فصل: بحث في قوله تعالى: {والأرض فرشناها فنعم الماهدون}:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



خامسا: أدي إثبات توسع الكون الي التصور الصحيح بأننا اذا عدنا بهذا التوسع الي الوراء مع الزمن، فلابد أن تلتقي كل صور المادة والطاقة كما يلتقي كل من المكان والزمان في نقطة واحدة، وأدي ذلك الي الاستنتاج الصحيح بأن الكون قد بدأ من نقطة واحدة بعملية انفجار عظيم، وهو مما يؤكد أن الكون مخلوق له بداية، وكل ما له بداية فلابد أن ستكون له في يوم من الأيام نهاية، كما يؤكد حقيقة الخلق من العدم، لأن عملية تمدد الكون تقتضي خلق كل من المادة والطاقة بطريقة مستمرة- من حيث لايدرك العلماء- وذلك ليملآ (في التو والحال) المسافات الناشئة عن عملية تباعد المجرات عن بعضها البعض بسرعات مذهلة، وذلك لكي يحتفظ الكون بمستوي متوسط لكثافته التي نراه بها اليوم، وقد أجبرت هذه الملاحظات علماء الغرب علي هجر معتقداتهم الخاطئة عن ثبات الكون، والتي دافعوا طويلا عنها، انطلاقا من ظنهم الباطل بأزلية الكون وأبديته، لكي يبالغوا في كفرهم بالخلق وجحودهم للخالق سبحانه وتعالى.
هذه الاستنتاجات الكلية المهمة عن أصل الكون، وكيفية خلقه، وإبداع صنعه، وحتمية نهايته، أمكن الوصول اليها من ملاحظة توسع الكون، وهي حقيقة لم يتمكن الإنسان من إدراكها إلا في الثلث الأول من القرن العشرين، ودار حولها الجدل حتي سلم بها أهل العلم أخيرا، وقد سبق القرآن الكريم بإقرارها قبل أربعة عشر قرنا أو يزيد، ولا يمكن لعاقل أن يتصور مصدرا لتلك الإشارة القرآنية الباهرة غير الله الخالق تبارك وتعالى، فسبحان خالق الكون الذي أبدعه بعلمه وحكمته وقدرته، والذي أنزل لنا في خاتم كتبه، وعلي خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم عددا من حقائق الكون الثابتة، ومنها تمدد الكون وتوسعه فقال عز من قائل: {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} (الذاريات: 47).
لتبقي هذه الومضة القرآنية الباهرة مع غيرها من الآيات القرآنية، شهادة صدق بأن القرآن الكريم كلام الله، وأن سيدنا ونبينا محمدا صلى الله عليه وسلم كان موصولا بالوحي، معلما من قبل خالق السماوات والأرض، وأن القرآن الكريم هو معجزته الخالدة الي قيام الساعة. اهـ.

.بحث في قوله تعالى: {والأرض فرشناها فنعم الماهدون}:

بقلم الدكتور: زغلول النجار:
هذة الآية الكريمة جاءت في الربع الأخير من سورة الذاريات، وهي سورة مكية يدور محورها الرئيسي حول قضية العقيدة، شأنها في ذلك شأن كل السور المكية، ومن ركائز العقيدة: الإيمان بالبعث والجزاء، ولذلك بدأت السورة بالقسم بعدد من آيات الله في الكون علي حقيقة البعث، وحتمية وقوع الجزاء، ثم تابعت بقسم آخر: بالسماء ذات الحبك علي أن الناس في أمر البعث والحساب والجزاء غير مستقرين علي رأي واحد، فمنهم المؤمن، ومنهم الكافر، وأنه لا يصرف عن هذا الحق إلا صاحب هوي.......!!!
وأكدت السورة حتمية هلاك الكذابين المنكرين ليوم الدين، والقائلين فيه بالظن والتخمين، واللاهين عنه والمتشككين في حتمية وقوعه حتي يسألوا عنه سؤال المستهزيء به، المستبعد له.........!!!
وتعرض السورة لشيء من سوء مصير الكافرين في الآخرة، وتقابله بفيض التكريم والتنعيم الذي أعده ربنا تبارك وتعالى للمتقين من عباده جزاء إحسانهم في الدنيا........!!! وتدعو الي تأمل آيات الله في الأرض، وفي الأنفس، وفي الآفاق، والي استخلاص الدروس والعبر من تأملها، وأردفت بقسم عظيم برب السماء والأرض علي صدق ما وعد الله تعالى به الناس من البعث والحساب والجزاء، وعلي حتمية وقوع كل ما جاء به الدين الخاتم الذي بعث به خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم.
وألمحت السورة الي قصة أبي الأنبياء إبراهيم (عليه السلام) مع ضيفه من الملائكة، وعرضت لبعض الأمم البائدة، والي ما أصابها من هلاك ودمار لانحرافها عن منهج الله، وتكذيبها لأنبيائه ورسله، ومن هذه الأمم التي أبيدت أقوام لوط، وفرعون، وعاد، وثمود ونوح.
ثم عاودت السورة استعراض عدد من الآيات الكونية الدالة علي طلاقة القدرة الإلهية، وأردفت بالدعوة للرجوع الي الله تعالى، والي التحذير من الشرك به، وتأكيد أن الرزق منه وحده سبحانه وتعالى وذلك في مواضع عديدة من السورة التي كررت وصف الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم بأنه نذير مبين من الله تعالى الي الناس كافة، وأن عبادة الله تعالى وحده (بغير شريك ولا شبيه، ولا منازع) وتنزيهه، وتعظيمه عن كل وصف لا يليق بجلاله، هي الغاية من خلق كل من الإنس والجن، وأنذرت السورة في ختامها الذين يكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ما أصاب الأمم السابقة عليهم من عذاب...!!
والسورة في مجمل سياقها دعوة الي الناس كافة لتوجيه القلوب إلي عبادة الله تعالى، ولتخليصها من عوائق الحياة، ووصلها بخالقها الذي هو رب هذا الكون ومليكه.
والآيات الكونية المذكورة في سورة الذاريات أكثر من أن تحصي في مقال واحد، ولذلك سأقتصر هنا علي آية واحدة منها هي قوله تعالى: {والأرض فرشناها فنعم الماهدون}.
وقبل الخوض في ذلك لابد من استعراض الدلالة اللغوية لألفاظ الآية الكريمة ولأقوال المفسرين فيها.

.الدلالة اللغوية:

(الأرض) في اللغة العربية اسم جنس للكوكب الذي نحيا عليه، تمييزا له عن بقية الكون المعبر عنه بالسماوات، وهي لفظة مؤنثة والأصل أن يقال: (أرضه)، والجمع (أرضات) و(أرضون) بفتح الراء أو بتسكينها، وقد تجمع علي (أروض) و(أراض)، ولفظة (الأراضي) تستخدم علي غير قياس.
ويعبر (بالأرض) عن أسفل الشيء، كما يعبر (بالسماء) عن أعلاه، فكل ما سفل من الشيء هو (أرضه)، وكل ما علا منه هو (سماه) أو (سماؤه). ويقال (أرض أريضة) أي حسنة النبت، زكية بينة الزكاء أو (الإراضة)، كما يقال: (تأرض) النبت بمعني تمكن علي الأرض فكثر، و(تأرض) الجدي إذا تناول نبت (الأرض).
ويقال: (أرض نفضة) أي كثيرة الانتفاض، و(أرض رعدة) أي كثيرة الارتعاد، وهي من العمليات المصاحبة للهزات الأرضية (الزلازل).
و(الأرضة) بفتحتين: حشرة صغيرة تأكل الخشب، يقال: (أرضت) الأخشاب (تؤرض) (أرضا) فهي (مأروضة) إذا أكلتها (الأرضة)، ولم تسم العرب فاعلا لهذا الفعل.
(فرشناها): يقال في اللغة: (فرش) الشيء (يفرشه) (فرشا) و(فراشا) بمعني بسطه بسطا، ويقال (للمفروش) (فرش) و(فراش)، وجمعهما (فرش)، و(الفرش) هو (المفروش) أي المبسوط من متاع البيت.
قال تعالى: {الذي جعل لكم الأرض فراشا}(البقرة: 22).
وقال (عز من قائل): {متكئين علي فرش بطائنها من استبرق} (الرحمن: 54).
وقال (سبحانه): {وفرش مرفوعة} (الواقعة: 34).
و(الفرش) يطلق أيضا علي صغار الإبل ومنه قوله تعالى: {ومن الأنعام حمولة وفرشا} (الأنعام: 142).
وذلك لأن (الفرش) هو ما يفرش من الأنعام، أي يركب، قال الفراء: ولم أسمع له بجمع، وأضاف: ويحتمل أن يكون مصدرا سمي به من قولهم: (فرشها) الله (فرشا) أي بثها بثا.
ويقال: (افترش) الشئ بمعني انبسط، و(افترشه) أي وطئه، و(افترش) ذراعيه إن بسطهما تحته علي الأرض أي اتخذهما كالفراش، و(تفريش) الدار تبليطها.
و(الفراشة) وجمعها (فراش) حشرة من الحشرات (من رتبة حرشفيات الأجنحةLepidoptera) تتميز بزوجين من الأجنحة الحاملة للحراشيف الملونة والمزركشة، والفراش يحب الضوء ويتهافت علي مصادره حتي يهبط فيها فيحترق، ولذا قيل في المثل أطيش من فراشة، وقال تعالى: {يوم يكون الناس كالفراش المبثوث} (القارعة: 4).
(الماهدون): و(المهد) في اللغة هو ما يهيأ للغير من فراش، يقال: مهد الفراش (يمهده) (تمهيدا) و(مهدا) أي بسطه يبسطه بسطا، قال تعالى: {قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا} (مريم: 28).
(المهد) و(المهاد) أيضا هو المكان (الممهد) الموطأ. قال ربنا تبارك وتعالى: {الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا} (طه: 53).
ويقال: (امتهد) السنام أي تسوي فصار (كالمهد) أو (المهاد)، و(الماهد) هو الذي (يمهد) وجمعه (ماهدون)، قال تعالى: {والأرض فرشناها فنعم الماهدون} (الذاريات: 48).
ويقال في اللغة: (مهدت) لك كذا أي هيأته وسويته، قال تعالى: {ومهدت له تمهيدا} (المدثر: 14).
وقال (عز من قائل): {من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون} (الروم: 44).
بسط الأرض وتمهيدها في القرآن الكريم جاء ذكر الأرض في أربعمائة وواحد وستين موضعا من كتاب الله، منها ما يشير إلي كوكب الأرض في مقابلة السماء أو السماوات، ومنها ما يشير الي اليابسة التي نحيا عليها أو إلي جزء منها، ومنها ما يشير الي التربة التي تغطي صخور اليابسة، وتفهم الدلالة من سياق الآية الكريمة.
وجاء ذكر فرش الأرض، وبسطها، وتمهيدها، وتوطئتها، وتسويتها، وتذليلها في عشر آيات من آي القرآن الكريم علي النحو التالي:
(1) {الذي جعل لكم الأرض فراشا} (البقرة: 22).
(2) {الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا} (طه: 53).
(3) {الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون} (الزخرف: 10).
(4) {والأرض فرشناها فنعم الماهدون} (الذاريات: 48).
(5) {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فأمشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} (الملك: 15).
(6) {والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا} (نوح: 20،19).
(7) {ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا} (النبأ: 7،6).
(8) {والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم} (النازعات: 33،30).
(9) {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت} (الغاشية: 20،17) (10) {والأرض وما طحاها} (الشمس: 6).
وجاء ذكر خلق الأرض وذكر عدد من صفاتها وظواهرها وأحداثها في أكثر من مائة وسبعين آية أخري، لا أري مجالا لذكرها هنا لأنها إما قد ورد ذكرها في مقالات سابقة، أو سوف تناقش في مناسبات قادمة إن شاء الله تعالى، حسب الموضوع الذي تعرض له الآية أو الآيات القرآنية الكريمة منها.

.أقوال المفسرين: في تفسير قول الحق تبارك وتعالى: {والأرض فرشناها فنعم الماهدون} (الذاريات: 48):

ذكر ابن كثير (رحمه الله): والأرض فرشناها أي جعلناها فراشا للمخلوقات،(فنعم الماهدون) أي وجعلناها مهدا لأهلها.
وذكر صاحبا تفسير الجلالين رحمهما الله مانصه: {والأرض فرشناها} مهدناها،(فنعم الماهدون) نحن.
وذكر صاحب الظلال (عليه من الله الرحمات) قوله: فقد أعد الله هذه الأرض لتكون مهدا للحياة كما أسلفنا، والفرش يوحي باليسر والراحة والعناية، وقد هيئت الأرض لتكون محضنا ميسرا ممهدا، كل شيء فيه مقدر بدقة لتيسير الحياة وكفالتها: {فنعم الماهدون}.
وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن لفضيلة المفتي الأكبر الشيخ محمد حسنين مخلوف (رحمه الله رحمة واسعة) ما نصه: {فرشناها} مهدناها كالفراش للاستقرار عليها.(فنعم الماهدون) المسوون المصلحون.
وجاء في المنتخب في تفسير القرآن الكريم (جزي الله كل من شارك في إخراجه خير الجزاء) ما نصه:
والأرض بسطناها، فنعم المهيئون لها نحن كالمهاد.
وذكر صاحب صفوة التفاسير (جزاه الله خيرا) ما نصه: {والأرض فرشناها} أي والأرض مهدناها لتستقروا عليها، وبسطناها لكم ومددنا فيها لتنتفعوا بها بالطرقات، وأنواع المزروعات، ولا ينافي ذلك كرويتها، فذلك أمر مقطوع به، فإنها مع كرويتها واسعة ممتدة، فيها السهول الفسيحة والبقاع الواسعة، مع الجبال والهضاب ولهذا قال تعالى: {فنعم الماهدون} أي فنعم الباسطون الموسعون لها نحن، وصيغة الجمع للتعظيم.

.بسط الأرض وتمهيدها في العلوم الحديثة:

أولا: تضاريس الأرض الحالية:
تقدر مساحة سطح الأرض الحالية بحوالي 510 ملايين كيلو متر مربع، منها 149 مليون كيلو متر مربع يابسة تمثل حوالي 29 من مساحة سطح الأرض، و361 مليون كيلو متر مربع مسطحات مائية تمثل الباقي من مساحة سطح الأرض (71)، ومن هذه النسبة الأخيرة أرصفة قارية تعتبر الجزء المغمور بالمياه من حواف القارات وتقدر مساحتها بحوالي 173،6 مليون كيلو متر مربع.
وكل من سطح اليابسة وقيعان البحار والمحيطات ليس تام الأستواء ولكنها متعرجة في تضاريس متباينة للغاية، فعلي اليابسة هناك سلاسل الجبال ذات القمم السامقة، وهناك التلال متوسطة الارتفاع، وهناك الروابي، والهضاب، والسهول، والمنخفضات الأرضية المتباينة.
وفي المسطحات المائية هناك البحار الضحلة والبحيرات، كما أن هناك البحار العميقة والمحيطات والتي تتدرج فيها الأعماق من الأرصفة القارية الي المنحدرات القارية ثم الي أعماق وأغوار قيعان المحيطات.
ويقدر ارتفاع أعلي قمة علي سطح اليابسة (وهي قمة جبل إفرست بسلسلة جبال الهيمالايا) بأقل قليلا من تسعة كيلو مترات (8848 مترا) بينما يقدر منسوب أخفض نقطة علي سطح اليابسة (وهي في حوض البحر الميت) بحوالي أربعمائة متر تحت مستوي سطح البحر، وحتي قاع البحر الميت الذي تصل أعمق أجزائه الي حوالي ثمانمائة متر تحت مستوي سطح البحر يعتبر جزءا من اليابسة لأنه بحر مغلق.
ويصل منسوب أعمق أغوار المحيطات (وهو غور ماريانا في قاع المحيط الهادي بالقرب من جزر الفلبين) الي حوالي الأحد عشر كيلو مترا (11،033 متر).
وبذلك يصل الفرق بين أعلي وأخفض نقطتين علي سطح الأرض إلي أقل قليلا من العشرين كيلو مترا (19،881 متر)، وبنسبة ذلك الي نصف قطر الأرض (المقدر بحوالي 6371 كيلو مترا) فإن نسبته لا تكاد تتعدي 0،3ويقدر متوسط منسوب سطح اليابسة بحوالي 840 مترا فوق مستوي سطح البحر، بينما يقدر متوسط أعماق البحار والمحيطات بحوالي الأربعة كيلو مترات (3729 مترا- 4500 متر تحت مستوي سطح الماء).
وتضاريس الأرض الحالية هي نتيجة صراع طويل بين العمليات الداخلية البانية والعمليات الخارجية الهدمية والتي استغرقت حوالي الخمسة بلايين من السنين.
ثانيا: الاتزان الأرضي:
لما كان سطح الأرض في توازن تام مع تباين تضاريسه، فلابد وأن هذا التباين في التضاريس يعوضه تباين في كثافة الصخور المكونة لكل شكل من أشكال هذه التضاريس، فالمرتفعات علي اليابسة لابد وأن يغلب علي تكوينها صخور كثافتها أقل من كثافة الصخور المكونة للمنخفضات من حولها، ومن ثم فلابد وأن يكون لتلك المرتفعات امتدادات من صخورها الخفيفة نسبيا في داخل الصخور الأعلي كثافة المحيطة بها، ومن هنا كان الاستنتاج الصحيح بأن كل مرتفع أرضي فوق مستوي سطح البحر له امتدادات في داخل الغلاف الصخري للأرض يتناسب مع ارتفاعه، وأن كل جبل من الجبال له جذور عميقة من مكوناته الخفيفة تخترق الغلاف الصخري للأرض لتطفو في نطاق الضعف الأراضي حيث تحكمها قوانين الطفو المعروفة كما تحكم أي جسم طاف في مياه البحار والمحيطات من مثل جبال الجليد والسفن.