فصل: قال أبو عمرو الداني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وذكرت السورة الكريمة آثار قدرة الله جل وعلا في الإحياء والإماتة، والبعث بعد الفناء، والإغناء والإفقار، وخلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى {وأن إلى ربك المتتهى وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى} الآيات.
وختمت السورة الكريمة بما حل بالأمم الطاغية كقوم عاد، وثمود، وقوم نوح ولوط، من أنواع العذاب والدمار، تذكيرا لكفار مكة بالعذاب الذي ينتظرهم بتكذيبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وزجرا لأهل البغي والطغيان عن الاستمرار في التمرد والعصيان {وأنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى} الآيات إلى نهاية السورة الكريمة. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة والنجم مكية ولا نظير لها في عددها.
وكلمها ثلاثمائة وستون كلمة ككلم والذاريات.
وحروفها ألف وأربع مئة وخمسة أحرف.
وهي ستون وآيتان في الكوفي وآية في عدد الباقين.
اختلافها ثلاث آيات {من الحق شيئا} عدها الكوفي ولم يعدها الباقون {عن من تولى} عدها الشامي ولم يعدها الباقون {الحياة الدنيا} لم يعدها الشامي وعدها الباقون.
وفيها مما يشبه الفواصل وليس بها موضعان {وأنه هو أغنى} {وتضحكون}.

.ورؤوس الآي:

{هوى}.
1- {غوى}.
2- {الهوى}.
3- {يوحى}.
4- {القوى}.
5- {فاستوى}.
6- {الأعلى}.
7- {فتدلى}.
8- {أدنى}.
9- {أوحى}.
10- {رأى}.
11- {يرى}.
12- {أخرى}.
13- {المنتهى}.
14- {المأوى}.
15- {يغشى}.
16- {طغى}.
17- {الكبرى}.
18- {والعزى}.
19- {الأخرى}.
20- {الأنثى}.
21- {ضيزى}.
22- {الهدى}.
23- {تمنى}.
24- {والأولى}.
25- {ويرضى}.
26- {الأنثى}.
27- {الدنيا}.
28- {اهتدى}.
30- {بالحسنى}.
31- {اتقى}.
32- {تولى}.
33- {وأكدى}.
34- {يرى}.
35- {موسى}.
36- {وفى}.
37- {أخرى}.
38- {سعى}.
39- {يرى}.
40- {الأوفى}.
41- {المنتهى}.
42- {وأبكى}.
43- {وأحيا}.
44- {والأنثى}.
45- {تمنى}.
46- {الأخرى}.
47- {وأقنى}.
48- {الشعرى}.
49- {الأولى}.
50- {أبقى}.
51- {وأطغى}.
52- {أهوى}.
53- {ما غشى}.
54- {تتمارى}.
55- {الأولى}.
56- {الآزفة}.
57- {كاشفة}.
58- {تعجبون}.
59- {ولا تبكون}.
60- {سامدون}.
61- {واعبدوا}. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال المراغي:

سورة النجم:
المراد بالنجم: جنس النجوم إذا غربت أو صعدت، يقال هوى النجم هويّا (بالفتح) أي سقط وغرب، وهويا: (بالضم) إذا علا وصعد، {ما ضلّ}: أي ما حاد عن الطريق المستقيم، {صاحبكم}: أي مصاحبكم، والتعبير عنه صلى الله عليه وسلم بعنوان المصاحبة لهم إيذان بوقوفهم على تفاصيل أحواله الشريفة، وإحاطتهم خبرا ببراءته مما نسب إليه، وباتصافه بالهدى والرشاد، فإن طول صحبتهم له، ومشاهدتهم لشئونه العظيمة تقتضى ذلك، ففي هذا تأكيد لإقامة الحجة عليهم، {وما غوى}: أي وما اعتقد باطلا، والخطاب في هذا لقريش، {وما ينطق عن الهوى}: أي ما يتكلم بالباطل، والمراد بشديد القوى جبريل عليه السلام، {ذو مرة}: أي ذو حصافة عقل وقوة عارضة، قال قطرب: العرب تقول لكل من هو جزل الرأي حصيف العقل: هو ذو مرة. من قولهم أمررت الحبل: أي أحكمت فتله، {فاستوى}: أي فاستقام على صورته التي خلقه اللّه عليها عند حراء في مبادئ النبوة، {وهو بالأفق الأعلى}: أي بالجهة العليا من السماء المقابلة للناظر، {ثم دنا}: أي ثم قرب، {فتدلى}: أي فنزل من قولهم تدلت الثمرة، ومنه الدوالي وهى الثمر المعلق كعناقيد العنب، والقاب مقدار ما بين المقبض والسّية، ولكل قوس قابان، والعرب تقدر الأطوال بالقوس والرمح وبالذراع والباع والخطوة والشبر والإصبع، {أو أدنى}: أي أقرب من ذلك، والمراد بالفؤاد فؤاد محمد صلى الله عليه وسلم، ما رأى أي ما رآه ببصره، {أفتمارونه على ما يرى}: أي أفتجادلونه على ما يراه معاينة، {نزلة أخرى}: أي مرة أخرى، {سدرة المنتهى}: هي شجرة نبق قالوا إنها في السماء السابعة عن يمين العرش، {جنة المأوى}: أي الجنة التي يأوي إليها المتقون يوم القيامة، {يغشى}: يغطى، {ما زاغ البصر}: أي ما عدل عن رؤية العجائب التي أمر برؤيتها ومسكّن منها وما مال يمينا ولا شمالا، {وما طغى}: أي ما جاوز ما أمر به، {آيات ربه الكبرى}: أي عجائبه الملكية والملكوتية في ليلة المعراج.
{اللات والعزى ومناة}: أصنام كانت تعبدها العرب في جاهليتها، فاللات كانت لثقيف. وأصل ذلك أن رجلا كان يلت السويق للحاج، فلما مات عكفوا على قبره يعبدونه ثم صنعوا له صورة وعبدوها، {والعزى}: شجرة بغطفان كانوا يعبدونها، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعد الإسلام خالد بن الوليد ليقطعها، فجعل يضربها بفأسه ويقول:
يا عزّ كفرانك لا سبحانك ** إني رأيت اللّه قد أهانك

{ومناة}: صخرة كانت لهذيل وخزاعة، وكانت دماء النسائك تمنى عندها: أي تراق، و{الأخرى}: أي المتأخرة الوضيعة القدر كما جاء في قوله: {قالتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ} أي وقال وضعاؤهم لأشرافهم ورؤسائهم، وقد جاء لفظ {الأخرى} بهذا المعنى بين المصريين فيقول: هو الآخر وهى الأخرى، يريدون الضعة وتأخر القدر والشرف، {ضيزى}: من ضزته حقه (بالضم والكسر) أي نقصته، والمراد أنها قسمة جائرة غير عادلة، قال امرؤ القيس:
ضازت بنو أسد بحكمهم ** إذ يجعلون الرأس كالذنب

{بما عملوا}: أي بالعقاب على عملهم، {بالحسنى}: أي بالمثوبة الحسنى وهى الجنة، {كبائر الإثم}: ما يكبر عقابه كالزنا وشرب الخمر، {والفواحش}: واحدها فاحشة وهى ما عظم قبحها من الكبائر، و{اللمم}: ما صغر من الذنوب كالنظرة والقبلة، وهو في اللغة اسم لما قلّ قدره ومنه لمّة الشعر، وقيل {اللمم}: الدنو من الشيء دون ارتكابه من قولهم ألممت بكذا: أي قاربت منه، وعليه فالمراد به الهمّ بالذنب وحديث النفس دون حدوث فعل، ومن ثم قال سعيد بن المسيّب: هو ما خطر على القلب. والأجنة: واحدها جنين، وهو الولد ما دام في البطن.
{تولى}: أي أعرض عن اتباع الحق والثبات عليه، {وأكدى}: أي قطع العطاء من قولهم: حفر فأكدى. أي بلغ إلى كدية أي صخرة تمنعه من إتمام العمل، {ينبأ}: أي يخبر، و{صحف موسى} هي التوراة، وصحف إبراهيم ما نزل عليه من الشرائع، و{وفّى}: أي أتم ما أمر به، {أن لا تزر وازرة وزر أخرى}: أي لا تحمل نفس حمل نفس أخرى، {يرى}: أي يراه حاضرو القيامة ويطلعون عليه تشريفا للمحسن، وتوبيخا للمسيء، {يجزاه}: أي يجزى سعيه يقال جزاه اللّه بعمله، وجزاه على عمله، وجزاه عمله، {المنتهى}: أي المعاد يوم القيامة والجزاء حين الحشر، {تمنى}: أي تدفع في الرحم من قولهم: أمنى الرجل ومنى: أي صبّ المنىّ، و{النشأة الأخرى}: هي إعادة الأرواح إلى الأجساد حين البعث، {أغنى وأقنى}: أي أغنى من شاء وأفقر من شاء، و{الشعرى}: هي الشعرى العبور وهى ذلك النجم الوضاء الذي يقال له مرزم الجوزاء وقد عبدته طائفة من العرب، و{عادًا الأولى}: هم قوم هود وهم ولد عاد بن إرم بن عوف بن سام بن نوح، وعاد الأخرى: من ولد عاد الأولى، و{المؤتفكة} هي قرى قوم لوط، سميت بذلك، لأنّها ائتفكت بأهلها: أي انقلبت بهم، ومنه الإفك لأنه قلب الحق، {أهوى}: أي أسقط في الأرض، غشاها: أي غطّاها.
الآلاء: النعم واحدها ألى (بالفتح والكسر) و{تتمارى}: تمترى وتشك، والخطاب للإنسان، {هذا نذير من النذر}: أي إن محمدا بعض من أنذر، {أزفت}: قربت، و{الآزفة}: الساعة، وسميت بذلك لقرب قيامها، أو لدنوها من الناس كما جاء في قوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} {من دون اللّه}: أي من غيره، {كاشفة}: أي نفس تكشف وقت وقوعها وتبينه، لأنها من أخفى المغيبات، و{الحديث}: القرآن، {سامدون}: أي لاهون غافلون من سمد البعير في سيره إذا رفع رأسه، {فاسجدوا}: أي اشكروا على الهداية، {واعبدوا}: أي اشتغلوا بالعبادة والطاعة. اهـ. باختصار.

.قال الفراء:

سورة النجم:
{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}.
قوله تبارك وَتعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}.
أقسم- تبارك وَتعالى- بالقرآن، لأنّه كانَ يَنزِلُ نجومًا الآية وَالآيتانِ، وَكانَ بين أوَّلِ نزولِه وَآخرِه عشرون سنةً.
حدثنا محمد بن الجهم قال: حدثنا الفراء: وَحدثنى الفُضيل بن عياض عن منصور عن المنهال بن عمرو رفعَه إلى عبد الله في قوله: {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوقِعِ النُّجُوم} قال: هو مُحْكَمُ القرآن.
قال: حدثنا محمد أبو زكريا يعنى: الذي لم يُنسَخ.
وقوله تبارك وَتعالى: {إِذَا هَوَى}.
نزل، وَقد ذُكر: أنه كوكب إذا غَرَبَ.
{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}.
وقوله جل وَعز: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}.
جوابٌ لقوله: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}.
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}.
وقوله عز وَجل: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}.
يقول: ما يقول هذا القرآن برأيه إنّما هو وَحى، وَذلِكَ: أن قريشًا قالوا: إنما يقول القرآن من تلقائه، فنزل تكذيبُهم.
{عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى}.
وقوله عز وَجل: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}.