فصل: (سورة القمر: الآيات 41- 42):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



4- السببيّة: كقوله تعالى: {إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ}، {فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ}.
5- المصاحبة: كقوله تعالى: {اهْبِطْ بِسَلامٍ} أي معه {وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ}.
6- الظرفية: كقوله تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ} وقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها {نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ}.
7- البدل: كقول الحماسي:
فليت لي بهم قوما إذا ركبوا ** شنّوا الإغارة فرسانا وركبانا

أي ليت لي (بدلا عنهم).
8- المقابلة، وهي الداخلة على الأعواض، نحو (اشتريته بألف) و(كافأت إحسانه بضعف).
9- المجاوزة كعن، فقيل: تختص بالسؤال، كقوله تعالى: {فَسْئَلْ بِهِ خَبِيرًا}.
10- الاستعلاء: كقوله تعالى: {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطار} بدليل {هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ}.
11- التبعيض، كقوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ}.
12- القسم وهو (أي حرف الباء) أصل أحرفه، ولذلك خصت بجواز ذكر الفعل معها، نحو: (أقسم باللّه لتفعلنّ)، ودخولها على الضمير نحو (بك لأفعلنّ).
13- الغاية، كقوله تعالى: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي} أي إلي.
14- التوكيد، وهي الزائدة كقوله تعالى: {وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيدًا} وقد تكلمنا عن الباء الزائدة بالتفصيل، في غير هذا الموضع، مما يغني عن الإعادة، فارجع إليه.

.[سورة القمر: الآيات 41- 42]:

{وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42)}.

.الإعراب:

{ولقد جاء} {النذر} مثل ولقد يسرنا... مفردات وجملا {بآياتنا} متعلّق بـ {كذبوا}، {كلّها} توكيد لآيات مجرور (الفاء) عاطفة {أخذ} مفعول مطلق منصوب {مقتدر} نعت لعزيز مجرور.
جملة: {كذّبوا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: {أخذناهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة {كذّبوا}.

.[سورة القمر: الآيات 43- 46]:

{أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقولونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ (46)}.

.الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام الإنكاري {من أولئكم} متعلّق بـ {خير} {أم} بمعنى بل والهمزة في الموضعين {لكم} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {براءة}، {في الزبر} متعلّق بنعت لـ {براءة}، {جميع} خبر المبتدأ {نحن}، مرفوع {منتصر} نعت لجميع مرفوع جملة: {كفّركم خير} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {لكم براءة} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {يقولون} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {نحن جميع} في محلّ نصب مقول القول.
45- 46- {الدبر} مفعول به منصوب، وقد أفرد لمناسبة فاصلة الآية {بل} للإضراب الانتقاليّ (الواو) حاليّة وجملة: {سيهزم الجمع} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {يولّون} لا محلّ لها معطوفة على جملة سيهزم الجمع وجملة: {الساعة موعدهم} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {الساعة أدهى} في محلّ نصب حال.

.الصرف:

{أدهى}، اسم تفضيل من الثلاثي دهى، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب- شأن الفعل- أصله أدهي، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا {أمرّ}، اسم تفضيل من الثلاثي مرّ، وزنه أفعل، جاءت عينه ولامه من حرف واحد.

.[سورة القمر: الآيات 47- 48]:

{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)}.

.الإعراب:

{في ضلال} متعلّق بخبر إنّ {يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره تقول لهم خزنة جهنّم، و(الواو) في {يسحبون} نائب الفاعل {في النار} متعلّق بـ {يسحبون}، {على وجوههم} متعلّق بحال من نائب الفاعل أي: منكبّين على وجوههم {سقر} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلمية والتأنيث.
جملة: {إنّ المجرمين في ضلال} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {يسحبون} في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: {ذوقوا} في محلّ نصب مقول القول للقول المقدّر.

.الصرف:

{مسّ}، مصدر سماعيّ لفعل {مسّ} الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون {سقر}، اسم علم لجهنّم، مشتقّ من سقرته الشمس أو النار أي لوّحته، وقد تبدل السين صادا، وزنه فعل بفتحتين...

.[سورة القمر: الآيات 49- 50]:

{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (49) وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)}.

.الإعراب:

{كلّ} مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره الفعل المذكور {بقدر} حال من كلّ أي مقدّرا (الواو) عاطفة {ما} نافية {إلّا} للحصر {واحدة} خبر المبتدأ {أمرنا} مرفوع، وهو نعت لمنعوت محذوف أي أمرة واحدة {كلمح} متعلّق بنعت لـ {واحدة}، {بالبصر} متعلّق بنعت لـ {لمح}.
جملة: {إنّا} خلقنا {كلّ شيء} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {خلقنا} لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: {ما أمرنا إلّا واحدة} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

.الفوائد:

- الإيمان بالقدر:
أفادت هذه الآية، أن اللّه عز وجل، قد قدّر كل شيء خلقه، لذلك يجب الإيمان بالقدر،
عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: «كتب اللّه مقادير الخلائق كلها، قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. قال وعرشه على الماء».
عن أبي هريرة قال: جاءت مشركو قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في القدر، فنزلت هذه الآية {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ} إلى قوله: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ}. قال الشيخ محيي الدين النووي رحمه اللّه: اعلم أنّ مذهب أهل الحق إثبات القدر. ومعناه أن اللّه تعالى قدر الأشياء في القدم، وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى، وعلى صفات مخصوصة، فهي تقع على حسب ما قدرها اللّه تعالى. وأنكرت القدريّة وزعمت أنه سبحانه وتعالى لم يقدرها، ولم يتقدم علمه بها، وأنها مستأنفة العلم، أي إنما يعلمها بعد وقوعها. وكذبوا على اللّه سبحانه وتعالى عن أقوالهم الباطلة علوّا كبيرا.
وسميت هذه الفرقة (قدرية) لإنكارهم القدر، وقال أصحاب المقالات من المتكلمين: وقد انقرضت القدرية القائلون بهذا القول الشنيع الباطل، وصارت القدرية في الأزمان المتأخرة تعتقد إثبات القدر، ولكن تقول الخير من اللّه والشرّ من غيره، تعالى اللّه عن قولهم علوا كبيرا، فاللّه سبحانه وتعالى خالق كل شي ء، الخير والشر، لا يكون شيء منهما إلا بمشيئته، فهما مضافان إليه سبحانه وتعالى، خلقا وإيجادا، وإلى الفاعلين لهما من عباده، فعلا واكتسابا. قال الخطابي: وقد يحسب كثير من الناس أن معنى القضاء والقدر إجبار اللّه تعالى العبد وقهره على ما قدره وقضاه، وكما يتوهمونه. وإنما معناه عن علم اللّه تعالى يكون من إكساب العباد، وصدورها عن منه وخلق لها، خيرها وشرها، وقد حصل إجماع أهل العلم من الصحابة والتابعين، وممن يعوّل عليهم، على إثبات القدر، وقد تضافر الكتاب والسنة على ترسيخ هذا المفهوم، واللّه أعلم.

.[سورة القمر: الآيات 51- 53]:

{وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر {هل من مدّكر} مر إعرابها، (الواو) عاطفة {كلّ} مبتدأ مرفوع {في الزبر} متعلّق بخبر المبتدأ {كلّ}، (الواو) عاطفة جملة: {أهلكنا} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة وجملة: {هل من مدّكر} جواب شرط مقدّر وجملة: {كلّ شي ء} {في الزبر} لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر.
وجملة: {فعلوه} في محلّ رفع نعت لكلّ وجملة: {كلّ صغير} {مستطر} لا محلّ لها معطوفة على جملة كلّ شيء...

.الصرف:

(53) {مستطر}: اسم مفعول من السداسيّ استطر زنة افتعل بمعنى مكتوب، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين.

.[سورة القمر: الآيات 54- 55]:

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)}.

.الإعراب:

{في جنّات} متعلّق بخبر إنّ {في مقعد} خبر ثان، {عند} ظرف منصوب متعلّق بخبر ثالث {مقتدر} نعت لمليك مجرور جملة: {إنّ المتّقين في جنّات} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{مليك}، صيغة مبالغة اسم الفاعل من الثلاثي ملك وزنه فعيل. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(54) سورة القمر مكيّة وآياتها خمس وخمسون.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

.[سورة القمر: الآيات 1- 8]:

{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقولوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (5) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعًا أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقول الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)}.

.اللغة:

{مُزْدَجَرٌ} مصدر ميمي من الزجر إلا أن التاء أبدلت دالا ليوافق الزاي بالجهر، ولك أن تعتبره اسم مكان أي مكان اتعاظ.
{نُكُرٍ} منكر فظيع تنكره النفوس لهوله وهو يوم القيامة.
{مُهْطِعِينَ} الإهطاع هو الإسراع مع مدّ الأعناق والتشوّف بالأنظار بصورة دائمة لا تقلع عن التحديق وهي صورة حيّة مجسّدة للفزع المرتاع الذي يتطلع إلى ما يرتقبه من أهوال.