فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



هم منعوا حمى الوقبي بضرب ** يؤلف بين أشتات المنون

لأن الذين ماتوا عند ذلك الماء المسمى بالوقبا، جاءوا من جهات مختلفة، فجمع الموت بينهم في محل واحد، ولو ماتوا في بلادهم لكانت مناياهم في بلاد شتى.
{فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (34)}.
قد قدمنا أن الله تحداهم بسورة واحدة من هذا القرآن في سورة البقرة في قوله: [] الآية. وفي سورة يونس في قوله تعالى: {فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وادعوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ الله} [البقرة: 23] الآية.
وتحداهم في سورة هود بعشر سور منه في قوله: [يونس: 38] الآية.
وتحداهم في سورة الطور هذه به كله في قوله: {فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وادعوا مَنِ استطعتم مِّن دُونِ الله} [هود: 13] الآية.
وتحداهم في سورة الطور هذه به كله في قوله: {فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ} الآية.
وبين في سورة بني إسرائيل أنهم لا يقدرون على شيء من ذلك في قوله: {قُل لَّئِنِ اجتمعت الإنس والجن على أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هذا القرآن لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} [الإسراء: 88] الآية.
وقد أطلق جل وعلا اسم الحديث على القرآن في قوله هنا: {فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ} كما أطلق عليه ذلك في قوله: {الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الحديث كِتَابًا مُّتَشَابِهًا} [الزمر: 23] الآية، وقوله تعالى: {مَا كَانَ حَدِيثًا يفترى ولكن تَصْدِيقَ الذي بَيْنَ يَدَيْهِ} [يوسف: 111] الآية.
{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35)}.
قد قدمنا الكلام عليه وعلى الآيات المشابهة له في سورة مريم في الكلام على قوله تعالى: {أَطَّلَعَ الغيب أَمِ اتخذ عِندَ الرحمن عَهْدًا} [مريم: 78].
{أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38)}.
قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ}. الآية.
قد قدمنا الكلام عليه وعلى الآيات المشابهة له في سورة الحجر في الكلام على قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السماء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا} [الحجر: 16- 17] الآية.
{أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39)}.
قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة النحل في الكلام على قوله تعالى: [النحل: 57]، وفي مواضع أخر متعددة.
{أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40)}.
قد قدمنا الآيات الموضحة له وما يتعلق بها من الأحكام في سورة هود في الكلام على قوله تعالى: {وياقوم لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا} [هود: 29] الآية.
{وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقولوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44)}.
قد قدمنا الآيات الموضحة له بكثرة في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ} [الأنعام: 7] الآية، وفي غير ذلك من المواضع.
قوله تعالى: {يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا}.
بين جل وعلا في هذه الآية أن كيد الكفار لا يغني عنهم شيئًا في الآخرة في غير هذا الموضع، كقوله تعالى: {هذا يَوْمُ الفصل جَمَعْنَاكُمْ والأولين فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ} [المرسلات: 38- 39].
وبين أنه لا ينفعهم في الدنيا أيضًا كقوله تعالى في هذه السورة الكريمة {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فالذين كَفَرُواْ هُمُ المكيدون} [الطور: 42] وقوله: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا} [الطارق: 15- 16] الآية، وقوله: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [القلم: 44- 45] إلى غير ذلك من الآيات.
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47)}.
الظاهر أن قوله: {عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ} هو ما عذبوا به في دار الدنيا فمن القتل وغيره، لما دل على ذلك قوله: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ العذاب الأدنى دُونَ العذاب الأكبر} [السجدة: 21] الآية. وقوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ الله بِأَيْدِيكُم} [التوبة: 14] إلى غير ذلك من الآيات، ولا مانع من دخول عذاب القبر في ذلك، لأنه قد يدخل في ظاهر الآية، وما قيل في معنى الآية غير هذا لا يتجه عندي. والعلم عند الله تعالى. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2)}.
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والطور} قال: جبل.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطور من جبال الجنة».
وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطور جبل من جبال الجنة».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {والطور} قال: هو الجبل بالسريانية {وكتاب مسطور} قال: صحف {في رق منشور} قال: الصحيفة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {وكتاب} قال: الذكر {مسطور} قال: مكتوب.
وأخرج عبد الرزاق والبخاري في خلق أفعال العباد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {والطور وكتاب مسطور} قال: مكتوب {في رق منشور} قال: هو الكتاب.
وأخرج آدم بن أبي اياس والبخاري في خلق أفعال العباد وابن جرير والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وكتاب مسطور} قال: صحف مكتوبة {في رق منشور} قال: في صحف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {في رق منشور} قال: في الكتاب.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة».
وأخرج ابن المنذر والعقيلي وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «في السماء بيت يقال له المعمور بحيال الكعبة، وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخله جبريل كل يوم فيغمس انغماسة ثم يخرج، فينتفض انتفاضة يخر عنه سبعون ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكًا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلون فيفعلون، ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدًا، ويولي عليهم أحدهم يؤمر أن يقف بهم في السماء موقفًا يسبحون الله فيه إلى أن تقوم الساعة».
وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البيت المعمور في السماء يقال له الضراح على مثل البيت الحرام بحياله، لو سقط لسقط عليه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لم يردوه قط، وإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة».
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف عن كريب مولى ابن عباس رضي الله عنهما مرسلًا.
وأخرج إسحاق بن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن خالد بن عرعرة أن رجلًا قال لعليّ رضي الله عنه: ما البيت المعمور؟ قال: بيت في السماء يقال له الضراح، وهو بحيال مكة من فوقها حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفًا من الملائكة لا يعودون إليه أبدًا.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّا سأل عليًّا رضي الله عنه عن البيت المعمور ما هو؟ قال: ذلك الضراح بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والبيت المعمور} قال: هو بيت حذاء العرش يعمره الملائكة يصلي فيه كل يوم سبعون ألفًا من الملائكة ثم لا يعودون إليه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في قوله: {والبيت المعمور} قال: أنزل من الجنة فكان يعمر بمكة، فلما كان الغرق رفعه الله فهو في السماء السادسة، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك من قبيلة إبليس ثم لا يرجع إليه أحد يومًا واحدًا أبدًا.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو رفعه قال: إن البيت المعمور بحيال الكعبة لو سقط شيء منه لسقط عليها يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك والحرم حرم بحياله إلى العرش، وما من السماء موضع إهاب إلا وعليه ملك ساجد أو قائم.
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن في السماء بيتًا يقال له الضراح، وهو فوق البيت من حياله حرمته في السماء كحرمة هذا في الأرض يلجه كل ليلة سبعون ألف ملك يصلون فيه لا يعودون إليه أبدًا غير تلك الليلة.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مكة فأرادت عائشة أن تدخل البيت فقال لها بنو شيبة: إن أحدًا لا يدخله ليلًا ولكن نخليه لك نهارًا، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فشكت إليه أنهم منعوها أن تدخل البيت، فقال: «إنه ليس لأحد أن يدخل البيت ليلًا إن هذه الكعبة بحيال البيت المعمور الذي في السماء يدخل ذلك المعمور سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة لو وقع حجر منه لوقع على ظهر الكعبة».
وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله: {والبيت المعمور} قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومًا لأصحابه: «هل تدرون ما البيت المعمور؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة لو خرَّ خرَّ عليها يصلي كل يوم فيه سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم».
وأخرج ابن جرير عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما عرج بي الملك إلى السماء السابعة انتهيت إلى بناء فقلت للملك ما هذا؟ قال: هذا بناء بناه الله للملائكة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك يسبحون الله ويقدسونه لا يعودون إليه».
وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه البيهقي في شعب الإِيمان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله: {والسقف المرفوع} قال: السماء.
وأخرج أبو الشيخ عن الربيع بن أنس في قوله: {والسقف المرفوع} قال: العرش {والبحر المسجور} قال: هو الماء الأعلى الذي تحت العرش.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه {والسقف} قال: السماء.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله: {والبحر المسجور} قال: بحر في السماء تحت العرش.
وأخرج ابن جرير عن ابن عمرو مثله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والبحر المسجور} قال: المحبوس.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والبحر المسجور} قال: المرسل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن المسيب قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لرجل من اليهود: أين جهنم؟ قال: هي البحر، فقال عليّ: ما أراه إلا صادقًا وقرأ {والبحر المسجور} {وإذا البحار سجرت} [التكوير: 6].
وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في البعث والنشور عن علي بن أبي طالب قال: ما رأيت يهوديًا أصدق من فلان زعم أن نار الله الكبرى هي البحر، فإذا كان يوم القيامة جمع الله فيه الشمس والقمر والنجوم ثم بعث عليه الدبور فسعرته.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله: {والبحر المسجور} قال: الموقد.
وأخرج أبو الشيخ عن كعب في قوله: {والبحر المسجور} قال: البحر يسجر فيصير جهنم.
وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله: {والبحر المسجور} قال: المملوء.
وأخرج الشيرازي في الألقاب من طريق الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن ذي الرمة عن ابن عباس في قوله: {والبحر المسجور} قال: الفارغ، خرجت أمة تستقي فرأت الحوض فارغًا فقالت: الحوض مسجور.
{إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (8)}.
أخرج سعيد بن منصور وابن سعد وأحمد عن جبير بن مطعم قال: قدمت المدينة في أسارى بدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقفت إليه وهو يصلي بأصحابه صلاة المغرب فسمعته يقرأ {إن عذاب ربك لواقع} فكأنما صدع قلبي.
وأخرج أبو عبيد في فضائله عن الحسن أن عمر بن الخطاب قرأ {إن عذاب ربك لواقع} فربا لها ربوة عيد لها عشرين يومًا.
وأخرج أحمد في الزهد عن مالك بن مغول قال: قرأ عمر {والطور وكتاب مسطور في رق منشور} قال: قسم إلى قوله: {إن عذاب ربك لواقع} فبكى ثم بكى حتى عيد من وجعه ذلك.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {إن عذاب ربك لواقع} قال: وقع القسم هنا وذاك يوم القيامة.
قوله تعالى: {يوم تمور السماء مورًا} الآيات.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {يوم تمور السماء مورًا} قال: تحرك، وفي قوله: {يوم يدعون} قال: يدفعون.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {يوم تمور السماء مورًا} قال: تدور دورًا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {يوم يدعون إلى نار جهنم} قال: يدفع في أعناقهم حتى يرِدوا النار.
وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب في قوله: {يوم يدعون إلى نار جهنم دعًا} قال: يدفعون إليها دفعا.
{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19)}.
أخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال: قال ابن عباس في قول الله لأهل الجنة {كلوا واشربوا هنيئًا بما كنتم تعملون} قوله هنيئًا أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا {أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين} [الصافات: 58-59].
أخرج ابن مردويه عن أبي أمامة قال: «سئل النبي صلى الله عليه وسلم، هل تزاور أهل الجنة؟. قال: أي والذي بعثني بالحق إنهم ليتزاورون على النوق الدمك عليها حشايا الديباج يزور الأعلون الأسفلين، ولا يزور الأسفلون الأعلين، قال: هم درجات، قال: وإنهم ليضعون مرافقهم فيتكئون ويأكلون ويشربون ويتنعمون ويتنازعون فيها كأسًا لا لغو فيها ولا تأثيم لا يصدّعون عنها ولا ينزفون مقدار سبعين خريفًا، ما يرفع أحدهم مرفقه من اتكائه، قال: يا رسول الله هل ينكحون؟ قال: أي والذي بعثني بالحق دحامًا دحامًا وأشار بيده، ولكن لا مني ولا منية ولا يمتخطون فيها ولا يتغوّطون رجيعهم رشح كحبوب المسك مجامرهم الالوة، وأمشاطهم الذهب والفضة، آنيتهم من الذهب والفضة يسبحون الله بكرة وعشيًا قلوبهم على قلب رجل واحد، لا غل بينهم ولا تباغض يسبحون الله تعالى بكرة وعشيًا».