فصل: قال الفراء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{السموم}: حر نار ينفذ في المسامّ، والحميم: الماء الشديد الحرارة، واليحموم:
دخان أسود كما قال ابن عباس وابن زيد، {لا بارد ولا كريم}: أي لا هو بارد كسائر الظلال، ولا دافع أذى الحر لمن يأوى إليه، {مترفين}: أي منعمين مقبلين على لذات أنفسهم لا يلوون على شيء مما جاء به الرسل، {يصرون}: أي يقيمون ولا يقلعون، و{الحنث العظيم}: أي الذنب العظيم وهو الشرك باللّه وجعل الأوثان والأنداد أربابا من دون اللّه، والميقات: ما وقت به الشيء والمراد به يوم القيامة، وسمى به لأنه وقتت به الدنيا، وشجر الزقوم: شجر ينبت في أصل الجحيم، و{الهيم}: واحدها أهيم وهو الجمل الذي يصيبه الهيام (بالضم) وهو داء يشبه الاستسقاء يصيب الإبل فتشرب حتى تموت أو تسقم سقما شديدا، والنزل: ما يقدم للضيف إذا نزل تكرمة له، و{يوم الدين}: يوم الجزاء. {تمنون}: أي تقذفونه في الأرحام من النطف، {تخلقونه} أي تقدرونه وتصوّرونه بشرا سويا تام الخلق، {قدرنا}: أي قسمنا ووقتنا موت كل أحد بوقت، {نبدل أمثالكم}: أي نميتكم دفعة واحدة ونخلق أشباهكم، {فيما لا تعلمون}: أي من الخلق والأطوار التي لا تعهدونها، {فلولا تذكرون}: أي فهلا تتذكرون ذلك، {تحرثون}: أي تبذرون حبه، وتعملون في أرضه، {تزرعونه}: أي تنبتونه وتجعلونه نباتا يرفّ، {حطاما}: أي هشيما متكسرا متفتتا لشدة يبسه بعد ما أنبتناه، {تفكهون}: أي تتعجبون من سوء حاله، {مغرمون}: أي معذبون مهلكون من الغرام وهو الهلاك قال:
إن يعذّب يكن غراما وإن ** يقسط جزيلا فإنه لا يبالى

{محرومون}: أي غير مجدودين، فليس لنا جدّ وحظ، {المزن}: السحاب واحدته مزنة، {أجاجا}: أي ملحا زعاقا لا يصلح لشرب ولا في زرع، {لولا}: بمعنى هلا، وهى كلمة تفيد الحث على فعل ما بعدها، {تورون}: أي تقدحونها وتستخرجونها من الزناد، {تذكرة}: تذكيرا بالبعث، {ومتاعا}: أي منفعة، {للمقوين}: أي للمسافرين الذين يسكنون القواء: أي القفر والمفاوز، {فسبح}: أي تعجب من أمرهم، وقل: سبحان اللّه العظيم.
لا أقسم: هذا قسم تستعمله العرب في كلامها، ولا مزيدة للتأكيد مثلها في قوله: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ}، ومواقع النجوم: مساقط كواكب السماء ومغاربها، {مكنون}: أي مصون عن التغيير والتبديل، {المطهرون}: أي المنزهون عن دنس الحظوظ النفسية، {مدهنون}: أي متهاونون كمن يدهن في الأمر: أي يلين جانبه ولا يتصلب فيه.
{لولا}: حرف يفيد الحث على حصول ما بعده على سبيل الاستحسان أو الوجوب، و{الحلقوم}: مجرى الطعام، {ونحن أقرب إليه منكم}: أي علما وقدرة، {مدينين}: أي محاسبين مجزيين، أو مملوكين مقهورين من قولهم دان السلطان الرعية إذا استذلهم واستعبدهم، والروح: الاستراحة، {ريحان}: أي رزق، {من المكذبين الضالين}:
هم أصحاب الشمال، {فنزل}: أي فجزاؤه نزل، {وتصلية جحيم}: أي إدخال في النار، {حق اليقين}: أي حق الخبر اليقين الذي لا شك فيه. اهـ.. باختصار.

.قال الفراء:

سورة الواقعة:
{لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ}.
قوله عز وجل: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ}.
يقول: ليس لها مردودة ولا رد، فالكاذبة ها هنا مصدر مثل: العاقبة، والعافية. قال: وقال لي أبو ثروان في كلامه: إن بني نمير ليس لحدهم مكذوبة، يريد: تكذيب، ثم قال: {خافِضَةٌ رافِعةٌ} على الاستئناف: أي الواقعة يومئذ خافضة لقومٍ إلى النار، ورافعة لقوم إلى الجنة، ولو قرأ قارئ: خافضةً رافعةً يريد إذا وقعت خافضة لقوم. رافعةً لآخرين، ولكنه يقبح لأن العرب لا تقول: إذا أتيتني زائرًا حتى يقولوا: إذا أتيتني فأتني زائرًا أو ائتني زائرًا، ولكنه حسن في الواقعة؛ لأنّ النصب قبله آية يحسن عليها السكوت، فحسن الضمير في المستأنف.
{إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا}.
وقوله: {إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا}.
إذا زلزلت حتى ينهدم كل بناء على وجه الأرض.
{وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا}.
وقوله: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا}.
صارت كالدقيق، وذلك قوله: {وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ}، وسمعت العرب تنشد:
لا تَخْبِزا خَبْزا وبُسّا بَسّا ** مَلْسا بذَوْدا لحلَسِّ مَلْسا

والحُمّسِ أيضا والبسيسة عندهم الدقيق، أو السويق يُلَت، ويتخذ زادًا.
{وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاَثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَآ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}.
وقوله: {وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاَثَةً} ثم فسرهم فقال: {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}.
عجّب نبيّه منهم فقال: ما أصحاب الميمنة؟ أي شيء هم؟ وهم أصحاب اليمين، {وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَآ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ}، عجّبه أيضا منهم، وهم أصحاب الشمال، ثم قال: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ}. فهذا الصنف الثالث، فإن شئت رفعت السابقين بالسابقين الثانية وهم المهاجرون، وكل من سبق إلى نبي من الأنبياء فهو من هؤلاء، فإذا رفعت أحدهما بالآخر، كقولك الأول السابق، وإن شئت جعلت الثانية تشديدًا للأُولى، ورفعتْ بقوله: {أُوْلَائِكَ الْمُقَرَّبُونَ}.
{عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ}.
وقوله: {عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ}.
موضونة: منسوجة، وإنما سمت العرب وضين الناقة وضينًا لأنه منسوج، وقد سمعت بعض العرب يقول: فإذا الآجر موضون بعضه على بعض يريد: مُشْرَج، قال الفراء: الوضين الحِزام.
{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ}.
وقوله: {وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ}.
يقال: إنهم على سن واحدة لا يتغيرون، والعرب تقول للرجل إذا كبر ولم يَشمَط: إنهُ لمخلّد، وإذا لم تذهب أسنانه عن الكبر قيل أيضًا: إنه لمخلد، ويقال: مخلّدون مقرّطون، ويقال: مسوَّرون.
{بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ}.
وقوله: {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ}.
والكُوب: ما لا أذن له ولا عروة له. والأباريق: ذوات الآذان وَالعُرَا.
{لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ}.
وقوله: {لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا} عن الخمر {وَلاَ يُنزِفُونَ} أى: لا تذهب عقولهم.
يقال للرجل إذا سكر؛ قد نُزِف عقله، وإذا ذهب دمه وغشى عليه أو مات قيل: منزوف.
ومن قرأ {يُنْزِفون}: يقول: لا تفنى خمرهم، والعرب تقول للقوم إذا فني زادهم: قد أنْزَفُوا وأقتروا، وأنفضوا، وأرمَلوا، وَأملقوا.
{وَحُورٌ عِينٌ}.
وقوله: {وَحُورٍ عِينٍ}.
خفضها أصحاب عبد الله وهو وجه العربية، وإن كان أكثر القراء على الرفع؛ لأنهم هابوا أن يجعلوا الحور العين يطاف بهن، فرفعوا على قولك: ولهم حور عين، أو عندهم حور عين. والخفض على أن تتبع آخر الكلام بأوله، وإن لم يحسن في أخره ما حسن في أوله، أنشدني بعض العرب:
إذا ما الغانيات بَرَزْنَ يَوْمًا ** وزَجّجن الحواجب والعيونا

بالعَين لا تزجج إنما تكحَّل، فردَّها على الحواجب؛ لأن المعنى يعرف، وَأنشدني آخر:
ولقيتُ زوجك في الوغى ** متقلدًا سيفًا ورمحًا

والرمح لا يتقلد، فردّه على السيف.
وقال آخر:
تسمع للأحشاء منه لغطًا ** ولليدين جُسْأَةً وبَدَدا

وأنشدني بعض بنى دبير:
علفتها تِبنًا وماءً باردًا ** حتى شَتَتْ همالةً عيناها

والماء لا يعتلف؛ إنما يُشرب، فجعله تابعًا للتبن، وقد كان ينبغى لمن قرأ: {وحورٌ عين} لأنهن- زعم- لا يطاف بهن أن يقول: (وفاكهةٌ ولَحْم طير)؛ لأن الفاكهة واللحم لا يطاف بهما- ليس بطاف إلاَّ بالخمر وحدها ففى ذلك بيان؛ لأن الخفض وجه الكلام. وفى قراءة أبى بن كعب: {وحورا عينًا} أراد الفعل الذي تجده في مثل هذا من الكلام كقول الشاعر:
جئنى بمثل بنى بَدْرٍ لقومهم ** أو مثلَ أسرة منظور بن سيار

{إِلاَّ قِيلًا سَلاَمًا سَلاَمًا}.
وقوله: {إِلاَّ قِيلًا سَلاَمًا سَلاَمًا}.
إن شئت جعلت السلام تابعًا للقيل، وهو هو، وَإن شئت أردت- إلاّ قيل سلامٍ سلامٍ، فإذا نونت نصبت، لأن الفعل واقع عليه، ولو كان مرفوعًا- قيلا سلامٌ سلامٌ لكان جائزًا. وأنشدني بعض العرب وهو العقبلي:
فقلنا السلام فاتقت من أميرها ** فَما كان إلا ومؤها بالحواجب

أراد حكاية المبتدى بالسلام، وسمع الكسائى العرب يقولون: التقينا فقلنا: سلام سلام، ثم تفرقنا أراد. قلنا: سلام عليكم فردوا علينا.
{فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ}.
وقوله: {فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ}.
لا شوك فيه.
{وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ}.
وقوله: {وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ}.
ذكر الكلبي: أنه الموز، ويقال: هو الطلح الذي تعرفون.
{وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ}.
وقوله: {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ}.
لا شمس فيه كظل ما بين طلوع الفجر إلى أن تطلع الشمس.
{وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ}.
وقوله: {وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ}.
جارٍ غير منقطع.
{وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ}.
وقوله: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ}.
لا تجيء في حين وتنقطع في حين، هي أبدًا دائمة وَلا ممنوعة كما يمنع أهل الجنان فواكههم.
{وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ}.
وقوله: {وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ}.
بعضها فوق بعض.
{إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً}.
وقوله: {إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً}.
يقول: أنشأنا الصَّبية والعجوز، فجعلناهن أترابًا أبناء ثلاث وثلاثين.
{عُرُبًا أَتْرَابًا}.
وقوله: {عُرُبًا}.
واحدهن: عَروب، وهى المتحببة إِلى زوجها الغَنِجة.