فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل: أمات الآباء وأحيا الأبناء.
وقيل: يريد بالحياة الخصب وبالموت الجدب.
وقيل: أنام وأيقظ.
وقيل: أمات في الدنيا وأحيا للبعث.
{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزوجين الذكر والأنثى} أي من أولاد آدم ولم يرد آدم وحوّاء بأنهما خلقا من نُطْفة.
والنطفة الماء القليل، مشتق من نطفَ الماءُ إذا قَطَر.
{تمنى} تُصبّ في الرحم وتراق؛ قال الكلبي والضحاك وعطاء بن أبي رباح.
يقال: مَنَى الرجل وأَمْنى من الْمَنِيّ، وسميت مِنًى بهذا الاسم لما يُمْنَى فيها من الدماء أي يُراق.
وقيل: {تمنى} تُقدَّر؛ قاله أبو عبيدة.
يقال: مَنَيت الشيء إذا قَدّرته، ومُنِي له أي قُدّر له؛ قال الشاعر:
حَتّى تُلاَقِيَ ما يَمْنِي لَكَ الْمَانِي

أي ما يقدر لك القادر.
قوله تعالى: {وَأَنَّ عَلَيْهِ النشأة الأخرى} أي إعادة الأرواح في الأشباح للبعث.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو {النشأة} بفتح الشين والمدّ؛ أي وعد ذلك ووعده صدق.
{وَأَنَّهُ هُوَ أغنى وأقنى} قال ابن زيد: أغنى من شاء وأفقر من شاء؛ ثم قرأ {يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ} [العنكبوت: 62] وقرأ {يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} [البقرة: 245] واختاره الطبري.
وعن ابن زيد أيضًا ومجاهد وقتادة والحسن: {أَغْنَى} مَوَّلَ {وأَقْنَى} أَخْدم.
وقيل: {أَقْنَى} جعل لكم قِنْية تقتنونها، وهو معنى أخدم أيضًا.
وقيل: معناه أرضى بما أعطى أي أغناه ثم رضّاه بما أعطاه؛ قاله ابن عباس.
وقال الجوهري: قَنِيَ الرجل يَقْنَى قِنًى؛ مثل غَنِي يَغْنَى غِنًى، وأقناه الله أي أعطاه الله ما يُقتنى من القِنْية والنَّشَب. وأقناه الله أيضًا أي رضّاه.
والقِنَى الرضا، عن أبي زيد؛ قال وتقول العرب: من أُعِطي مائةً من المعز فقد أعطِي القِنَى، ومن أُعِطي مائةً من الضأن فقد أُعِطَي الغِنى، ومن أُعِطيَ مائة من الإبل فقد أعطِي المُنى.
ويقال: أغناه الله وأقناه أي أعطاه ما يسكن إليه.
وقيل: {أغنى وأقنى} أي أغْنَى نفسه وأفقر خلقه إليه؛ قاله سليمان التيمي.
وقال سفيان: أغنى بالقناعة وأقنى بالرضا.
قال الأخفش: أقنى أفقر.
قال ابن كيسان: أولد.
وهذا راجع لما تقدّم.
{وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشعرى} {الشِّعْرَى} الكوكب المضيء الذي يطلع بعد الجوزاء، وطلوعه في شدّة الحرّ، وهما الشّعريان العَبُور التي في الجوزاء والشِّعرى الغُمَيْصَاءُ التي في الذراع؛ وتزعم العرب أنهما أختا سُهَيل.
وإنما ذكر أنه رَبُّ الشِّعْرى وإن كان ربًّا لغيره؛ لأن العرب كانت تعبده؛ فأعلمهم الله جل وعز أنّ الشِّعْرى مربوب وليس بربّ.
واختلف فيمن كان يعبده؛ فقال السدي: كانت تعبده حِمْير وخُزَاعة.
وقال غيره: أول من عبده أبو كبشة أحد أجداد النبيّ صلى الله عليه وسلم من قبل أمهاته، ولذلك كان مشركو قريش يسمون النبيّ صلى الله عليه وسلم ابن أبي كبشة حين دعا إلى الله وخالف أديانهم؛ وقالوا: ما لقينًا من ابن أبي كبشة! وقال أبو سفيان يوم الفتح وقد وقف في بعض المضايق وعساكر رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرّ عليه: لقد أَمِرَ أَمْرُ ابن أبي كبشة.
وقد كان من لا يعبد الشِّعْرى من العرب يعظّمها ويعتقد تأثيرها في العالم، قال الشاعر:
مضَى أَيْلُولُ وارتفع الحَرُورُ ** وأخْبَتْ نارَها الشِّعرى العَبُورُ

وقيل: إن العرب تقول في خرافاتها: إن سُهيْلًا والشِّعرى كانا زوجين، فانحدر سُهَيل فصار يمانيًا، فاتبعته الشِّعرى العَبُور فعبرت المجرة فسميت العبور، وأقامت الغُمَيْصاء فبكت لفقد سُهَيل حتى غَمِصت عيناه؛ فسمِّيت غميصاء لأنها أخفى من الأخرى.
{وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأولى} سماها الأولى لأنهم كانوا مِن قبل ثمود.
وقيل: إن ثمود مِن قبل عاد.
وقال ابن زيد: قيل لها عاد الأولى لأنها أوّل أمة أهلكت بعد نوح عليه السلام.
وقال ابن إسحاق: هما عادان فالأولى أهلكت بالريح الصّرصر، ثم كانت الأخرى فأهلكت بالصيحة.
وقيل: عاد الأولى هو عاد بن إِرم بن عوص بن سام بن نوح، وعاد الثانية من ولد عاد الأولى؛ والمعنى متقارب.
وقيل: إن عاد الآخرة الجبارون وهم قوم هود.
وقراءة العامة {عَادًا الأُولَى} ببيان التنوين والهمز.
وقرأ نافع وابن مُحَيِصن وأبو عمرو {عَادًا الأُولَى} بنقل حركة الهمزة إلى اللام وإدغام التنوين فيها، إلا أنّ قالون والسوسي يظهران الهمزة الساكنة.
وقلبها الباقون واوًا على أصلها؛ والعرب تقلب هذا القلب فتقول: قُم الاَّن عنًّا وضُمَّ لِثْنَينِ أي قم الآن وضم الاثنين {وَثَمُودَ فَمَآ أبقى} ثمود هم قوم صالح أهلكوا بالصيحة.
قرئ {ثُمودًا} {وَثَمُود} وقد تقدّم.
وانتصب على العطف على عاد.
{وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ} أي وأهلك قوم نوح من قبل عاد وثمود {إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وأطغى} وذلك لطول مدّة نوح فيهم، حتى كان الرجل فيهم يأخذ بيد ابنه فينطلق إلى نوح عليه السلام فيقول: احذر هذا فإنه كدّاب، وإن أبي قد مشى بي إلى هذا وقال لي مثل ما قلت لك؛ فيموت الكبير على الكفر، وينشأ الصغير على وصية أبيه.
وقيل: إن الكناية ترجع إلى كلّ مَن ذُكر من عاد وثمود وقوم نوح؛ أي كانوا أكفر من مشركي العرب وأطغى.
فيكون فيه تسلية وتعزية للنبيّ صلى الله عليه وسلم؛ فكأنه يقول له: فاصبر أنت أيضًا فالعاقبة الحميدة لك.
{والمؤتفكة أهوى} يعني مدائن قوم لوط عليه السلام ائتفكت بهم، أي انقلبت وصار عاليها سافلها.
يقال: أَفَكْته أي قلبته وصرفته.
{أَهْوَى} أي خسف بهم بعد رفعها إلى السماء؛ رفعها جبريل ثم أهوى بها إلى الأرض.
وقال المبرّد: جعلها تهوِي.
ويقال: هَوَى بالفتح يَهْوِي هُوِّيًّا أي سقط و{أَهْوَى} أي أسقط.
{فَغَشَّاهَا مَا غشى} أي ألبسها ما ألبسها من الحجارة؛ قال الله تعالى: {جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ} [الحجر: 74] وقيل: إن الكناية ترجع إلى جميع هذه الأمم؛ أي غَشَّاها من العذاب ما غشاهم، وأبهم لأن كلًا منهم أهلِك بضرب غير ما أُهْلِك به الآخر.
وقيل: هذا تعظيم الأمر.
{فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكَ تتمارى} أي فبأي نِعَم ربّك تشكّ.
والمخاطبة للإنسان المكذب.
والآلاء النعم واحدها أَلىً وإِلىً وإِلْيٌ.
وقرأ يعقوب {تَمَّارَى} بإدغام إحدى التاءين في الأخرى والتشديد.
قوله تعالى: {هذا نَذِيرٌ مِّنَ النذر الأولى}.
قال ابن جُرَيج ومحمد بن كعب: يريد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم نذير بالحق الذي أنذر به الأنبياء قبله، فإن أطعتموه أفلحتم، وإلاّ حلّ بكم ما حلّ بمكذّبي الرسل السالفة.
وقال قتادة: يريد القرآن، وأنه نذير بما أَنذرت به الكتب الأولى.
وقيل: أي هذا الذي أخبرنا به من أخبار الأمم الماضية الذين هلكوا تخويف لهذه الأمة من أن ينزل بهم ما نزل بأولئك من النذر أي مثل النذر؛ والنذر في قول العرب بمعنى الإنذار كالنُّكُر بمعنى الإنكار؛ أي هذا إنذار لكم.
وقال أبو مالك: هذا الذي أنذرتكم به من وقائع الأمم الخالية هو في صحف إبراهيم وموسى.
وقال السديّ أخبرني أبو صالح قال: هذه الحروف التي ذكر الله تعالى من قوله تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ موسى وَإِبْرَاهِيمَ} إلى قوله: {هذا نَذِيرٌ مِّنَ النذر الأولى} كل هذه في صحف إبراهيم وموسى. اهـ.

.قال الألوسي:

{وَأَنَّ إلى رَبّكَ المنتهى} أي إن انتهاء الخلق ورجوعهم إليه تعالى لا إلى غيره سبحانه استقلالًا ولا اشتراكًا، والمراد بذلك رجوعهم إليه سبحانه يوم القيامة حين يحشرون ولهذا قال غير واحد: أي إلى حساب ربك أو إلى ثوابه تعالى من الجنة وعبقابه من النار الانتهاء، وقيل: المعنى أنه عز وجل منتهى الأفكار فلا تزال الأفكار تسير في بيداء حقائق الأشياء وماهياتها والإحاطة بما فيها حتى إذا وجهت إلى حرم ذات الله عز وجل وحقائق صفاته سبحانه وقفت وحرنت وانتهى سيرها، وأيد بما أخرجه البغوي عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الآية: «لا فكرة في الرب» وأخرجه أبو الشيخ في العظمة عن سفيان الثوري، وروى عنه عليه الصلاة والسلام: «إذا ذكر الرب فانتهوا» وأخرج ابن ماجه عن ابن عباس قال: «مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم يتفكرون في الله فقال: تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق فإنكم لن تقدروه» وأخرج أبو الشيخ عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فتهلكوا».
واستدل بذلك من قال باستحالة معرفته عز وجل بالكنه، والبحث في ذلك طويل، وأكثر الأدلة النقلية على عدم الوقوع، وقرأ أبو السماء، وإن بالكسر هنا وفيما بعد على أن الجمل منقطعة عما قبلها فلا تكون مما في الصحف.
{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43)}.
خلق فعلي الضحك والبكاء، وقال الزمخشري: خلق قوتي الضحك والبكاء، وفيه دسيسة اعتزال، وقال الطيبي: المراد خلق السرور والحزن أو ما يسر ويحزن من الأعمال الصالحة والطالحة، ولذا قرن بقوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} وعليه فهو مجاز ولا يخفى أن الحقيقة أيضًا تناسب الإماتة والإحياء لا سيما والموت يعقبه البكاء غالبًا والاحياء عند الولاد الضحك وما أحسن قوله:
ولدتك أمك يا ابن آدم باكيا ** والناس حولك يضحكون سرورًا

فاجهد لنفسك أن تكون إذا بكوا ** في يوم موتك ضاحكًا مسرورًا

وقال مجاهد والكلبي: {أَضْحَكَ} أهل الجنة {وأبكى} أهل النار، وقيل: {أَضْحَكَ} الأرض بالنبات {وأبكى} السماء بالمطر، وتقديم الضمير وتكرير الإسناد للحصر أي أنه تعالى فعل ذلك لا غيره سبحانه، وكذا في أنه {هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} فلا يقدر على الإماتة والإحياء غير عز وجل، والقاتل إنما ينقض البنية الإنسانية ويفرق أجزاءها والموت الحاصل بذلك فعل الله تعالى على سبيل العادة في مثله فلا إشكال في الحصر.
{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45)}.
من نوع الإنسان وغيره من أنواع الحيوانات ولم يذكر الضمير على طرز ما تقدم لأنه لا يتوهم نسبة خلق الزوجين إلى غيره عز وجل.
{مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تمنى} أي تدفق في الرحم يقال: أمنى الرجل ومنى بمعنى، وقال الأخفش: أي تقدر يقال منى لك الماني أي قدر لك المقدر، ومنه المنا الذي يوزن به فيما قيل، والمنية وهي الأجل المقدر للحيوان.
{وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (47)} أي الإحياء بعد الإماتة وفاءًا بوعده جل شأنه، وفي (البحر) لما كانت هذه النشأة ينكرها الكفار بولغ بقوله تعالى كأنه تعالى أوجب ذلك على نفسه، وفي الكشاف قال سبحانه: {عَلَيْهِ} لأنها واجبة في الحكمة ليجازي على الإحسان والإساءة وفيه مع كونه على طريق الاعتزال نظر، وقرأ ابن كثير. وأبو عمرو {النشاءة} بالمد وهي أيضًا مصدر نشأة الثلاثي.
{وَأَنَّهُ هُوَ أغنى وأقنى} وأعطى القنية وهو ما يبقى ويدوم من الأموال ببقاء نفسه أو أصله كالرياض والحيوان والبناء، وإفراد ذلك بالذكر مع دخوله في قوله تعالى: {أغنى} لأن القنية أنفس الأموال وأشرفها، وفي (البحر) يقال: قنيت المال أي كسبته ويعدي أيضًا بالهمزة والتضعيف فيقال: أقناه الله تعالى مالًا وقناه الله تعالى مالًا، وقال الشاعر:
كم من غني أصاب الدهر ثرواته ** ومن فقير (يقني) بعد إقلال

أي يقني المال، وعن ابن عباس {أغنى} مول، و{أقنى} أرضى.
وهو بهذا المعنى مجاز من القنية قتل الراغب: وتحقيق ذلك أنه جعل له قنية من الرضا والطاعة وذلك أعظم القنائن، ولله تعالى در من قال:
هل هي إلا مدة وتنقضي ** ما يغلب الأيام إلا من رضى

وعن ابن زيد والأخفش {أقنى} أفقر، ووجه بأنهما جعلا الهمزة فيه للسلب والإزالة كما في أشكى، وقيل: إنهما جعلا {أقنى} بمعنى جعل له الرضا والصبر قنية كناية عن ذلك ليظهر فيه الطباق كما في {هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} [النجم: 44] و{أَضْحَكَ وأبكى} [النجم: 43] وفسره بأفقر أيضًا الحضرمي إلا أنه كما أخرج عنه ابن جرير وأبو الشيخ قال: {أغنى} نفسه سبحانه و{أفقر} الخلائق إليه عز وجل، والظاهر على تقدير اعتبار المفعول في جميع الأفعال المتقدمة أن يكون من المحدثات الصالحة لتعلق الفعل، وعندي أن {وَمَا أُغْنِى} سبحانه نفسه كأوجد جل شأنه نفسه لا يخلو عن سماجة وإيهام محذور، وإنما لم يذكر مفعول لأن القصد إلى الفعل نفسه.
{وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشعرى} هي {الشعرى} العبور بفتح العين المهملة والباء الموحدة والراء المهملة بعد الواو، وتقال: {الشعرى} أيضًا على الغميصاء بغين معجمة مضمومة وميم مفتوحة بعدها ياء مثناة تحتية وصاد مهملة ومد، والأولى: في الجوزاء، وإنما قيل لها العبور لأنها عبرت المجرة فلقيت سهيلًا ولأنها تراه إذا طلع كأنها ستعبر وتسمى أيضًا كلب الجبار لأنها تتبع الجوزاء المسماة بالجبار كما يتبع الكلب الصائد أو الصيد، والثانية: في ذراع الأسد المبسوط، وإنما قيل لها الغميصاء لأنها بكت من فراق سهيل فغمصت عينها، والغمص ما سال من الرمص وهو وسخ أبيض يجتمع في الموق، وذلك من زعم العرب أنهما أختا سهيل، وفي (القاموس) من أحاديثهم أن الشعري العبور قطعت المجرة فسميت عبورًا وبكت الأخرى على أثرها حتى غمصت ويقال لها الغموس أيضًا، وقيل: زعموا أن سهيلًا و{الشعري} كانا زوجين فانحدر سهيل وصار يمانيًا فاتبعه الشعري فعبرت المجرة فسميت العبور وأقامت الغميصاء وسميت بذلك لأنها دون الأولى ضياءًا، وكل ذلك من تخيلاتهم الكاذبة التي لا حقيقة لها، والمتبادر عند الإطلاق وعدم الوصف العبور لأنها أكبر جرمًا وأكثر ضياءًا وهي التي عبدت من دون الله سبحانه في الجاهلية.