تركيب الثلاثي، فإنه ليس ف اسم ولا فعل أصلا والبتة. أو لعل الذي قرأ به تداخلت عليه القراءتان: بالكسر، والضم. فكأنه كسر الحاء يريد {الحبك}، وأدركه ضم الباء على صورة {الحبك} وقد يعرض هذا التداخل في اللفظة الواحدة، قال بلال بن جرير:
إذا جئتهم أو سايلتهم ** وجدت بهم علة حاضرة

أراد: أو سألتهم، أو ساءلتهم، أو لغة من قال: سايلتهم، فأبدلت، فتداخلت الثلاث عليه فخلط، فقال: سآيلتهم، فوزنها إذا فعاعلتهم؛ لأن الياء في سايلتهم بدل من الهمزة في ساءلتهم. فجمع بين اللغتين في موضعين على تلفته إلى اللغتين. كذلك أيضا نظر في {الحبك} إلى {الحبك}، و{الحبك}، فجمع بين أول اللفظة على هذه القراءة، وبين آخرها على القراءة الأخرى.
فإما {الحبك} فكأن واحدتها حبكة، كطرقة وطرق، وعقبة وعقب.
وأما {الحبك} فعلى حبكة، كطرقة وطرق، وبرقة وبرق. ولا يجوز أن يكون {حبك} معدولا إليها عن {حبك} تخفيفا، إنما ذلك شيء يستسهل في المضاعف خاصة، كقولهم في جدد: جدد، وفي سرر: سرر، وفي قلل: قلل.
ومن ذلك قراءة السلمي: {أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}.
قال أبو الفتح: هذه لغة في {أيان}، وينبغي أن يكون {أيان} م لفظ أي، لا من لفظ أين؛ لأمرين:
أحدهما أن أين مكان، و{أيان} زمان.
والآخر أن يكون قلة فعال في الأسماء مع كثرة فعلان.
فلو سميت رجلا بأيان لم تصرفه كحمدان، ولسنا ندعى أن أين مما يحسن اشتقاقها والاشتقاق منها؛ لأنها مبنية كالحرف، إلا أنها مع هذا الاسم، وهي أخت أنى، وقد جاءت فيها الإمالة التي لاحظ للإمالة فيها، وإنما الإمالة للأفعال والأسماء؛ إذ كانت ضربا من التصرف. والحروف لا تصرف فيها.
ومعنى أي: أنها بعض من كل، فهي تصلح للأزمنة صلاحها لغيرها؛ إذ كان البعض شاملا لذلك كله. قال أمية:
والناس راث عليهم أمر يومهم ** فكلهم قائل أيان أيانا

فإن سميت بأيان سقط الكلام في حسن تصريفها، للحاقها- بالتسمية بها- ببقية الأسماء المنصرفة.
ومن ذلك قراءة يحيى والأعمش: {ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}.
قال أبو الفتح: يحتمل أمرين:
أحدهما أن يكون وصفا للقوة، فذكره على معنى الحبل، ويريد: قوى الحبل؛ لقوله: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا}.
والآخر أن يكون أراد الرفع وصفا للرزاق، إلا أنه جاء على لفظ القوة لجوارها إياه، على قولهم: هذا حجر ضب خرب، وعلى هذا في النكرة- على ما فيه- أسهل منه في المعرفة؛ وذلك أن النكرة أشد حاجة إلى الصفة. فبقدر قوة حاجتها إليها تتشبث بالأقرب إليها. فيجوز هذا حجر ضب خرب؛ لقوة حاجة النكرة إلى الصفة. فأما المعرفة فتقل حاجتها إلى الصفة، فبقدر ذلك لا يسوغ التشبث بما يقرب منها لاستغنائها في غالب الأمر عنها. ألا ترى أنه قد كان يجب ألا توصف المعرف، لكنه لما كثرت المعرفة تداخلت فيما بعد، فجاز وصفها، وليس كذلك النكرة لأنها في أول وضعها محتاجة- لإبهامها- إلى وصفها.
فإن قلت: إن القوة مؤنثة، والمتين مذكر. فكيف جاز أن تجريها عليها على الخلاف بينهما؟ أو لا ترى أن من قال: هذا حجر ضب خرب لا يقول: هذان حجرا ضب خربين لمخالفة الاثنين الواحد؟
قيل: قد تقدم أن القوة هنا إنما المفهوم منها الحبل، على ما تقدم فكأنه قال: إن الله هو الرزاق ذو الحبل المتين، وهذا واضح.
وأيضا فإن المتين فعيل، وقد كثر مجيء فعيل مذكرا وصفا للمؤنث، كقولهم: حلة خصيف، وملحفة جديد، وناقة حسير وسديس، وريح خريق. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة الذاريات مكية وآيها ستون إجماعا القراآت أدغم تاء {والذاريات ذروا} أبو عمرو بخلفه وحمزة وكذا يعقوب من المصباح كما مر.
وقرأ {يسرا} الْآيَة بضم السين أبو جعفر بخلف عن ابن وردان ومر بالبقرة.
وعن الحسن {الحبك} بكسر الحاء والباء ورويت عن أبي عمرو وهو اسم مفرد لا جمع لأن فعل ليس من أبنية الجموع فينبغي أن تعد مع إبل فيما جاء على فعل بكسر الفاء والعين.
وعن المطوعي {إيان} بكسر الهمزة وكسر عين {عيون} ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي ومر بالبقرة.
وأمال {ما أتاهم} حمزة والكسائي وخلف ومر للأزرق في نظيرها خمس طرق بالنظر إلى تثليث مد البدل وتقليل الألف المنقلبة عن الياء وفتحها الأولى قصر البدل مع فتح الألف الثانية التوسط مع الفتح الثالثة المد مع الفتح الرابعة المد مع التقليل الخامسة التوسط مع التقليل ومر في الإمالة تفصيل الطرق.
وعن ابن محيصن من المبهج من رواية البزي {وفي السماء رازقكم} اسم فاعل وهو نظير «ينزل ربنا إلى سماء الدنيا» الحديث فلا ينافي في تعاليه سبحانه عن الجهة وعنه من رواية غير البزي من المفردة {أرزاقكم} جمع رزق.
واختلف في {مثل ما} الآية 23 فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالرفع صفة لحق ولا يضر تقدير إضافتها إلى معرفة لأنها لا تتعرف بذلك لإبهامها أو خبر ثان أو أنه مع ما قبله خبر واحد نحو هذا حلو حامض وافقهم الأعمش والباقون بالنصب على الحال من المستكن في لحق لأنه من المصادر التي لا توصف والعامل فيها حق أو الوصف لمصدر محذوف أي لأنه لحق حقا مثل نطقكم وقيل هو نعت لحق وبني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن وهو ما إن كانت بمعنى شيء وإن وما في حيزها إن جعلت مزيدة للتأكيد.
وقرأ {إبراهام} الآية 24 بالألف ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان وأدغم ذال إذ.
دخلوا أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي وخلف وقرأ {سلام} بكسر السين وسكون اللام بلا ألف حمزة والكسائي والباقون {سلام} بفتح السين واللام وألف ومر بهود وكسر الهاء والميم من {عليهم الريح} وصلا أبو عمرو وضمهما كذلك حمزة والكسائي ويعقوب وخلف وكسر الهاء وضم الميم الباقون وضم الهاء وقفا حمزة ويعقوب وأشم القاف من قيل هشام والكسائي ورويس.
واختلف في {الصعقة} الآية 44 فالكسائي بحذف الألف وسكون العين على إرادة الصوت الذي يصحب الصاعقة وافقه ابن محيصن بخلف عنه وعن الحسن الصواعق بتقديم القاف على العين والباقون بالألف بعد الصاد وكسر العين على إرادة النار النازلة من السماء للعقوبة.
واختلف في {وقوم نوح} الآية 46 فأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف بجر الميم عطفا على الهاء في {وتركنا فيها آية} كالتوابع أو على أحدها وجعل في الأصل عطفه على {ثمود} أولى لقربه وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش وابن محيصن بخلفه والباقون بنصبها أي أهلكنا قوم نوح لأن ما قبله يدل عليه أو اذكر ويجوز أن يكون عطفا على مفعول {فأخذناه} أو على معنى {فأخذتهم} أي فأهلكناهم وأهلكنا قوم نوح.
ويوقف لحمزة على {بأييد} بوجهين التخفيف والتسهيل بإبدال الهمزة ياء مفتوحة لأنه متوسط بزائد.
وقرأ {تذكرون} الْآيَة 49 بتخفيف الدال حفص وحمزة والكسائي وخلف.
وأمال {ما أتى} الآية 52 وقفا حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وأثبت الياء في {ليعبدون} في الحالين يعقوب وعن ابن محيصن بخلفه هو الرازق بوزن فاعل.
وأثبت الياء في {يطعمون} في الحالين يعقوب وعن الأعمش المتين بالجر صفة للقوة وذكر الوصف للتأنيث غير حقيقي وقيل إنها في معنى الأيد والجمهور بالرفع صفة للرزاق.
وأثبت الياء في {فلا يستعجلونك} في الحالين يعقوب.
المرسوم اتفقوا على كتابة {بنيناها بأييد} بياءين قبل الدال وعلى قطع {يوم هم على النار يفتنون}.
زوائدها ثلاث {ليعبدون} الْآيَة 56 {أن يطعمون} الآية 57 {فلا يستعجلون} الآية 59. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة الذاريات:
{وقرأ} لا يرقق ورش راءه للفصل بحرف الاستعلاء.
{يسرا} ضم السين أبو جعفر، وأسكنها غيره.
{وعيون} كسر العين المكي وابن ذكوان وشعبة والأخوان، وضمها غيرهم.
{يستغفرون} تبصرون، رقق الراء فيهما ورش.
{مثل} رفع اللام شعبة والأخوان وخلف، ونصبها غيرهم.
{ضيف إبراهيم} قرأ هشام بفتح الهاء وألف بعدها وغيره بكسرها وياء بعدها.
{قال سلام} قرأ الأخوان بكسر السين وإسكان اللام، وغيرهما بفتح السين واللام وألف بعدها، ولا خلاف بينهم في {سلاما} الذي قبله أنه بفتح السين واللام وألف بعدها.
{العليم} آخر الربع.
الممال:
{جاء}، {فجاء} لابن ذكوان وخلف وحمزة.
{لذكرى} بالإمالة للبصري والأصحاب والتقليل لورش.
{ألقى} لدى الوقف.
{وآتاهم} {وأتاك} بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلف عنه.
{بجبار} و{النار} و{بالأسحار} بالإمالة للبصري والدوري والتقليل لورش.
المدغم الصغير:
{إذ دخلوا} للبصري والشامي والأخوين وخلف.
الكبير:
{قال لا تختصموا}، {القول لدي}، {نقول لجهنم}، {ربك قبل}، {نحن نحيى}، {أعلم بما}، {والذاريات ذروا}، {أنك قتل}، {حديث ضيف}، {كذلك قال}، {قال ربك}، {إنه هو}، وقد وافقه حمزة على إدغام {والذاريات ذروا}، ولكن لا يجوز له قصر ولا توسط ولا روم بل لابد من الإدغام المحض مع المد المشبع كما تقدم في: {والصافات صفا}.
{عليهم} {غير}، {قيل} {شيء} {خلقنا}، {ففروا}، {منه}، {نذير}، {ساحر}، {ظلموا}، جلي.
{عليهم الريح} قرأ البصري وصلا بكسر الهاء والميم وحمزة ويعقوب وخلف والكسائي بضمهما وصلا، والباقون بكسر الهاء وضم الميم وصلا كذلك، وأما عند الوقف فكلهم يكسرون الهاء ويسكنون الميم إلا حمزة ويعقوب فيضمون الهاء ويسكنون الميم ولا خلاف بين العشرة في قراءة {الريح} بالإفراد.
{الصاعقة} قرأ الكسائي بحذف الألف بعد الصاد مع إسكان العين، وغيره بإثبات الألف مع كسر العين.