فصل: فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{حسان} ليس بوقف ومثله {تكذبان} لأنَّ قوله: {حورٌ} نعت {خيرات} أو بدل.
{في الخيام} كاف وقيل لا يوقف عليه حتى يصله بقوله: {لم يطمثهنَّ}.
{ولا جان} كاف.
{تكذبان} تام إن نصب {متكئين} على الاختصاص وليس بوقف إن نصب حالًا أو نعتًا لمتكئين الأول وعليه فلا يوقف على شيء من {متكئين} الأوَّل إلى هذا الموضع لاتصال الكلام بعضه ببعض.
{وعبقريّ حِسان} تام ومثله {تكذبان}.
آخر السورة تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة الرحمن جل وعز:
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}.
قرأ أبو السمال: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا} رفع.
قال أبو الفتح: الرفع هنا أظهر قراءة الجماعة؛ وذلك أنه صرف إلى الابتداء؛ لأنه عطفه على الجملة الكبيرة التي هي قوله تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ}، فكما أن هذه الجملة مركبة من مبتدأ وخبر، فكذلك قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا} جملة من مبتدأ وخبر، معطوفة على قوله: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ}.
وأما قراءة العامة بالنصب: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا} فإنها معطوفة على {يسجدان} وحدها، وهي جملة من فعل وفاعل، والعطف يقتضي التماثل في تركيب الجمل، فيصير تقديره: يسجدان، ورفع السماء. فلما أضمر (رفع) فسره بقوله: {رفعها}، كقولك: قام زيد، وعمرا ضربته، أي: وضربت عمرا؛ لتعطف جملة من فعل وفاعل على أخرى مثلها.
وفي نصب {السماء} على قراءة العامة رد على أبي الحسن في امتناعه أن يقول: زيد ضربته وعمر كلمته، على أن يكون تقديره: وكلمت عمرا، عطفا على ضربته، قال: لأن قولك: (ضربته) جملة ذات موضع من الإعراب؛ لكونها خبر مبتدأ، وقولك: وكلمت عمرا لا موضع لها من الإعراب؛ لأنها ليست خبرا عن زيد؛ لخلوها من ضميره، قال: فلا يعطف جملة غير ذات موضع على جملة ذات موضع؛ إذ العطف نظير التثنية، فينبغي أن يتناسب المعطوف والمعطوف عليه.
وهذا ساقط عند سيبويه؛ وذلك أن ذلك الموضع من الإعراب لما لم يخرج إلى اللفظ سقط حكمه، وجرت الجملة ذات الموضع كغيرها من الجملة غير ذات الموضع، كما أن الضمير في اسم الفاعل لما لم يظهر إلى اللفظ جرى مجرى ما لا ضمير فيه، فقيل: في تثنيته: قائمان، كما قيل: فرسان ورجلان، بل إذا كان اسم الفاعل قد يظهر ضميره إذا جرى على غير من هو له، ثم أجرى مع ذلك مجرى ما لا ضمير فيه لما لم يظهر في بعض المواضع- كان ما لا يظهر فيه الإعراب أصلا أحرى بأن يسقط الاعتداد به، والكلام هنا فيه طول، وهذا كتاب شرطنا فيه اختصاره؛ ليقرب على القرأة فهمه، فمنع ذلك من تقصيه وإغراق مدى القول فيه.
ومن ذلك قراءة بلال بن أبي بردة: {وَلا تُخْسِرُوا}، بفتح التاء والسين.
وقرأ بلال أيضا: {وَلا تُخْسِرُوا}، من خسر يخسر، بخلاف.
قال أبو الفتح: أما تخسروا- بفتح التاء والسين- فينبغي أن يكون على حذف حرف الجر، أي: تخسروا في الميزان، فلما حذف الجر أفضى إليه الفعل قبله، فنصبه؛ كقوله تعالى: {وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}، أي: في كل مرصد، وعلى كل مرصد، وكقوله:
بأسرع الشد مني يوم لانية ** لما لقيتهم واهتزت اللمم

أراد بأسرع في الشد، فحذف الحرف وأوصل أسرع، أو فعلا دل عليه أسرع هذه. وأما {تخسروا}، بفتح التاء، وكسر السين فعلى خسرت الميزان، وإنما المشهور أخسرته. خسر الميزان، أي: نقص، وأخسرته. ويشبه أن يكون لغة في أخسرته، كما يشترك فيه فعلت وأفعلت من المعنى الواحد، نحو أجبرت الرجل وجبرته، أهلكت الشيء هلكته.
ومن ذلك قراءة عيسى الثقفي: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ}، بكسر النون، وفتح الراء.
وقرأ: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ}، بفتح النون والراء- قتادة ويحيى بن عمارة الزارع والأعمش- بخلاف- وابن إدريس.
وقرأ: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ}، بنصب الياء والراء أبو عمرو والأعرج.
أبو حاتم عن الأعمش: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ}.
قال أبو الفتح: يقال: فرغ يفرغ كدفع يدفع، وفرغ يفرغ كذبغ يدبغ، وفرغ يفرغ كلثغ يلثغ.
وأما (سَيفْرُغُ)، بالياء فالفاعل فيه اسم الله تعالى.
و(سَيفْرُغُ) واضح.
ومن ذلك قراءة ابن أبي بكرة: {ونَحُسٌ}، بفتح النون، وضم الحاء، وتشديد السين، رفع.
قال أبو الفتح: {نَحُسٌ}، أي: نقتل بالعذاب. يقال: حس القوم يحسهم حسا: إذا استأصلهم. قال الله تعالى: {إِذْ تَحُسُّونَهُم}، أي: تقتلونهم قتلا ذريعا.
ومن ذلك قراءة ابن محيصن: {مِنْ إِسْتَبْرَق}، بالوصل.
قال أبو الفتح: هذه صورة الفعل البتة، بمنزلة استخرج، وكأنه سمى بالفعل وفيه ضمير الفاعل، فحكى كأنه جملة، وهذا باب إنما طريقه في الأعلام، كتأبظ شرا، وذري حبا، وشاب قرناها. وليس الإستبراق علما يسمى بالجملة، وإنما هو قولك: بزيون. وعلى أنه إنما استبرق: إذا بلغ فدعا البصر إلى البرق وقال:
تستبرق الأفق الأقصى إذا ابتسمت ** لاح السيوف سوى أغمادها القضب

هذا إن شئت قلت: معناه تستبرق أبصار أهل الأفق وإن شئت قلت: تبرقه، أي: تأتي بالبرق منه.
وأما البزيون فبعيد عن هذا، اللهم إلا أن نقول: إنه لمائه وصنعته تستبرق، أي: تبرق فيكون كفر واستقر. ولست أدفع أن تكون قراءة ابن محيصن بهذا، لأنه توهم فعلا، وإذ كان على وزنه، فتركه مفتوحا على حاله، كما توهم الآخر أن ملك الموت من معنى الملك حتى قال:
فمالك موت بالقضاء دهاني

فبني منه صورة فاعل من الملك، وهذا أسبق ما فيه إلي.
ومن ذلك قراءة الحسن وعمرو بن عبيد: {وَلا جَأن}، بالهمز.
قال أبو الفتح: قد تقدم القول على هذا. لما حرك الألف لالتقاء الساكنين همزها، كقراءة أيوب السختياني: {وَلا الضَّالِّين}.
ومن ذلك قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان ونصر بن علي والجحدري وأبي الجلد ومالك بن دينار وأبي طعمة وابن محيصن وزهير الفرقبي: {رَفْارَفٍ خُضْرٍ وَعَبْاقَرِيٍّ حِسَانٍ}.
وقرأ: {خُضُرا}، مثقلا- الأعرج.
قال أبو الفتح: كذلك رويته عن قطرب: {عَبَاقِرِيّ}، بكسر القاف غير مصروف. ورويناه عن أبي حاتم: {عَبْاقَرِيٍّ}، بفتح القاف غير مصروف أيضا.
قال أبو حاتم: ويشبه أن يكون عباقر بكسر القاف على ما يتكلم به العرب، قال: ولو قالوا: عباقري، فكسروا القاف، وصرفوا لكان أشبه بكلام العرب، كالنسب إلى مدائن مدائني، قال: وقال سعيد بن جبير: رفارف: رياض الجنة، قال: وعبقر: موضع قال امرؤ القيس:
كأن صليل المرحين تشذه ** صليل زيوف ينتقدن بعبقرا

وقال زهير:
بخيل عليها جنة عبقرية ** جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا

وأما ترك صرف {عباقري} فشاذ في القياس، ولا يستنكر شذوذه في القياس ما استمراره في الاستعمال، كما جاء عن الجماعة: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ}، وهو شاذ في القياس ما استمراره في الاستعمال. نعم، إذا كان قد جاء عنهم عنكبوت وعناكيب، وتخربوت وتخاربيت- كان عباقري أسهل منه؛ من حيث كان فيه حرف مشدد، يكاد يجري مجرى الحرف الواحد ومع ذلك أنه في آخر الكلمة، كياءي بخاتي وزرابي.
وليس لنا أن نتلقى قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بقبولها، والاعتراف لها.
وأما {خضر} بضم الضاد فقليل، وهذا من مواضع الشعر كما قال طرفة:
ورادا وشقر

بضم القاف. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة الرحمن عز وجل مكية في قول الجمهور مدنية وآيها سبعون وست بصري وسبع حجازي وثمان كوفي وشامي.
خلافها خمس:
{الرحمن} كوفي وشامي {خلق الإنسان} الأول تركها مدني {للأنام} تركها مكي {شواظ من نار} حجازي {بها المجرمون} تركها بصري.
مشبه الفاصلة اثنان:
{خلق الإنسان} الثاني {رب المشرقين}.
وعكسه:
{خلق الإنسان} الأول القراآت نقل (القرآن) ابن كثير.
واختلف في {والحب ذو العصف والريحان} الآية 12 فابن عامر بالنصب في الثلاثة على إضمار فعل أي أخص أو خلق أو عطفا على {الأرض} و{ذا} صفة {الحب} وقرأ حمزة والكسائي وخلف برفع {الأولين} أعني {الحب} و{ذو} وجر {الريحان} عطفا على {العصف} وافقهم الأعمش والباقون بالرفع في الثلاثة عطفا على المرفوع قبله أي فيها فاكهة وفيها الحب و{ذو} صفته.
وأبدل الأصبهاني همز {فبأي} ياء مفتوحة جميع ما في هذه السورة.
وسبق الخلاف عن الأزرق في تغليظ لام {صلصال} وإن كانت ساكنة لوقوعها بين صادين ورجح الترقيق في الطيبة قال في النشر وهو الأصح رواية وقياسا حملا على سائر اللامات السواكن.
وأمال {كالفخار} أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق.
وعن الحسن {الجان} كل ما في هذه السورة بحذف الألف وبالهمزة بعد الجيم ومر بالحجر.
واختلف في {يخرج} الآية 22 فنافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بضم الياء وفتح الراء مبنيا للمفعول وافقهم اليزيدي والباقون بفتح الياء وضم الراء مبنيا للفاعل على المجاز.
وأبدل همزة {اللؤلؤ} الأولى واوا ساكنة أبو عمرو بخلف وأبو بكر وأبو جعفر ويوقف عليه لحمزة بإبدال الأولى كأبي عمرو وأما الثانية فكذلك على القياس أو واوا مضمومة كما مر ثم تسكن للوقف فيتحدان لفظا ويجوز الروم والإشمام على ما تقدم والرابع بين بين على ما تقدير روم حركة الهمزة وكذا هشام بخلفه في الثانية.
وأمال {الجوار} الدوري عن الكسائي ووقف يعقوب عليها بالياء وعن الحسن رفع رائه والجمهور على كسرها لأنه منقوص على فواعل والياء محذوفة لالتقاء الساكنين وقراءة الرفع لتناسي المحذوف.
واختلف في {المنشآت} الآية 24 فحمزة وأبو بكر بخلف عنه بكسر الشين اسم فاعل من أنشأ أوجد أي منشئ الموج أو السير على الاتساع أو من أنشأ شرع في الفعل أي المبتدآت أو الرافعات الشرع وافقهم الأعمش والباقون بالفتح اسم مفعول أي أنشأ الله أو الناس وبه قرأ أبو بكر من طريق العلمي وقطع له بالأول جمهور العراقيين من طريقيه وبالوجهين جميعا جمهور المغاربة والمصريين وهما في الشاطبية كأصلها والطيبة.