فصل: قال الشوكاني في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والنذر تقدم.
وجملة {إنا أرسلنا عليهم حاصبًا} استئناف بياني ناشىء عن الإِخبار عن قوم لوط بأنهم كذبوا بالنذر.
وكذلك جملة {نجيناهم بسحر}، وجملة {كذلك نجزي من شكر}.
والحاصب: الريح التي تحصِب، أي ترمي بالحصباء ترفعها من الأرض لقوتها، وتقدم في قوله تعالى: {فمنهم من أرسلنا عليه حاصبًا} في سورة [العنكبوت: 40].
والاستثناء حقيقي لأن آل لوط من جملة قومه.
وآل لوط: قرابته وهم بَنَاتُه، ولوط داخل بدلالة الفحوى.
وقد ذكر في آيات أخرى أن زوجة لوط لم يُنجها الله ولم يذكر ذلك هنا اكتفاء بمواقع ذكره وتنبيهًا على أن من لا يؤمن بالرسول لا يعد من آله، كما قال: {يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح} [هود: 46] وذكر {بسحر}، أي في وقت السحر للإِشارة إلى إنجائهم قبيل حلول العذاب بقومهم لقوله بعده: {ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر}.
وانتصب {نعمة} على الحال من ضمير المتكلم، أي إنعامًا منا.
وجملة {كذلك نجزي من شكر} معترضة، وهي استئناف بياني عن جملة {نجيناهم بسحر} باعتبار ما معها من الحال، أي إنعامًا لأجل أنه شكر، ففيه إيماء بأن إهلاك غيرهم لأنهم كفروا، وهذا تعريض بإنذار المشركين وبشارة للمؤمنين.
وفي قوله: {من عندنا} تنويه بشأن هذه النعمة لأن ظرف (عند) يدل على الادخار والاستئثار مثل (لدن) في قوله: {من لدنا}.
فذلك أبلغ من أن يقال: نعمة منا أو أنعمنا.
{وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36)}.
عطف على جملة {إنا أرسلنا عليهم حاصبًا} [القمر: 34].
وتأكيد الكلام بلام القسم وحرف التحقيق يقصد منه تأكيد الغرض الذي سيقت القصة لأجله وهو موعظة قريش الذين أنذرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتماروا بالنذر.
والبطشة: المرَّة من البطش، وهو الأخذ بعنف لعقاب ونحوه، وتقدم في قوله: {أم لهم أيد يبطشون بها} في آخر الأعراف (195)، وهي هنا تمثيل للإِهلاك السريع مثل قوله: {يوم نبطش البطشة الكبرى} في سورة الدخان (16).
والتماري: تفاعل من المِراء وهو الشك.
وصيغة المفاعلة للمبالغة.
وضمن تماروا معنى: كذبوا، فعدي بالباء، وتقدم عند قوله تعالى: {فبأي آلاء ربك تتمارى} في سورة النجم (55).
{وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37)}.
إجمال لما ذكر في غير هذه السورة في قصة قوم لوط أنه نزل به ضيف فرام قومه الفاحشة بهم وعجز لوط عن دفع قومه إذ اقتحموا بيته وأنّ الله أعمى أعينهم فلم يروا كيف يدخلون.
والمراودة: محاولة رضَى الكَاره شيئًا بقبول ما كرهه، وهي مفاعلة من راد يرود رَوْدًا، إذا ذهب ورجع في أمر، مُثِّلت هيئة من يكرر المراجعة والمحاولة بهيئة المنْصرف ثم الراجع.
وضمن {راودوه} معنى دفعوه وصرفوه فعدّي بـ {عن}.
وأسند المراودة إلى ضمير قوم لوط وإن كان المراودون نفرًا منهم لأن ما راودوا عليه هو راد جميع القوم بقطع النظر عن تعيين من يفعله.
ويتعلق قوله: {عن ضيفه} بفعل {راودوه} بتقدير مضاف، أي عن تمكينهم من ضيوفه.
وقوله: {فذوقوا عذابي ونذر} مقول قول محذوف دل عليه سياق الكلام للنفَر الذين طمسنا أعينهم {ذوقوا عذابي} وهو العمى، أي ألقى الله في نفوسهم أنَّ ذلك عقاب لهم.
واستعمل الذوق في الإِحساس بالعذاب مجازًا مرسلًا بعلاقة التقييد في الإِحساس.
وعطف النذر على العذاب باعتبار أن العذاب تصديق للنذر، أي ذوقوا مصداق نذري، وتعدية فعل {ذوقوا} إلى {نذري} بتقدير مضاف، أي وآثار نذري.
والقول في تأكيده بلام القسم تقدم، وحذفت ياء المتكلم من قوله: {ونذر} تخفيفًا.
{وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38)}.
القول في تأكيده بلام القسم تقدم آنفًا في نظيره.
والبكرة: أول النهار وهو وقت الصبح، وقد جاء في الآية الأخرى قوله: {إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب} [هود: 81]، فذكر {بكرة} للدلالة على تعجيل العذاب لهم.
والتصبيح: الكون في زمن الصباح وهو أول النهار.
والمستقر: الثابت الدائم الذي يجري على قوة واحدة لا يقلع حتى استأصلهم.
والعذاب: هو الخسف ومطر الحجارة وهو مذكور في سورة الأعراف وسورة هود.
{فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39)}.
تفريع قول محذوف خوطبوا به مراد به التوبيخ؛ إمّا بأن ألقي في روعهم عند حلول العذاب، بأن ألقَى الله في أسماعهم صوتًا.
والخطاب لجميع الذين أصابهم العذاب المستقر، وبذلك لم تكن هذه الجملة تكريرًا.
وحذفت ياء المتكلم من قوله: {ونذر} تخفيفًا.
والقول في استعمال الذوق هنا كالقول في سابقه.
وفائدة الإعلام بما قيل لهم من قوله: {فذوقوا عذابي ونذر} في الموضعين أن يتجدد عند استماع كل نبإ من ذلك ادّكار لهم واتّعاظ وإيقاظ استيفاءً لحق التذكير القرآني.
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40)}.
تكرير ثالث تنويها بشأن القرآن للخصوصية التي تقدمت في المواضع التي كرر فيها نظيره وما يقاربه وخاصة في نظيره الموالي هو له.
ولم يذكر هنا {فكيف كان عذابي ونذر} [القمر: 30] اكتفاء بحكاية التنكيل لقوم لوط في التعريض بتهديد المشركين. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

قوله: {كَذَّبَتْ عَادٌ}.
هم: قوم عاد {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ} أي: فاسمعوا كيف كان عذابي لهم وإنذاري إياهم، ونذر مصدر بمعنى إنذار، كما تقدّم تحقيقه، والاستفهام للتهويل والتعظيم {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا} هذه الجملة مبينة لما أجمله سابقًا من العذاب، والصرصر: شدّة البرد، أي: ريح شديدة البرد، وقيل: الصرصر: شدّة الصوت، وقد تقدّم بيانه في سورة حمالسجدة {فِى يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرّ} أي: دائم الشؤم استمرّ عليهم بنحوسه، وقد كانوا يتشاءمون بذلك اليوم.
قال الزجاج: قيل: في يوم الأربعاء في آخر الشهر.
قرأ الجمهور: {في يوم نحس} بإضافة {يوم} إلى {نحس} مع سكون الحاء، وهو من إضافة الموصوف إلى الصفة، أو على تقدير مضاف أي في يوم عذاب نحس.
وقرأ الحسن بتنوين {يوم} على أن {نحس} صفة له.
وقرأ هارون بكسر الحاء.
قال الضحاك: كان ذلك اليوم مرًّا عليهم.
وكذا حكى الكسائي عن قوم أنهم قالوا: هو من المرارة، وقيل: هو من المرّة بمعنى: القوّة، أي: في يوم قويّ الشؤم مستحكمه، كالشيء المحكم الفتل الذي لا يطاق نقضه، والظاهر أنه من الاستمرار، لا من المرارة، ولا من المرّة، أي: دام عليهم العذاب فيه حتى أهلكهم، وشمل بهلاكه كبيرهم وصغيرهم.
وجملة: {تَنزِعُ الناس}: في محل نصب على أنها صفة ل {ريحًا}، أو حال منها، ويجوز أن يكون استئنافًا، أي: تقلعهم من الأرض من تحت أقدامهم اقتلاع النخلة من أصلها.
قال مجاهد: كانت تقلعهم من الأرض، فترمي بهم على رؤوسهم فتدقّ أعناقهم، وتبين رؤوسهم من أجسادهم، وقيل: تنزع الناس من البيوت، وقيل: من قبورهم؛ لأنهم حفروا حفائر ودخلوها {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ} الأعجاز: جمع عجز، وهو مؤخر الشيء، والمنقعر: المنقطع المنقلع من أصله، يقال: قعرت النخلة: إذا قلعتها من أصلها حتى تسقط.
شبههم في طول قاماتهم حين صرعتهم الريح، وطرحتهم على وجوههم بالنخل الساقط على الأرض التي ليست لها رؤوس، وذلك أن الرّيح قلعت رؤوسهم أولًا، ثم كتّبتهم على وجوههم، وتذكير منقعر مع كونه صفة لأعجاز نخل، وهي مؤنثة اعتبارًا باللفظ، ويجوز تأنيثه اعتبارًا بالمعنى، كما قال: {أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [الحاقة: 7] قال المبرد: كل ما ورد عليك من هذا الباب إن شئت رددته إلى اللفظ تذكيرًا، أو إلى المعنى تأنيثًا.
وقيل: إن النخل والنخيل يذكر ويؤنث {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ} قد تقدّم تفسيره قريبًا، وكذلك قوله: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرءان لِلذّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}.
ثم لما ذكر سبحانه تكذيب عاد أتبعه بتكذيب ثمود، فقال: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بالنذر} يجوز أن يكون جمع نذير، أي: كذبت بالرّسل المرسلين إليهم، ويجوز أن يكون مصدرًا بمعنى الإنذار، أي: كذبت بالإنذار الذي أنذروا به، وإنما كان تكذيبهم لرسولهم وهو صالح تكذيبًا للرسل؛ لأن من كذب واحدًا من الأنبياء فقد كذب سائرهم؛ لاتفاقهم في الدعوة إلى كليات الشرائع {فَقالواْ أَبَشَرًا مّنَّا واحدا نَّتَّبِعُهُ} الاستفهام للإنكار، أي: كيف نتبع بشرًا كائنًا من جنسنا منفردًا وحده لا متابع له على ما يدعو إليه.
قرأ الجمهور: بنصب {بشرًا} على الاشتغال، أي: أنتبع بشرًا واحدًا.
وقرأ أبو السماك، والداني، وأبو الأشهب، وابن السميفع بالرفع على الابتداء، و{واحدًا} صفته، و{نتبعه} خبره.
وروي عن أبي السماك أنه قرأ برفع (بشرًا) ونصب (واحدًا) على الحال {إِنَّا إِذًا لَّفِى ضلال} أي: إنا إذا اتبعناه لفي خطأ، وذهاب عن الحق {وَسُعُرٍ} أي: عذاب وعناء وشدّة كذا قال الفراء، وغيره.
وقال أبو عبيدة: هو جمع سعير، وهو لهب النار، والسعر: الجنون يذهب كذا وكذا لما يلتهب به من الحدّة.
وقال مجاهد: {وسعر} وبُعد عن الحقّ.
وقال السديّ: في احتراق، وقيل المراد به هنا: الجنون، من قولهم: ناقة مسعورة أي: كأنها من شدّة نشاطها مجنونة، ومنه قول الشاعر يصف ناقة:
تَخالُ بها سُعْرًا إِذَا السَّعْرُ هَزَّهَا ** ذَمِيلٌ وإِيقاعٌ من السَّيْرِ مُتْعِبُ

ثم كرّروا الإنكار والاستبعاد فقالوا: {أألقي الذّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا} أي: كيف خصّ من بيننا بالوحي والنبوّة، وفينا من هو أحقّ بذلك منه؟ ثم أضربوا عن الاستنكار، وانتقلوا إلى الجزم بكونه كذابًا أشرًا فقالوا: {بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} والأشر: المرح والنشاط، أو البطر والتكبر، وتفسيره بالبطر والتكبر أنسب بالمقام، ومنه قول الشاعر:
أشِرتُمْ بِلْبس الخَزَّ لما لَبِستُمُ ** ومن قبلُ لا تْدرون مَنْ فَتَحَ القُرى

قرأ الجمهور {أشر} كفرح.
وقرأ أبو قلابة، وأبو جعفر بفتح الشين وتشديد الرّاء على أنه أفعل تفضيل، ونقل الكسائي عن مجاهد أنه قرأ بضم الشين مع فتح الهمزة.
ثم أجاب سبحانه عليهم بقوله: {سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الكذاب الأشر} والمراد بقوله: {غدًا}: وقت نزول العذاب بهم في الدنيا، أو في يوم القيامة جريًا على عادة الناس في التعبير بالغد عن المستقبل من الأمر وإن بعد، كما في قولهم: إن مع اليوم غدًا، وكما في قول الحطيئة:
للموت فيها سِهامٌ غَيْرُ مُخْطِئَةٍ ** مَنْ لم يكن مَيَّتًا في اليوم ماتَ غَدَا

ومنه قول أبي الطماح:
ألا عَللاِني قَبْل نوح النَّوائحِ ** وَقَبْلَ اضْطرَابِ النَّفسِ بَين الجَوَانِحِ

وقبلَ غَدٍ يا لَهْف نَفْسي على غَد ** إذَا رَاحَ أصْحابِي ولستُ برائحِ

قرأ الجمهور {سيعلمون} بالتحتية إخبار من الله سبحانه لصالح عن وقوع العذاب عليهم بعد مدة.
وقرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة بالفوقية على أنه خطاب من صالح لقومه، وجملة: {إِنَّا مُرْسِلُواْ الناقة} مستأنفة لبيان ما تقدّم إجماله من الوعيد، أي: إنا مخرجوها من الصخرة على حسب ما اقترحوه {فِتْنَةً لَّهُمْ} أي: ابتلاء وامتحانًا، وانتصاب {فتنة} على العلة {فارتقبهم} أي: انتظر ما يصنعون {واصطبر} على ما يصيبك من الأذى منهم {وَنَبّئْهُمْ أَنَّ الماء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ} أي: بين ثمود وبين الناقة، لها يوم ولهم يوم، كما في قوله: {لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ} [الشعراء: 155] وقال: {نبئهم} بضمير العقلاء تغليبًا.
{كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ} الشرب بكسر الشين: الحظ من الماء.
ومعنى {محتضر}: أنه يحضره من هو له، فالناقة تحضره يومًا، وهم يحضرونه يومًا.
قال مجاهد: إن ثمود يحضرون الماء يوم نوبتهم فيشربون، ويحضرون يوم نوبتها فيحتلبون.
قرأ الجمهور {قسمة} بكسر القاف بمعنى: مقسوم، وقرأ أبو عمرو في رواية عنه بفتحها {فَنَادَوْاْ صاحبهم} أي: نادى ثمود صاحبهم وهو قدار بن سالف عاقر الناقة يحضونه على عقرها {فتعاطى فَعَقَرَ} أي: تناول الناقة بالعقر فعقرها، أو اجترأ على تعاطي أسباب العقر فعقر.
قال محمد بن إسحاق: كمن لها في أصل شجرة على طريقها، فرماها بسهم، فانتظم به عضلة ساقها، ثم شدّ عليها بالسيف، فكسر عرقوبها، ثم نحرها، والتعاطي: تناول الشيء بتكلف {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ} قد تقدّم تفسيره في هذه السورة.
ثم بيّن ما أجمله من العذاب فقال: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحدة} قال عطاء: يريد صيحة جبريل، وقد مضى بيان هذا في سورة هود، وفي الأعراف {فَكَانُواْ كَهَشِيمِ المحتظر} قرأ الجمهور بكسر الظاء، والهشيم: حطام الشجر ويابسه، والمحتظر: صاحب الحظيرة، وهو الذي يتخذ لغنمه حظيرة تمنعها عن برد الرّيح، يقال: احتظر على غنمه: إذا جمع الشجر ووضع بعضه فوق بعض.
قال في الصحاح: والمحتظر: الذي يعمل الحظيرة.
وقرأ الحسن، وقتادة، وأبو العالية بفتح الظاء أي: كهشيم الحظيرة، فمن قرأ بالكسر أراد الفاعل للاحتظار، ومن قرأ بالفتح أراد الحظيرة، وهي فعيلة بمعنى مفعولة ومعنى الآية: أنهم صاروا كالشجر إذا يبس في الحظيرة، وداسته الغنم بعد سقوطه، ومنه قول الشاعر:
أثرن عجاجه كدخان نار ** تشب بغرقد بال هشيم