فصل: قال الغزنوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال ابو عبيدة: يقال لكل شيء من البسط: عبقريّ. ويذكر أن عبقر: أرض كان يعمل فيها الوشي، فنسب إليها كلّ شيء جيد. اهـ.

.قال الغزنوي:

سورة الرحمن:
1 {الرَّحْمنُ}: أي اللّه الرّحمن ولذلك عدّ آية.
3 {خَلَقَ الْإِنْسانَ}: خلقه غير عالم فجعله عالما. وقيل: الإنسان آدم. وقيل: النبي عليه السلام، و(البيان): القرآن.
5 {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ}: يجريان بحساب، أو يدلان على عدد الشّهور والسّنين.
6 {وَالنَّجْمُ}: النّبات الذي نجم في الأرض وانبسط ليس له ساق، والشّجر ما قام على ساق. وسجودهما دوران الظّل معهما، أو ما فيهما من آثار الصّنعة الخاضعة لصانعهما، أو إمكانهما من الجني والرّيع وتذليل اللّه إياهما للانتفاع بهما.
7 {وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ} أي: العدل، والمعادلة: موازنة الأشياء.
8 {أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ}: في هذا الميزان الذي يتزن بها الأشياء.
9 {وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ}: ميزان الأعمال يوم القيامة، فتلك ثلاثة موازين.
و(الأنام): الثّقلان، وقيل: كلّ شيء فيه روح، وأصله (ونام) ك (وناة) من ونم الذباب: صوت.
11 {ذاتُ الْأَكْمامِ}: الطّلع متكمّم قبل أن ينفتق بالتمر.
12 {وَالرَّيْحانُ}: الحبّ المأكول هنا، والعصف: ورقه الذي ينفي عنه ويذرّى في الريح كالتبن لأن الرّيح تعصفه، ويقال لما يسقط منه: العصافة. ونقل الماوردي هذا القول في تفسيره عن مجاهد، والسدي. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: وقال: رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، والشعبي، وقتادة، والسدي، والفراء.
13 {تُكَذِّبانِ} خطاب الجن والإنس. أو خطاب الإنسان بلفظ التثنية على عادتهم.
17 {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ}: مشرق الشتاء والصّيف. أو مطلع الفجر والشّمس.
{والْمَغْرِبَيْنِ}: مغرب الشّمس والشّفق، والنعمة فيهما تدبيرهما على نفع العباد ضياء وظلمة على حاجاتهم إلى الحركة والسكون.
19 {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ}: بحر فارس والرّوم.
20 {لا يَبْغِيانِ}: لا يبغي الملح على العذب. أو لا يبغيان: لا يفيضان على الأرض فيغرقانها.
22 {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ} إنّما قيل: مِنْهُمَا لأنّه جمعهما وذكرهما فإذا خرج من أحدهما فقد خرج منهما، كقوله: {سَبْعَ سَماواتٍ طِباقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا} والقمر في السّماء الدنيا.
وقيل: الملح والعذب يلتقيان فيكون العذب كاللقاح للملح.
{وَالْمَرْجانُ}: اللؤلؤ المختلط صغاره بكباره. مرجت الشيء: خلطته، والمارج: ذؤابة لهب النّار التي تعلوها فيرى أخضر وأصفر مختلطا.
24 {الْمُنْشَآتُ}: المرسلات في البحر المرفوعات الشرع، و{المنشآت}: الحاملات الرافعات الشرع.
{كَالْأَعْلامِ}: كالجبال.
27 {وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ}: يبقى ربّك الظاهر أدلته ظهور الإنسان بوجهه.
29 {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} في الحديث: «يجيب داعيا، ويفك عانيا، ويتوب على قوم ويغفر لقوم».
وقال سويد بن جبلة- وكان من التابعين-: يعتق رقابا، ويفحم عقابا ويعطي رغابا.
31 {سَنَفْرُغُ لَكُمْ}: نقصدكم ونعمد إليكم، وهذا اللّفظ من أبلغ التهديد والوعيد نعمة من اللّه للانزجار عن المعاصي، وفي إقامة الجزاء أعظم النعمة، ولو ترك لفسدت الدنيا والآخرة، ووصف الجن والإنس ب {الثقلين} لعظم شأنهما، كأن ما عداهما لا وزن له بالإضافة إليهما.
33 {لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ} أي: حيث ما كنتم شاهدتم حجّة للّه وسلطانا يدل على أنّه واحد.
35 {شُواظٌ}: لهب، {وَنُحاسٌ}: دخان النّار.
37 {فَكانَتْ وَرْدَةً}: حمراء مشرقة، وقيل: متغيرة مختلفة الألوان كما تختلف ألوان الفرس الورد في فصول السّنة.
{كَالدِّهانِ}: صافية كالدهن، وقيل: الدهان والدهين: الأديم الأحمر وأنّ لون السّماء أبدا أحمر، إلّا أنّ الزرقة بسبب اعتراض الهواء بينهما كما يرى الدم في العروق أزرق، وفي القيامة يشتعل الهواء نارا فيرى السّماء على لونها.
39 {لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ}: لا يسأل أحد عن ذنب أحد. أو لا يسألون سؤال استعلام.
41 {فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي}: تضمّ الأقدام إلى النّواصي وتلقى في النّار.
44 {آنٍ}: بالغ أناه وغايته في حرارته. وقيل. حاضر، ومنه سمّي الحال ب (الآن) لأنه الحاضر الموجود فإنّ الماضي لا تدارك له، والمستقبل أمل، وليس لنا إلّا الآن، ثم ليس للآن ثبات طرفة عين.
46 {مَقامَ رَبِّهِ}: الموقف الذي يقف فيه للمسألة.
{جَنَّتانِ}: جنّة في قصره، وجنة خارج قصره على طبع العباد في شهوة ذلك. أو هو جنّة للجنّ وجنّة للإنس.
50 {فِيهِما عَيْنانِ}: التسنيم والسلسبيل.
52 {زَوْجانِ}: ضربان متشاكلان تشاكل الذكر والأنثى.
54 {بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ}: ليستدل بالبطانة على شرف الظهارة.
56 {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ}: لم يجامع الإنسية إنس ولا الجنيّة جنيّ.
62 {وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ}: أقرب منهما فجعل لمن خاف مقام ربّه- وهو الرّجل يهمّ بالمعصية ثم يدعها من خوف اللّه- أربع جنان ليتضاعف سروره بالتنقل.
64 {مُدْهامَّتانِ}: مرتويتان من النضرة والخضرة ارتواء يضرب إلى السّواد.
66 {نَضَّاخَتانِ}: فوّارتان.
68 {وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ}: فصلا بالواو لفضلهما، كقوله: {مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ}.
70 {خَيْراتٌ}: خيرات الأخلاق حسان الوجوه، وكانت خيّرات فخففت.
72 {مَقْصُوراتٌ}: مخدرات قصرن على أزواجهن. أو محبوسات صيانة عن التبذل.
{فِي الْخِيامِ}: وهي من درر جوف.
76 {رَفْرَفٍ}: مجلس مفروش يرفّ بالبسط. وقيل: (الرفرف): رياض الجنة، و(العبقريّ): الطّنافس المخملة. اهـ.
والطنافس: البسط التي لها خمل رقيق.

.قال ملا حويش:

تفسير سورة الرّحمن:
عدد 11- 97 و55.
نزلت بالمدينة بعد سورة الرّعد، وهي ثمان وسبعون آية، وثلاثمائة وواحد وخمسون كلمة، وألف وستمئة وستة وثلاثون حرفا، لا يوجد في القرآن سورة مبدوءة بما بدئت به، ولا بما ختمت به، ولا مثلها في عدد الآي، ولا ناسخ ولا منسوخ فيها.
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}.
قال تعالى بصدد تعداد بعض نعمه على عباده مبتدئا بأول شيء وأقدمه من حروف آلائه وصنوف نعمائه.
{الرَّحْمنُ} (1) الذي وسعت رحمته كلّ شيء هو الذي...
{عَلَّمَ القرآن} (2) لسيدنا محمد عبده ورسوله وبيّنه له حتى ووعاه عن ظهر غيب، وهو أمي لا يعرف القراءة ولم يتعلمها من أحد ولا اختلقه من نفسه كما زعم أعداؤه، على أنه وجميع الخلق عاجزون عن الإتيان بمثله أو بشيء منه.
وقد جعل تعالى هذه النّعمة العظمى بطليعة النّعم الآتية لأنها أكبر النّعم وسنام مراتب الدّين، وأقصى مراقبه، وأعظم كتب اللّه رتبة، وأعلاها منزلة، وأحسنها أثرا، وأثبتها حكما، ومصداقا ومعنى، وأجلها قدرا، وأدومها بقاء.
{خَلَقَ الْإِنْسانَ(3)} الذي أنزل عليه وهو الإنسان الكامل محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب.
وقال بعض المفسرين إن المراد بالإنسان آدم عليه السلام، وليس بشيء لأن آدم سيأتي ذكره بعد صراحة، وإذا أطلق المفرد العلم يراد به أكمل أنواعه، والإنسان الكامل من كلّ وجه هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المخاطب به الذي...
{عَلَّمَهُ الْبَيانَ (4)} فصاحة النّطق وبلاغة الكلام الذي امتاز به على سائر الخلق قال الأبوصيري:
خفضت كلّ مقام بالإضافة إذ ** نوديت بالرفع مثل المفرد العلم

قال تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ (5)} معلوم وتقدير سوي يجريان بلا فتور في بروجهما ومنازلهما وفي منافع الخلق فيصرّف بهما الأيام والشّهور والسّنين المترتب عليها أعمال النّاس في المواسم وآجال الدّيون والإجارات والرّهون وأوقات الحج وغيرها مما يتعلق بالحيض والنّفاس والرّضاع والعدة والايمان وغيرها {وَالنَّجْمُ} هو مالا ساق له من النّباتات.
ومما يدل على أن المراد به هذا قوله: {وَالشَّجَرُ} حيث عطفه عليه، لأن الشّجر من النّبات الذي له ساق حقيقة في اللّغة، فظهر أن ليس المراد به النّجم المعروف.
{يَسْجُدانِ (6)} خضوعا وخشوعا له تعالى لأنهما خلقا لذلك.
{وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ (7)} العدل ليقوم النّاس بالقسط في أرضه بين عباده كما هو في سمائه بين ملائكته.
ثم حذر النّاس جل وعلا عن الانحراف عن طريق الرّشد فقال ما رفعت السّماء ووضعت الأرض إلّا لأجل...
{أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ (8)} فتجنحوا عن الحق إلى الباطل، وتميلوا من العدل إلى العوج. ثم أمرهم بإقامته تأكيدا وتأييدا فقال...
{وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ} هو لسان الميزان الحسّي المادي الذي هو آلة الوزن {بالقسط} للطرفين والأحسن للبايع الترجيح خوفا من أن يخسر المشتري فيدخل البايع في قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} لذلك قال عز قوله...
{وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ (9)} بأن تطففوه فتكونوا خاسرين، والأحسن أن يراد بهذا الميزان الذي جعله اللّه تعالى بمقابل السّماء العدل المحض في كلّ شيء، لا العدل في الوزن فقط، لأن هذا مهما بلغ لا يقابل السماء ذات الكواكب العظيمة والبناء الشّامخ {وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (10)} لجميع مخلوقاته لا يختص بها عالم دون آخر، ثم بين بعض نعمه فيها لبعض خلقه فقال: {فِيها فاكِهَةٌ} عظيمة متنوعة.
{وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ (11)} الأوعية التي يكون فيها التمر وهي الطّلع وقد خصه دون سائر الأشجار لأنه أعظمها نفعا وبركة، والنّخل كله نفع فثمره غذاء وفاكهة ويدخر حولا فأكثر، وشجرة يبرم من ليفه الحبال، ومن خوصه الحصر والسّلال، ومن سعفه المقاعد والتخوت، وجذوعه لا تؤثر فيها الأرضة، وتعمر كثيرا، ولذلك يجعلونها في السّقوف بخلاف بقية الأشجار، إذ لا يوجد فيها ما يوجد في النّخل من المنافع.
{وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ} التين ويدخل فيه كافة الحبوب {وَالرَّيْحانُ (12)} ذو الرّائحة الطّيبة وكلّ ذي ريح طيب من النّبات والأزهار يطلق عليه ريحان وهو نبات مخصوص معروف في كافة البلاد الشّرقية بهذا الاسم وفي لغة حمير يقال له الرّزق فهذا وما تفرع عنه يخرج من الأرض المخلوقة بما فيها لكم أيها الثقلان.