فصل: قال الأخفش:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{خقلناه بقدر} [49] قال الحسن: قدر الله لكل خلق قدره الذي ينبغي له.
{وما أمرنا إلا واحدة} [50] أي: مرة واحدة، أو كلمة واحدة، أو إرادة واحدة.
{أشياعكم} [51] أشباهكم.
{ونهر} [54] أي: سعة العيش، كما قال ابن الخطيم:
ملكت بها كفي فأنهرت فتقها ** يرى قائم من خلفها ما وراءها

تمت سورة القمر. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة القمر:
{خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ}.
قال: {خُشَّعًا} نصب على الحال، اي يخرجون من الاجداث خشعا. وقرأ بعضهم {خاشِعا} لأنها صفة مقدمة فأجراها مجرى الفعل نظيرها {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ}.
{إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ}.
وقال: {فِي يَوْمِ نَحْسٍ} و{يَوْمِ نَحْسٍ} على الصفة.
{فَقالواْ أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ}.
وقال: {أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ} فنصب البشر لما وقع عليه حرف الاستفهام وقد اسقط الفعل على شيء من سببه.
{أَمْ يَقولونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ}.
وقال: {أَمْ يَقولونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ} {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} فجعل للجماعة دبرا واحدا في اللفظ. وقال: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} وقال: {لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ}.
{يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}.
وقال: {ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ} {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} فجعل المس يذاق في جواز الكلام ويقال: كيفَ وَجَدْتَ طعمَ الضَرْبِ؟ وهذا مجاز. واما نصب {كلّ} ففي لغة من قال عبدَ اللهِ ضَرَبْتُه وهو في كلام العرب كثير. وقد رفعت {كلُّ} في لغة من رفع ورفعت على وجه آخر.
قال: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ} فجعل {خَلَقْنَاهُ} من صفة الشيء.
{وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ}.
وقال: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ} فجعل الخبر واحدا على الكل. اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة القمر مكية كلها.
1- {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} أي قربت.
2- {سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} أي شديد قويّ. وهو من (المرّة) مأخوذ.
والمرة: الفتل، يقال: استمرت مريرته.
ويقال: هو من (المرارة). يقال: امر الشيء واستمر إذا صار مرّا.
4- {ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ} أي متّعظ ومنتهى.
6- {إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ} أي منكر.
8- {مُهْطِعِينَ} قال أبو عبيدة: مسرعين إِلَى الدَّاعِ.
وفي التفسير: (ناظرين قد دفعوا رؤوسهم إلى الداعي).
9- {وَازْدُجِرَ} أي زجر. وهو: (افتعل) من ذلك.
11- {بِماءٍ مُنْهَمِرٍ} أي كثير سريع الانصباب. ومنه يقال: همر الرجل، إذا اكثر من الكلام وأسرع.
12- {فَالْتَقَى الْماءُ} أي التقي ماء الأرض وماء السماء.
13- و(الدسر): المسامير، واحدها: (دسار). وهي أيضا: الشّرط التي تشدّ بها السفينة.
14- {تَجْرِي بِأَعْيُنِنا} أي بمرأي منا وحفظ، {جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ} يعني: نوحا- عليه السلام- ومن حمله معه من المؤمنين.
و{كفر}: جحد ما جاء به.
15- و51- {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} أي معتبر ومتعظ. وأصله (مفتعل) من الذكر: (مذتكر). فأدغمت الذال في التاء، ثم قلبتا دالا مشدّدة.
16-، 18-، 21-، 30- {فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ} جمع نذير. و(نذير) بمعنى الإنذار، أي فكيف كان عذابي وإنذاري. ومثله: (النّكير) بمعنى الإنكار.
17-، 22-، 32-، 40- {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ} أي سهلناه للتلاوة.
ولولا ذلك: ما أطلق العباد ان يلفظوا به، ولا ان يستمعوا له.
19- (الصرصر): الريح الشديدة ذات الصوت.
{فِي يَوْمِ نَحْسٍ} أي في يوم شؤم {مُسْتَمِرٍّ} أي استمر عليهم بالنحوسة.
20- {تَنْزِعُ النَّاسَ} أي تقلعهم من مواضعهم، {كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ} أي أصول نخل، {مُنْقَعِرٍ}: منقطع ساقط. يقال: قعرته فأنقعر، أي قلعته فسقط.
24- {إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ} أي جنون. وهو من تسعّرت.
25-، 26- و(الأشر): المرح المتكبر.
27-، 28- {إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ}، أي مخرجوها {فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ} وبين الناقة: لها يوم، ولهم يوم.
{كُلُّ شِرْبٍ} أي كل حظ منه لأحد الفريقين {مُحْتَضَرٌ}: يحتضره صاحبه ومستحقه.
29- {فَتَعاطى} أي تعاطى عقر الناقة، {فَعَقَرَ} أي قتل.
و(العقر) قد يكون: القتل، قال النبي صلى الله عليه وسلم- حين ذكر الشهداء: «من عقر جواده، وهريق دمه».
31- {فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} و(الهشيم): يابس النبت الذي يتهشّم، أي تكسر.
و{المحتظر} صاحب الحظيرة. وكأنه يعني: صاحب الغنم الذي يجمع الحشيش في الحظيرة لغنمه.
ومن قرأه {الْمُحْتَظِرِ} بفتح الظاء، أراد الحظار، وهو: الحظيرة.
ويقال: (المحتظر) هاهنا: الذي يحظر على غنمه وبيته بالنبات، فييبس ويسقط، ويصير هشيما بوطء الدوابّ والناس.
36- {فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ} أي شكوا في الإنذار.
43- {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ}؟! أي يا أهل مكة! أنتم خير من أولئك الذين أصابهم العذاب؟! {أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ من العذاب فِي الزُّبُرِ}؟! يعني: الكتب المتقدمة. واحدها: (زبور).
45- {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ}: يوم بدر، {وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}.
53- {مُسْتَطَرٌ} أي مكتوب: مفتعل من سطرت: إذا كتبت. وهو مثل مسطور.
54- {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ}. قال الفراء: (وحّد: لأنه رأس آية، فقابل بالتوحيد رؤوس الآي).
قال: ويقال: النهر: الضياء والسعة، من قولك: أنهرت الطعنة، إذا وسعتها. قال قيس بن الخطيم يصف طعنة:
ملكت بها كفى فأنهرت فتقها ** يرى قائم من دونها ما وراءها

أي وسعت فتقها. اهـ.

.قال الغزنوي:

سورة القمر:
{وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}: قال الحسن: أي ينشق، فجاء المستقبل على صيغة الماضي لوجوب وقوعه. أو لتقارب وقته. أو لأنّ المعنى مفهوم أنّه في المستقبل.
وقيل: إنه على الاستعارة والمثل لوضوح الأمر كما يقال في المثل: اللّيل طويل وأنت مقمر.
والمنقول المقبول أنه على الحقيقة، انشق القمر نصفين حين سأله حمزة بن عبد المطلب فرآه جلة الصّحابة.
والذي ورد في الصحيح أن أهل مكة هم الذين سألوا وطلبوا أن يريهم آية، فكانت هذه المعجزة العظيمة.
وقال ابن مسعود: رأيت شقة من القمر على أبي قبيس وشقة على السّويداء. فقالوا: سحر القمر.
ولا يقال: لو انشق لما خفي على أهل الأقطار لجواز أن يحجبه اللّه عنهم بغيم.
2 {سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}: من السّماء إلى الأرض. وقيل: شديد محكم.
استمرّ الأمر: استحكم، وأمّره: أحكمه.
3 {وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ}: أي للجزاء.
5 {حِكْمَةٌ بالِغَةٌ}: نهاية الصّواب.
4 {مُزْدَجَرٌ}: منتهى، مفتعل من الزّجر، أبدلت التاء دالا لتؤاخي الزاي بالجهر.
والنكر: ما تنكره النّفس. صفة ك: جنب.
7 {خاشعا أبصارهم}: لم يجمع خاشعا وأجرى مجرى الفعل أن تخشع أبصارهم، ووصف الأبصار بالخشوع لأنّ ذلة الذليل وعزّة العزيز في نظره.
8 {مُهْطِعِينَ}: مسرعين، وقيل: ناظرين لا يقلعون البصر.
12 {فَالْتَقَى الْماءُ}: التقى المياه، إذ الجنس كالجمع. أو التقى ماء السماء، وماء الأرض.
وكانت السّفينة تجري بينهما.
{عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ}: في أمّ الكتاب، وهو إهلاكهم.
وفي الحديث: «خلقت الأقوات قبل الأجساد وخلق القدر قبل البلاء».
13 {وَدُسُرٍ}: المسامير التي تدسر بها السّفن وتشدّ، واحدها دسار.
14 {تَجْرِي بِأَعْيُنِنا}: بمرأى منا. أو بوحينا وأمرنا.
{جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ}: جزاء لهم لكفرهم بنوح عليه السلام.
أو فعلنا ذلك جزاء لنوح فنجيناه ومن معه وأغرقنا المكذّبين جزاء لما صنع به.
15 {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}: طالب علم فيعان عليه، وهو (مذتكر) مفتعل من الذكر فأدغم.
19 {يَوْمِ نَحْسٍ}: يوم ريح النحس الدّبور.
{مُسْتَمِرٍّ}: دائم الهبوب.
20 {تَنْزِعُ النَّاسَ}: تقلعهم من حفر حفروها للامتناع من الريح، ثم ترمي بهم على رؤوسهم فيدقّ رقابهم.
{كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ}: أصولها التي قطعت فروعها.
{مُنْقَعِرٍ}: منقلع عن مكانه، و(كأنّ) في موضع الحال، أي: تنزعهم مشبهين بالنخل المقلوع من أصله.
22 {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا}: أعيد ذكر التيسير ليتبين عن أنه يسّر بهذا الوجه من الوعظ كما يسّر بالوجه الأول. أو يسّر بحسن التأليف للحفظ كما يسّر بحسن البيان للفهم.
24 {ضَلالٍ وَسُعُرٍ}: أي تركنا دين آبائنا. أو التغير به كدخول النّار التي تنذرنا بها. وقيل {سعر}: جنون ناقة مسعورة.
29 {فَنادَوْا صاحِبَهُمْ}: نادى مصدع بن زهير قدار بن سالف بعد ما رماه مصدع سهمه فعقرها قدار.
31 {الْمُحْتَظِرِ}: المبتني الحظيرة التي يجمع فيها الهشيم، و(الهشيم): حطام العشب إذا يبس، ومثله الدّرين والثّنّ.
الحاصب: السحاب حصبهم بالحجارة.
وآل لوط: ابنتاه زعورا وريثا.
37 {وَنُذُرِ}: هو الإنذار. ك النكر. أو جمع (نذير).
44 {أَمْ يَقولونَ نَحْنُ جَمِيعٌ}: أي: يدلّون بكثرتهم.
45 {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ}: أي: يوم بدر، وهذا من آياته صلى الله عليه وسلم.
وعدّ المؤلف- رحمه اللّه- هذه الآية من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم لأن هذه السورة مكية ونزلت قبل وقعة بدر بسنين عديدة.
48 {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ}: هو كقولك: وجدت مسّ الحمّى.
49 {خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ}: قدّر اللّه لكل خلق قدره الذي ينبغي له.
50 {وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ}: مرة واحدة. أو كلمة واحدة. أو إرادة واحدة.
54 {وَنَهَرٍ}: سعة العيش. أو وضع موضع (أنهار) على مذهب الجنس. اهـ.

.قال ملا حويش:

تفسير سورة القمر:
عدد 37- 54.
نزلت بمكة بعد طارق، عدا الآيات 44 و45 و46 فانها نزلت بالمدينة، وهي خمس وخمسون آية وثلاثمائة واثنتان وأربعون كلمة، والف وأربعمائة وثلاثة عشر حرفا، وتسمى سورة اقتربت ويوجد سورة الأنباء مبدوءة بلفظ اقترب ولا يوجد سورة مختومة بما ختمت به في القرآن.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ} وفي وقت {السَّاعَةُ} القيامة {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} انشقاقا حقيقيا علامة على قربها ومعجزة لرسول اللّه، والسبب في نزول هذه الآية، أن قريشا سألت رسول اللّه أن يريهم آية دالة على صدقه في ادعاء النبوة، لأنهم لم يعتبروا بما نزل في القرآن الذي هو أعظم آية وأدومها ولم يكتفوا به فأراهم انشقاق القمر مرتين، أخرجه البخاري ومسلم عن أنس وزاد الترمذي: فنزلت هذه السورة أي عدا الآيات المدنيات.
وقوله مرتين قيد للرؤية وتعددها لا يقتضي تعدد الانشقاق بأن يكون رآه منشقا، فصرف نظره عنه ثم أعاده فرآه كذلك لم يتغير.
وفيه إشارة إلى أنها رؤية لا شبهة فيها.
وقد فعل نحوه الكفرة لأنهم لما رأوه مسحوا أبصارهم ثم أعادوا النظر فلما رأوه لم يتغير قالوا ما هذا إلا سحر فلو قال أحد هؤلاء رأيته ثلاث مرات أو أكثر صح بلا غبار.
قال الأبوصيري رحمه اللّه:
شق عن صدره وشق له البدر ** ومن شرط كل شرط جزاء

.مطلب معجزة انشقاق القمر:

فتعدد الرؤية لا يقتضي تعدد الانشقاق إذ لم يقل به أحد، وأخرجا عن ابن مسعود قال: «انشق القمر على عهد رسول اللّه شقتين فقال صلى الله عليه وسلم اشهدوا» وفي رواية قال: «بينما نحن مع رسول اللّه إذ انفلق القمر فلقتين، فلقة فوق الجبل وفلقة أدناه فقال لنا صلى الله عليه وسلم اشهدوا».