فصل: (سورة القمر: آية 48).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (47)}.
{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ} إن واسمها {فِي ضَلالٍ} خبرها {وَسُعُرٍ} معطوف على ضلال والجملة استئنافية لا محل لها.

.[سورة القمر: آية 48].

{يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)}.
{يَوْمَ يُسْحَبُونَ} ظرف زمان ومضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة في محل جر بالإضافة {فِي النَّارِ} متعلقان بالفعل {عَلى وُجُوهِهِمْ} متعلقان بالفعل أيضا {ذُوقُوا} أمر مبني على حذف النون والواو فاعله والجملة مقول قول مقدر {مَسَّ} مفعول به مضاف إلى سقر {سَقَرَ} مضاف إليه.

.[سورة القمر: آية 49].

{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (49)}.
{إِنَّا} إن واسمها {كُلَّ} مفعول به لفعل محذوف مضاف إلى شيء {شيء} مضاف إليه والجملة استئنافية لا محل لها.
{خَلَقْناهُ} ماض وفاعله ومفعوله {بِقَدَرٍ} متعلقان بمحذوف حال والجملة الفعلية تفسيرية لا محل لها والجملة الفعلية المقدرة خبر إن.

.[سورة القمر: آية 50].

{وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)}.
{وَما} الواو حالية وما نافية {أَمْرُنا} مبتدأ {إِلَّا} حرف حصر {واحِدَةٌ} خبر {كَلَمْحٍ} متعلقان بمحذوف حال {بِالْبَصَرِ} متعلقان بلمح والجملة حالية.

.[سورة القمر: آية 51].

{وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51)}.
{وَلَقَدْ} سبق إعرابها {أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ} ماض وفاعله ومفعوله والجملة جواب القسم لا محل لها {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}: انظر- 16- الآية.

.[سورة القمر: آية 52].

{وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52)}.
{وَكُلُّ} الواو حرف استئناف ومبتدأ {شيء} مضاف إليه {فَعَلُوهُ} ماض وفاعله ومفعوله والجملة صفة شيء و{فِي الزُّبُرِ} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.

.[سورة القمر: آية 53].

{وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53)}.
{وَكُلُّ صَغِيرٍ} مبتدأ ومضاف إليه {وَكَبِيرٍ} معطوف على {صغير} {مُسْتَطَرٌ} خبر والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها.

.[سورة القمر: آية 54].

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54)}.
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ} إن واسمها {فِي جَنَّاتٍ} متعلقان بمحذوف خبر إن {وَنَهَرٍ} معطوف على ما قبله والجملة استئنافية لا محل لها.

.[سورة القمر: آية 55].

{فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)}.
{فِي مَقْعَدِ} بدل من قوله: {في جنات} {صِدْقٍ} مضاف إليه {عِنْدَ} ظرف مكان مضاف إلى {مليك} {مَلِيكٍ} مضاف إليه {مُقْتَدِرٍ} صفة {مليك}. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة الْقَمَر ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث:
1276- الحَدِيث الأول:
عَن ابْن عَبَّاس وَأنس وَابْن مَسْعُود «أَن الْكفَّار سَأَلُوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم آيَة فانشق الْقَمَر مرَّتَيْنِ».
قال ابْن عَبَّاس انْفَلق فلقَتَيْنِ فلقَة ذهبت وَفلقَة بقيت.
وَقال ابْن مَسْعُود رَأَيْت حراء بَين فِلْقَتَيْ الْقَمَر.
قلت أما حَدِيث أنس فَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث قَتَادَة عَنهُ أَن أهل مَكَّة سَأَلُوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن يُرِيهم آيَة فَأَرَاهُم انْشِقَاق الْقَمَر مرَّتَيْنِ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي الْفَضَائِل وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة زَاد البُخَارِيّ فِي لفظ حَتَّى رَأَوْا حراء بَينهمَا انتهى.
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضا من رِوَايَة عرَاك بن مَالك عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن ابْن عَبَّاس قال انْشَقَّ الْقَمَر عَلَى زمَان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى رَأَوْا حراء بَينهمَا انتهى.
وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضا من حَدِيث أبي معمر عَنهُ قال بَيْنَمَا نَحن مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بمنى إِذْ انْفَلق الْقَمَر فلقَتَيْنِ وَكَانَت فلقَة وَرَاء الْجَبَل وَكَانَت فلقَة دونه فَقال لنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «اشْهَدُوا» انتهى.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر عَن زيد بن وهب عَن عبد الله بن مَسْعُود قال وَلَقَد رَأَيْت حراء بَين الشقتَيْنِ.
وَرَوَى أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب التَّاسِع عشر من طَرِيق الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قال انْفَلق الْقَمَر عَلَى عهد النَّبِي صلى الله عليه وسلم فلقَتَيْنِ فلقَة ذهبت وَفلقَة بقيت قال ابْن مَسْعُود وَلَقَد رَأَيْت جبل حراء بَين فِلْقَتَيْ الْقَمَر انتهى.
وَقد وري حَدِيث انْشِقَاق الْقَمَر من حَدِيث ابْن عمر وَهُوَ فِي مُسلم من رِوَايَة مُجَاهِد عَنهُ وَمن حَدِيث جُبَير بن مطعم رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن حُصَيْن ابْن عبد الرَّحْمَن عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه قال انْشَقَّ الْقَمَر عَلَى عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَصَارَ فرْقَتَيْن فرقة عَلَى هَذَا الْجَبَل وَفرْقَة عَلَى هَذَا الْجَبَل فَقالوا سحرنَا مُحَمَّد فَقالوا إِن كَانَ سحرنَا فَإِنَّهُ لَا يَسْتَطِيع أَن يسحر النَّاس كلهم انتهى.
وَقال صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ انتهى.
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة.
1277- الحَدِيث الثاني:
عَن حُذَيْفَة أَنه خطب بِالْمَدَائِنِ فَقال أَلا إِن السَّاعَة قد اقْتَرَبت وَإِن الْقَمَر قد انْشَقَّ عَلَى عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْأَهْوَال من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن عَطاء بن السَّائِب عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ قال نزلنَا الْمَدَائِن فَكُنَّا مِنْهَا عَلَى فَرسَخ فَجَاءَت الْجُمُعَة فَحَضَرَ أبي وَحَضَرت مَعَه فَخَطَبنَا حُذَيْفَة فَقال أَلا إِن الله يَقول {اقْتَرَبت السَّاعَة وَانْشَقَّ الْقَمَر} أَلا وَإِن السَّاعَة قد اقْتَرَبت وَإِن الْقَمَر قد انْشَقَّ عَلَى عهد نَبِيكُم صلى الله عليه وسلم أَلا وَإِن الدُّنْيَا قد أَذِنت بِفِرَاق أَلا وَإِن الْيَوْم الْمِضْمَار وَغدا السباق فَقلت إِنِّي لأستبق النَّاس غَدا فَقال يَا بني إِنَّك لجَاهِل إِنَّمَا السباق بِالْأَعْمَالِ انتهى.
وَقال صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْجُمُعَة وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة حُذَيْفَة.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَمن طَرِيقه الثَّعْلَبِيّ فِي تفسيرهما.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه قي تَفْسِيره من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا شُعْبَة عَن عَطاء بن السَّائِب.
1278- الحَدِيث الثالث:
عَن عِكْرِمَة قال لما نزلت {سَيهْزمُ الْجمع} قال عمر أَي جمع يهْزم فَلَمَّا رَأَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثَبت فِي الدرْع وَهُوَ يَقول {سَيهْزمُ الْجمع} عرف تَأْوِيلهَا.
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا معمر عَن قَتَادَة عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة أَن عمر بن الْخطاب قال لما نزلت {سَيهْزمُ الْجمع} وَيُوَلُّونَ الدبر قال عمر أَي جمع يهْزم أَي جمع يغلب قال عمر فَلَمَّا كَانَ يَوْم بدر رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثَبت فِي الدرْع وَهُوَ يَقول {سَيهْزمُ الْجمع وَيُوَلُّونَ الدبر} فَعرفت تَأْوِيلهَا يَوْمئِذٍ انتهى.
وَعَن عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي كمسنده بِسَنَدِهِ وَمَتنه.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن عبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد عَن معمر عَن قَتَادَة عَن أنس أَن عمر بن الْخطاب قال... الحديث بِحُرُوفِهِ.
1279- الحَدِيث الرَّابِع:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال «من قرأ سُورَة الْقَمَر فِي كل غب بَعثه الله يَوْم الْقِيَامَة وَوَجهه مثل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر» من قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْفَقِيه ثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يزِيد الْعدْل ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْبَزَّار ثَنَا مُحَمَّد بن مَنْصُور.
ثَنَا مُحَمَّد بن عمرَان بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى ثني أبي عَن مجَالد بن عبد الْوَاحِد عَن الْحجَّاج بن عبد الله عَن أبي الْجَلِيل عَن عَلّي بن زيد وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ سُورَة اقْتَرَبت السَّاعَة فِي كل غب بعث يَوْم الْقِيَامَة وَوَجهه عَلَى صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر وَمن قرأهَا فِي كل لَيْلَة فَهُوَ أفضل وَجَاء يَوْم الْقِيَامَة وَوَجهه مُسْفِر عَلَى وُجُوه الْخَلَائق» انتهى.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس. اهـ.

.فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة الكريمة:

قال إلكيا هراسي:
سورة القمر:
قوله تعالى: {وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ} الآية: 28.
يدل على جواز المهايأة على الماء. اهـ.

.من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

.قال ابن المثنى:

سورة القمر:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
{سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} (2) شديد..
{مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ} (8) مسرعين..
{وَازْدُجِرَ} (9) افتعل من زجر..
{فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} (12) مجازه: الماء الذي خرج من الأرض وما سال من السماء..
{أَلْواحٍ وَدُسُرٍ} (13) الدّسر المسامير والخرز واحدها دسار، يقال:
هات لى دسارا..
{مُدَّكِرٍ} (15) مذتكر فلما أدغم التاء في الذال تحولت الذال دالا..
{صَرْصَرًا} (19) شديدة ذات صوت..
{مُسْتَمِرٍّ} (19) شديد قد استمرّ.
{أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} (20) أسافل نخل منقلع من أصله، يقال: هي النخل وهو النخل فمجازها هاهنا: لغة من ذكر وفى آية أخرى {أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ} (69/ 7) في لغة من أنّث.
{ضَلالٍ وَسُعُرٍ} (24) جميع سعيرة..
{أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا} (25) أجاءه الذكر كما تقول: ألقيت عليه مسئلة وألقيت عليه حسابا..
{الْأَشِرُ} (26) ذو التجبّر والكبرياء وربما كان النّشاط..
{كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} (31) صاحب الحظيرة والمحتظر هو الحظار، والهشيم ما يبس من الشجر أجمع..
{أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِبًا} (34) حجارة والحاصب أيضا يكون من الجليد قال الفرزدق:
مستقبلين شمال الشام تضربنا ** بحاصب كنديف القطن منثور

على عمائمنا يلقى وأرحلنا ** على زواحف تزجى مخّهارير

{فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ} (37) لا يرى شقّ العين والريح تطمس الأعلام..
{فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ} (52) جماعة زبور ويقال: زبرت الكتاب وذبرته..
{مُسْتَطَرٌ} (53) أي مفتعل مكتوب، مجازها مجاز مسطور..
{فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ} (54) مجازها: أنهار. اهـ.

.قال الشريف الرضي:

ومن السورة التي يذكر فيها انشقاق القمر:

.[سورة القمر: الآيات 11- 12].

{فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12)}.
قوله تعالى: {فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [11، 12] وهذه استعارة. والمراد- واللّه أعلم- بتفتيح أبواب السماء تسهيل سبل الأمطار حتى لا يحبسها حابس، ولا يلفتها لافت. ومفهوم ذلك إزالة العوائق عن مجارى العيون من السماء، حتى تصير بمنزلة حبيس فتح عنه باب، أو معقول أطلق عنه عقال. وقوله تعالى: {فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} أي اختلط ماء الأمطار المنهمرة، بماء العيون المتفجرة، فالتقى ماءاهما على ما قدره اللّه سبحانه، من غير زيادة ولا نقصان. وهذا من أفصح الكلام، وأوقع العبارات عن هذه الحال.

.[سورة القمر: آية 25].

{أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25)}.
وقوله سبحانه: {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} [25] ولفظ إلقاء الذّكر هاهنا مستعار: والمراد به أن القرآن لعظم شأنه، وصعوبة أدائه، كالعبء الثقيل الذي يشقّ على من حمّله، وألقى عليه ثقله.