فصل: قال الغزنوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



9- {وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ}؟! أي أصحاب الشمال. والعرب تسمي اليد اليسري: الشّؤمي، والجانب الأيسر: الجانب الأشأم. ومنه قيل: اليمن والشّؤم. فاليمن: كأنه ما جاء عن اليمين، والشؤم: ما جاء عن الشمال. ومنه سميت (اليمن) و(الشّام).
13-، 39-، 40- {ثُلَّةٌ}: جماعة.
15- {عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ} أي منسوجة. كأن بعضها أدخل في بعض، أو نضّد بعضها على بعض.
ومنه قيل للدّرع: موضونة. ومنه قيل: وضين الناقة. وهو بطان من سيور يرصع ويدخل بعضه في بعض.
قال الفراء: (سمعت بعضهم يقول: الآجرّ موضون بعضه الى بعض، أي مشرج صفيف).
17- {وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ} يقال: على سن واحدة لا يتغيرون، ولا يموتون. ومن خلد وخلق للبقاء: لم يتغير.
ويقال: مسورون ويقال: مقرطون وينشد فيه شعر:
ومخلدات باللجين كأنما ** أعجازهن اقاوز الكثبان

17- و19- {بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ} لا عرى لها ولا خراطم.
{وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ لا يُصَدَّعُونَ عَنْها}.
كان بعضهم يذهب في قوله: {لا يُصَدَّعُونَ}، إلى أن معناه أي لا يتفرقون عنها. من قولك: صدعته فانصدع. ولا أراه إلا من الصّداع الذي يعتري شراب الخمر في الدنيا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في وصف الجنة: «وأنهار من كأس ما ان بها صداع ولا ندامة».
{وَلا يُنْزِفُونَ} قد ذكرناه.
28- {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} أي لا شوك فيه: كأنه خضد شوكه، أي قطع.
ومنه قول النبي- صلى الله عليه وسلم- في المدينة: «لا يخضد شوكها، ولا يعضد شجرها».
29- {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} الطلح عند العرب: شجر من العضاه عظام، والعضاه: كل شجر له شوك.
قال مجاهد: «أعجبهم طلح وج» وحسنه، فقيل لهم: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ}.
وكان بعض السلف يقرأه: {وطلع منضود}، واعتبره بقوله في ق: {لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ}.
وقال المفسرون: (الطّلح) هاهنا: الموز.
و(المنضود): الذي نضد بالحمل من اوله إلى آخره، أو بالورق والحمل، فليست له سوق بارزة.
وقال مسروق: أنهار الجنة تجري في غير أخدود، وشجرها نضيد من أصلها إلى فرعها، أي: من أسفلها إلى أعلاها.
30- {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}: لا شمس فيه.
32-، 33- {وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ} أي لا تجيء في حين وتنقطع في حين، {وَلا مَمْنُوعَةٍ}: لا محظورة عليها كما يخطر على بساتين الدنيا.
34-، 35- {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ}. ثم قال:{إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً}، ولم يذكر النساء قبل ذلك: لأن الفرش محل النساء، فاكتفى بذكر الفرش. يقول: أنشأنا الصبيّة والعجوز إنشاء جديدا.
36-، 37- {فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكارًا عُرُبًا أَتْرابًا}: أي شيئا واحدا، وسنّا واحدا. و(عربا): جمع (عروب)، وهي: المتحبّبة إلى زوجها. ويقال: الغنجة.
42- {فِي سَمُومٍ} أي في حر النار.
43- {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} أي دخان اسود. و(اليحموم):
الأسود.
46- {وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ}: أي يقيمون على الحنث العظيم، ولا يتوبون عنه. و(الحنث): الشّرك، وهو: الكبير من الذنوب أيضا.
55- و{الْهِيمِ}: الإبل يصيبها داء فلا تروى من الماء. يقال: بغير أهيم، وناقة هيماء.
56- {هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ} أي: رزقهم وطعامهم.
58- {أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ}، اي ما تصبّونه في أرحام النساء: من المنيّ.
60-، 61- {وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ} أي لسنا مغلوبين على ان نستبدل بكم أمثالكم من الخلق.
63- {أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ}: أي تزرعون.
65- {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ}: تعجبون مما نزل بكم في زرعكم إذا صار حطاما.
ويقال: {تَفَكَّهُونَ}: تندمون، مثل (تفكّنون). وهي لغة لعكل.
66- {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ}: أي معذبون. من قوله عز وجل: {إِنَّ عَذابَها كانَ غَرامًا} [الفرقان: 65] أي هلكة.
69- و{الْمُزْنِ}: السحاب.
70- و(الأجاج): الشديد المرارة.
71- {الَّتِي تُورُونَ} أي تستخرجون من الزّنود.
72- {أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها} التي تتخذ منها الزنود؟ {أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ}؟.
73- {نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً}: أي تذكركم جهنم، {وَمَتاعًا}: أي منفعة {لِلْمُقْوِينَ} يعني: المسافرين. سموا بذلك: لنزولهم القواء، وهو: القفر. وقال ابو عبيدة: المقوي: الذي لا زاد معه، يقال: أقوى الرجل، إذا نفد زاده. ولا ارى التفسير إلا الأول، ولا ارى الذي لا زاد معه، أولى بالنار ولا أحوج إليها من الذي معه الزاد. بل صاحب أولى بها، وإليها أحوج.
75- {فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ} أراد: نجوم القرآن إذا نزل. وقال ابو عبيدة: أراد مساقط النجوم في المغرب.
81- {أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ}: أي مداهنون. يقال: أدهن في دينه، وداهن.
82- {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} أي شكركم، {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}: أي جعلتم شكر الرزق التكذيب.
قال عطاء: كانوا يمطرون، فيقولون: مطرنا بنوء كذا.
83- {فلولا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ}: أي فهلا إذا بلغت النفس الحلقوم.
86-، 87- {فلولا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ}: أي غير مملوكين أذلاء. من قولك: دنت له بالطاعة. وقال ابو عبيدة: مَدِينِينَ: مجزيين.
{تَرْجِعُونَها}: أي تردون النفس!.
88- {فَرَوْحٌ} في القبر، أي طيب نسيم، {وَرَيْحانٌ}: رزق. ومن قرأ: {فَرَوْحٌ}، أراد: فحياة وبقاء. اهـ.

.قال الغزنوي:

سورة الواقعة:
في الحديث: «من أراد نبأ الأولين والآخرين، ونبأ أهل الجنّة والنّار، ونبأ الدنيا والآخرة فليقرأ سورة الواقعة».
و{الواقعة}: القيامة. وقيل: الصيحة.
2 {كاذِبَةٌ}: تكذيب. أو نفس كاذبة لإخبار اللّه بها ودلالة العقل عليها.
3 {خافِضَةٌ}: لأهل المعاصي، رافِعَةٌ: لأهل الطاعات.
4 {رُجَّتِ}: زلزلت، وإِذا في موضع نصب، أي: إذا وقعت في ذلك الوقت.
5 {بُسَّتِ}: هدّت أو دقّت، والبسيسة: بل السّويق.
7 {أَزْواجًا ثَلاثَةً}: أصنافا متشاكلة، وفسّر بما في سورة الملائكة من الظالم والمقتصد والسّابق.
وروى النّعمان بن بشير أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ {وَكُنْتُمْ أَزْواجًا ثَلاثَةً} إلى {وَالسَّابِقُون}، فقال: «هم السّابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان».
وروي أيضا: «السّابقون يوم القيامة أربعة: فأنا سابق العرب، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة، وصهيب سابق الروم».
وفي حديث آخر: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة».
8 {ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ}: أيّ شيء هم؟ اللّفظ في العربية على التعجب، وهو من اللّه تعظيم الشأن.
وتكرير (السّابقين) لأنّ التقدير: السّابقون إلى الطّاعة هم السّابقون إلى الرحمة.
13 {ثُلَّةٌ}: جماعة.
14 {وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ}: لأنّ الذين سبقوا إلى الإيمان بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم قليل من كثير ممن سبق إلى الإيمان بالأنبياء قبله.
15 {مَوْضُونَةٍ}: مضفورة متداخلة.
17 {وِلْدانٌ}: وصفاؤهم أطفال الكفار.
{مُخَلَّدُونَ}: مسوّرون. وفي تاج المعاني: روحانيون لم يتجسموا، من قولك: وقع في خلدي، أي: نفسي وروحي.
26 {إِلَّا قِيلًا سَلامًا}: بدل من (قيل)، أي: لا يسمعون إلّا سلاما، أو نعت لـ: (قيل)، أي: قيلا يسلم من اللّغو.
28 {سِدْرٍ مَخْضُودٍ}: ليّن لا شوك ولا عجم.
29 {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ}: قنو الموز: نضد بعضه على بعض.
30 {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}: في الزمان والمكان في الزمان لأنّه غير متغيّر بضحّ يجيء بدله، وفي المكان لأنّه غير متناه إلى حد يفنى فيه، ولكنه ظل ظليل لا شمس تنسخه، ولا حرور ينغّصه، ولا برد يفسده.
ولفظ ابن الأنباري: ظل الجنة الكينونة في ذراها. تقول: لا أزال اللّه عنا ظلك، أي: الكينونة في ناحيتك والاستذراء بك.
31 {وَماءٍ مَسْكُوبٍ}: جار في غير أخدود يجري في منازلهم.
34 {وَفُرُشٍ}: العرب تكني عن المرأة بالفراش.
{مَرْفُوعَةٍ}: أي: على السّرر. أو مرتفعات الأقدار أدبا وحسنا.
35 {أَنْشَأْناهُنَّ}: أي: نساء أهل الدّنيا أعددناهنّ صبايا.
36 {أَبْكارًا}: أو الحور أنشأناهنّ من غير ولادة.
37 {عُرُبًا} العروب: الحسنة التبعل، الفطنة بمراد الزّوج كفطنة العرب وفي الحديث: «جهاد المرأة حسن التبعّل».
والأتراب: اللّواتي نشأن معا في حال الصّبا، أخذ من لعب الصّبيان بالتراب.
39، 40 {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ}: لما نزلت في السّابقين {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ}، {وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} عسر ذلك على الصّحابة فنزلت هذه، وفسّرها عليه السلام فقال: «من آدم إلينا ثلّة ومنا إلى يوم القيامة ثلّة».
وقد تضمنت أنه ليس هذا لجميع الأولين ولجميع الآخرين بل لجماعة منهم، فاجتهد أن تكون من أولئك.
41 {وَأَصْحابُ الشِّمالِ}: تتشاءم العرب بالشمال وتعبّر به عن الشّيء الأخس والحظ الأنقص. وقيل: هم الذين يؤخذ بهم ذات الشمال.
وقيل: الذين يأخذون كتبهم بشمالهم.
43 {مِنْ يَحْمُومٍ}: الدخان الأسود، وسمّي فرس النّعمان بن المنذر (اليحموم) لسواده. ولما كان فائدة الظل التروّح فمتى كان من الدخان كان غير بارد ولا كريم.
53 {فَمالِؤُنَ مِنْهَا}: من الشّجر على الجنس.