فصل: قال أبو البقاء العكبري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



2- خلاصة وافية لبحث الاشتغال: وهذه خلاصة وافية لبحث الاشتغال:
أما حدّه فهو أن يتقدم اسم ويتأخر عنه فعل متصرف أو اسم يشبهه ناصب لضميره أو لملابس ضميره بواسطة أو غيرها، ويكون ذلك العامل بحيث لو فرغ من ذلك المعمول وسلط على الاسم المتقدم لنصبه، ويجب النصب إذا وقع الاسم المتقدم بعد ما يختص بالفعل كأدوات التحضيض نحو هلّا زيدا أكرمته، وأدوات الاستفهام غير الهمزة نحو هل زيدا رأيته، وأدوات الشرط نحو حيثما زيدا لقيته فأكرمه، ويترجح النصب في ست مسائل:
1- أن يكون الفعل المشتغل طلبا وهو الأمر والدعاء بخير أو شر.
2- أن يكون الفعل المشتغل مقرونا باللام أو بلا الطلبيتين نحو عمرا ليضربه بكر، وخالدا لا تهنه.
3- أن يكون الاسم المشتغل عنه واقعا بعد شيء الغالب عليه أن يليه فعل ولذلك أمثلة منها همزة الاستفهام نحو: {أبشرا منّا واحدا نتبعه}.
4- أن يقع الاسم المشتغل عنه بعد عاطف غير مفصول بأما المفتوحة الهمزة المشددة الميم، مسبوق بفعل غير مبني على اسم قبله نحو قام زيد وعمرا أكرمته، وقوله تعالى: {والأنعام خلقها لكم} بخلاف نحو: ضربت زيدا وأما عمرو فأهنته فالمختار فيه الرفع.
5- أن يتوهم في الرفع أن الفعل المشتغل بالضمير صفة لما قبله نحو {إنّا كل شيء خلقناه بقدر} لأنه إذا رفع كل احتمل خلقناه أن يكون خبرا له فيكون المعنى على عموم خلق الكائنات الموجودة بقدر خيرا كانت أو شرا كما هو مذهب السنّة، واحتمل أن يكون خلقناه صفة لشيء وبقدر خبر لكل والتخصيص بالصفة يوهم أن ما لا يكون موصوفا بها لا يكون بقدر والصفة هي المخلوقية المنسوبة له فالمخلوقية التي لا تكون منسوبة له لا تكون بقدر فيوهم أن ثمة مخلوقا لغيره تعالى وهو مذهب المعتزلة وإنما لم يتوهم ذلك مع النصب لكل على أنه مفعول بفعل محذوف يفسره خلقنا، ويمتنع جعله صفة لكل شيء لأن الصفة لا تعمل في الموصوف وما لا يعمل لا يفسر عاملا، ومن ثم وجب الرفع لكل إن كان الفعل المتصل بالضمير صفة لكل شيء نحو {وكل شيء فعلوه في الزبر} أي الكتب ولا يصحّ نصب كل لأن تقدير تسليط الفعل عليها إنما يكون على حسب المعنى المراد وليس المعنى هنا أنهم فعلوا كل شيء في الزبر حتى يصحّ تسليط فعلوا على كل شيء وإنما المعنى وكل شيء مفعول لهم ثابت في الزبر وهو مخالف لذلك المعنى فرفع كل واجب على الابتدائية والفعل المتأخر صفة له أو لشيء وفي الزبر خبر كل.
هذا ولم يعتبر سيبويه إيهام الصفة مرجحا للنصب كما فعل ابن مالك بل جعل سيبويه النصب مرجوحا في الآية المذكورة قال: فأما قوله تعالى: {إنّا كل شيء خلقناه بقدر} فإنما جاء على حدّ قوله زيدا ضربته وهو عربي كثير. وقال ابن الشجري: أجمع البصريون في هذه الآية على أن الرفع أرجح لعدم تقدم ما يقتضي النصب، وقال الكوفيون: النصب فيها أجود لأنه قد تقدم على كل عامل ينصب وهو إن فاقتضى ذلك إضمار خلقنا.
6- المسألة السادسة مما يترجح نصبه أن يكون الاسم المشتغل عنه جوابا لاستفهام منصوب بما يليه كزيدا ضربته جوابا لمن قال: أيّهم ضربت أو من ضربت فزيد يترجح نصبه لكونه جوابا للاستفهام ليطابق الجواب السؤال في الجملة الفعلية.
هذا وفي قوله: {وكل شيء فعلوه في الزبر} يجب رفع كل ويمتنع نصبها لأن تقدير تسليط الفعل عليها إنما يكون على حسب المعنى المراد وليس المعنى هنا أنهم فعلوا كل شيء في الزبر حتى يصحّ تسليط فعلوا على كل شيء والفعل المتأخر صفة له أو لشيء. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة القمر:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قوله تعالى: {وكل أمر} هو مبتدأ، و{مستقر} خبره، ويقرأ بفتح القاف أي مستقر عليه، ويجوز أن يكون مصدر كالاستقرار، ويقرأ بالجر صفة الأمر، وفي كل وجهان: أحدهما هو مبتدأ، والخبر محذوف: أي معمول به أو أتى.
والثانى هو معطوف على الساعة.
قوله تعالى: {حكمة} هو بدل من {ما} وهو فاعل جاءهم، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف {فما تغنى} يجوز أن تكون نافية، وأن تكون استفهاما في موضع نصب بتغنى، و{النذر} جمع نذير.
قوله تعالى: {نكر} بضم النون والكاف، وبإسكان القاف: وهو صفة بمعنى منكر، ويقرأ بضم النون وكسر الكاف وفتح الراء على أنه فعل لم يسم فاعله.
قوله تعالى: {خشعا} هو حال، وفي العامل وجهان: أحدهما يدعو: أي يدعوهم الداعي، وصاحب الحال الضمير المحذوف، و{أبصارهم} مرفوع بخشعا، وجاز أن يعمل الجمع لأنه مكسر، والثانى العامل {يخرجون} وقرئ {خاشعا}، والتقدير فريقا خاشعا، ولم يؤنث لأن تأنيث الفاعل تأنيث الجمع وليس بحقيقى، ويجوز أن ينتصب {خاشعا} بيدعو على أنه مفعول له، و{يخرجون} على هذا حال من أصحاب الأبصار و{كأنهم} حال من الضمير في {يخرجون}، و{مهطعين} حال من الضمير في {منتشر} عند قوم، وهو بعيد لأن الضمير في {منتشر} للجراد، وإنما هو حال من {يخرجون}، أو من الضمير المحذوف، و{يقول} حال من الضمير في {مهطعين}.
قوله تعالى: {وازدجر} الدال بدل من التاء، لأن التاء مهموسة والزاى مجهورة فأبدلت حرفا مجهورا يشاركها في المخرج وهو الدال.
قوله تعالى: {أنى} يقرأ بالفتح: أي بأنى، وبالكسر لأن دعا بمعنى قال.
قوله تعالى: {فالتقى الماء} أراد الماآن، فاكتفى بالواحد لإنه جنس، و{على أمر} حال أو ظرف، والهاء في {حملناه} لنوح عليه السلام، و{تجرى} صفة في موضع جر، و{بأعيننا} حال من الضمير في تجرى: أي محفوظة، و{جزاء} مفعول له، أو بتقدير جازيناهم، و{كفر} أي به، وهو نوح عليه السلام، ويقرأ {كفر} على تسمية الفاعل: أي للكافر، و{مدكر} بالدال، وأصله الذال والتاء، وقد ذكر في يوسف، ويقرأ بالذال مشددا وقد ذكر أيضا {ونذر} بمعنى إنذار، وقيل التقدير: ونذرى، و{مستمر} نعت لنحس، وقيل اليوم، و{كأنهم} حال، و{منقعر} نعت لنخل، ويذكر ويؤنث.
قوله تعالى: {أبشرا} هو منصوب بفعل يفسره المذكور: أي أنتبع بشرا، و{منا} نعت، ويقرأ {أبشر} بالرفع على الابتداء، ومنا نعت له، و{واحدا} حال من الهاء في {نتبعه}.
قوله تعالى: {من بيننا} حال من الهاء: أي عليه منفردا، و{أشر} بكسر الشين وضمها لغتان مثل فرح وفرح، ويقرأ بتشديد الراء، وهو أفعل من الشر، وهو شاذ، و{فتنة} مفعول له أو حال، و{قسمة} بمعنى مقسوم.
قوله تعالى: {كهشيم المحتظر} يقرأ بكسر الظاء: أي كهشيم الرجل الذي يجعل الشجر حظيرة، ويقرأ بفتحها: أي كهشيم الشجر المتخذ حظيرة، وقيل هو بمعنى الاحتظار.
قوله تعالى: {إلا آل لوط} هو استثناء منقطع، وقيل متصل لأن الجميع أرسل عليهم الحاصب فهلكوا إلا آل لوط.
وعلى الوجه الأول يكون الحاصب لم يرسل على آل لوط، و{سحر} مصروف لأنه نكرة، و{نعمة} مفعول له أو مصدر.
قوله تعالى: {إنا كل شئ} الجمهور على النصب، والعامل فيه فعل محذوف يفسره المذكور، و{بقدر} حال من الهاء أو من كل: أي مقدرا، ويقرأ بالرفع على الابتداء، و{خلقناه} نعت لكل أو لشئ، و{بقدر} خبره، وإنما كان النصب أقوى لدلالته على عموم الخلق والرفع لا يدل على عمومه، بل يفيد أن كل شئ مخلوق فهو بقدر.
قوله تعالى: {فعلوه} هو نعت لشئ أو كل، وفى {الزبر} خبر المبتدأ.
قوله تعالى: {ونهر} يقرأ بفتح النون، وهو واحد في معنى الجمع، ويقرأ بضم النون والهاء على الجمع مثل أسد وأسد، ومنهم من يسكن الهاء فيكون مثل سقف وسقف، و{في مقعد صدق} هو بدل من قوله: {في جنات} والله أعلم. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة القمر:

.[سورة القمر: آية 1].

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)}.
{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} ماض وفاعله والجملة ابتدائية لا محل لها {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} ماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها.

.[سورة القمر: آية 2].

{وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقولوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2)}.
{وَإِنْ يَرَوْا} الواو حرف عطف وإن شرطية ومضارع مجزوم فعل الشرط والواو فاعله {آيَةً} مفعول به والجملة ابتدائية لا محل لها {يُعْرِضُوا} مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعله والجملة لا محل لها لأنها جواب الشرط {وَيَقولوا} معطوف على يعرضوا {سِحْرٌ} خبر لمبتدأ محذوف {مُسْتَمِرٌّ} صفة سحر والجملة الاسمية مقول القول.

.[سورة القمر: آية 3].

{وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3)}.
{وَكَذَّبُوا} ماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها {وَاتَّبَعُوا} معطوف على كذبوا {أَهْواءَهُمْ} مفعول به {وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ} الواو حرف استئناف ومبتدأ وأمر مضاف إليه ومستقر خبر والجملة استئنافية لا محل لها.

.[سورة القمر: آية 4].

{وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4)}.
{وَلَقَدْ} الواو حرف قسم وجر واللام واقعة في جواب القسم وقد حرف تحقيق {جاءَهُمْ} ماض ومفعوله {مِنَ الْأَنْباءِ} متعلقان بالفعل {ما} فاعل والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها {فِيهِ} خبر مقدم {مُزْدَجَرٌ} مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية صلة ما.

.[سورة القمر: آية 5].

{حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (5)}.
{حِكْمَةٌ} بدل من ما وبالغة صفة حكمة، {فَما} الفاء حرف استئناف وما نافية {تُغْنِ} مضارع {النُّذُرُ} فاعله والجملة استئنافية لا محل لها.

.[سورة القمر: آية 6].

{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (6)}.
{فَتَوَلَّ} الفاء الفصيحة وأمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل مستتر {عَنْهُمْ} متعلقان بالفعل والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها {يَوْمَ} ظرف زمان {يَدْعُ الدَّاعِ} مضارع وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة {إِلى شيء} متعلقان بالفعل {نُكُرٍ} صفة {شيء}.

.[سورة القمر: آية 7].

{خُشَّعًا أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (7)}.
{خُشَّعًا أَبْصارُهُمْ} حال و{أبصارهم} فاعل {خشعا} {يَخْرُجُونَ} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله {مِنَ الْأَجْداثِ} متعلقان بالفعل والجملة حال {كَأَنَّهُمْ} كأن واسمها {جَرادٌ مُنْتَشِرٌ} خبرها و{منتشر} صفة {جراد} والجملة الاسمية حال.

.[سورة القمر: آية 8].

{مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقول الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)}.
{مُهْطِعِينَ} حال {إِلَى الدَّاعِ} متعلقان بما قبلهما.
{يَقول الْكافِرُونَ} مضارع وفاعله الجملة استئنافية لا محل لها، {هذا يَوْمٌ} مبتدأ وخبره {عَسِرٌ} صفة يوم والجملة الاسمية مقول القول.

.[سورة القمر: آية 9].

{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9)}.
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ} ماض وظرف زمان {قَوْمُ} فاعله {نُوحٍ} مضاف إليه والجملة استئنافية لا محل لها {فَكَذَّبُوا عَبْدَنا} ماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها {وَقالوا} معطوف على كذبوا {مَجْنُونٌ} خبر لمبتدأ محذوف والجملة الاسمية مقول القول {وَازْدُجِرَ} ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها.

.[سورة القمر: آية 10].

{فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10)}.
{فَدَعا رَبَّهُ} ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها، {أَنِّي مَغْلُوبٌ} أن واسمها وخبرها والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل نصب بنزع الخافض، {فَانْتَصِرْ} الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر والجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها.

.[سورة القمر: آية 11].

{فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ (11)}.
{فَفَتَحْنا} حرف عطف وماض وفاعله {أَبْوابَ} مفعوله {السَّماءِ} مضاف إليه {بِماءٍ} متعلقان بالفعل {مُنْهَمِرٍ} صفة ماء والجملة معطوفة على ما قبلها.