فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقوله تعالى: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ القوم الذين كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} [الأنبياء: 77].
وقوله تعالى: {مِّمَّا خطيائاتهم أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَارًا} [نوح: 5].
وقوله تعالى: {وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الذين ظلموا إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ} [هود: 37 والمؤمنون: 27] والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من كون قوم نوح أظلم وأطغى، أي أشد ظلمًا وطغيانًا من غيرهم، قد بينه تعالى في آيات أخر كقوله تعالى: {قال رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا فَلَمْ يَزِدْهُمْ دعآئي إِلاَّ فِرَارًا وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جعلوا أَصَابِعَهُمْ في آذَانِهِمْ واستغشوا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ واستكبروا استكبارا} [نوح: 5- 7].
وقوله تعالى: {قال نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي واتبعوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَارًا وَمَكَرُواْ مَكْرًا كُبَّارًا} [نوح: 21- 22]- إلى قوله- {وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيرًا} [نوح: 24].
وقوله تعالى: {إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يلدوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 27].
وقوله: {وَيَصْنَعُ الفلك وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ} [هود: 38].
ومن أعظم الأدلة على ذلك قوله تعالى: {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا} [العنكبوت: 14] لأن قومًا لم يتأثروا بدعوة نبي كريم ناصح في هذا الزمن الطويل، لا شك أنهم أظلم الناس وأطغاهم.
{وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53)}.
المؤتفكة، مفتعلة من الإفك، وهو القلب والصرف، والمراد بها قرى قوم لوط بدليل قوله في غير هذا الموضع: {والمؤتفكات} [التوبة: 70 والحاقة: 9] بالجمع. فهو من إطلاف المفرد وإرادة الجمع كما أوضحناه مرارًا، وأكثرنا من أمثلته في القرآن وفي كلام العرب وأحلنا عليه مرارًا، وإنما قيل لها: مؤتفكة، لأن جبريل أفكها فأتفكت، ومعن أفكها أنه رفعها نحو السماء ثم قلبها جاعلًا أعلاها أسفلها، وجعل عاليها أسفلها، هو ائتفاكها وإفكها.
وقد أوضح تعالى هذا المعنى في سورة هود في قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً} [هود: 82] الآية.
وقوله تعالى في سورة الحجر: {فَأَخَذَتْهُمُ الصيحة مُشْرِقِينَ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ} [الحجر: 73- 74].
وقد بينا قصة قوم لوط في هود والحجر، وقوله في هذه الآية الكريمة: {أهوى} تقول العرب: هوى الشيء إذا انحدر من عال إلى أٍفل. وأهواه: غيره إذا ألقاه من العلو إلى السفل، لأن الملك رفع قرأهم ثم أهواها أي ألقاها تهوي إلى الأرض، منقبلة أعلاها أسفلها.
{أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (57)}.
قد قدمنا الآيات الموضحة له في أول سورة النحل في الكلام على قوله تعالى: {أتى أَمْرُ الله}، وفي سورة المؤمن في قوله تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الأزفة} [غافر: 18] الآية.
{أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59)}.
قد قدمنا الآيات التي فيها إطلاق اسم الحديث على القرآن في سورة الطور. في الكلام على قوله تعالى: {فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ} [الطور: 34] آية. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42)}.
أخرج الدارقطني في الأفراد والبغوي في تفسيره عن أُبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وأن إلى ربك المنتهى} قال: لا فكرة في الرب، وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن سفيان الثوري في قوله: {وأن إلى ربك المنتهى} قال: لا فكرة في الرب.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم يتفكرون في الله فقال: «تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق فإنكم لن تقدرونه».
وأخرج أبو الشيخ عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فتهلكوا».
وأخرج أبو الشيخ عن يونس بن مسيرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يذكرون عظمة الله تعالى، فقال: «ما كنتم تذكرون»؟ قالوا: كنا نتفكر في عظمة الله تعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا في الله فلا تفكروا ثلاثًا ألا فتفكروا في عظم ما خلق، ثلاثًا».
وأخرج أبو الشيخ عن أبي أمية مولى شبرمة واسمه الحكم عن بعض أئمة الكوفة قال: قال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصد نحوهم فسكتوا، فقال: «ما كنتم تقولون»؟ قالوا: نظرنا إلى الشمس فتفكرنا فيها من أين تجيء ومن أين تذهب، وتفكرنا في خلق الله، فقال: «كذلك فافعلوا تفكروا في خلق الله، ولا تفكروا في الله فإن لله تعالى وراء المغرب أرضًا بيضاء بياضها ونورها مسيرة الشمس أربعين يومًا فيها خلق من خلق الله لم يعصوا الله طرفة عين» قيل: يا رسول الله من ولد آدم هم؟ قال: «ما يدرون خلق آدم أم لم يخلق» قيل: يا نبي الله فأين إبليس عنهم؟ قال: «لا يدرون خلق إبليس أم لم يخلق».
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد حلق حلق، فقال لنا: فيم أنتم؟ قلنا: نتفكر في الشمس كيف طلعت، وكيف غربت؟ قال: «أحسنتم كونوا هكذا تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في الخالق فإن الله خلق ما شاء لما شاء وتعجبون من ذلك إن من وراء (ق) سبع بحار كل بحر خمسمائة عام، ومن وراء ذلك سبع أرضين يضيء نورها لأهلها ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا على أمثال الطير هو وفرخه في الهواء، لا يفترون عن تسبيحة واحدة ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا من ريح، فطعامهم ريح، وشرابهم ريح، وثيابهم من ريح، وآنيتهم من ريح، ودوابهم من ريح، لا تستقرحوا فردوا بهم إلى الأرض إلى قيام الساعة، أعينهم في صدروهم ينام أحدهم نومة واحدة، ينتبه وعند رأسه رزقه، ومن وراء ذلك ظل العرش، وفي ظل العرش سبعون ألف أمة ما يعلمون أن الله خلق آدم ولا ولد آدم ولا إبليس ولا ولد إبليس، وهو قوله تعالى: {ويخلق ما لا تعلمون} [النحل: 8]».
وأخرج ابن مردوية عن عائشة قالت: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يضحكون فقال: «لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلًا»، فنزل عليه جبريل، فقال: إن الله {وأنه هو أضحك وأبكى} فرجع إليهم فقال: ما خطوت أربعين خطوة حتى أتاني جبريل، فقال: ائت هؤلاء فقل لهم: «إن الله أضحك وأبكى».
وأخرج أبو الشيخ في العظمة وابن مردوية عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هبط آدم من الجنة بياقوتة بيضاء تمسح بها دموعه، قال: وبكى آدم على الجنة أربعين عامًا، فقال له جبريل: يا آدم ما يبكيك إن الله بعثني إليك معزيًا، فضحك آدم، فذلك قول الله {هو أضحك وأبكى} فضحك آدم، وضحكت ذريته وبكى آدم وبكت ذريته».
وأخرج ابن أبي شيبة عن جبار الطائي قال: شهدت جنازة أم مصعب بن الزبير وفيها ابن عباس، فسمعنا أصوات نوائح فقلت: عباس يصنع هذا وأنت ههنا؟ فقال: دعنا عنك يا جبار فإن الله أضحك وأبكى.
{وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48)}.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وأنه هو أغنى وأقنى} قال: أعطى وأرضى.
وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أغنى} قال: أكثر {وأقنى} قال: قنع.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {أغنى وأقنى} قال: أغنى من الفقر وأقنى من الغنى فقنع به، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول عنترة العبسي:
فأقنى حياءك لا أبالك واعلمي ** أني امرؤ سأموت إن لم أقتل

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال: أغنى أرضى وأقنى موّن.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح في قوله: {أغنى وأقنى} قال: غنى بالمال وأقنى من القنية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة والضحاك مثله.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحضرمي في قوله: {وأنه هو أغنى وأقنى} قال: أغنى نفسه وأفقر الخلائق إليه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وأنه هو رب الشعرى} قال: هو الكوكب الذي يدعى الشعرى.
وأخرج الفاكهي عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في خزاعة، وكانوا يعبدون الشعرى وهو الكوكب الذي يتبع الجوزاء.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد قال: الشعرى الكوكب الذي خلف الجوزاء كانوا يعبدونه.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال: كان ناس في الجاهلية يعبدون هذا النجم الذي يقال له: الشعرى فنزلت.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وأنه أهلك عادًا الأولى} قال: كانت الآخرة بحضرموت.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى} قال: لم يكن قبيل من الناس هم أظلم وأطغى من قوم نوح، دعاهم نوح ألف سنة إلا خمسين عامًا كلما هلك قرن ونشأ قرن دعاهم، حتى لقد ذكر لنا أن الرجل كان يأخذ بيد أخيه أو ابنه فيمشي إليه فيقول: يا بني إن أبي قد مشى بي إلى هذا وأنا مثلك يومئذ. تتابعًا في الضلالة وتكذيبًا بأمر الله عز وجل.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ وابن جرير عن مجاهد في قوله: {والمؤتفكة أهوى} قال: أهوى بها جبريل بعد أن رفعها إلى السماء.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله: {والمؤتفكة أهوى} قال: قوم لوط ائتفكت بهم الأرض بعد أن رفعها الله إلى السماء، فالأرض تجلجل بها إلى يوم القيامة.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {والمؤتفكة أهوى} قال: قرى قوم لوط {فغشاها ما غشى} قال: الحجارة {فبأي آلاء ربك} قال: فبأي نعم ربك.
وأخرج ابن جرير عن أبي مالك الغفاري في قوله: {أن لا تزر وازرة وزر أخرى} إلى قوله: {هذا نذير من النذر الأولى} قال: محمد صلى الله عليه وسلم أنذر ما أنذر الأولون.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله: {هذا نذير من النذر الأولى} قال: إنما بعث محمد بما بعث به الرسل قبله، وفي قوله: {أزفت الآزفة} قال: الساعة {ليس لها من دون الله كاشفة} أي رادة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: الآزفة من أسماء يوم القيامة.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {أزفت الآزفة} قال: اقتربت الساعة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {أزفت الآزفة} قال: اقتربت الساعة {ليس لها من دون الله كاشفة} قال: لا يكشف عنها إلا هو.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال: ليس لها من دون الله من آلهتهم كاشفة.
{أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59)}.
أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {أفمن هذا الحديث} قال: القرآن.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن صالح أبي الخليل قال: لما نزلت هذه الآية {أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون} فما ضحك النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلا أن يتبسم ولفظ عبد بن حميد فما رؤي النبي صلى الله عليه وسلم ضاحكًا ولا متبسمًا حتى ذهب من الدنيا.
وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم {أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون} فما رؤي النبي صلى الله عليه وسلم بعدها ضاحكًا حتى ذهب من الدنيا.
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن أبي هريرة قال: لما نزلت {أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون} بكى أصحاب الصَّفَّة حتى جرت دموعهم على خدودهم، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينهم بكى، فبكينا ببكائه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يلج النار من بكى من خشية الله، ولا يدخل الجنة مصر على معصية الله، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم».
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {سامدون} قال: لاهون معرضون عنه.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {وأنتم سامدون} قال: غافلون.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وأبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله: {وأنتم سامدون} قال: الغناء باليمانية كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا ولعبوا.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة في قوله: {سامدون} قال: هو الغناء بالحميرية.
وأخرج الفريابي وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {سامدون} قال: كانوا يمرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي شامخين، ألم تر إلى البعير كيف يخطر شامخًا.
وأخرج الطستي في مسائله والطبراني عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {سامدون} قال: السمود اللهو والباطل، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول هزيلة بنت بكر وهي تبكي قوم عاد:
ليت عادًا قبلوا الحق ** ولم يبدوا حجودًا

قيل قم فانظر إليهم ** ثم دع عنك السمودا

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {سامدون} قال: غضاب مبرطمون.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق منصور عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون أن يقوم القوم ينتظرون الإِمام وكان يقال ذاك من السمود أو هو السمود، وقال منصور: حين يقوم المؤذن فيقومون ينتظرون.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق سعيد بن أبي عروبة عن أبي معشر عن النخعي أنه كان يكره أن يقوم إذا أقيمت الصلاة حتى يجيء الإِمام ويقرأ هذه الآية {وأنتم سامدون} قال سعيد: وكان قتادة يكره أن يقوم حتى يجيء الإِمام ولا يفسر هذه الآية على ذا.