فصل: قال ابن زنجلة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {وما ألتناهم} اجمع القراء على فتح اللام إلا ما قرأ به ابن كثير من كسرها وقد علل ذلك في الحجرات.
قوله تعالى: {لا لغو فيها ولا تأثيم} يقرأ بالنصب وطرح التنوين والرفع والتنوين فالحجة لمن نصب انه بني الاسم مع لا كبناء خمسة عشر فحذف التنوين وبناه على الفتح والحجة لمن رفع انه لم يعمل لا واعمل معنى الابتداء وجعل الظرف الخبر.
ومعنى {يتنازعون} ها هنا يتعاطون ويتداولون ومنه قول الأخطل:
نازعته طيب الراح الشمول وقد ** صاح الدجاج وحانت وقعة الساري

قوله تعالى: {إنه هو البر الرحيم} يقرأ بفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح أنه أراد حرف الجر فلما حذفه تعدى الفعل فعمل والحجة لمن كسر انه جعل تمام الكلام عند قوله: {ندعوه} ثم ابتدأ إن بالكسر على ما أوجبه الابتداء لها.
قوله تعالى: {يصعقون} يقرأ بفتح الياء وضمها فالحجة لمن فتح انه جعل الفعل لهم ولم يعده إلى غيرهم فالواو ضمير الفاعلين والنون علامة رفع الفعل والحجة لمن ضم انه جعل الفعل لما لم يسم فاعله فرفع المفعول بذلك.
فان قيل ما وجه رفع المفعول ها هنا بعد ما كان النصب أولى به فقل لأنه أشبه الفاعل في المعنى لان الفعل الذي كان حديثا عن الفاعل صار حديثا عن المفعول فقام مقامه فأعرب بإعرابه.
فإن قيل فعلامة الإعراب إنما تقع في آخر الفعل بغير حائل كوقوعها على آخر حروف الاسم فلم جعلت النون في الفعل المضارع إعرابا وقد حالت الألف والواو بينهما.
وبين الفعل فقل لأنه لما كنى عن الفاعل في الفعل مثنى ومجموعا اختلط بالفعل اختلاطا لا يمكن فصله فصار كبعض حروفه فكأنك لم تحل بين الفعل وعلامة الرفع بشيء.
قوله تعالى: {أم هم المصيطرون} يقرأ بالصاد والسين وإشمام الزاي ها هنا وفي الغاشية وقد ذكرت علل ذلك فيما سلف.
ومعنى المصيطر المسلط فأما لفظ مسيطر ومبيقر ومبيطر ومهيمن وكميت وثريا فمصغرات جاءت عن العرب لا مكبر لهم فاعرفهن. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

52- سورة الطور:
{والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء} 21.
قرأ أبو عمرو {وأتبعناهم} بالنون والألف {ذرياتهم} جماعة {ألحقنا بهم ذرياتهم} جماعة وكسر التاء وإنما كسر التاء وهي موضع نصب لأن التاء غير أصلية كما تقول رايت مسلمات.
قوله: {وأتبعناهم} جعل الفعل لله سبحانه وحجته قوله: {ألحقنا بهم} ولم يقل لحقت فذهب أبو عمرو إلى أنه لما أتى عقيب الفعل.
فعل بلفظ الجمع وفق بين اللفظين لأنه في سياقه ليأتلف الكلام على نظام واحد وتبعت يتعدى إلى مفعول واحد فإذا نقل بالهمزة تعدى إلى مفعولين فالمفعول الأول الهاء والميم في قوله: {وأتبعناهم} والمفعول الثاني {ذرياتهم}.
وقرأ نافع {واتبعتهم} بالتاء والتشديد {ذريتهم} بغير ألف ورفع التاء {ألحقنا بهم ذرياتهم} بالألف وكسر التاء فجمع وأفرد لأن كل واحد منهما جائز ألا ترى أن الذرية قد تكون جمعا فإذا جمعت فلأن الجموع قد تجمع نحو أقوام.
قرأ ابن عامر {واتبعتهم} بالتشديد {ذرياتهم} بالألف ورفع التاء {ألحقنا بهم ذرياتهم} جماعة وكسر التاء وجمع في الموضعين لأن الجموع تجمع نحو الطرقات.
وقرأ أهل الكوفة وأهل مكة {واتبعتهم} بالتشديد {ذريتهم} على واحدة وارتفعت الذرية بفعلها {ألحقنا بهم ذريتهم} على التوحيد أيضا وهي مفعولة لأن الله تعالى لما ألحقها لحقت هي كما تقول أمات الله زيدا فمات هو وأدخلت زيدا الدار فدخل هو والذرية تنوب عن الجمع قوله: {واتبعتهم} {وأتبعناهم} يتداخلان تداخل يدخلون الجنة ويدخلون الجنة لأن الله تعالى إذا أتبعهم ذريتهم اتبعتهم.
قرأ ابن كثير {وما ألتناهم} بكسر اللام وقرأ الباقون بالفتح.
وهما لغتان يقال ألت يألت وألت بكسر اللام يألت كما تقول نقم ينقم ونقم ينقم.
{يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم} 23
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {لا لغو فيها ولا تأثيم} بالنصب فيهما وقرأ الباقون بالرفع.
فمن رفع فعلى ضربين على الرفع بالابتداء وفيها الخبر وعلى أن تكون لا في مذهب ليس رافعة ومن نصب فعلى النفي والتبرئة.
واعلم أن لا إذا وقعت على نكرة جعلت هي والاسم الذي بعدها كاسم واحد وبني ذلك على الفتح وإذا كررت جاز الرفع والنصب وإذا لم تكرر فالوجه فيه الفتح فمن رفع فكأنه جعله جوابا لقول القائل أفيها لغو أو تأثيم فجعله نفيا لهذا ومن نصب جعله جوابا لقوله هل من لغو فيها أو تأثيم فجوابه لا لغو فيها ولا تأثيم وقد بينت في سورة البقرة.
{إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم} 28
قرأ نافع والكسائي {إنا كنا من قبل ندعوه أنه هو البر الرحيم}.
بفتح الألف المعنى ندعوه لأنه هو البر الرحيم أي لرحمته يجيب من دعاه فكذلك ندعون قال أبو عبيد من نصب أراد ندعوه بأنه أو لأنه هو البر فيصير المعنى إنه يدعى من أجل هذا.
وقرأ الباقون {إنه} بكسر الألف قطعوا الكلام مما قبله واختار أبو عبيد الكسر وقال إن ربنا كذلك على كل حال.
{أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون} 37
قرأ ابن كثير وحفص {أم هم المسيطرون} بالسين وقرأ حمزة بالإشمام وقرأ الباقون بالصاد.
و{المسيطرون} الأرباب المتسلطون يقال تسيطر علينا وتصيطر بالصاد والسين والأصل السين وكل سين بعدها طاء يجوز أن تقلب صادا سطر وصطر ويجوز الإشمام.
{فذرهم حتى يلقوا يومهم الذي فيه يصعقون} 45
قرأ عاصم وابن عامر {فيه يصعقون} بضم الياء أي يهلكون وقرأ الباقون {يصعقون} بالفتح أي يموتون جعلوا الفعل منسوبا إليهم تقول صعق الرجل يصعق وأصعقه غيره وحجه من فتح قوله فصدق {من في السموات ومن في الأرض} فأما من قرأ {يصعقون} فإنه نقل الفعل بالهمزة تقول صعق هو وأصعقه غيره ف {يصعقون} من باب يكرمون لمكان النقل بالهمز. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة الطور:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

.[سورة الطور: الآيات 1- 10]:

{وَالطُّورِ (1) وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ (7) ما لَهُ مِنْ دافِعٍ (8) يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْرًا (10)}.

.الإعراب:

(الواو) واو القسم {الطور} مقسم به مجرور بالواو، متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة {في رقّ} متعلّق بنعت لـ {كتاب}، (اللام) لام القسم، وهي عوض من المزحلقة {ما} نافية {له} متعلّق بخبر مقدم {دافع} مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر {يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق بـ {دافع}- أو بـ {واقع}- {مورا} مفعول مطلق منصوب، وكذلك {سيرا}.
جملة: (أقسم) بـ {الطور} لا محلّ لها ابتدائيّة وجملة: {إنّ عذاب ربّك لواقع} لا محلّ لها جواب القسم وجملة: {ما له من دافع} في محلّ رفع خبر ثان.
وجملة: {تمور السماء} في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: {تسير الجبال} في محلّ جر معطوفة على جملة {تمور السماء}.

.الصرف:

(3) {رقّ}: اسم للجلد الرقيق الذي يكتب عليه، وزنه فعل بكسر فسكون وعينه ولامه من حرف واحد.
(4) {المعمور}: اسم مفعول من الثلاثي عمر، وزنه مفعول.
(5) {المرفوع}: اسم مفعول من الثلاثي رفع، وزنه مفعول.
(6) {المسجور}: اسم مفعول من الثلاثي سجر، وزنه مفعول وسجر بمعنى ملأ.
(8) {دافع}: اسم فاعل من الثلاثي دفع وزنه فاعل.
(9) {مورا}: مصدر الثلاثي مار يمور بمعنى تحرّك ودار، وزنه فعل بفتح فسكون.

.البلاغة:

التنكير: في قوله تعالى: {وَكِتابٍ مَسْطُورٍ}.
وفائدة التنكير الدلالة على اختصاصه من جنس الكتب بأمر يتميز به عن سائرها، ففي التنكير كمال التعريف، والتنبيه على أن ذلك الكتاب لا يخفي، نكّر أو عرّف، كقوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها}.

.الفوائد:

- الجملة الواقعة جوابا للقسم..
وهي من الجمل التي لا محل لها من الإعراب، ومثالها هذه الآية {إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ} فهي جواب للقسم المتقدم، لا محل لها من الإعراب. وكذلك قوله تعالى: {وَالقرآن الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ} {لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} فجملة {لينبذن في الحطمة} هي جواب لقسم مقدر.
تثنيه:
من أمثلة جواب القسم ما يخفي، مثل قوله تعالى: {أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ} {وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} {وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ} وذلك لأن أخذ الميثاق بمعنى الاستحلاف، قاله كثيرون، منهم الزجاج، ويوضحه قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} وقال الكسائي والفراء: التقدير: بأن لا تعبدوا إلا اللّه، وبأن لا تسفكوا، ثم حذف الجار، وجوز الفراء أن يكون الأصل النهي، ثم أخرج مخرج الخبر. ويؤيده أن بعده {قولوا} {وأقيموا} {وآتوا}.

.[سورة الطور: الآيات 11- 16]:

{فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (14) أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (15) اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16)}.

.الإعراب:

(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ويل) مبتدأ مرفوع، {يومئذ} ظرف منصوب، مضاف إلى ظرف آخر متعلّق بـ (ويل)، والتنوين فيه عوض من جملة محذوفة أي يوم إذ يقع العذاب {للمكذّبين} متعلّق بخبر المبتدأ (ويل).
جملة: {ويل} {للمكذّبين} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان أمر العذاب كذلك فويل للمكذّبين.
وجملة: {هم في خوض} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} وجملة: {يلعبون} في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ {هم} 13- {يوم} ظرف منصوب بدل من يومئذ {إلى نار} متعلّق بـ {يدّعون}، {دعّا} مفعول مطلق منصوب..
وجملة: {يدّعون} في محلّ جرّ مضاف إليه 14- {هذه} اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ خبره {النار}، {التي} موصول في محلّ رفع نعت للنار {بها} متعلّق بـ {تكذّبون}.
وجملة: {هذه النار} في محلّ نصب مقول القول لقول مقدر وجملة: {كنتم بها تكذّبون} لا محلّ لها صلة الموصول {التي} وجملة: {تكذّبون} في محلّ نصب خبر كنتم 15- (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الفاء) عاطفة (سحر) خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر {هذا}، {أم} حرف معادل لهمزة الاستفهام، {لا} نافية..
وجملة: {سحر هذا} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول وجملة: {أنتم لا تبصرون} في محلّ نصب معطوفة على جملة سحر هذا وجملة: {لا تبصرون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أنتم}.
16- {أو} حرف عطف {لا} ناهية جازمة {سواء} خبر لمبتدأ محذوف تقديره صبركم، {عليكم} متعلّق بـ {سواء}، {إنّما} كافّة ومكفوفة، و(الواو) في {تجزون} نائب الفاعل {ما} حرف مصدري.
وجملة: {اصلوها} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: {اصبروا} لا محلّ لها معطوفة على جملة اصلوها وجملة: {لا تصبروا} لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبروا وجملة: (صبركم..) {سواء} لا محلّ لها اعتراضية وجملة: {تجزون} لا محلّ لها تعليل للخيار في الصبر وعدمه وجملة: {كنتم تعملون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) والمصدر المؤوّل (ما كنتم...) في محلّ نصب مفعول به بحذف مضاف أي جزاء ما كنتم.
وجملة: {تعملون} في محلّ نصب خبر {كنتم}.

.الصرف:

(13) {دعّا}: مصدر سماعي لفعل دعّ يدعّ الثلاثي باب نصر بمعنى دفعه في صدره بعنف، وزنه فعل بفتح فسكون.

.البلاغة:

الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ}.
وأصل الخوض المشي في الماء، ثم تجوز فيه عن الشروع في كل شيء، وغلب في الخوض في الباطل. فقد شبه الكذب، والاندفاع في الباطل، بلجة يخوضها اللاعب. يقال: خاض الفرات أي اقتحمها، وخاض في الحديث أفاض فيه.
ويقال: إنه يخوض المنايا، أي يلقي نفسه في المهالك.

.الفوائد:

معاني الهمزة:
الأصل في الهمزة أنها حرف للاستفهام كقولنا: (أأنت فعلت هذا؟) ولكنها قد تخرج عن الاستفهام الحقيقي، فترد لثمانية معان:
1- التسوية: وربما توهم أن المراد بها الهمزة الواقعة بعد كلمة سواء، وليس كذلك، بل كما تقع بعدها تقع بعد: