فصل: قال الثعالبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الثاني في رسالته.
ذكرهما الماوردي.
قلت: وعلى الأوّل يكون تمام الكلام {ذُو مرَّةٍ}، وعلى الثاني {شَدِيدُ الْقُوَى}.
وقول خامس أن معناه فارتفع.
وفيه على هذا وجهان: أحدهما أنه جبريل عليه السلام ارتفع إلى مكانه على ما ذكرنا آنفًا.
الثاني أنه النبيّ صلى الله عليه وسلم ارتفع بالمعراج.
وقول سادس {فَاسْتَوَى} يعني الله عز وجل، أي استوى على العرش على قول الحسن.
وقد مضى القول فيه في (الأعراف).
قوله تعالى: {وَهُوَ بالأفق الأعلى} جملة في موضع الحال، والمعنى فاستوى عاليًا، أي استوى جبريل عاليًا على صورته ولم يكن النبيّ صلى الله عليه وسلم قبل ذلك يراه عليها حتى سأله إياها على ما ذكرنا.
والأفق ناحية السماء وجمعه آفاق.
وقال قتادة: هو الموضع الذي تأتي منه الشمس.
وكذا قال سفيان: هو الموضع الذي تطلع منه الشمس.
ونحوه عن مجاهد.
ويقال: أفْق وأُفُق مثل عُسْر وعُسُر.
وقد مضى في (حم السجدة).
وفرس أُفُق بالضم أي رائع وكذلك الأنثى؛ قال الشاعر:
أرجِّلُ لِمَّتِي وَأَجُرُّ ذَيْلِي ** وتَحمِلُ شِكَّتِي أُفُقٌ كُمَيْتُ

وقيل: {وَهُوَ} أي النبيّ صلى الله عليه وسلم {بالأفق الأعلى} يعني ليلة الإسراء وهذا ضعيف؛ لأنه يقال: استوى هو وفلان، ولا يقال استوى وفلان إلا في ضرورة الشعر.
والصحيح استوى جبريل عليه السلام وجبريل بالأفق الأعلى على صورته الأصلية؛ لأنه كان يتمثل للنبيّ صلى الله عليه وسلم إذا نزل بالوحي في صورة رجل، فأحبّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يراه على صورته الحقيقية، فاستوى في أفق المشرق فملأ الأفق.
قوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فتدلى} أي دنا جبريل بعد استوائه بالأفق الأعلى من الأرض {فتدلى} فنزل على النبيّ صلى الله عليه وسلم بالوحي.
المعنى أنه لما رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم من عظمته ما رأى، وهاله ذلك ردّه الله إلى صورة آدمي حين قرب من النبيّ صلى الله عليه وسلم بالوحي، وذلك قوله تعالى: {فأوحى إلى عَبْدِهِ} يعني أوحي الله إلى جبريل وكان جبريل {قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أدنى} قاله ابن عباس والحسن وقتادة والربيع وغيرهم.
وعن ابن عباس أيضًا في قوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فتدلى} أن معناه أن الله تبارك وتعالى: {دَنَا} من محمد صلى الله عليه وسلم {فتدلى}.
وروى نحوه أنس بن مالك عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
والمعنى دنا منه أمره وحكمه.
وأصل التدلي النزول إلى الشيء حتى يقرب منه فوضع موضع القرب؛ قال لبِيد:
فتَدَلَّيْت عليه قافِلًا ** وعلى الأرض غيَابَات الطَّفَل

وذهب الفرّاء إلى أن الفاء في {فَتَدَلَّى} بمعنى الواو، والتقدير ثم تدلى جبريل عليه السلام ودنا.
ولكنه جائز إذا كان معنى الفعلين واحدًا أو كالواحد قدمت أيهما شئت، فقلت فدنا فقرب وقرب فدنا، وشتمني فأساء وأساء فشتمني؛ لأن الشتم والإساءة شيء واحد.
وكذلك قوله تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر} [القمر: 1] المعنى والله أعلم: انشق القمر واقتربت الساعة.
وقال الجرجاني: في الكلام تقديم وتأخير أي تدلى فدنا؛ لأن التدلّي سبب الدنوّ.
وقال ابن الأنباري: ثم تدلّى جبريل أي نزل من السماء فدنا من محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن عباس: تدلّى الرفرف لمحمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج فجلس عليه ثم رفع فدنا من ربه.
وسيأتي.
ومن قال: المعنى فاستوى جبريل ومحمد بالأفق الأعلى قد يقول: ثم دنا محمد من ربه دنوّ كرامة فتدلّى أي هَوَى للسجود.
وهذا قول الضحاك.
قال القشيري: وقيل على هذا تدلّى أي تَدلّلَ؛ كقولك تَظَنَّى بمعنى تَظَنَّنَ، وهذا بعيد؛ لأن الدلال غير مرضيّ في صفة العبودية.
قوله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أدنى} أي (كان) محمد من ربه أو من جبريل {قَابَ قَوْسَيْنِ} أي قدر قوسين عربيتين.
قاله ابن عباس وعطاء والفرّاء.
الزمخشري: فإن قلت كيف تقدير قوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ} قلت: تقديره فكان مقدار مسافة قربه مثل قاب قوسين، فحذفت هذه المضافات كما قال أبو علي في قوله:
وَقَدْ جَعَلَتْنِي مِن حَزِيمَةَ إِصْبِعَا

أي ذا مقدار مسافة إصبع {أَوْ أَدْنَى} أي على تقديركم؛ كقوله تعالى: {أَوْ يَزِيدُونَ} [الصافات: 174].
وفي الصحاح: وتقول بينهما قابُ قَوْس، وقِيبُ قَوْس وقادَ قَوْس، وقِيدُ قَوْس؛ أي قَدْر قَوْسٍ.
وقرأ زيد بن علي {قَادَ} وقرئ {قِيدَ} و{قَدْرَ}.
ذكره الزمخشري.
وألقابُ ما بين المَقْبِض والسِّيَة.
ولكل قوس قابان.
وقال بعضهم في قوله تعالى: {قَابَ قَوْسَيْنِ} أراد قابي قوس فقلبه.
وفي الحديث: «ولَقابُ قوسِ أحدِكم من الجنة وموضع قِدّه خيرٌ من الدنيا وما فيها» والقِدّ السوط.
وفي الصحيح عن أبي هريرة قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «ولَقابُ قوسِ أحدِكم في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها» وإنما ضرب المثل بالقوس، لأنها لا تختلف في القاب.
والله أعلم.
قال القاضي عِياض: اعلم أن ما وقع من إضافة الدنوّ والقرب من الله أو إلى الله فليس بدنوّ مكانٍ ولا قرب مَدًى، وإنما دنوّ النبيّ صلى الله عليه وسلم من ربه وقرْبه منه: إبانةُ عظيم منزلته، وتشريف رتبته، وإشراق أنوار معرفته، ومشاهدة أسرار غيبه وقدرته.
ومِن الله تعالى له: مبرةٌ وتأنيس وبسط وإكرام.
ويتأوّل في قوله عليه السلام: «ينزل ربنا إلى سماء الدنيا» على أحد الوجوه: نزول إجمال وقبول وإحسان.
قال القاضي: وقوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أدنى} فمن جعل الضمير عائدًا إلى الله تعالى لا إلى جبريل كان عبارة عن نهاية القرب، ولطف المحل، وإيضاح المعرفة، والإشراف على الحقيقة من محمد صلى الله عليه وسلم، وعبارةً عن إجابة الرغبة، وقضاء المطالب، وإظهار التحفِّي، وإنافة المنزلة والقرب من الله؛ ويتأوّل فيه ما يتأوّل في قوله عليه السلام: «من تقرّب مني شبرًا تقرّبت منه ذراعًا ومن أتاني يمشي أتيته هرولةً» قربٌ بالإجابة والقبول، وإتيان بالإحسان وتعجيل المأمول.
وقد قيل: (ثُمَّ دَنَا) جبريل من ربه {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أدنى} قاله مجاهد.
ويدلّ عليه ما روي في الحديث: «إن أقرب الملائكة من الله جبريل عليه السلام» وقيل: {أو} بمعنى الواو أي قاب قوسين وأدنى.
وقيل: بمعنى بل أي بل أدنى.
وقال سعيد بن المسيّب: القاب صدر القوس العربية حيث يشدّ عليه السير الذي يتنكّبه صاحبه، ولكل قوس قاب واحد.
فأخبر أن جبريل قرب من محمد صلى الله عليه وسلم كقرب قاب قوسين.
وقال سعيد بن جبير وعطاء وأبو إسحاق الهَمْداني وأبو وائل شقيق بن سلمة: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ} أي قدر ذراعين، والقوس الذراع يقاس بها كل شيء، وهي لغة بعض الحجازيين.
وقيل: هي لغة أزد شَنُوءة أيضًا.
وقال الكسائي: قوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أدنى} أراد قوسًا واحدًا؛ كقول الشاعر:
ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْن مَرْتَيْنِ ** قَطَعْتُهُ بالسَّمْتِ لا بالسَّمْتَيْنِ

أراد مهمهًا واحدًا.
والقوس تذكر وتؤنث فمن أنث قال في تصغيرها قويسة ومن ذكر قال قويس؛ وفي المثل هو من خيرِ قُوَيْسٍ سَهْمًا، والجمع قِسِيّ وقُسِيّ وأقواس وقِياس؛ وأنشد أبو عبيدة:
ووَتَّرَ الأساورُ القِياسَا

والقَوْس أيضًا بقية التّمْر في الجُلَّة أي الوعاء، والقَوْس برج في السماء.
فأما القُوسُ بالضم فصومعة الراهب؛ قال الشاعر وذكر امرأة:
لاسْتَفْتَنَتْنِي وذَا المْسحَينِ في القُوسِ

قوله تعالى: {فأوحى إلى عَبْدِهِ مَآ أوحى} تفخيم للوحي الذي أوحى إليه.
وتقدّم معنى الوحي وهو إلقاء الشيء بسرعة ومنه الوَحَاء الوَحَاء.
والمعنى فأوحى الله تعالى إلى عبده محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى.
وقيل: المعنى {فأوحى إلى عَبْدِهِ} جبريل عليه السلام {مَا أَوْحَى}.
وقيل: المعنى فأوحى جبريل إلى عبد الله محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى إليه ربه.
قاله الربيع والحسن وابن زيد وقتادة.
قال قتادة: أوحى الله إلى جبريل وأوحى جبريل إلى محمد.
ثم قيل: هذا الوحي هل هو مبهم؟ لا نَطَّلِع عليه نحن وتُعُبِّدْنَا بالإيمان به على الجملة، أو هو معلوم مفّسر؟ قولان.
وبالثاني قال سعيد بن جبير، قال: أوحى الله إلى محمد: ألم أجدك يتيمًا فآويتك! ألم أجدك ضالًا فهديتك! ألم أجدك عائلًا فأغنيتك! {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ الذي أَنقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 1- 4].
وقيل: أوحى الله إليه أن الجنة حرام على الأنبياء حتى تدخلها يا محمد، وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك. اهـ.

.قال الثعالبي:

قوله عز وجل: {والنجم إِذَا هوى مَا ضَلَّ صاحبكم وَمَا غوى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهوى} الآية، قال الحسن وغيره: النجم المُقْسَمُ به هنا: اسمُ جنس، أراد به النجوم، ثم اختلفوا في معنى {هوى} فقال جمهور المفسرين: هَوَى للغروب، وهذا هو السابق إلى الفهم من كلام العرب، وقال ابن عباس في كتاب الثعلبيِّ: هوى في الانقضاض في إثر العفريت عند استراق السمع، وقال مجاهد وسفيان: النجم في قسم الآية: الثُّرَيَّا، وسُقُوطُهَا مع الفجر هو هوِيُّها، والعرب لا تقول: النجم مطلقًا إِلاَّ للثُّرَيَّا، والقسم واقع على قوله: {مَا ضَلَّ صاحبكم وَمَا غوى}.
ص: {إِذَا هوى} أبو البقاء: العامل في الظرف فِعْلُ الَقَسَمِ المحذوفِ، أي: أقسم بالنجم وَقْتَ هَوِيِّهِ، وجوابُ القَسَمِ: {مَا ضَلَّ}، انتهى، قال الفخر: أكثر المفسرين لم يُفَرِّقُوا بين الغَيِّ والضلال، وبينهما فرق؛ فالغيُّ: في مقابلة الرُّشْدِ، والضلال أَعَمُّ منه، انتهى.
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهوى}: يريد محمدًا صلى الله عليه وسلم أَنَّه لا يتكلم عن هواه، أي: بهواه وشهوته، وقال بعض العلماء: وما ينطقُ القرآن المُنَزَّلَ عن هوى.
ت: وهذا تأويل بعيد من لفظ الآية كما ترى.
وقوله: {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يوحى} يراد به القرآن بإجماع.
ت: وليس هذا الإِجماع بصحيح، ولفظُ الثعلبيِّ {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ} أي: ما نُطْقُهُ في الدِّينِ إلاَّ بوحي، انتهى، وهو أحسن إِنْ شاء اللَّه، قال الفخر: الوحي اسم، ومعناه: الكتاب، أو مصدر وله معانٍ: منها الإرسال، والإِلهام، والكتابة، والكلام، والإِشارة، فإنْ قلنا: هو ضمير القرآن فالوحي اسم معناه الكتاب، ويحتمل أنْ يُقال: مصدر، أي: ما القرآن إلاَّ إرْسَالٌ، أي: مُرْسَلٌ، وَإِنْ قلنا: المراد من قوله: {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ} قول محمد وكلامُه فالوحي حينئذ هو الإلهام، أي: كلامه مُلْهَمٌ من اللَّه أو مرسل، انتهى، والضمير في {عَلَّمَهُ} لنبِيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، والمُعَلِّمُ هو جبريل عليه السلام قاله ابن عباس وغيره، أي: عَلَّم محمدًا القرآن، و{ذُو مِرَّةٍ} معناه: ذو قُوَّة؛ قاله قتادة وغيره؛ ومنه قوله عليه السلام: «لاَ تَحِلَّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلا لِذِي مِرَّةٍ، سَوِىّ» وَأصْلُ المِرَّةِ مِنْ مَرَائِرِ الْحَبْلِ، وهي فتله وإحكام عمله.
وقوله: {فاستوى} قال الربيع والزَّجَّاج، المعنى: فاستوى جبريل في الجو، وهو إذ ذاك بالأفق الأعلى؛ إذ رآه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بِحِراءَ، قد سَدَّ الأفق، له ستمائة جناحٍ، وحينئذ دنا من محمد عليه السلام حتى كان قابَ قوسين، وكذلك رآه نزلةً أخرى في صفته العظيمة، له ستمائة جناح عند السِّدْرَةِ.
وقوله: {ثُمَّ دَنَا فتدلى} قال الجمهور: المعنى: دنا جبريل إلى محمد في الأرض عند حِرَاءَ، وهذا هو الصحيح أَنَّ جميع ما في هذه الآيات من الأوصاف هو مع جبريل، و{دَنَا} أعمُّ من {تدلى} فَبَيَّنَ تعالى بقوله: {فتدلى} هيئَةَ الدُّنُوِّ كيف كانت، و{قَابَ}: معناه: قَدْر، قال قتادة وغيره: معناه: من طرف العود إلى طرفه الآخر، وقال الحسن ومجاهد: من الوتر إلى العود في وسط القوس عند المِقْبَضِ.
وقوله: {أَوْ أدنى} معناه: على مقتضى نظر البشر، أي: لو رَآه أَحَدُكُمْ لقال في ذلك: قوسان أو أدنى من ذلك، وقيل: المراد بقوسين، أي: قَدْرَ الذراعين، وعن ابن عباس: أنَّ القوس في الآية ذراعٌ يُقَاسُ به، وذكر الثعلبيُّ أَنَّهَا لُغَةُ بعض الحجازيين.
وقوله تعالى: {فأوحى إلى عَبْدِهِ مَا أوحى} قال ابن عباس: المعنى: فأوحى اللَّهُ إلى عبده محمد ما أوحى، وفي قوله: {مَا أوحى} إبهام على جهة التفخيم والتعظيم؛ قال عياض: ولما كان ما كَاشَفَهُ عليه السلام من ذلك الجبروتِ، وشَاهَدَهُ من عجائب الملكوت، لا تُحِيطُ به العباراتُ، ولا تستقِلُّ بحمل سماع أدناه العقول رَمَزَ عنه تعالى بالإيماء والكناية الدَّالَّةِ على التعظيم، فقال تعالى: {فأوحى إلى عَبْدِهِ مَا أوحى} وهذا النوع من الكلام يسميه أَهْلُ النقد والبلاغة بالوحي والإشارة، وهو عندهم أبلغ أبواب الإِيجاز، انتهى. اهـ.

.قال الألوسي:

{والنجم إِذَا هوى} أقسم سبحانه بجنس النجم المعروف على ما روى عن الحسن ومعمر بن المثنى، ومنه قوله:
فباتت تعد النجم في مستحيرة ** سريع بأيدي الآكلين جمودها

ومعنى {هوى} غرب، وقيل: طلع يقال هوى يهوى كرمى يرمي هويًا بالفتح في السقوط والغروب لمشابهته له؛ وهويًا بالضم للعلو، والطلوع، وقيل: الهوى بالفتح للإصعار والهوى بالضم للانحدار؛ وقيل: الهوى بالفتح والضم السقوط ويقال أهوى بمعنى هوى، وفرق بعض اللغويين بينهما بأن هوى إذا انقض لغير صيد، وأهوى إذا انقض له.