فصل: قال الثعلبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال قتادة: {رَيْبَ المنون} الموت.
وقال مجاهد: {رَيْبَ المنون} حوادث الدهر.
وقال القتبي: حوادث الدهر، وأوجاعه، ومصايبه.
ويقال: إنهم كانوا يقولون: قد مات أبوه شابًا، وهم ينتظرون موته {قُلْ تَرَبَّصُواْ} يعني: انتظروا هلاكي {فَإِنّى مَعَكُمْ مّنَ المتربصين} وذكر في التفسير، أن الذين قالوا هكذا ماتوا كلهم قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أحلامهم بهذا} يعني: أتأمرهم عقولهم، وتدلهم على التكذيب، والإيذاء بمحمد صلى الله عليه وسلم.
{أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} يعني: بل هم قوم عاتون في معصية الله تعالى.
{أَمْ يَقولونَ تَقولهُ} يعني: أيقولون أن محمدًا صلى الله عليه وسلم يقول من ذات نفسه.
واللفظ لفظ الاستفهام، والمراد به الزجر والوعيد.
ثم قال: {بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ} يعني: لا يصدقون بالرَّسول، والكتاب، عنادًا وحسدًا منهم.
قوله عز وجل: {فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مّثْلِهِ} يعني: إن قلتم إن محمدًا صلى الله عليه وسلم يقول: من ذات نفسه، فأتوا بمثل هذا القرآن كما جاء به {إِن كَانُواْ صادقين} في قولهم.
ثم قال: {أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْء} يعني: من غير رب.
كانوا هكذا خلقًا من غير شيء.
ومعناه: كيف لا يعتبرون بأن الله تعالى خلقهم، فيوحدونه، ويعبدونه.
ويقال: {أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْء} يعني: لغير شيء.
ومعناه: أخلقوا باطلًا لا يحاسبون، ولا يؤمرون، ولا ينهون.
ثم قال: {أَمْ هُمُ الخالقون} يعني: أهم خلقوا الخلق؟ أم الله تعالى؟ ومعناه: أن الله تعالى خلق الخلق، وهو الذي يبعثهم يوم القيامة.
ثم قال: {أَمْ خَلَقُواْ السموات والأرض} يعني: بل الله تعالى خلقهم {بَل لاَّ يُوقِنُونَ} بتوحيد الله الذي خلقهما، أنه واحد لا شريك له.
ثم قال: {أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبّكَ} يعني: مفاتيح رزق ربك.
ويقال: مفاتيح ربك الرسالة، فيضعونها حيث شاؤوا، ولكن الله يختار من يشاء، كقولهم: {أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} [القمر: 25].
ثم قال: {أَمْ هُمُ المسيطرون} يعني: أهم المسلطون عليهم، يحملونهم حيث شاؤوا على الناس، فيجبرونهم بما شاؤوا.
قرأ ابن كثير، وابن عامر، والكسائي، في إحدى الروايتين: {المسيطرون} بالسين.
والباقون: بالصاد.
وقرأ حمزة: {المزيطرون} بإشمام الزاء.
وقال الزجاج: تسيطر علينا، وتصيطر.
وأصله السين، وكل سين بعدها طاء، يجوز أن تقلب صادًا، مثل مسيطر، ويبسط.
ثم قالوا: {المسيطرون أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ} يعني: سببًا إلى السماء {يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} يعني: يرتقون عليه، فيستمعون القول من رب العالمين {فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بسلطان مُّبِينٍ} أي: بحجة بينة.
ثم قال عز وجل: {أَمْ لَهُ البنات وَلَكُمُ البنون}.
ثم بيّن جهلهم، وقلة أحلامهم، أنهم يجعلون لله ما يكرهون لأنفسهم.
قال عز وجل: {أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْرًا} ومعناه: أن الحجة واجبة عليهم من كل وجه، لأنك قد أتيتهم بالبيان والبرهان، ولم تسألهم على ذلك أجرًا.
فقال: {أَمْ تَسْئَلُهُمْ} يعني: أتطلب منهم {أَجْرًا} بما تعلمهم من الأحكام، والشرائع.
{فَهُم مّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ} يعني: من أجل المغرم، يمتنعون عن الإيمان.
يعني: لا حجة لهم في الامتناع، لأنك لا تسأل منهم أجرًا، فيثقل عليهم لأجل الأجر.
قوله عز وجل: {أَمْ عِندَهُمُ الغيب} يعني: عندهم الغيب بأن الله لا يبعثهم {فَهُمْ يَكْتُبُونَ} يعني: أمعهم كتاب يكتبون بما شاؤوا؟ يعني: ما في اللوح المحفوظ، فهذا كله لفظ الاستفهام، والمراد به: الزجر.
ثم قال عز وجل: {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا} بل يريدون وعيدًا بالنبي صلى الله عليه وسلم {فالذين كَفَرُواْ هُمُ المكيدون} يعني: بل هم المعذبون، الهالكون.
قوله عز وجل: {أَمْ لَهُمْ إله غَيْرُ الله} يعني: ألهم خالق غير الله يخلق، ويرزق، ويمنعهم من عذابنا {سبحان الله عَمَّا يُشْرِكُونَ} يعني: تنزيهًا لله تعالى عما يصفون من الشريك، والولد.
ثم ذكر قسوة قلوبهم فقال: {وَإِن يَرَوْاْ كِسْفًا مّنَ السماء ساقطا} يعني: جانبًا من السماء ساقطًا عليهم {يَقولواْ} يعني: لقالوا من تكذيبهم {سحاب مَّرْكُومٌ} يعني: متراكمًا بعضه على بعض، لأنهم كانوا يقولون: لا نؤمن بك حتى تسقط علينا كسفًا.
ثم قال الله تعالى: لو فعلنا ذلك، لم يؤمنوا، ولا ينفعهم من قسوة قلوبهم.
ثم قال: {فَذَرْهُمْ} يعني: فتخل عنهم يا محمد {حتى يلاقوا يَوْمَهُمُ} يعني: يعاينوا يومهم {الذى فِيهِ يُصْعَقُونَ} يعني: يموتون.
ويقال: يعذبون.
قرأ عاصم، وابن عامر، {يُصْعَقُونَ} بضم الياء والباقون.
{يُصْعَقُونَ} بنصب الياء، وكلاهما واحد، وهما لغتان.
ثم وصف حالهم في ذلك اليوم فقال: {يَوْمَ لاَ يُغْنِى عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} يعني: لا ينفعهم صنيعهم شيئًا {وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} يعني: لا يمنعون مما نزل بهم من العذاب.
ثم قال عز وجل: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ} يعني: من قبل عذاب النار قد روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: عذاب القبر وقال معمر عن قتادة: قال: عذاب القبر في القرآن.
ثم قرأ {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ} ويقال: {عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ} يعني: القتل.
ويقال: الشدائد، والعقوبات في الدنيا.
{ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} يعني: لا يصدقون بالعذاب.
ثم عزى نبيه صلى الله عليه وسلم ليصبر على أذاهم فقال: {واصبر لِحُكْمِ رَبّكَ} يعني: لما أمرك ربك، ونهاك عنه.
ويقال: واصبر على تكذيبهم، وأذاهم.
{فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} يعني: فإنك بمنظر منا، والله تعالى يرى أحوالك، ولا يخفى عليه شيء.
وقال الزجاج: {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} بمعنى فإنك بحيث نراك، ونحفظك، ولا يصلون إلى مكرك.
ويقال: نرى ما يصنع بك.
{وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ} يعني: صل بأمر ربك قبل طلوع الشمس.
يعني: صلاة الفجر وقبل الغروب.
يعني: صلاة العصر.
{وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ} يعني: صل صلاة المغرب والعشاء ويقال: حين تقوم صلاة الفجر، والظهر، والعصر.
ومعناه: صل صلاة النهار، وصلاة الليل.
ويقال: {سَبِّحِ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ} يعني: قل سبحانك اللهم وبحمدك إذا قمت إلى الصلاة وهذا قول ربيع بن أنس.
{وإدبار النجوم} يعني: ركعتي الفجر.
وروى سعيد بن جبير، عن زاذان، عن عمر رضي الله عنه: لا صلاة بعد طلوع الفجر، إلا ركعتي الفجر، وهما إدبار النجوم.
وروى أبو إسحاق، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه قال: {والركع السجود} الركعتان بعد المغرب، {وإدبار النجوم} الركعتان قبل الفجر.
وروى وكيع عن ابن عباس أنه قال: بت ذات ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى ركعتي الفجر، ثم خرج إلى الصلاة.
فقال ابن عباس: الركعتان اللتان قبل الفجر، {فِى النجوم} واللاتي بعد المغرب {والركع السجود} وفي الآية، دليل على أن تأخير صلاة الفجر أفضل، لأنه أمر بركعتي الفجر بعد ما أدبرت النجوم، وإنما أدبرت النجوم بعد ما أسفر، والله سبحانه وتعالى أعلم. اهـ.

.قال الثعلبي:

{والطور} كل جبل طور، لكنّه سبحانه عنى بالطور هاهنا الجبل الذي كلّم عليه موسى بالأرض المقدّسة، وهي بمدين واسمه زبير، وقال مقاتل بن حيان: هما طوران يقال لأحدهما: طور تينا، وللآخر طور زيتونا؛ لأنهما ينبتان التين والزيتون.
{وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ} مكتوب.
{فِي رَقٍّ} جلد {مَّنْشُورٍٍ} وهو الصحيفة، واختلفوا في هذا الكتاب ما هو؟ فقال الكلبي: هو كتاب الله سبحانه بيد موسى عليه السلام من التوراة، وموسى يسمع صرير القلم، وكان كلّما مرّ القلم بمكان خرقه إلى الجانب الآخر، فكان كتابًا له وجهان، وقيل: اللوح المحفوظ (وهو) دواوين الحفظة، تخرج إليهم يوم القيامة منشورة؛ فآخذٌ بيمينه وآخذٌ بشماله، دليله ونظيره قوله سبحانه: {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القيامة كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا} [الإسراء: 13] وقوله سبحانه: {وَإِذَا الصحف نُشِرَتْ} [التكوير: 10]، وقيل: هو ما كتب الله تعالى في قلوب أوليائه من الإيمان، بيانه: اولئك كتب في قلوبهم الإيمان، وقيل: هو ما كتب الله تعالى للخلق من السابقة والعاقبة.
{والبيت المعمور} بكثرة الحاشية والأهل، وهو بيت في السماء السابعة، حذاء العرش، حيال الكعبة، يقال له: الضراح، حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض، يدخله كل يوم سبعون ألف من الملائكة، يطوفون به ويصلون فيه، ثم لا يعودون إليه أبدًا، وخازنه ملك يقال له: الجن.
وقيل: كان البيت المعمور من الجنّة، حُمل إلى الأرض لأجل آدم عليه السلام، ثم رفع إلى السماء أيام الطوفان.
أخبرنا الحسين بن محمد، قال: حدّثنا هارون بن محمد بن هارون، قال: حدّثنا إبراهيم ابن الحسين بن دربل، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثني سفيان بن نسيط عن أبي محمد عن الزبير عن عائشة أنّ النبىّ صلى الله عليه وسلم قدم مكة فأرادت عائشة أن تدخل البيت يعني ليلا فقال لها بنو شيبة: أنّ أحدًا لا يدخله ليلا ولكنا نخليه لك نهارًا، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فشكت إليه أنّهم منعوها أن تدخل البيت، فقال: «إنّه ليس لأحد أن يدخل البيت ليلا، إن هذه الكعبة بحيال البيت المعمور الذي في السماء، يدخل ذاك المعمور سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه أبدًا الى يوم القيامة، لو وقع حجر منه لوقع على ظهر الكعبة، ولكن انطلقي أنتِ وصواحبك فصلّين في الحجر».
ففعلت فأصبحت وهي تقول: قد دخلت البيت على رغم من رغم.
وأخبرنا الحسين بن محمد، قال: حدّثنا هارون بن محمد، قال: حدّثنا محمد بن عبدالعزيز، قال: حدّثنا كثير بن يحيى بن كثير، قال: حدّثنا أبي عن عمر وعن الحسن في قوله سبحانه: {والبيت المعمور} قال: هو الكعبة البيت الحرام الذي هو معمور من الناس، يعمره الله كلّ سنة، أوّل مسجد وضع للعبادة في الأرض.
{والسقف المرفوع} يعني السماء، سمّاها سقفًا؛ لأنها للأرض كالسقف للبيت، دليله ونظيره قوله سبحانه: {وَجَعَلْنَا السماء سَقْفًا مَّحْفُوظًا}.
{والبحر المسجور} قال مجاهد والضحاك وشمر بن عطية ومحمد بن كعب والأخفش: يعني الموقد المحمي بمنزلة التنور المسجور، ومنه قيل للمسعر مسجر، ودليل هذا التأويل ما روي أنّ النبىّ صلى الله عليه وسلم قال «لا يركبنّ البحر إلاّ حاجّ أو معتمر أو مجاهد في سبيل الله، فإنّ تحت البحر نارًا وتحت النار بحرًا، وتحت البحر نارًا».
وقال صلى الله عليه وسلم «البحر نار في نار»، وروى سعيد بن المسيب أنّ عليًا كرم الله وجهه قال لرجل من اليهود: أين جهنم؟ فقال: البحر. فقال: ما أراه إلاّ صادقًا ثم قرأ {والبحر المسجور} {وَإِذَا البحار سُجِّرَتْ} [التكوير: 6] مخفّفة.
وتفسير هذه الأخبار ما روي في الحديث: «إنّ الله تعالى يجعل يوم القيامة البحار كلّها نارًا فيسجر بها نار جهنم».
وقال قتادة: المسجور: المملوء. ابن كيسان: المجموع ماؤه بعضه إلى بعض، ومنه قول لبيد:
فتوسّطا عرض السرى وصدّعا ** مسجورة متجاور أقلامها

وقال النمر بن تولب:
إذا شاء طالع مسجورة ** ترى حولها النبع والسماسما

وقال أبو العالية: هو اليابس الذي قد ذهب ماؤه ونضب، وفي رواية عطية وذي الرمّة الشاعر: أخبرنيه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن الدينوري. قال: حدّثنا عبيد الله بن أبي سمرة، قال: حدّثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الاشعث، قال: حدّثنا السدوسي أبو جعفر، قال: حدّثنا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن ذي الرمّة عن ابن عباس {والبحر المسجور} الفارغ. قال: خرجت أَمة تسقي فرجعت فقالت: إنّ الحوض مسجور. تعني فارغًا.
قال ابن أبي داود: ليس لذي الرمّة حديث غير هذا.
وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: المسجور: المحبوس، وقال الربيع بن أنس: المختلط العذب بالملح.
وأخبرني ابن فنجويه، قال: حدّثنا مخلد بن جعفر، قال: حدّثنا الحسن بن علوية، قال: حدّثنا إسماعيل بن عيسى، قال: حدّثنا إسحاق بن بسر، قال: أخبرني جويبر عن الضحاك، ومقاتل بن سليمان عن الضحاك عن النزال بن سبرة، عن علي بن أبي طالب أنّه قال في البحر المسجور: «هو بحر تحت العرش، غمره كما بين سبع سماوات إلى سبع أرضين، وهو ماء غليظ يقال له: بحر الحيوان، يمطر العباد بعد النفخة الأُولى أربعين صباحًا فينبتون من قبورهم».
{إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} نازل {مَّا لَهُ مِن دَافِع} مانع.
قال جبير بن مطعم: قدمت المدينة لأكلم رسول الله في أسارى بدر فذهبت إليه وهو يصلّي بأصحابه المغرب، وصوته يخرج من المسجد، فسمعته يقرأ {والطور} الى قوله: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَّا لَهُ مِن دَافِع} فكأنما صدع قلبي، وكان أوّل ما دخل قلبي الإسلام، فأسلمت خوفًا من نزول العذاب، وما كنت أظن أني أقوم من مكاني حتى يقع بي العذاب.
وأخبرني أبو عبد الله بن فنجويه قال: حدّثنا أبو بكر بن مالك، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: أخبرت عن محمد بن الحرث المكي، عن عبد الله بن رجاء المكي، عن هشام بن حسان، قال: انطلقت أنا ومالك بن دينار إلى الحسن فانتهينا إليه وعنده رجل يقرأ، فلمّا بلغ هذه الآية {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَّا لَهُ مِن دَافِع} بكى الحسن وبكى أصحابه، وجعل مالك يضطرب حتى غشي عليه.