فصل: قال الثعلبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقال عبد الله بن الزبير: {اللمم} القبلة، واللمس باليد.
وقال بعضهم: {اللمم} كل ذنب يتوب عنه ولا يصر عليه.
وروى منصور، عن مجاهد قال: في قوله: {إِلاَّ اللمم} هو الرجل يذنب الذنب، ثم ينزع عنه.
وروي عن أبي هريرة: قال: {اللمم} النكاح.
وذكر ذلك لزيد بن أسلم فقال: صدق إنما اللمم لمم أهل الجاهلية.
يقول الله تعالى في كتابه {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وَبَنَاتُ الاخ وَبَنَاتُ الاخت وأمهاتكم الْلاَّتِى أَرْضَعْنَكُمْ وأخواتكم مِّنَ الرضاعة وأمهات نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاتى في حُجُورِكُمْ مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاتى دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وحلائل أَبْنَآئِكُمُ الذين مِنْ أصلابكم وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الاختين إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ الله كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [النساء: 23].
وروي عن الحسن أنه قال: {اللمم} هو أن يصيب النظرة من المرأة، والشربة من الخمر.
ثم ينزع عنه.
وروي عن مجاهد أنه قال: الذي يلم بالذنب، ثم يدعه.
وقد قال الشاعر:
إنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا ** وَأيّ عَبْدِ للَّه لا أَلَمَّا

وقال بعضهم: {إِلاَّ اللمم} ومعناه: ولا اللمم.
ومعناه: أن تجتنبوا صغائر الذنوب، وكبائرها، كما قال القائل: وبلدة ليس بها أنيس إلا اليعافير، والعيش.
يعني: ولا اليعافير، ولا العيس.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إيَّاكُمْ وَالمُحَقراتِ مِنَ الذُّنُوبِ».
وسئل زيد بن ثابت عن قوله: {إِلاَّ اللمم} قال: حرم الله الفواحش ما ظهر منها، وما بطن.
ثم قال: {إِنَّ رَبَّكَ واسع المغفرة} يعني: واسع الفضل، غافر الذنوب للذين يتوبون.
ويقال: معناه رحمته واسعة على الذين يجتنبون الكبائر.
ثم قال: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ} يعني: هو أعلم بحالكم منكم {إِذْ أَنشَأَكُمْ مّنَ الأرض} يعني: إذ هو خلقكم من الأرض.
يعني: خلق آدم من تراب، وأنتم من ذريته.
{وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ} يعني: كنتم صغارًا {فِى بُطُونِ أمهاتكم} كان هو أعلم بحالكم منكم في ذلك كله، {فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ} يعني: لا تبرؤوا أنفسكم من الذنوب، ولا تمدحوها.
ويقال: {وَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ} يعني: لا يمدح بعضكم بعضًا.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا رَأَيْتُمُ المَدَّاحِينَ فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمُ التُّرابَ».
والمدح على ثلاثة أوجه: أوله أن يمدحه في وجهه، فهو الذي نهي عنه.
والثاني: أن يمدحه بغير حضرته، ويعلم أنه يبلغه، فهو أيضًا منهي عنه.
والثالث: أن يمدحه في حال غيبته، وهو لا يبالي بلغه أو لم يبلغه، ويمدحه بما هو فيه، فلا بأس بهذا.
ويقال: {فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ} يعني: لا تطهروا أنفسكم من العيوب.
وهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «النَّاسُ كَإِبِلٍ مِائَةٍ لَمْ يَكُنْ فِيهَا رَاحِلَةً».
{بِمَنِ اتقى} يعني: من يستحق المدح، ومن لا يستحق المدح.
ثم قال: {أَفَرَأَيْتَ الذي تولى} يعني: أعرض عن الحق، وهو الوليد بن المغيرة، ومن كان في مثل حاله {وأعطى قَلِيلًا} يعني: وأنفق قليلًا من ماله {وأكدى} يعني: هو أمسك عن النفقة.
قال مقاتل: أنفق الوليد بن المغيرة على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نفقة قليلة، ثم انتهى عن ذلك.
وقال القتبي: {وأكدى} أصله من كديه الدكية وهي الصلابة فيها.
فإذا بلغها الحافر، يبس حفرها، فقطع الحفرة.
يعني: تركها.
فقيل: لمن طلب شيئًا، ولم يدرك أخره، وأعطى شيئًا، ولم يتم وأكدى.
ثم قال عز وجل: {عِلْمُ الغيب فَهُوَ يرى أَمْ} يعني: أعنده علم الآخرة {فَهُوَ يرى} صنيعه.
وقيل: يعلم ما في اللوح المحفوظ، فيرى صنيعه.
{أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا في صُحُفِ موسى} يعني: ألم يخبر بما بيّن الله تعالى في صحف موسى.
قال بعضهم: {صُحُفِ موسى} يعني: التوراة.
وقال بعضهم: هو كتاب أنزل عليه قبل التوراة {وإبراهيم الذي وفى} يعني: في كتاب إبراهيم {الذى وفى} يعني: بلغ الرسالة.
ويقال: {وفى} بمعنى عمل ما أمر به.
وذلك أن الوليد بن عقبة بن أبي معيط قال لعثمان: إنك تنفق مالك، فعن قريب تفتقر.
فقال عثمان: إن لي ذنوبًا.
فقال الوليد: ادفع إلي بعض المال حتى أدفع ذنوبك، فدفع إليه، فأنزل الله تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا في صُحُفِ موسى} يعني: ألم يبين الله تعالى في كتاب موسى، وكتاب إبراهيم، {أَلاَّ تَزِرُ وازرة وِزْرَ أخرى} يعني: لا تحمل نفس خطيئة نفس أخرى.
ويقال: {وإبراهيم الذي وفى} يعني: بما ابتلاه الله تعالى بعشر كلمات.
ويقال: بذبح الولد.
ويقال: كان يصلي كل غداة أربع ركعات، صلاة الضحى فسماه وفيًا.
ثم قال عز وجل: {وَأَن لَّيْسَ للإنسان إِلاَّ مَا سعى} يعني: ليس للإنسان في الآخرة إلا ما عمل في الدنيا من خير أو شر {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يرى} يعني: يرى ثواب عمله في الآخرة.
قوله عز وجل: {ثُمَّ يُجْزَاهُ الجزاء الاوفى} يعني: يعطى ثوابه كاملًا {وَأَنَّ إلى رَبّكَ المنتهى} يعني: إليه ينتهي أعمال العباد، وإليه يرجع الخلق كلهم، فهذا كله في مصحف موسى، وإبراهيم.
ثم قال: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وأبكى} يعني: {أَضْحَكَ} أهل الجنة في الجنة.
قال: {وأبكى} أهل النار في النار.
ويقال: {أَضْحَكَ} في الدنيا أهل النعمة، {وأبكى} أهل الشدة، والمعصية.
{وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} يعني: يميت في الدنيا، ويحيي في الآخرة للبعث {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزوجين} يعني: اللونين، والصنفين، {الذكر والانثى مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تمنى} يعني: تهراق في رحم الأنثى.
وقال القتبي: {مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تمنى} يعني: تقدر، وتخلق.
ويقال: ما تدري ما يمني لك الماني.
يعني: ما يقدر لك المقدر.
ثم قال عز وجل: {وَأَنَّ عَلَيْهِ النشأة الاخرى} يعني: البعث بعد الموت.
يعني: ذلك إليه، وبيده، وهو قادر على ذلك، فاستدل عليهم بالفعل الآخر بالفعل الأول، أنه خلقهم في الابتداء من النطفة، وهو الذي يحييهم بعد الموت {وَأَنَّهُ هُوَ أغنى وأقنى} يعني: حول وأعطى المال.
{وأقنى} يعني: أفقر.
ويقال: {أغنى} يعني: يعطي {وأقنى} يعني: يُرضي بما يُعطي.
ويقال: {أغنى} نفسه عن الخلق {وأقنى} يعني: أفقر الخلق إلى نفسه.
وروى السدي عن أبي صالح: {أغنى} بالمال، {وأقنى} يعني: بالقنية.
وقال الضحاك: {أغنى} بالذهب، وبالفضة، والثياب، والمسكن، {وأقنى} بالإبل، والبقر، والغنم، والدواب.
وقال عكرمة: {أغنى} يعني: أرضى {وأقنى} يعني: وأقنع.
ثم قال: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشعرى} يعني: وأن الله هو خالق الشعرى.
قال ابن عباس: هو كوكب تعبده خزاعة يطلع بعد الجوزاء، يقول الله تعالى وأنا ربها، وأنا خلقتها، فاعبدوني.
ثم خوفهم فقال عز وجل: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الاولى} بالعذاب، وهم قوم هود عليه السلام، وكان بعدهم عاد آخر سواهم، فلهذا سماهم عاد الأُولى {وَثَمُودَ فَمَا أبقى} يعني: قوم صالح عليه السلام، فأهلكهم الله، وما بقي منهم أحد.
قرأ نافع، وأبو عمرو {عَادٍ الاولى} بحذف الهمزة، وإدغام التنوين.
والباقون: {عَادًا} بالتنوين الأولى، بالهمزة.
وكلاهما جائز عند العرب.
وقرأ حمزة، وعاصم، رواية حفص: {وَثَمُودُ} بغير تنوين.
والباقون: {ثمودًا} بالتنوين.
قال أبو عبيد نقرأ بالتنوين مكان الألف الثانية في المصحف.
ثم قال: {مُنتَصِرِينَ وَقَوْمَ نُوحٍ مّن قَبْلُ} يعني: أهلكنا قوم نوح من قبل عاد وثمود {إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وأطغى} يعني: أشد في كفرهم، وطغيانهم، لأنه لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، فدعاهم، فلم يجيبوا، وكان الآباء يوصون الأبناء بتكذيبه.
ثم قال عز وجل: {والمؤتفكة أهوى} يعني: مدينة قوم لوط.
وسماها مؤتفكة لأنها ائتفكت.
أي: انقلبت {أهوى} أي: أسقط.
ويقال: {المؤتفكة} يعني: المكذبة {والمؤتفكة أهوى} يعني: أهوى من السماء إلى الأرض، وذلك أن جبريل عليه السلام حيث قلع تلك المدائن، فرفعها إلى قريب من السماء، ثم قلبها، وأهواها إلى الأرض.
{فغشاها مَا غشى} يعني: فغشاها من الحجارة {مَا غشى} كقوله: {فَجَعَلْنَا عاليها سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ} [الحجر: 74].
ثم قال: {فَبِأَىّ الاء رَبّكَ تتمارى} يعني: بأي نعمة من نعماء ربك تتجاحد أيها الإنسان، بأنها ليست من الله تعالى.
قوله عز وجل: {هذا نَذِيرٌ مّنَ النذر الاولى} يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم {نَّذِيرٍ} مثل {النذر الاولى} يعني: رسولًا مثل الرسل الأولى، ثم نوح، وهود، وصالح صلوات الله عليهم، وقد خوفهم الله ليحذروا معصيته، ويتبعوا ما أمرهم الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: {أَزِفَتِ الازفة} يعني: دنت القيامة {لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ الله كَاشِفَةٌ} يعني: ليس للساعة من دون الله {كَاشِفَةٌ} عن علم قيامها، وهذا كقوله: {يَسْألُونَكَ عَنِ الساعة أَيَّانَ مرساها قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ في السماوات والأرض لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْألُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ الله ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 187].
ثم قال عز وجل: {أَفَمِنْ هذا الحديث تَعْجَبُونَ} يعني: من القرآن تعجبون تكذيبًا {وَتَضْحَكُونَ} استهزاءً.
{وَلاَ تَبْكُونَ} مما فيه من الوعد {وَأَنتُمْ سامدون} يعني: لاهين عن القرآن.
روي عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: هو الغناء.
كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا، ولعبوا، وهي بلغة أهل اليمن.
وقال قتادة {سامدون} يعني: غافلون.
ثم قال عز وجل: {فاسجدوا لِلَّهِ} يعني: صلوا لله.
ويقال: اخضعوا لله {واعبدوا} يعني: أطيعوا.
ويقال: {فاسجدوا لِلَّهِ} في الصلاة {واعبدوا} يعني: وحدوه.
ويقال: هو سجدة التلاوة بعينها.
وروي عن الشعبي أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في النجم، وسجد معه المؤمنون، والمشركون، والجن، والإنس. اهـ.

.قال الثعلبي:

{والنجم إِذَا هوى}.
قال ابن عباس في رواية الوالبي والعوفي ومجاهد برواية ابن أبي نجيح: يعني والثريّا إذا سقطت وغابت، والعرب تسمّي الثريّا نجمًا، وإن كانت في العدد نجومًا.
قال أبو بكر محمد بن الحسن الدربندي: هي سبعة أنجم، ستة منها ظاهرة، وواحد منها خفي، يختبر الناس به أبصارهم، ومنه قول العرب إذا طلع النجم عشاءً: ابتغى الراعي كساءً وعن مجاهد أيضًا: يعني نجوم السماء كلها حتى تغرب، لفظه واحد ومعناه الجمع، كقول الراعي:
فباتت تعدّ النجم في مستحيره ** سريع بأيدي الآكلين جمودها

وسمّي الكوكب نجمًا لطلوعه، وكلّ طالع نجم، ويقال: نجمَ السر والقرب والندب إذا طلع.
وروى عكرمة عن ابن عباس أنّه الرجم من النجوم، يعني ما يرمى به الشياطين عند استراقهم السمع، وقال الضحاك: يعني القرآن إذا نزل ثلاث آيات وأربع وسورة، وكان بين أوله وآخره ثلاث وعشرون سنة، وهي رواية الأعمش عن مجاهد وحيان عن الكلبي، والعرب تسمّي التفريق تنجيمًا والمفرق نجومًا ومنه نجوم الدَّيْن.
وأخبرني ابن فنجويه قال: حدّثنا محمد بن خلف قال: حدّثنا إسحاق بن محمد قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا إبراهيم بن عيسى قال: حدّثنا علي بن علي قال: حدّثني أبو حمزة الثمالي {والنجم إِذَا هوى} قال: يقال: هي النجوم إذا انتثرت يوم القيامة، وقال الأخفش هي النبت، ومنه قوله: {والنجم والشجر يَسْجُدَانِ} [الرحمن: 6] وهويّه: سقوطه على الأرض، لأنه ما ليس له ساق، وقال جعفر الصادق: يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم إذا نزل من السماء ليلة المعراج.
فالهويّ: النزول والسقوط، يقال: هوى يهوى هويًّا: مضى يمضي مضيًّا، قال زهير:
يشج بها الأماعز وهي تهوي ** هوي الدلو أسلمها الرشاء

وروى عروة بن الزبير عن رجال من أهل بيته قالوا: كانت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عتبة بن أبي لهب فأراد الخروج إلى الشام فقال: الأبتر محمد فلأوذينّه في ابنته فأتاه فقال: يا محمد هو يكفر بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى، ثم تفل في وجهه ورد عليه ابنته وطلّقها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اللهم سلّط عليه كلبًا من كلابك» قال: وأبو طالب حاضر فوجم لها وقال: ما كان أغناك يا ابن أخي عن هذه الدعوة.
فرجع عتبة إلى أبيه فأخبره بذلك ثم خرجوا إلى الشام، فنزلوا منزلا فأشرف عليهم راهب من الدير فقال لهم: هذه أرض مسبعة، فقال أبو لهب لأصحابه: أعينونا يا معشر قريش هذه الليلة فإني أخاف على ابني دعوة محمد، فجمعوا أحمالهم وفرشوا لعتبة في أعلاها وناموا حوله، فجاء الأسد فجعل يتشمم وجوههم ثم ثنى ذنبه فوثب وضرب عتبة بيده ضربة، وأخذه فخدشه، فقال: قتلني ومات مكانه.