فصل: قال أبو عمرو الداني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو عمرو الداني:

سورة والطور مكية ولا نظير لها في عددها.
وكلمها ثلاث مئة واثنتا عشرة كلمة.
وحروفها ألف حرف.
وهي أربعون وسبع آيات في المدنيين والمكي وثمان في البصري وتسع في الكوفي والشامي.
اختلافها آيتان {والطور} لم يعدها المدنيان والمكي وعدها الباقون {إلى نار جهنم دعا} عدها الكوفي والشامي ولم يعدها الباقون.
وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا بإجماع موضع واحد وهو قوله تعالى: {يوم يدعون}.

.ورءوس الآي:

{مسطور}.
2- {منشور}.
3- {المعمور}.
4- {المرفوع}.
5- {المسجور}.
6- {لواقع}.
7- {دافع}.
8- {مورا}.
9- {سيرا}.
10- {للمكذبين}.
11- {يلعبون}.
12- {تكذبون}.
14- {لا تبصرون}.
15- {تعملون}.
16- {ونعيم}.
17- {الجحيم}.
18- {تعملون}.
19- {عين}.
20- {رهين}.
21- {يشتهون}.
22- {ولا تأثيم}.
23- {مكنون}.
24- {يتساءلون}.
25- {مشفقين}.
26- {السموم}.
27- {الرحيم}.
28- {مجنون}.
29- {المنون}.
30- {المتربصين}.
31- {طاغون}.
32- {لا يؤمنون}.
33- {صادقين}.
34- {الخالقون}.
35- {لا يوقنون}.
36- {المصيطرون}.
37- {مبين}.
38- {البنون}.
39- {مثقلون}.
40- {يكتبون}.
41- {المكيدون}.
42- {يشركون}.
43- {مركوم}.
44- {يصعقون}.
45- {ينصرون}.
46- {لا يعلمون}.
47- {تقوم}.
48- {النجوم}. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال المراغي:

سورة الطور:
{الطور} بالسريانية: الجبل، والمراد به طور سينين، وهو الجبل الذي كلم اللّه عليه موسى عليه السلام، والمراد بالكتاب هنا: ما كتب من الكتب السماوية كالقرآن والتوراة والإنجيل، والمسطور: أي المكتوب على طريق منظم، والسطر ترتيب الحروف المكتوبة، والرّق: (بالفتح والكسر) جلد رقيق يكتب فيه، والمنشور: المفتوح الذي لا ختم عليه، و{البيت المعمور}: هو الكعبة المعمورة بالحجاج والمجاورين، و{السقف المرفوع}: هو السماء، و{المسجور} أي الموقد المحمى، من سجر النار أي أوقدها وعنى به باطن الأرض وهو الذي دل عليه الكشف الحديث ولم تعرفه الأمم قديما، وقد أشارت إليه الأحاديث، فعن عبد اللّه بن عمر: «لا يركبنّ رجل البحر إلا غازيا أو معتمرا أو حاجا، فإن تحت البحر نارا، وتحت النار بحرا».
وقد أثبت علماء طبقات الأرض (الجيلوجيا) أن الأرض كلها كبطيخة وقشرتها كقشرة البطيخة أي إن نسبة قشرة الأرض إلى النار التي في باطنها كنسبة قشرة البطيخة إلى باطنها الذي يؤكل، فنحن الآن فوق نار عظيمة: أي فوق بحر مملوء نارا، وهذا البحر مغطى من جميع جهاته بالقشرة الأرضية المحكمة السد عليه، ومن حين إلى آخر تتصاعد من ذلك البحر نار تظهر في الزلازل والبراكين كبركان فيزوف الذي هاج بإيطاليا سنة 1909 م وابتلع مدينة مسّينا، والزلزلة التي حدثت باليابان سنة 1925 م وخربت مدنا بأكملها.
و{تمور}: أي تضطرب وترتجّ وهى في مكانها، وأصل المور التردد في الذهاب والمجيء، وقد يطلق على السير مطلقا كما قال الأعشى:
كأن مشيتها من بيت جارتها ** مور السحابة لا ريث ولا عجل

و أصل الخوض: السير في الماء ثم استعمل في الشروع في كل شىء وغلب في الخوض في الباطل، كالإحضار فإنه عام في كل شىء ثم غلب استعماله في الإحضار للعذاب، {يدعّون}: أي يدفعون دفعا عنيفا شديدا بأن تغلّ أيديهم إلى أعناقهم وتجمع نواصيهم إلى أقدامهم ويدفعون إلى النار ويطرحون فيها.
{فاكهين}: أي طيبة نفوسهم، مسرورة بما هي فيه، {وقاهم}: أي حفظهم، والطعام الهنيء: ما لا يلحق المرء فيه مشقة ولا يعقبه تخمة ولا سقم، {وزوّجناهم}: أي قرنّاهم، والحور: واحدتهن حوراء، والحور: اسوداد المقلة، و{العين}: واحدتهن عيناء: أي واسعة العينين.
{ألتناهم}: أي أنقصناهم، {رهين}: أي مرهون بعمله عند اللّه، والعمل الصالح يفكّه، والعمل الطالح يوبقه، و{أمددناهم}: أي زدناهم، {مما يشتهون}: أي من صنوف النعماء، وضروب الآلاء، {يتنازعون}: أي يتجاذبون تجاذب ملاعبة وسرور، والكأس: الإناء بما فيه من الشراب قاله الراغب، وقد يسمى كل منهما على انفراد كأسا، {لا لغو فيها}: أي في شرابها، فلا يتكلمون في أثناء الشراب بلغو الحديث وسقط الكلام، {ولا تأثيم}: أي ولا يفحشون في القول كما هو ديدن الندامى في الدنيا، فإنهم كثير واللغو فعالون للآثام، {غلمان}: أي مماليك مختصون بهم، {مكنون}: أي مصون في أصدافه لم تنله الأيدى فهو يكون أبيض صافى اللون، و{السموم}: النار، و{البر}: الواسع الإحسان.
{فذكر}: أي فاثبت على ما أنت عليه من التذكير، والكاهن: من يخبر بالأخبار الماضية الخفية بضرب من الظن، والعرّاف: من يخبر بالأخبار المستقبلة كذلك قاله الراغب، و{نتربص}: أي ننتظر، و{المنون}: الدهر، وريبه: حوادثه وصروفه قال أبو ذؤيب:
أمن المنون وريبها تتوجع ** والدهر ليس بمعتب من يجزع

وقال آخر:
تربّص بها ريب المنون لعلها ** تطلّق يوما أو يموت حليلها

الأحلام: العقول، والطغيان: تجاوز الحد في المكابرة والعناد، {تقوله}: أي اختلقه من تلقاء نفسه، إذ التقول لا يستعمل غالبا إلا في الكذب.
{من غير شىء}: أي من غير خالق، {خزائن ربك}: أي خزائن رزقه، {المسيطرون}: أي القاهرون المسلطون عليها، من قولهم: سيطر على كذا. إذا راقبه وأقام عليه، {سلّم}: أي مرتقى إلى السماء، {بسلطان مبين}: أي بحجة واضحة تصدق استماعه، {مغرم}: أي التزام غرامة تطلبها منهم، {مثقلون}: أي محملون ثقلا، {الغيب}: أي علم الغيب، {كيدا}: أي شرا، {المكيدون}: أي الذين يحيق بهم الشر ويعود إليهم وباله.
{كسفا}: أي قطعة، {مركوم}: أي متراكم ملقى بعضه على بعض، {يصعقون}: أي يقتلون، {دون ذلك}: أي قبله، وهو ما أصابهم من القحط سبع سنين، {بأعيننا}: أي في حفظنا وحراستنا، {وإدبار النجوم}: أي وقت إدبارها من آخر الليل أي غيبتها بضوء الصباح. اهـ. باختصار.

.قال الفراء:

سورة الطور:
{وَالطُّورِ}.
وقوله عز وَجل: {وَالطُّورِ}.
أقسَم به وَهُو الجَبلُ الذي بمَدْيَنَ الذي كلّمَ اللهُ جلَّ وَعزَّ موسى عليه السلام عنده تكليمًا.
{فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ}.
وقوله تبارك وتعالى: {فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ}.
والرَّقُ: الصحائفُ التي تُخْرَجُ إلى بنى آدَمَ، فآخِذٌ كتابَه بيمينهِ، وآخِذٌ كتابَه بشمالهِ.
{وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}.
وقوله تبارك وتعالى: {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}.
بيت كان آدم صلى الله عليه بناه فرُفِع أيام الطوفانِ، وهو في السماء السادسَةِ بحيال الكعبةِ.
{وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ}.
وقوله عز وجل: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ}.
كان على بن أبى طالب رحمه الله يقول: مسجورٌ بالنار، والمسجورُ في كلام العرب: المَمْلوء.
{يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا}.
وقوله تبارك وتعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا}.
تدورُ بما فيها وتسيرُ الجبال عن وجه الأرض: فتستوى هي والأرضُ.
{يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا}.
وقوله عز وجل: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ}.
يُدفعون: وكذلِكَ قوله: {فَذَلِكَ الذي يَدُعُّ الْيَتِيمَ}.
{فَاكِهِينَ بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}.
وقوله تبارك وتعالى: {فَاكِهِينَ بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ}.
مُعْجَبِينَ بما آتاهم ربُّهم.
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ}.
وقوله تبارك وتعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم}:
قرأها عبد الله بن مسعود: {وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}.
{أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} على التوحيد.
قال حدثنا محمد بن الجهم قال: حدثنا الفراءُ قال: حدثنى قيسُ والمفضلُ الضبى عن الأعمش عن إبراهيم، فأما المفضَّلُ فقال عن علقمة عن عبد الله، وقال قيسٌ عن رجل عن عبد الله قال: قرأ رجل على عبد الله {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتّبَعهم ذُرِّيَاتُهم بإِيمانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهم}. قال: فجعل عبد الله يقرؤها بالتوحيد. قال حتّى ردَّدَها عليه نحوًا من عشرين مرةً لا يقول ليسَ كما يقول وقرأها الحسنُ: كلتيهما بالجمع، وقرأ بعض أهل الحجاز، الأولى بالتوحيد، والثانية بالجمع، ومعنى قوله: {وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم} يقال: إذا دَخَلَ أهلُ الجنةِ الجنة فإن كانَ الوالدُ أرفَع درجة من ابنه رُفِع ابنُه إليه، وإن كانَ الولدُ أرفعَ رُفعَ والدُه إليه.
وقوله عز وجل: {وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ}.
الألْتُ: النقصُ، وفيه لغةٌ أخرى: {وما لِتْناهم من عَملِهم من شىء}، وكذلِكَ هي في قراءة عبد الله، وأبى بن كعب قال الشاعرُ:
أبلغْ بنى ثُمَلٍ عنِّى مُغَلْغَلَة ** جَهْدَ الرسالةِ لا أَلْتًا ولا كذِبا

يقول: لا نقصانٌ، ولا زيادةٌ، وقال الآخِرُ:
وليلةٍ ذات نَدىً سَرَيتُ ** ولم يَلتْنى عن سُرَاها لَيْتُ

واللَّيْتُ ها هُنا مصدر لم يَثْننِى عنها نَقْصٌ بى ولا عَجْزٌ عنها.
{إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}.
وقوله تبارك وتعالى: {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ}.
إِنَّه قرأها عاصم والأعمشُ، والحسنُ- {إِنَّه}- بكسرِ الألفِ، وقرأها أبو جعفر المدنى ونافع- {أنَّه}، فمن: كسرَ استأنفَ، ومَن نصَبَ أراد: كُنَّا ندعوه بأنه بَرٌ رحِيمٌ، وهو وجه حسنٌ. قال الفراءُ: الكسائىُّ يفتحُ {أنَّه}، وأنا أكسِرُ، وإنما قلتُ: حسنٌ لأن الكسائى قرأه.
{أَمْ يَقولونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ}.