فصل: قال الشوكاني في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



حيث كان الإغناء عندهم غير مستند إلى الله تعالى، وكان في معتقدهم أن ذلك بفعلهم كما قال قارون: {إنما أوتيته على علم عندي} (القصص).
ولذلك قال: {هو رب الشعرى} (النجم).
فأكد في مواضع استبعادهم إلى الإسناد ولم يؤكد في غيره.
{وأن عليه} أي: خاصًا به علمًا وقدرة {النشأة} أي الحياة {الأخرى} للبعث يوم القيامة بعد الحياة الأولى فإن قيل: الإعادة لا تجب على الله تعالى فما معنى عليه؟
أجيب: بأنه عليه بحكم الوعد فإنه قال: {إنا نحن نحيي الموتى} (يس).
فعليه بحكم الوعد لا بالعقل ولا بالشرع، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح الشين وبعدها ألف ممدودة قبل الهمزة والباقون بسكون الشين وبعدها الهمزة المفتوحة وإذا وقف حمزة نقل حركة الهمزة إلى الشين.
{وأنه هو} أي: وحده من غير نظر إلى سعي ساع ولا غيره {أغنى} قال أبو صالح: أغنى الناس بالأموال {وأقنى} أعطى القنية وأصول الأموال وما يدخرونه بعد الكفاية وقال الضحاك: أغنى بالذهب والفضة وصنوف الأموال، وأقنى بالإبل والبقر والغنم وقال الحسن وقتادة: أخدم، وقال ابن عباس: أغنى وأقنى أعطى فأرضى وقال مجاهد ومقاتل: أقنى أرضى بما أعطى وقنع قال الراغب: وتحقيقه أنه جعل له قنية من الرضا وقال سليمان التيمي: أغنى نفسه وأفقر خلقه إليه وقال ابن زيد: أغنى أكثر وأقنى أقل وقرأ {يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر}.
وقال الأخفش: أقنى أفقر وقال ابن كيسان: أولد وقال الزمخشري: أقنى أعطى القنية وهي المال الذي تأثلته وعزمت على أن لا يخرج من يدك.
تنبيه:
حذف مفعولا أغنى وأقنى لأنّ المراد نسبة هذين الفعلين إليه، وكذلك باقيها وألف أقنى منقلبه عن ياء لأنه من القنية قال الشاعر:
ألا إنّ بعد العدم للمرء قنية

ويقال: قنيت كذا وأقنيته قال الشاعر:
قنيت حياتي عفة وتكرّما

{وأنه هو} أي: لا غيره {رب الشعرى} أي: رب معبودهم وكانت خزاعة تعبد الشعرى، وأوّل من سنّ ذلك رجل من أشرافهم يقال له أبو كبشة عبدها وقال: لأن النجوم تقطع السماء عرضًا والشعرى تقطعها طولًا فهي مخالفة لها فعبدها وعبدتها خزاعة وحمير، وأبو كبشة أحد أجداد النبيّ صلى الله عليه وسلم من قبل أمّهاته وبذلك كان مشركو قريش يسمون النبيّ صلى الله عليه وسلم بابن أبي كبشة حين دعا إلى الله تعالى وخالف أديانهم تشبيهًا بذلك الرجل في أنه أحدث دينًا غير دينهم.
والشعرى في لسان العرب كوكبان: تسمى أحدهما الشعرى العبور وهي المرادة في الآية الكريمة وهي تطلع بعد الجوزاء في شدّة الحرّ ويقال لها: مرزم الجوزاء وتسمى كلب الجبار أيضًا، وتسمى الشعرى اليمانية. والثانية: الشعرى الغميصاء وهي التي في الذراع والمجرة بينهما، وتسمى الشامية وسبب تسميتها بالغميضاء على ما زعمه العرب أنهما كانا أختين أو زوجتين لسهيل فانحدر سهيل إلى اليمن فأتبعته الشعرى العبور فعبرت المجرة فسميت العبور، وأقامت الغميصاء تبكي حتى غمصت عينها ولذلك كانت أخفى من العبور وكان من لا يعبد الشعرى من العرب يعظمها ويعتقد تأثيرها في العالم.
{وأنه أهلك عادًا الأولى} وهم قوم هود عليه السلام هلكوا بريح صرصر، والأخرى قوم صالح وقيل: الأخرى إرم وقيل: الأولى أول الخلق هلاكًا بعد قوم نوح، وقرأ نافع وأبو عمرو بتشديد اللام بعد الدال المفتوحة نقلًا وهمز قالون الواو بعد اللام همزة ساكنة والباقون بتنوين الدال وكسر التنوين وسكون اللام وبعدها همزة مضمومة، فإذا قرأ القارئ {عاد الأولى} لقالون وأبي عمرو فله في الوصل أي وصل عاد بالأولى وجه واحد وهو النقل المذكور، وقالون على أصله بالهمزة كما ذكر، فإذا وقف على {عادًا} وابتدأ بالولى فله الابتداء بهمزة الوصل وهو {ألولى}، وله أيضًا الابتداء بغير همز الوصل وهو {لولى}، وقالون يهمز الواو في الوجهين الأوّلين ولم يهمز في الوجه الثالث الذي هو الأصل، ووافقهما ورش في الأوجه المذكورة في الوصل والابتداء لا في الوجه الثالث الذي هو الأصل فإنه ليس من مذهبه إلا النقل.
{وثمودًا} وهم قوم صالح أهلكهم الله تعالى بصحية {فما أبقى} منهم أحدًا، وقرأ عاصم وحمزة بغير تنوين للدّال في الوصل وسكون الدال في الوقف والباقون بالتنوين في الوصل والوقف على الألف.
{وقوم نوح} أي: أهلكهم لأجل ظلمهم بالتكذيب {من قبل} أي: قبل الفريقين {إنهم} أي: قوم نوح {كانوا} أي: بما لهم من الأخلاق التي هي كالجبلات التي لا انفكاك عنها {هم} أي: خاصة {أظلم} أي: من الطائفتين المذكورتين {وأطغى} أي: وأشدّ تجاوزًا في الظلم وعلوًّا وإسرافًا في المعاصي وتجبرًا وعتوًّا لتمادي دعوة نوح عليه السلام قريبًا من ألف سنة، ولأنهم أطول أعمارًا وأشدّ أبدانًا وكانوا مع ذلك ملء الأرض، روي أنّ الرجل منهم كان يأخذ بيد ابنه فينطلق به إلى نوح عليه السلام فيقول: احذر هذا فإنه كذاب، وإنّ أبي قد مشى بي إلى هذا وقال لي ما قلت لك فيموت الكبير على الكفر وينشأ الصغير على وصية أبيه ولهذا قال نوح عليه السلام: {رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارًا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرًا كفارًا}.
وقوله تعالى: {والمؤتفكة} منصوب بقوله تعالى: {أهوى} وقدّم لأجل الفواصل، والمراد بالمؤتفكة قرى قوم لوط رفعها إلى عنان السماء على جناح جبريل عليه السلام، ثم أهواها إلى الأرض أي أسقطها وأتبعها بحجارة النار الكبريتية، وهو قوله تعالى: {فغشاها} أي: أتبعها ما غطاها فكان لها بمنزلة الغشاء وهوّله بقوله تعالى: {ما غشى} أي: أمرًا عظيمًا من الحجارة المنضودة المسمومة وغيرها مما لا تسع العقول وصفه.
{فبأيّ آلاء} أي: أنعم {ربك} أي: المحسن إليك {تتمارى} أي: تشك أيها الإنسان وقيل: أراد الوليد بن المغيرة وقال ابن عباس: تتمارى أي تكذب وقيل: الخطاب للنبيّ صلى الله عليه وسلم أي تشك في إجالة الخواطر في فكرك في إرادة هداية جميع قومك بحيث لا تريد أن أحدًا منهم يهلك، وقد حكم ربك بإهلاك كثير منهم لما اقتضته حكمته فكان بعض خواطرك في تلك الإجالة يشكك ببعضها بعضًا.
{هذا} أي: النبي صلى الله عليه وسلم {نذير} أي: محذر بليغ التحذير {من النذر الأولى} أي: من جنسهم أي رسول كالرسل قبله أرسل إليكم كما أرسلوا إلى أقوامهم، وقال تعالى: {الأولى} على تأويل الجماعة، أو هذا القرآن نذير من النذر الأولى أي إنذار من جنس الإنذارات الأولى التي أنذر بها من قبلكم.
{أزفت الأزفة} أي: قربت الموصوفة بالقرب في قوله تعالى: {اقتربت الساعة} (القمر).
وهو يوم القيامة.
{ليس لها من دون الله} أي: من أدنى رتبة من رتبة الملك المحيط بكل شيء قدرة وعلمًا وقوله تعالى: {كاشفة} يجوز أن يكون وصفًا وأن يكون مصدرًا، فإن كان وصفا احتمل أن يكون التأنيث لأجل أنه وصف لمؤنث محذوف تقديره نفس كاشفة، أو حال كاشفة أي مبينة متى تقوم كقول تعالى: {لا يجليها لوقتها إلا هو} (الأعراف).
أو ليس لها نفس كاشفة أي قادرة على كشفها إذا وقعت إلا الله تعالى غير أنه تعالى لا يكشفها، أو ليس لها الآن نفس كاشفة بالتأخير وإن كان مصدرًا فهي بمعنى الكشف كالعافية والمعنى ليس لها من دون الله كشف أي لا يكشف عنها ولا يظهرها غيره.
{أفمن هذا الحديث} قال: أكثر المفسرين المراد بالحديث القرآن العظيم الذي يأتي على سبيل التجدد بحسب الوقائع والحاجات {تعجبون} إنكارًا وهو في غاية ما يكون من ترقيق القلوب، وقرأ أبو عمرو بإدغام المثلثة في التاء المثناة بخلاف عنه.
{وتضحكون} أي: استهزاء من هذا الحديث وتجدّدون ذلك في كل وقت {ولا تبكون} أي كما هو حق من يسمعه لما فيه من الوعد والوعيد وغير ذلك وقال الرازي يحتمل أن يكون ذلك إشارة إلى حديث أزفت الآزفة، فإنهم كانوا يتعجبون من حشر الأجساد والعظام البالية.
وقوله تعالى: {وأنتم سامدون} جملة مستأنفة أخبر الله تعالى عنهم بذلك ويحتمل أن تكون حالًا أي انتفى عنكم البكاء في حال كونكم سامدين، واختلف في معنى السمود فقيل: هو الإعراض والغفلة عن الشيء أي: وأنتم معرضون غافلون عما يطلب منكم وقيل: هو اللهو يقال: دع عنا سمودك، أي: لهوك قاله الوالبي والعوفي عن ابن عباس وقال الشاعر:
ألا أيها الإنسان إنك سامد ** كأنك لا تفنى ولا أنت هالك

فهذا بمعنى لاه لاعب وقيل هو الجمود وقيل هو الاستكبار قال الشاعر:
رمى الحدثان نسوة آل سعد ** بمقدار سمدن له سمودا

فردّ شعورهنّ السود بيضا ** ورد وجوههنّ البيض سودا

فهذا بمعنى الجمود والخشوع وقال عكرمة وأبو عبيدة: السمود الغناء بلغة حمير يقولون: يا جارية اسمدي لنا أي: غني، فكانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا ولعبوا وقال مجاهد أشِرون وقال الضحاك: غضاب يتبرطمون وقال الراغب: السامد اللاهي الرافع رأسه من قولهم بعير سامد في سيره وقال الحسن: السامد الواقف للصلاة قبل وقوف الإمام لما روي: أنه صلى الله عليه وسلم خرج والناس ينتظرونه قيامًا فقال: «مالي أراكم سامدين» وتسميد الأرض أن يجعل فيها السماد وهو سرجين ورماد وقوله تعالى: {فاسجدوا} أي: اخضعوا خضوعًا كثيرًا بالسجود {لله} أي الملك الأعظم يحتمل أن يكون المراد به سجود التلاوة وأن يكون المراد به سجود الصلاة {واعبدوا} أي: اشتغلوا بكل أنواع العبادة ولم يقل واعبدوا الله إما لكونه معلومًا من قوله تعالى: {فاسجدوا لله} وإما لأنّ العبادة في الحقيقة لا تكون إلا لله ويقوّى الاحتمال الأوّل ما روى عكرمة عن ابن عباس أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم «سجد في النجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجنّ والإنس» وعن عبد الله ابن مسعود قال أوّل سورة أنزلت فيها سجدة النجم قال: فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد من خلفه إلا رجلًا شيخًا من قريش أخذ كفًا من حصا أو تراب فرفعه إلى جبهته وقال: يكفيني هذا، قال عبد الله: فلقد رأيته بعد ذلك قتل كافرًا وهو أمية بن خلف كما في بعض الروايات. وروى زيد بن ثابت قال: قرأت على النبيّ صلى الله عليه وسلم {والنجم} فلم يسجد فيها وهذا يدلّ على أنّ سجود التلاوة غير واجب، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إنّ الله تعالى لم يكتبها علينا إلا أن نشاء وهو قول الشافعي وأحمد رضي الله عنهما، أي: فهي مستحبة وذهب قوم إلى وجوبها على القارئ والمستمع جميعًا وهو قول سفيان الثوري وأصحاب الرأي وذهب قوم إلى أنها في المفصل غير مستحبة.
وما رواه البيضاوي تبعًا للزمخشري من أنه صلى الله عليه وسلم «من قرأ سورة والنجم أعطاه الله عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد صلى الله عليه وسلم وجحد به» حديث موضوع. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

قوله: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وأبكى} أي: هو الخالق لذلك والقاضي بسببه.
قال الحسن، والكلبي: أضحك أهل الجنة في الجنة، وأبكى أهل النار في النار.
وقال الضحاك: أضحك الأرض بالنبات، وأبكى السماء بالمطر، وقيل: أضحك من شاء في الدنيا بأن سرّه، وأبكى من شاء بأن غمه.
وقال سهل بن عبد الله: أضحك المطيعين بالرحمة، وأبكى العاصين بالسخط {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} أي: قضى أسباب الموت والحياة، ولا يقدر على ذلك غيره، وقيل: خلق نفس الموت والحياة، كما في قوله: {خَلَقَ الموت والحياة} [الملك: 2] وقيل: أمات الآباء، وأحيا الأبناء، وقيل: أمات في الدنيا وأحيا للبعث، وقيل: المراد بهما: النوم واليقظة.
وقال عطاء: أمات بعدله وأحيا بفضله، وقيل: أمات الكافر وأحيا المؤمن، كما في قوله: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فأحييناه} [الأنعام: 122].
{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزوجين الذكر والأنثى مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تمنى} المراد: بالزوجين: الذكر والأنثى من كل حيوان، ولا يدخل في ذلك آدم وحوّاء، فإنهما لم يخلقا من النطفة، والنطفة: الماء القليل، ومعنى {إِذَا تمنى}: إذ تصبّ في الرحم وتدفق فيه، كذا قال الكلبي، والضحاك، وعطاء بن أبي رباح، وغيرهم، يقال: مني الرجل وأمنى، أي: صب المنيّ.
وقال أبو عبيدة {إِذَا تمنى} إذا تقدّر، يقال: منيت الشيء: إذا قدّرته ومني له، أي: قدر له، ومنه قول الشاعر:
حَتَّى تلاقي ما يمْني لَكَ الماني

والمعنى: أنه يقدّر منها الولد.
{وَأَنَّ عَلَيْهِ النشأة الأخرى} أي: إعادة الأرواح إلى الأجسام عند البعث وفاء بوعده.
قرأ الجمهور: {النشأة} بالقصر بوزن الضربة، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو بالمدّ بوزن الكفالة، وهما على القراءتين مصدران.
{وَأَنَّهُ هُوَ أغنى وأقنى} أي: أغنى من شاء وأفقر من شاء، ومثله قوله: {يَبْسُطُ الرزق لِمَنْ يَشَاء وَيَقَدِرُ} [الرعد: 26] وقوله: {يَقْبِضُ ويبسط} [البقرة: 245] قاله ابن زيد، واختاره ابن جرير.
وقال مجاهد، وقتادة، والحسن: أغنى: موّل، وأقنى: أخدم، وقيل: معنى أقنى: أعطى القنية، وهي ما يتأثل من الأموال.
وقيل: معنى أقنى: أرضى بما أعطى، أي: أغناه ثم رضاه بما أعطاه.
قال الجوهري: قنّى الرجل قنًى، مثل غنّى غنًى، أي: أعطاه ما يقتني، وأقناه: أرضاه، والقنى: الرضى.
قال أبو زيد: تقول العرب: من أعطى مائة من البقر فقد أعطى القنى، ومن أعطى مائة من الضأن فقد أعطى الغنى، ومن أعطى مائة من الإبل فقد أعطى المنى.
قال الأخفش، وابن كيسان: أقنى: أفقر، وهو يؤيد القول الأوّل.
{وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشعرى} هي كوكب خلف الجوزاء كانت خزاعة تعبدها، والمراد بها: الشعرى التي يقال لها: العبور، وهي أشدّ ضياء من الشعرى التي يقال لها: الغميصاء، وإنما ذكر سبحانه أنه ربّ الشعرى مع كونه ربًا لكلّ الأشياء للردّ على من كان يعبدها، وأوّل من عبدها أبو كبشة، وكان من أشراف العرب، وكانت قريش تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ابن أبي كبشة تشبيهًا له به لمخالفته دينهم، كما خالفهم أبو كبشة، ومن ذلك قول أبي سفيان يوم الفتح: لقد أمر أمْر ابن أبي كبشة.
{وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأولى} وصف عادًا بالأولى لكونهم كانوا من قبل ثمود.
قال ابن زيد: قيل لها: عادًا الأولى، لأنهم أوّل أمة أهلكت بعد نوح.
وقال ابن إسحاق: هما عادان، فالأولى أهلكت بالصرصر، والأخرى أهلكت بالصيحة.
وقيل: عاد الأولى قوم هود، وعاد الأخرى: إرم.
قرأ الجمهور: {عادًا الأولى} بالتنوين والهمز، وقرأ نافع، وابن كثير، وابن محيصن بنقل حركة الهمزة على اللام، وإدغام التنوين فيها.