فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ}.
قد قدمنا الأيت الموضحة له في سورة الزخرف، في الكلام على قوله تعالى: {فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشًا} [الزخرف: 8]، وفي صدر سورة الروم، وغير ذلك من المواضع.
يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48).
قد قدمنا الكلام عليه في سورة الطور في الكلام على قوله تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} [الطور: 13].
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49).
قد قدمنا الكلام عليه في سورة الزخرف في بعض المناقشات التي ذكرناها في الكلام على قوله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ للرحمن وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ العابدين} [الزخرف: 81].
وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53).
الصحيح في معنى الآية أن كل شيء فعله الناس مكتوب عليهم في الزبر، التي هي صحف الأعمال، {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ}، أي مكتوب عليهم لا يترك منه شيء.
وهذا المعنى جاء موضحًا في آيات من كتاب الله كقوله تعالى: {وَيَقولونَ ياويلتنا مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ ُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرًا} [الكهف: 49] وقوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سواء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًَا بَعِيدًا} [آل عمران: 30].
والزبر: جمع زبور، وهو الكتاب. والمستطر معناه المسطور، أي المكتوب، والآيات بمثل هذا كثير معلومة.
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54).
أي في جنات وأنهار كما أوضح تعالى ذلك في قوله: {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار} [البقرة: 25]، وقوله تعالى: {فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى} [محمد: 15].
وقد ذكرنا كثيرًا من أمثلة إطلاق المفردن وإرادة الجمع كما هنا في القرآن العظيم، مع تنكير المفرد وتعريفه، وإضافته، وأكثرنا أيضًا من الشواهد العربية على ذلك في سورة الحج في الكلام على قوله تعالى: {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} [الحج: 5]، وفي غير ذلك من المواضع. والعلم عند الله تعالى اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقالوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9)}.
أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {وقالوا مجنون وازدجر} قال: استطير جنونًا.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله: {وازدجر} قال: تهددوه بالقتل.
وأخرج البخاري في الأدب وابن أبي حاتم عن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل عليًا عن المجرة فقال: هي شرخ السماء، ومنها فتحت أبواب السماء بماء منهمر، ثم قرأ {ففتحنا أبواب السماء} الآية.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر} قال: كثير لم تمطر السماء قبل ذلك اليوم ولا بعده إلا من السحاب، وفتحت أبواب السماء بالماء من غير سحاب ذلك اليوم فالتقى الماءان.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله: {فالتقى الماء} قال: ماء السماء وماء الأرض {على أمر قد قدر} قال: كانت الأقوات قبل الأجساد وكان القدر قبل البلاء.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {قد قدر} قال: صاح بصاع.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {وحملناه على ذات ألواح ودُسر} قال: الألواح ألواح السفينة والدسر معاريضها التي تشد بها السفينة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد قال: الألواح الصفائح، والدسر العوارض.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {وحملناه على ذات ألواح} قال: معاريض السفينة {ودسر} قال: دسرت بمسامير.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله تعالى: {ودسر} قال: المسامير.
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: حدثنا أن دسرها مساميرها التي شدت بها.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قول الله {ودسر} قال: الدسر التي تحرز بها السفينة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟. قال: نعم. أما سمعت الشاعر وهو يقول:
سفينة نوتي قد احكم صنعها ** مثخنة الألواح منسوجة الدسر

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: الدسر كلكل السفينة.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: الدسر صدرها الذي يضرب به الموج. وأخرج عبد بن حميد عن الحسن نحوه.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى: {جزاء لمن كان كفر} قال: جزاء الله هو الذي كفر.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {ولقد تركناها آية} قال: أبقى الله سفينة نوح على الجودي حتى أدركها أوائل هذه الأمة.
أخرج آدم بن أبي اياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد {ولقد يسرنا القرآن للذكر} قال: هوّنا قراءته.
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله: {ولقد يسرنا القرآن للذكر} قال: لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله.
وأخرج الديلمي عن أنس مرفوعًا مثله، وأخرج ابن المنذر عن ابن سيرين أنه مر برجل يقول سورة خفيفة قال لا تقل سورة خفيفة، ولكن قل سورة ميسرة لأن الله يقول {ولقد يسرنا القرآن للذكر}.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {فهل من مدكر} قال: هل من متذكر.
وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله: {فهل من مدكر} قال: هل من منزجر عن المعاصي.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {هل من مدكر} قال: هل من طالب خير يعان عليه؟
وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر عن مطر الوراق في قوله: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} قال: هل من طالب علم فيعان عليه؟
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن جرير والحاكم وابن مردويه عن ابن مسعود قال: قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم {فهل من مذكر} بالذال، فقال: {فهل من مدكر} بالدال.
{كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18)}.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {إنا أرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا} قال: باردة {في يوم نحس} قال: أيام شداد.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {صرصرًا} قال: شديدة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {ريحًا صرصرًا} قال الباردة {في يوم نحس} قال: في يوم مشؤوم على القوم مستمر استمر عليهم شره.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل: {في يوم نحس} قال: النحس البلاء والشدة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت زهير بن أبي سلمى وهو يقول:
سواء عليه أي يوم أتيته ** أساعة نحس تتقي أم بأسعد

وأخرج ابن أبي حاتم عن زر بن حبيش {في يوم نحس مستمر} قال: يوم الأربعاء.
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال لي جبريل: اقض باليمين مع الشاهد وقال: يوم الأربعاء يوم نحس مستمر».
وأخرج ابن مردويه عن عليّ قال: نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم باليمين مع الشاهد والحجامة ويوم الأربعاء يوم نحس مستمر.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يوم نحس يوم الأربعاء».
وأخرج ابن مردويه عن أنس قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأيام وسئل عن يوم الأربعاء قال: يوم نحس، قالوا: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: أغرق فيه الله فرعون وقومه وأهلك عادًا وثمود».
وأخرج وكيع في الغرر وابن مردويه والخطيب بسند عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر».
وأخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن قال: لما أقبلت الريح قام إليها عاد فأخذ بعضهم بأيدي بعض وغمزوا أقدامهم في الأرض وقالوا: من يزيل أقدامنا عن الأرض إن كان صادقًا، فأرسل الله عليهم الريح تنزع الناس {كأنهم أعجاز نخل منقعر}.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي هريرة قال: إن كان الرجل من عاد ليتخذ المصراعين من حجارة لو اجتمع عليه خمسمائة من هذه الأمة لم يستطيعوا أن يحملوه، فكان الرجل يغمز قدمه في الأرض فتدخل فيه.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {كأنهم أعجاز نخل} قال: أصول نخل {منقعر} قال: منقطع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أعجاز نخل منقعر} قال: أعجاز سود النخل.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {كأنهم أعجاز نخل منقعر} قال: وقعت رؤوسهم كأمثال الأخشبة وتقوّرت أعناقهم فشبهها بأعجاز نخل منقعر.
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23)}.
أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {إنا إذًا لفي ضلال وسعر} قال: شقاء.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {إنا إذًا لفي ضلال وسعر} قال: في ضلال وعناء.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {وسعر} قال: ضلال، وفي قوله: {كل شرب محتضر} قال: يحضرون الماء إذا غابت الناقة وإذا جاءت حضروا اللبن، وفي قوله: {فتعاطى} قال: تناول، وفي قوله: {كهشيم المحتظر} قال: الرجل هشم الحنتمة.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: {فتعاطى فعقر} قال: تناول أحيمر ثمود الناقة فعقرها، وفي قوله: {كهشيم المحتظر} قال: كرماد محترق.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فتعاطى} قال: تناول.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {كهشيم المحتظر} قال: كالعظام المحترقة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس {كهشيم المحتظر} قال: كالحشيش تأكله الغنم.