فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والمراد بالامتناع عدم المغلوبية أو هو بمعنى منتقم من الأعداء أو هو من النصر بمعنى العون؛ والافتعال بمعنى التفاعل كالاختصام والتخاصم وكان الظاهر منتصرون إلا أنه أفرد باعتبار لفظ الجميع فإنه مفرد لفظًا جمع معنى ورجح هناجانب اللفظ عكس {بل أنتم قوم تجهلون} [النمل: 55] لخفة الإفراد مع رعاية الفاصلة وليس في الآية رعاية جانب المعنى أولًا، ثم رعاية جانب اللفظ ثانيًا على عكس المشهور، وإن كان ذلك جائزًا على الصحيح كما لا يخفى على الخبير، وقرأ أبو حيوة وموسى الأسواري وأبو البرهسم {أم تقولون} بتاء الخطاب، وقوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الجمع} رد لقولهم ذلك والسين للتأكيد أي يهزم جمعهم البتة {وَيُوَلُّونَ الدبر} أي الأدبار، وقد قرئ كذلك، والإفراد لإرادة الجنس الصادق على الكثير مع رعاية الفواصل ومشاكلة القرائن، أو لأنه في تأويل يولي كل واحد منهم دبره على حدّ كسانا الأمير حلة مع الرعاية المذكورة أيضًا وقد كان هذا يوم بدر وهو من دلائل النبوة لأن الآية مكية، وقد نزلت حيث لم يفرض جهاد ولا كان قتال ولذا قال عمر رضي الله تعالى عنه: يوم نزلت أي جمع يهزم أي من جموع الكفار؟ ولم يتعرض لقتال أحد منهم، وقد تقدم الخبر.
ومما أشرنا إليه يعلم أن قول الطيبي في هذه الرواية نظر لأن همزة الإنكار في {أَمْ يَقولونَ} [القمر: 44] الخ دلت على أن المنهزمين من هم ناشيء عن الغفلة عن مراد عمر رضي الله تعالى عنه، وقرأ أبو حيوة وموسى الأسواري وأبو البرهسم {ستهزم} الجمع بفتح التاء وكسر الزاي خطابًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونصب الجمع على المفعولية، وقرأ أبو حيوة أيضًا ويعقوب {سنهزم} بالنون مفتوحة وكسر الزاي على إسناد الفعل إلى ضمير العظمة، وعن أبي حيوة وابن أبي عبلة {سَيُهْزَمُ} الجمع بفتح الياء مبنيًا للفاعل ونصب الجمع أي سيهزم الله تعالى الجمع، وقرأ أبو حيوة وداود بن أبي سالم عن أبي عمرو {وتولون} بتاء الخطاب.
{بَلِ الساعة مَوْعِدُهُمْ} أي ليس هذا تمام عقوبتهم بل الساعة موعد عذابهم وهذا من طلائعه {والساعة أدهى} أي أعظم داهية وهي الأمر المنكر الفظيع الذي لا يهتدي إلى الخلاص عنه {وَأَمَرُّ} وأشد مرارة في الذوق وهو استعارة لصعوبتها على النفس، وقيل: أقوى وليس بذاك وإظهار الساعة في موضع إضمارها لتربية تهويلها.
{إِنَّ المجرمين} من الأولين والآخرين {فِي ضلال} في هلاك {وَسُعُرٍ} ونيران مسعرة أو في ضلال عن الحق ونيران في الآخرة، وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: في خسران وجنون، وقوله تعالى: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ} أي يجرون {فِى النار على وُجُوهِهِمْ} متعلق بقول مقدر بعده أي يوم يسحبون يقال لهم {ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ} وجوز أن يكون متعلقًا بمقدر يفهم مما قبل أي يعذبون، أو يهانون، أو نحوه، وجملة القول عليه حال من ضمير {يُسْحَبُونَ} وجوز كونه متعلقًا بذوقوا على أن الخطاب للمكذبين المخاطبين في قوله تعالى: {أكفاركم} [القمر: 43] الخ أي ذوقوا أيها المكذبون محمدًا صلى الله عليه وسلم يوم يسحب المجرمون المتقدمون، والمراد حشرهم معهم والتسوية بينهم في الآخرة كما ساووهم في الدنيا وهو كما ترى، والمراد بمس سقر ألمها على أنه مجاز مرسل عنه بعلاقة السببية فإن مسها سبب للتألم بها وتعلق الذوق بمثل ذلك شائع في الاستعمال، وفي (الكشاف) {مَسَّ سَقَرَ} كقولك وجد مس الحمى وذاق طعم الضرب لأن النار إذا أصابتهم بحرها ولحقتهم بإيلامها فكأنها تمسهم مسًا بذلك كما يمس الحيوان ويباشر بما يؤذي ويؤلم وهو مشعر بأن في الكلام استعارة مكنية نحو {يَنقُضُونَ عَهْدَ الله} [البقرة: 27] ويحتمل غير ذلك، {وسقر} على لجهنم أعاذنا الله تعالى منها ببركة كلامه العظيم وحرمة حبيبه عليه أفضل الصلاة وأكمل التسليم من سرقته للنار وصقرته بإبدال السين صادًا لأجل القاف إذا لوحته وغيرت لونه قال ذو الرمة يصف ثور الوحش:
إذا ذابت الشمس اتقى صقراتها ** بأفنان مربوع الصريمة معبل

وعدم الصرف للعلمية والتأنيث، وقرأ عبد الله {إلى النار}، وقرأ محبوب عن أبي عمرو {ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ} بإدغام السين في السين، وتعقب ذلك ابن مجاهد بأن إدغامه خطأ لأنه مشدد، والظن بأبي عمرو أنه لم يدغم حتى حذف إحدى السينين لاجتماع الأمثال ثم أدغم. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41)}.
لما كانت عدوة موسى عليه السلام غير موجهة إلى أمة القبط، وغيرَ مراد منها التشريع لهم.
ولكنها موجهة إلى فرعون وأهل دولته الذين بأيديهم تسيير أمور المملكة الفرعونية، ليسمحوا بإطلاق بني إسرائيل من الاستعباد، ويمكنوهم من الخروج مع موسى خص بالنذر هنا آل فرعون، أي فرعون وآله لأنه يصدر عن رأيهم، ألا ترى أن فرعون لم يستأثر بردّ دعوة موسى بل قال لمن حوله: {ألا تستمعون} [الشعراء: 25] وقال: {فماذا تأمرون} [الشعراء: 35] وقالوا: {أرْجِهِ وأخاه} [الشعراء: 36] الآية، ولذلك لم يكن أسلوب الإخبار عن فرعون ومن معه مماثلًا لأسلوب الإخبار عن قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط إذ صدر الإِخبار عن أولئك بجملة {كذبت} [القمر: 18]، وخولف في الإِخبار عن فرعون فصدر بجملة {ولقد جاء آل فرعون النذر} وإن كان مآل هذه الأخبار الخمسة متماثلًا.
والآل: القرابة، ويطلق مجازًا على من له شدة اتصال بالشخص كما في قوله تعالى: {أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} [غافر: 46].
وكان الملوك الأقدمون ينوطون وزارتهم ومشاورتهم بقرابتهم لأنهم يأمنون كيدهم.
والنُذر: جمع نذير: اسم مصدر بمعنى الإِنذار.
ووجه جمعه أن موسى كرر إنذارهم.
والقول في تأكيد الخبر بالقَسَم كالقول في نظائره المتقدمة.
وإسناد التكذيب إليهم بناء على ظاهر حالهم وإلا فقد آمن منهم رجل واحد كما في سورة غافر.
وجملة {كذبوا بآياتنا كلها} بدل اشتمال من جملة {جاء آل فرعون النذر} لأن مجيء النذر إليهم ملابس للآيات، وظهور الآيات مقارن لتكذيبهم بها فمجيء النذر مشتمل على التكذيب لأنه مقارنُ مقارنِهِ.
وقوله: {بآياتنا} إشارة إلى آيات موسى المذكورة في قوله تعالى: {فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد} [الأعراف: 133] وهي تسع آيات منها الخمس المذكورة في آية الأعراف والأربع الأخر هي: انقلاب العصا حية، وظهور يده بيضاء، وسِنُو القحط، وانفلاق البحر بمرأى من فرعون وآله، ولم ينجع ذلك في تصميمهم على اللحاق ببني إسرائيل.
وتأكيد {آياتنا} بـ {كلها} إشارة إلى كثرتها وأنهم لم يؤمنوا بشيء منها، وتكذيبهم بآية انفلاق البحر تكذيب فعلي لأن موسى لم يَتحدَّهُم بتلك الآية وقوم فرعون لما رأوا تلك الآية عدّوها سحرًا وتوهموا البحر أرضًا فلم يهتدوا بتلك الآية.
والأخذ: مستعار للانتقام، وقد تقدم عند قوله تعالى: {أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين أو يأخذهم على تخوف} في سورة النحل (46، 47).
وهذا الأخذ: هو إغراق فرعون ورجالُ دولته وجنده الذين خرجوا لنصرتِه كما تقدم في الأعراف.
وانتصب {أخذ عزيز مقتدر} على المفعولية المطلقة مبينًا لنوع الأخذ بأفظع ما هو معروف للمخاطبين من أخذ الملوك والجبابرة.
والعزيز: الذي لا يغلب.
والمقتدر: الذي لا يَعجِز.
وأريد بذلك أنه أخْذ لم يبق على العدوّ أيّ إبقاء بحيث قطع دابر فرعون وآله.
{أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43)}.
هذه الجملة كالنتيجة لحاصل القصص عن الأمم التي كذبت الرسل من قوم نوح فمن ذكر بعدهم ولذلك فُصِلت ولم تعطف.
وقد غير أسلوب الكلام من كونه موجَّهًا للرسول صلى الله عليه وسلم إلى توجيهه للمشركين ليُنتقل عن التعريض إلى التصريح اعتناء بمقام الإِنذار والإِبلاغ.
والاستفهام في قوله: {أكفاركم خير من أولائكم} يجوز أن يكون على حقيقته، ويكون من المحسن البديعي الذي سماه السكاكي سوْقَ المعلوم مساق غيره.
وسماه أهل الأدب من قبله بـ(تجاهل العارف).
وعدل السكاكي عن تلك التسمية وقال لوقوعه في كلام الله تعالى نحو قوله: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} [سبأ: 24] وهو هنا للتوبيخ كما في قول ليلى ابنة طريف الخارجية ترثي أخاها الوليد بن طريف الشيباني:
أبا شَجر الخابُورِ ما لكَ مُورِقَا ** كأنَّك لَم تَجْزَع على ابننِ طريف

الشاهد في قولها: كأنك لم تجزع الخ.
والتوبيخ عن تخطئتهم في عدم العذاب الذي حَلَّ بأمثالهم حتى كأنهم يحسبون كفّارهم خيرًا من الكفّار الماضين المتحدَّث عن قصصهم، أي ليس لهم خاصية تربأ بهم عن أن يلحقهم ما لَحق الكفار الماضين.
والمعنى: أنكم في عدم اكتراثكم بالموعظة بأحوال المكذبين السابقين لا تخلون عن أن أحد الأمرين الذي طمأنكم من أن يصيبكم مثل ما أصابهم.
و {أم} للإِضراب الانتقالي.
وما يقدر بعدها من استفهام مستعمل في الإِنكار.
والتقدير: بل ما لكم براءة في الزبر حتى تكونوا آمنين من العقاب.
وضمير {كفاركم} لأهل مكة وهم أنفُسُهم الكفارُ، فإضافة لفظ (كفار) إلى ضميرهم إضافة بيانية لأن المضاف صنف من جنس من أضيف هو إليه فهو على تقدير {مِن} البيانية.
والمعنى: الكفارُ منكم خير من الكفار السالفين، أي أأنتم الكفار خير من أولئك الكفار.
والمراد بالأَخْيَرية انتفاء الكفر، أي خير عند الله الانتقام الإِلهي وادعاء فارق بينهم وبين أولئك.
والبراءة: الخلاص والسلامة مما يضرّ أو يشقّ أو يكلّف كلفة.
والمراد هنا: الخلاص من المؤاخذة والمعاقبة.
و {الزّبر}: جمع زبور، وهو الكتاب، وزبور بمعنى مزبور، أي براءة كتبت في كتب الله السالفة.
والمعنى: ألكم براءة في الزبر أن كفاركم لا ينالهم العقاب الذي نال أمثالهم من الأمم السالفة.
و {في الزبر} صفة {براءة}، أي كائنة في الزبر، أي مكتوبة في صحائف الكتب.
وأفاد هذا الكلام ترديد النجاة من العذاب بين الأمرين: إما الاتصاف بالخيْر الإِلهي المشار إليه بقوله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [الحجرات: 13]، وإما المسامحة والعفو عما يقترفه المرء من السيئات المشار إليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم «لعل الله أطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم».
والمعنى انتفاء كلا الأمرين عن المخاطبين فلا مَأْمَنَ لهم من حلول العذاب بهم كما حلّ بأمثالهم.
والآية تُوذن بارتقاب عذاب ينال المشركين في الدنيا دون العذاب الأكبر، وذلك عذاب الجوع الذي في قوله تعالى: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} [الدخان: 10] كما تقدم، وعذاب السيف يوم بدر الذي في قوله تعالى: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون} [الدخان: 16].
{أَمْ يَقولونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)}.
{أم} منقطعة لإِضراب انتقالي.
والاستفهام المقدر بعد (أم) مستعمل في التوبيخ، فإن كانوا قد صرحوا بذلك فظاهر، وإن كانوا لم يصرحوا به فهو إنباء بأنهم سيقولونه.
وعن ابن عباس: أنهم قالوا ذلك يوم بَدر.
ومعناه: أن هذا نزل قبلَ يوم بدر لأن قوله: {سيهزم الجمع} إنذار بهزيمتهم يوم بدر وهو مستقبل بالنسبة لوقت نزول الآية لوجود علامة الاستقبال.
وغير أسلوب الكلام من الخطاب الموجه إلى المشركين بقوله: {أكفاركم خير} [القمر: 43] الخ إلى أسلوب الغيبة رجوعًا إلى الأسلوب الجاري من أول السورة في قوله: {وإن يروا آية يعرضوا} [القمر: 2] بعد أن قُضي حق الإِنذار بتوجيه الخطاب إلى المشركين في قوله: {أكفاركم خير من أولائكم أم لكم براءة في الزبر} [القمر: 43].
والكلام بشارة للنبيء صلى الله عليه وسلم وتعريض بالنِّذارة للمشركين مبني على أنهم تحدثهم نفوسهم بذلك وأنهم لا يحسبون حالهم وحال الأمم التي سيقت إليهم قصصُها متساويةً، أي نحن منتصرون على محمد صلى الله عليه وسلم لأنه ليس رسول الله فلا يؤيده الله.
و {جميع} اسم للجماعة الذين أمرهُم واحد، وليس هو بمعنى الإحاطة، ونظيره ما وقع في خبر عمر مع علي وعباس رضي الله عنهم في قضية ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم من أرض فَدَكَ، قال لهما: «ثم جئتماني وأمركما جميع وكلمتكما واحدة» وقول لبيد:
عَرِيت وكان بها الجميعُ فأبكروا ** منها وغودَر نْؤيُها وثُمامها

والمعنى: بل أيدَّعون أنهم يغالبون محمدًا صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأنهم غالبونهم لأنهم جَميع لا يُغلبون.
ومنتصر: وصف {جميع}، جاء بالإِفراد مراعاة للفظ {جميع} وإن كان معناه متعددًا.
وتغيير أسلوب الكلام من الخطاب إلى الغيبة مشعر بأن هذا هو ظنهم واغترارهم، وقد روي أنّ أبا جهل قال يوم بدر: نحن ننتصر اليوم من محمد وأصحابه.
فإذا صح ذلك كانت الآية من الإِعجاز المتعلق بالإِخبار بالغيب.
ولعل الله تعالى ألقى في نفوس المشركين هذا الغرور بأنفسهم وهذا الاستخفاف بالنبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه ليشغلهم عن مقاومته باليد ويقصرهم على تطاولهم عليه بالألسنة حتى تكثر أتباعه وحتى يتمكن من الهجرة والانتصار بأنصار الله.
فقوله: {سيهزم الجمع ويولون الدبر} جواب عن قولهم: {نحن جميع منتصر} فلذلك لم تعطف الجملة على التي قبلها.
وهذا بشارة لرسوله صلى الله عليه وسلم بذلك وهو يعلم أن الله منجز وعده ولا يَزيد ذلك الكافرين إلا غرورًا فلا يعيروه جانب اهتمامهم وأخذ العدة لمقاومته كما قال تعالى في نحو ذلك: {ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرًا كان مفعولًا} [الأنفال: 44].
والتعريف في {الجمع} للعهد، أي الجمع المعهود من قوله: {نحن جميع منتصر} والمعنى: سيهزم جمعهم.
وهذا معنى قول النحاة: اللام عوض عن المضاف إليه.
والهزم: الغلب، والسين لتقريب المستقبل، كقوله: {قل للذين كفروا ستغلبون} [آل عمران: 12].