فصل: قال القرطبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



المسألة الرابعة:
هذا يدل على أنه لم يطلب منهم أجرًا ما، وقوله تعالى: {قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ المودة في القربى} [الشورى: 23] يدل على أنه طلب أجرًا ما فكيف الجمع بينهما؟ نقول لا تفرقة بينهما بل الكل حق وكلاهما ككلام واحد، وبيانه هو أن المراد من قوله: {إِلاَّ المودة في القربى} هو أني لا أسألكم عليه أجرًا يعود إلى الدنيا، وإنما أجرى المحبة في الزلفى إلى الله تعالى، وأن عباد الله الكاملين أقرب إلى الله تعالى من عباده الناقصين، وعباد الله الذين كلمهم الله وكلموه وأرسلهم لتكميل عباده فكملوا أقرب إلى الله من الذين (لم يكلمهم و) لم يرسلهم الله ولم يكملوا وعلى هذا فهو في معنى قوله: {إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى الله} [يونس: 72] وإليه أنتمي وقوله صلى الله عليه وسلم: «فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة» وقوله: {فَهُم مّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ} وبين ما ذكرنا أن قوله: {أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْرًا} المراد أجر الدنيا وقوله: {قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا} المراد العموم ثم استثنى، ولا حاجة إلى ما قاله الواحدي إن ذلك منقطع معناه لكن المودة في القربى، وقد ذكرناه هناك فليطلب منه.
المسألة الخامسة:
قوله تعالى: {فَهُم مّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ} إشارة إلى أنه صلى الله عليه وسلم ما طلب منهم شيئًا ولو طالبهم بأجر ما كان لهم أن يتركوا اتباعه بأدنى شيء، اللّهم إلا إن أثقلهم التكليف ويأخذ كل ما لهم ويمنعهم التخليف فيثقلهم الدين بعد ما لا يبقى لهم العين.
{أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41)}.
وهو على الترتيب الذي ذكرناه كأنه تعالى قال لهم: بم اطرحتم الشرع ومحاسنه، وقلتم ما قلتم بناء على اتباعكم الأوهام الفاسدة التي تسمونها المعقولات، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يطلب منكم أجرًا وأنتم لا تعلمون فلا عذر لكم لأن العذر إما في الغرامة وإما في عدم الحاجة إلى ما جاء به ولا غرامة عليكم فيه ولا غنى لكم عنه وفيه مسائل:
المسألة الأولى:
كيف التقدير؟ قلنا لا حاجة إلى التقدير بل هو استفهام متوسط على ما ذكرنا كأنه قال أتهديهم لوجه الله تعالى أم تسألهم أجرًا فيمتنعون أم لا حاجة لهم إلى ما تقول لكونهم عندهم الغيب فلا يتبعون.
المسألة الثانية:
الألف واللام في الغيب لتعريف ماذا ألجنس أو لعهد؟ نقول الظاهر أن المراد نوع الغيب كما يقول القائل اشترى اللحم يريد بيان الحقيقة لأكل لحم ولا لحمًا معينًا، والمراد في قوله تعالى: {عالم الغيب والشهادة} [الأنعام: 73] الجنس واستغراقه لكل غيب.
المسألة الثالثة:
على هذا كيف يصح عندهم الغيب وما عند الشخص لا يكون غيبًا؟ نقول معناه حضر عندهم ما غاب عن غيرهم، وقيل هذا متعلق بقوله: {نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون} [الطور: 30] أي أعندكم الغيب تعلمون أنه يموت قبلكم وهو ضعيف، لبعد ذلك ذكر، أو لأن قوله تعالى: {قُلْ تَرَبَّصُواْ} متصل به وذلك يمنع اتصال هذا بذلك.
المسألة الرابعة:
ما الفائدة في قوله: {فَهُمْ يَكْتُبُونَ}؟ نقول وضوح الأمر، وإشارة إلى أن ما عند النبي صلى الله عليه وسلم من علم الغيب علم بالوحي أمورًا وأسرارًا وأحكامًا وأخبارًا كثيرة كلها هو جازم بها وليس كما يقول المتفرس، الأمر كذا وكذا، فإن قيل اكتب به خطك أنه يكون يمتنع ويقول أنا لا أدعي فيه الجزم والقطع ولكن أذكره كذا وكذا على سبيل الظن والاستنباط وإن كان قاطعًا يقول اكتبوا هذا عني، وأثبتوا في الدواوين أن في اليوم الفلاني يقع كذا وكذا فقوله: {أَمْ عِندَهُمُ الغيب فَهُمْ يَكْتُبُونَ} يعني هل صاروا في درجة محمد صلى الله عليه وسلم حتى استغنوا عنه وأعرضوا، ونقل عن ابن قتيبة أن المراد من الكتابة الحكم معناه يحكمون وتمسك بقوله صلى الله عليه وسلم: «اقض بيننا بكتاب الله» أي حكم الله وليس المراد ذلك، بل هو من باب الإضمار معناه بما في كتاب الله تعالى يقال فلان يقضي بمذهب الشافعي أي بما فيه، ويقول الرسول الذي معه كتاب الملك للرعية اعملوا بكتاب الملك.
{أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42)}.
فيه مسائل:
المسألة الأولى:
ما وجه التعلق والمناسبة بين الكلامين؟ قلنا يبين ذلك ببيان المراد من قوله: {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا} فبعض المفسرين قال أم يريدون أن يكيدوك فهم المكيدون، أي لا يقدرون على الكيد فإن الله يصونك بعينه وينصرك بصونه، وعلى هذا إذا قلنا بقول من يقول {أَمْ عِندَهُمُ الغيب} [الطور: 41] متصل بقوله تعالى: {نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون} [الطور: 30] فيه ترتيب في غاية الحسن وهو أنهم لما قالوا {نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون} قيل لهم أتعلمون الغيب فتعلمون أنه يموت قبلكم أم تريدون كيدًا فتقولون نقتله فيموت قبلنا فإن كنتم تدعون الغيب فأنتم كاذبون، وإن كنتم تظنون أنكم تقدرون عليه فأنتم غالطون فإن الله يصونه عنكم وينصره عليكم، وأما على ما قلنا إن المراد منه أنه صلى الله عليه وسلم لا يسألكم على الهداية مالًا وأنتم لا تعلمون ما جاء به لولا هدايته لكونه من الغيوب، فنقول فيه وجوه الأول: أن المراد من قوله تعالى: {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا} أي من الشيطان وإزاغته فيحصل مرادهم كأنه تعالى قال أنت لا تسألهم أجرًا وهم يعلمون الغيب فهم محتاجون إليك وأعرضوا فقد اختاروا كيد الشيطان ورضوا بإزاغته، والإرادة بمعنى الاختيار والمحبة، كما قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخرة نَزِدْ لَهُ في حَرْثِهِ} [الشورى: 20] وكما قال: {أأئفكا ءالِهَةً دُونَ الله تُرِيدُونَ} [الصافات: 86] وأظهر من ذلك قوله تعالى: {إِنّى أُرِيدُ أَن تَبُوء بِإِثْمِى وَإِثْمِكَ} [المائدة: 29] الوجه الثاني: أن يقال إن المراد، والله أعلم أم يريدون كيدًا لله فهو واصل إليهم وهم عن قريب مكيدون، وترتيب الكلام هو أنهم لما لم يبق حجة في الإعراض فهم يريدون نزول العذاب بهم والله أرسل إليهم رسولًا لا يسألهم أجرًا ويهديهم إلى ما لا علم لهم ولا كتاب عندهم وهم يعرضون، فهم يريدون إذًا أن يهلكهم ويكيدهم، لأن الاستدراج كيد والإملاء لازدياد الإثم، كذلك لا يقال هو فاسد لأن الكيد والإساءة لا يطلق على فعل الله تعالى إلا بطريق المقابلة، وكذلك المكر فلا يقابله أساء الله إلى الكفار ولا اعتدى الله إلا إذا ذكر أولًا فيهم شيء من ذلك، ثم قال بعد ذلك بسببه لفظًا في حق الله تعالى كما في قوله تعالى: {وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا} [الشورى: 40] وقال: {فَمَنِ اعتدى عَلَيْكُمْ فاعتدوا عَلَيْهِ} [البقرة: 194] وقال: {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ الله} [آل عمران: 54] وقال: {يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا} [الطارق: 15، 16] لأنا نقول الكيد ما يسوء من نزل به وإن حسن ممن وجد منه، ألا ترى أن إبراهيم عليه السلام قال: {لأَكِيدَنَّ أصنامكم بَعْدَ أَن تُوَلُّواْ مُدْبِرِينَ} [الأنبياء: 57] من غير مقابلة.
المسألة الثانية:
ما الفائدة في قوله تعالى: {فالذين كَفَرُواْ هُمُ المكيدون} وما الفرق بين معنى هذا الكلام ومعنى قول القائل: أم يريدون كيدًا فهم المكيدون؟ نقول الفائدة كون الكافر مكيدًا في مقابلة كفره لا في مقابلة إرادته الكيد ولو قال: أم يريدون كيدًا فهم المكيدون، كان يفهم منه أنهم إن لم يريدوه لا يكونوا مكيدين، وهذا يؤيد ما ذكرناه أن المراد من الكيد كيد الشيطان أو كيد الله، بمعنى عذابه إياهم لأن قوله: {فالذين كَفَرُواْ هُمُ المكيدون} عام في كل كافر كاده الشيطان ويكيده الله أي يعذبه، وصار المعنى على ما ذكرناه أتهديهم لوجه الله أم تسألهم أجرًا فتثقلهم فيمتنعون عن الاتباع، أم عندهم الغيب فلا يحتاجون إليك فيعرضون عنك، أم ليس شيء من هذين الأمرين الأخيرين فيريدون العذاب، والعذاب غير مدفوع عنهم بوجه من الوجوه لكفرهم فالذين كفروا معذبون.
المسألة الثالثة:
ما الفائدة في تنكير الكيد حيث لم يقل أم يريدون كيدك أو الكيد أو غير ذلك ليزول الإبهام؟ نقول فيه فائدة، وهي الإشارة إلى وقوع العذاب من حيث لا يشعرون فكأنه قال يأتيهم بغتة ولا يكون لهم به علم أو يكون إيرادًا لعظمته كما ذكرنا مرارًا.
{أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43)}.
أعاد التوحيد وهو يفيد فائدة قوله تعالى: {أَمْ لَهُ البنات وَلَكُمُ البنون} [الطور: 39] وفي {سبحان الله} بحث شريف: وهو أهل اللغة قالوا: سبحان اسم علم للتسبيح، وقد ذكرنا ذلك في تفسير قوله تعالى: {فَسُبْحَانَ الله حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم: 17] وأكثرنا من الفوائد، فإن قيل يجوز أن نقول سبحان الله اسم مصدر، ونقول سبحان على وزن فعلان فنذكر سبحان من غير مواضع الإيقاع لله كما يقال في التسبيح، نقول ذلك مثل قول القائل من حرف جار وفي كلمة ظرف حيث يخبر عنه مع أن الحرف لا يخبر عنه فيجاب بأن من وفى حينئذ جعلا كالاسم ولم يتركا على أصلهما المستعمل في مثل قولك أخذت من زيد والدرهم في الكيس، فكذلك سبحان فيما ذكر من المواضع لم يترك على مواضع استعماله فإنه حينئذ لم يترك علمًا كما يقال زيد على وزن فعل بخلاف التسبيح فيما ذكرنا.
المسألة الرابعة:
ما في قوله تعالى: {عَمَّا يُشْرِكُونَ} يحتمل وجهين أحدهما: أن تكون مصدرية معناه سبحانه عن إشراكهم ثانيهما: خبرية معناه عن الذين يشركون، وعلى هذا فيحتمل أن يكون عن الولد لأنهم كانوا يقولون البنات لله فقال سبحان الله على البنات والبنين، ويحتمل أن يكون عن مثل الآلهة لأنهم كانوا يقولون هو مثل ما يعبدونه فقال سبحان الله عن مثل ما يعبدونه. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ}.
{أَمْ} صلة زائدة والتقدير أخلقوا من غير شيء.
قال ابن عباس: من غير ربّ خلقهم وقدّرهم.
وقيل: من غير أمّ ولا أب؛ فهم كالجماد لا يعقلون ولا تقوم للَّهِ عليهم حجة؛ ليسوا كذلك! أليس قد خُلِقوا من نطفة وعلقة ومضغة؟ قاله ابن عطاء.
وقال ابن كيسان: أم خُلِقوا عبثًا وتُرِكوا سُدًى {مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ} أي لغير شيء ف {من} بمعنى اللام.
{أَمْ هُمُ الخالقون} أي أيقولون إنهم خَلَقوا أنفسهم فهم لا يأتمرون لأمر الله وهم لا يقولون ذلك، وإذا أقرّوا أن ثَمَّ خالقًا غيرهم فما الذي يمنعهم من الإقرار له بالعبادة دون الأصنام، ومن الإقرار بأنه قادر على البعث.
{أَمْ خَلَقُواْ السماوات والأرض} أي ليس الأمر كذلك فإنهم لم يخلقوا شيئًا {بَل لاَّ يُوقِنُونَ} بالحق {أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ} أَم عندهم ذلك فيستغنوا عن الله ويُعرِضوا عن أمره.
وقال ابن عباس: خزائن ربك المطر والرزق.
وقيل: مفاتيح الرحمة.
وقال عكرمة: النبوة.
أي أفبأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة يضعونها حيث شاؤوا.
وضرب المثل بالخزائن؛ لأن الخزانة بيت يهيأ لجمع أنواع مختلفة من الذخائر؛ ومقدورات الربّ كالخزائن التي فيها من كل الأجناس فلا نهاية لها.
{أَمْ هُمُ المسيطرون} قال ابن عباس: المسلَّطون الجبّارون.
وعنه أيضًا: المبطلون.
وقاله الضحاك.
وعن ابن عباس أيضًا: أم هم المتولّون.
عطاء: أم هم أرباب قاهرون.
قال عطاء: يقال تسيطرت عليّ أي اتخذتني خَوَلًا لك.
وقاله أبو عبيدة.
وفي الصحاح: المسيطر والمصيطر المسلّط على الشيء ليُشرِف عليه ويتعهدَ أحوالَه ويكتب عمله، وأصله من السَّطر؛ لأن الكتاب يُسَطَّر والذي يفعله مُسَطِّر ومُسَيْطِر.
يقال سَيْطرتَ علينا.
ابن بحر: {أَمْ هُمُ المسيطرون} أي هم الحفظة؛ مأخوذ من تسطير الكتاب الذي يحفظ ما كتب فيه؛ فصار المسيطر ها هنا حافظًا ما كتبه الله في اللوح المحفوظ.
وفيه ثلاث لغات: الصاد وبها قرأت العامة، والسين وهي قراءة ابن مُحيصِن وحُميد ومجاهد وقُنْبُل وهشام وأبي حَيْوة، وبإشمام الصاد الزاي وهي قراءة حمزة كما تقدّم في {الصِّراط} [الفاتحة: 6].
قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ} أي أيدّعون أن لهم مُرتقىً إلى السماء ومصعدًا وسببًا {يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} أي عليه الأخبارَ ويَصِلون به إلى علم الغيب، كما يصل إليه محمد صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي.
{فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} أي بحجة بيّنة أن هذا الذي هم عليه حقّ.
والسُّلم واحد السلالم التي يرتقى عليها.
وربما سمي الغرز بذلك؛ قال أبو الرُّبَيْس الثعلبي يصف ناقته:
مُطَارَةُ قَلْبٍ إن ثَنَى الرِّجْلَ ربُّها ** بِسُلَّمِ غَرْزٍ في مُنَاخٍ يُعاجلُه

وقال زهير:
ومَنْ هابَ أسبابَ المنِيَّةِ يَلْقَها ** ولَوْ رَامَ أسبابَ السَّماءِ بِسُلَّمِ

وقال آخر:
تَجَنَّيت لي ذنبًا وما إِنْ جَنَيْتُه ** لِتَتَّخِذِي عُذْرًا إلى الهَجْرِ سُلَّما

وقال ابن مُقبل في الجمع:
لا تُحْرِزُ المرءَ أَحْجاءُ البِلاَدِ وَلاَ ** يُبْنَى له في السَّمَواتِ السَّلاَلِيمُ

الأحجاء النواحي مثل الأرجاء واحدها حَجًّا ورَجًّا مقصور.
ويروى: أعْناء البلاد، والأعْناء أيضًا الجوانب والنواحي واحدها عِنْو بالكسر.
وقال ابن الأعرابي: واحدها عَنًا مقصور.
وجاءنا أعناء من الناس واحدهم عِنْو بالكسر، وهم قوم من قبائل شتَّى.
{يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} أي عليه؛ كقوله تعالى: {فِي جُذُوعِ النخل} [طه: 71] أي عليها؛ قاله الأخفش.
وقال أبو عبيدة: يستمعون به.
وقال الزجاج: أي ألهم كجبريل الذي يأتي النبيّ صلى الله عليه وسلم بالوحي.
قوله تعالى: {أَمْ لَهُ البنات وَلَكُمُ البنون} سَفَّه أحلامهم توبيخًا لهم وتقريعًا.
أي أتضيفون إلى الله البنات مع أَنَفَتكم منهن، ومن كان عقله هكذا فلا يُستبعد منه إنكار البعث.
{أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا} أي على تبليغ الرسالة.
{فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ} أي فهم من المغرم الذي تطلبهم به {مُثْقَلُونَ} مجهدون لما كلفتهم به.
{أَمْ عِندَهُمُ الغيب فَهُمْ يَكْتُبُونَ} أي يكتبون للناس ما أرادوه من علم الغيوب.
وقيل: أي أم عندهم علم ما غاب عن الناس حتى علموا ما أخبرهم به الرسول من أمر القيامة والجنة والنار والبعث باطل.