فصل: قال ابن عطية في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



إنكار لأن يكون لهم تصرف في عطاء الله تعالى ولو دون تصرف المالك مثل تصرف الوكيل والخازن وهو ما عبر عنه بالمصيطرون.
والمصيطر: يقال بالصاد والسين في أوله: اسم فاعل من صيطر بالصاد والسين، إذا حفظ وتسلط، وهو فعل مشتق من سيطر إذا قطع، ومنه الساطور، وهو حديدة يقطع بها اللحم والعظم.
وصيغ منه وزن فيعل للإِلحاق بالرباعي كقولهم: بيقر، بمعنى هلك أو تحضر، وبيطر بمعنى شق، وهيمن، ولا خامس لها في الأفعال.
وإبدال السين صادًا لغة فيه مثل الصراط والسراط.
وقرأ الجمهور {المصيطرون} بصاد.
وقرأه قنبل عن ابن كثير وهشام عن ابن عامر، وحفص في رواية بالسين في أوله.
وفي معنى الآية قوله تعالى: {أهم يقسمون رحمتَ ربك} [الزخرف: 32]، وليس في الآية الاستدلال لهذا النفي في قوله: {أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون} لأن وضوحه كنار على عَلَم.
وقد تقدم في صدر تفسير هذه السورة حديث جبير بن مطعم لما سمع هذه الآية وكانت سبب إسلامه.
{أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38)}.
لما نفى أن يكون لهم تصرف قوي أو ضعيف في مواهب الله تعالى على عباده أعقبه بنفي أن يكون لهم إطلاع على ما قدره الله لعباده إطلاعًا يخوّلهم إنكار أن يرسل الله بشرًا أو يوحي إليه وذلك لإِبطال قولهم: {تقوله} [الطور: 33].
ومثل ذلك قولهم: {نتربص به ريب المنون} [الطور: 30] المقتضي أنهم واثقون بأنهم يشهدون هلاكه.
وحذف مفعول {يستمعون} ليعم كلامًا من شأنه أن يسمع من الأخبار المغيبة بالمستقبل وغيره الواقع وغيره.
وسلك في نفي علمهم بالغيب طريق التهكم بهم بإنكار أن يكون لهم سُلَّم يرتقون به إلى السماء ليستمعوا ما يجري في العالم العلوي من أمر تتلقاه الملائكة أو أهل الملأ الأعلى بعضهم مع بعض فيسترقوا بعض العلم مما هو محجوب عن الناس إذ من المعلوم أنه لا سُلّم يصل أهل الأرض بالسماء وهم يعلمون ذلك ويعلمه كل أحد.
وعُلم من اسم السُّلَّم أنه آلة الصعود، وعلم من ذكر السماوات في الآية قبلها أن المراد سلم يصعدون به إلى السماء، فلذلك وصف بـ {يستمعون فيه} أي يرتقون به إلى السماء فيستمعون وهم فيه، أي في درجاته الكلامَ الذي يجري في السماء.
و {فيه} ظرف مستقر حال من ضمير {يستمعون}، أي وهم كائنون فيه لا يفارقونه إذ لا يفرض أنهم ينزلون منه إلى ساحات السماء.
وإسناد الاستماع إلى ضمير جماعتهم على اعتبار أن المستمع سفير عنهم على عادة استعمال الكلام العربي من إسناد فعل بعض القبيلة إلى جميعها إذا لم تصده عن عمله في قولهم: قتلت بنو أسد حُجْرًا، ألا ترى أنه قال بعد هذا {فليأت مستمعهم}، أي من استمع منهم لأجلهم، أي أرسلوه للسمع.
ومثل هذا الإِسناد شائع في القرآن وتقدم عند قوله تعالى: {وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب} وما بعده من الآيات في سورة البقرة (49).
و (في) للظرفية وهي ظرفية مجازية اشتهرت حتى ساوت الحقيقة لأن الراقي في السُّلَّم يكون كله عليه، فالسلم له كالظرف للمظروف، وإذ كان في الحقيقة استعلاء ثم شاع في الكلام فقالوا: صعد في السلم، ولم يقولوا: صعد على السلم ولذلك اعتبرت ظرفية حقيقية، أي حقيقة عرفية بخلاف الظرفية في قوله تعالى: {ولأصلبنكم في جذوع النخل} [طه: 71] لأنه لم يشتهر أن يقال: صلبه في جذع، بل يقال: صلبه على جذع، فلذلك كانت استعارة، فلا منافاة بين قول من زعم أن الظرفية مجازية وقول من زعمها حقيقة.
والفاء في {فليأت مستمعهم بسلطان مبين} لتفريع هذا الأمر التعجيزي على النفي المستفاد من استفهام الإِنكار.
فالمعنى: فما يأتي مستمع منهم بحجة تدل على صدق دعواهم.
فلام الأمر مستعمل في إرادة التعجيز بقرينة انتفاء أصل الاستماع بطريق استفهام الإنكار.
والسلطان: الحجة، أي حجة على صدقهم في نفي رسالة محمد صلى الله عليه وسلم أو في كونه على وشك الهلاك.
والمراد بالسلطان ما يدل على إطلاعهم على الغيب من أمارات كأنْ يقولوا: آية صدقنا فيما ندعيه وسمعناه من حديث الملأ الأعلى، أننا سمعنا أنه يقع غدًا حادثُ كذا وكذا مثلًا، مما لا قبل للناس بعلمه، فيقع كما قالوا ويتوسم منه صدقهم فيما عداه.
وهذا معنى وصف السلطان بالمبين، أي المظهر لصحة الدعوى.
وهذا تحدَ لهم بكذبهم فلذلك اكتفى بأن يأتي بعضهم بحجة دون تكليف جميعهم بذلك على نحو قوله: {فأتوا بسورة من مثله} [البقرة: 23] أي فليأت من يتعهد منهم بالاستماع بحجة.
وهذا بمنزلة التذييل للكلام على نحو ما تقدم في قوله: {قل تربصوا فإنى معكم من المتربصين} [الطور: 31] وقوله: {فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين} [الطور: 34].
{أَمْ لَهُ البنات وَلَكُمُ البنون}.
لما جرى نفي أن تكون لهم مطالعة الغيب من الملأ الأعْلى إبطالًا لمقالاتهم في شؤون الربوبية أعقب ذلك بإبطال نسبتهم لله بنات استقصاء لإِبطال أوهامهم في المغيبات من العالم العلوي، فهذه الجملة معترض بين جملة {أم لهم سلم} [الطور: 38] وجملة {أم تسألهم أجرًا} [الطور: 40]، ويقدر الاستفهام إنكارًا لأن يكون لله البنات.
ودليل الإِنكار في نفس الأمر استحالة الولد على الله تعالى ولكن لمَّا كانت عقول أكثر المخاطبين بهذا الرد غيرَ مستعدة لإِدراك دليل الاستحالة، وكان اعتقادهم البنات لله منكرًا، تُصدِّيَ لدليل الإِبطال وسُلِك في إبطاله دليل إقناعي يتفطنون به إلى خطل رأيهم وهو قوله: {ولكم البنون}.
فجملة {ولكم البنون} في موضع الحال من ضمير الغائب، أي كيف يكون لله البنات في حال أن لكم بنين وهم يعلمون أن صنف الذكور أشرف من صنف الإِناث على الجملة كما أشار إليه قوله تعالى: {ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذًا قسمة ضيزى} [النجم: 21، 22].
فهذا مبالغة في تشنيع قولهم فليس المراد أنهم لو نسَبوا لله البنين لكان قولهم مقبولًا لأنهم لم يقولوا ذلك فلا طائل تحت إبطاله.
وتغيير أسلوب الغيبة المتبع ابتداء من قوله: {أم يقولون شاعر} [الطور: 30] إلى أسلوب الخطاب التفات مكافحة لهم بالرد بجملة الحال.
وتقديم {لكم} على {البنون} لإِفادة الاختصاص، أي لكم البنون دونه فهم لهم بنون وبنات، وزعموا أن الله ليس له إلا البنات.
وأما تقديم المجرور على المبتدأ في قوله: {أم له البنات} فللاهتمام باسم الجلالة وقد أنهي الكلام بالفاصلة لأنه غرض مستقل.
{أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40)}.
هذا مرتبط بقوله: {أم يقولون تقوله} [الطور: 33] وقوله: {أم عندهم خزائن ربك} [الطور: 37] إذ كل ذلك إبطال للأسباب التي تحملهم على زعم انتفاء النبوءة عن محمد صلى الله عليه وسلم فبعد أن أبطل وسائل اكتساب العلم بما زعموه عاد إلى إبطال الدواعي التي تحملهم على الإِعراض عن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ولأجل ذلك جاء هذا الكلام على أسلوب الكلام الذي اتصل هُو به، وهو أسلوب خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم فقال هنا: {أم تسألهم أجرًا} وقال هنالك: {أم عندهم خزائن ربك} [الطور: 37].
والاستفهام المقدر بعد {أم} مستعمل في التهكم بهم بتنزيلهم منزلة من يتوجس خيفة من أن يسألهم الرسول صلى الله عليه وسلم أجرًا على إرشادهم.
والتهكم استعارة مبنية على التشبيه، والمقصود، ما في التهكم من معنى أن ما نشأ عنه التهكم أمر لا ينبغي أن يخطر بالبال.
وجيء بالمضارع في قوله: {تسألهم} لإِفادة التجدد، أي تسألهم سؤالًا متكررًا لأن الدعوة متكررة، وقد شبهت بسؤال سائل.
وتفريع {فهم من مغرم مثقلون} لما فيه من بيان الملازمة بين سؤال الأجر وبين تجهّم من يسأل والتحرج منه.
وقد فرع قوله: {فهم من مغرم مثقلون} على الفعل المستفهم عنه لا على الاستفهام، أي ما سألتهم أجرًا فيثقل غُرمه عليهم، لأن الاستفهام في معنى النفي، والإِثقال يتفرع على سؤال الأجر المفروضضِ لأن مجرد السؤال محرج للمسؤول لأنه بين الإِعطاء فهو ثقيل وبين الرد وهو صعب.
والمَغرم بفتح الميم مصدر ميمي، وهو الغُرم.
وهو ما يفرض على أحد من عوض يدفعه.
والمثقَل: أصله المحمَّل بشيء ثقيل، وهو هنا مستعار لمن يطالب بما يعسر عليه أداؤه، شبه طلبه أداء ما يعسر عليه بحمل الشيء الثقيل على من لا يسهل عليه حمله.
و {مِن} للتعليل، أي مثقلون من أجل مغرم حُمل عليهم.
والمعنى: أنك ما كلفتهم شيئًا يعطونه إياك فيكونَ ذلك سببًا لإِعْراضهم عنك تخلصًا من أداء ما يطلب منهم، أي انتفى عذر إعراضهم عن دعوتك.
{أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41)}.
هذا نظير الإِضراب والاستفهام في قوله: {أن عندهم خزائن ربك} [الطور: 37]، أي بل أعندهم الغيب فهم يكتبون ما يجدونه فيه ويروونه للناس؟ أي ما عندهم الغيب حتى يكتبوه، فبعد أن رد عليهم إنكارهم الإِسلام بأنهم كالذين سألهم النبي صلى الله عليه وسلم أجرًا على تبليغها أعقبه برد آخر بأنهم كالذين أطلعوا على أن عند الله ما يخالف ما ادَّعى الرسول صلى الله عليه وسلم إبلاغه عن الله فهم يكتبون ما أطلعوا عليه فيجدونه مخالفًا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال قتادة: لما قالوا: {نتربص به ريب المنون} [الطور: 30] قال الله تعالى: {أم عندهم الغيب} أي حتى علموا متى يموت محمد، أو إلى ما يؤول إليه أمره فجعله راجعًا إلى قوله: {أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون} [الطور: 30].
والوجه ما سمعتَه آنفًا.
والغيب هنا مصدر بمعنى الفاعل، أي ما غاب عن علم الناس.
والتعريف في {الغيب} تعريف الجنس وكلمة (عند) تؤذن بمعنى الاختصاص والاستئثار، أي استأثروا بمعرفة الغيب فعلموا ما لم يعلمه غيرهم.
والكتابة في قوله: {فهم يكتبون} يجوز أنها مستعارة للجزم الذي لا يقبل التخلف كقوله: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} [الأنعام: 54] لأن شأن الشيء الذي يراد تحقيقه والدوام عليه أن يكتب ويسجل، كما قال الحارث بن حلزة:
وهل ينقض ما في المهارق الأهواء

فيكون الخبر في قوله: {فهم يكتبون} مستعملًا في معناه من إفادة النسبة الخبرية.
ويجوز أن تكون الكتابة على حقيقتها، أي فهم يسجلون ما أطلعوا عليه من الغيب ليبقى معلومًا لمن يطلع عليه ويكون الخبر من قوله: {فهم يكتبون} مستعملًا في معنى الفرض والتقدير تبعًا لفرض قوله: {عندهم الغيب}، ويكون من باب قوله تعالى: {أعنده علم الغيب فهو يرى} [النجم: 35] وقوله: {وقال لأوتين مالًا وولدًا أطلع الغيب} [مريم: 77، 78].
وحاصل المعنى: أنهم لا قبل لهم بإنكار ما جحدوه ولا بإثبات ما أثبتوه.
{أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42)}.
انتقال من نقض أقوالهم وإبطال مزاعمهم إلى إبطال نواياهم وعزائمهم من التبيت للرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ولدعوة الإِسلام من الإِضرار والإِخفاق وفي هذا كشف لسرائرهم وتنبيه للمؤمنين للحذر من كيدهم.
وحذف متعلِّق {كيدًا} ليعم كل ما يستطيعون أن يكيدوه فكانت هذه الجملة بمنزلة التتميم لنقض غزلهم والتّذييل بما يعم كل عزم يجري في الأغراض التي جرت فيها مقالاتهم.
والكيد والمكر متقاربان وكلاهما إظهار إخفاء الضر بوجوه الإِخفاء تغريرًا بالمقصودِ له الضُرُّ.
وعدل عن الإِضمار إلى الإِظهار في قوله: {فالذين كفروا هم المكيدون} وكان مقتضى الظاهر أن يقال فهم المكيدون لِما تؤذن به الصلة من وجه حلول الكيد بهم لأنهم كفروا بالله، فالله يدافع عن رسوله صلى الله عليه وسلم وعن المؤمنين وعن دينه كيدهم ويوقعهم فيما نووا إيقاعهم فيه.
وضمير الفصل أفاد القصر، أي الذين كفروا المكيدون دون من أرادوا الكيد به.
وإطلاق اسم الكيد على ما يجازيهم الله به عن كيدهم من نقض غزلهم إطلاقٌ على وجه المشاكلة بتشبيه إمهال الله إياهم في نعمة إلى أن يقع بهم العذاب بفعل الكائد لغيره، وهذا تهديد صريح لهم، وقد تقدم قوله: {ويمكرون ويمكر اللَّه واللَّه خير الماكرين} في سورة الأنفال (30).
ومن مظاهر هذا التهديد ما حلّ بهم يوم بدر على غير ترقب منهم.
والقول في تفريع {فالذين كفروا هم المكيدون} كالقول في تفريع قوله: {فهم من مغرم مثقلون} [الطور: 40].
{أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43)}.
هذا آخر سهم في كنانة الرد عليهم وأشد رمي لشبح كفرهم، وهو شبح الإِشراك وهو أجمع ضلال تنضوي تحته الضلالات وهو إشراكهم مع الله آلهة أخرى.
فلما كان ما نُعي عليهم من أول السورة ناقضًا لأقوالهم ونواياهم، وكان ما هم فيه من الشرك أعظم لم يترك عَد ذلك عليهم مع اشتهاره بعد استيفاء الغرض المسوق له الكلام بهذه المناسبة، ولذلك كان هذا المنتقل إليه بمنزلة التذييل لما قبله لأنه ارتقاء إلى الأهم في نوعه والأهم يشبه الأعم فكان كالتذييل، ونظيره في الارتقاء في كمال النوع قوله تعالى: {فك رقبة أو إطعام} إلى قوله: {ثم كان من الذين آمنوا} [البلد: 13 17] الآية.
وقد وقع قوله: {سبحان الله عما يشركون} إتمامًا للتذييل وتنهية المقصود من فضح حالهم.
وظاهر أن الاستفهام المقدر بعد {أم} استفهام إنكاري.
واعلم أن الآلوسي نقل عن (الكشف على الكشاف) كلامًا في انتظام الآيات من قوله تعالى: {يقولون شاعر} إلى قوله: {أم لهم إله غير الله} فيه نُكتٌ وتدقيق فانظره. اهـ.

.قال ابن عطية في الآيات السابقة:

{فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29)}.
هذا أمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء إلى الله ومتابعة نشر الرسالة، ثم قال مؤنسًا له: {فما أنت} بإنعام الله عليك أو لطفه بك {بكاهن ولا مجنون}. وكانت العرب قد عهدت ملابسة الجن والإنس بهذين الوجهين، فنسبت محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فنفى الله تعالى عنه ذلك.