فصل: فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{فأصحاب} مبتدأ و{ما} مبتدأ ثان و{أصحاب الميمنة} خبر عن {ما} و{ما} ومَا بعدها خبر عن {أصحاب} والرابط إعادة المبتدأ بلفظه وأكثر ما يكون ذلك في موضع التهويل والتعظيم.
{ما أصحاب الميمنة} كاف ومثله {ما أصحاب المشأمة}.
{والسابقون السابقون} الثاني منهما خبر عن الأوّل وهو جواب عن سؤال مقدَّر وهو كيف أجزتم {السابقون السَّابقون} ولم تجيزوا {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة}؟
فالجواب أنَّ الفرق بينهما بمعنى أنَّه لو قيل أصحاب اليمين أصحاب اليمين لم تكن فيه فائدة فالحسن أن يجعل الثاني منهما خبرًا عن الأوَّل وليس بوقف إن جعل الثاني منهما نعتًا للأوَّل و{أولئك المقربون} خبرًا وكان الوقف عند {جنَّات النَّعيم} هو الكافي و{قليل من الآخرين} ليس بوقف لأنَّ قوله: {على سررٍ موضونة} ظرف لما قبله وإن جعل {على سرر} متصلًا بمتكئين ونصب {متكئين} بفعل مضمر حسن الوقف على {من الآخرين} والأوَّل هو المختار.
{متقابلين} حسن على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل حالًا.
ولا وقف من قوله: {يطوف} إلى {يشتهون} فلا يوقف على {مخلدون} لتعلق الباء ولا على {أباريق} ولا على {من معين} لأنَّ ما بعده صفة له ولا على {ينزفون} ولا على {يتخيرون} لعطف ما بعده على ما قبله.
{مما يشتهون} حسن لمن قرأ {وحور عين} بالرفع أي وعندهم حور أو ولهم حور عين وهي قراءة ابن كثير ونافع وعاصم وأبي عمرو وابن عامر لأنَّ الحور العين لا يطاف بهنَّ ومثله في الحسن الوقف على {يشتهون} على قراءة أبيّ بن كعب {وحورًا عينًا} بالنصب بمعنى ويزوّجون حورًا عينًا وليس {يشتهون} وقفًا لمن قرأ {وحور} بالجرّ عطفًا على {بأكواب وأباريق} وقد أنكر بعض أهل النحو هذا وقال كيف يطاف بالحور العين؟ قلنا ذلك جائز عربية لأنَّ العرب تتبع اللفظ في الإعراب وإن كان الثاني مخالفًا للأول معنى كقوله تعالى: {وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم} عند من قرأ بالجرّ لأنَّ الأرجل غير داخلة في المسح وهو مع ذلك معطوف على {برؤوسكم} في اللفظ كقول الشاعر:
إذا ما الغانيات برزن يومًا ** وزججن الحواجب والعيونا

فأتبع العيون للحواجب وهو في التقدير وكحَّلن العيون وكذلك لا يقال يطاف بالحور غير أنَّه حسن عطفه على ما عمل فيه {يطاف} وإن كان مخالفًا في المعنى ولا يوقف على {عين} لأنَّ قوله: {كأمثال} من نعت {عين} والكاف زائدة كأنَّه قال وحور عين أمثال اللؤلؤ المكنون.
{المكنون} جائز لأنَّ {جزاء} يصلح مفعولًا له أي للجزاء ويصلح مصدرًا أي جوزوا جزاء أو جزيناهم جزاء وليس بوقف إن نصب بما قبله.
{يعملون} كاف في الوجوه كلها.
ولا يوقف على {تأثيمًا} لحرف الاستثناء.
{سلامًا سلاما} كاف ومثله {أصحاب اليمين}.
ولا وقف من قوله: {في سدر} إلى {مرفوعة} فلا يوقف على {مخضود} ولا على {منضود} ولا على {ممدود} ولا على {مسكوب} ولا على {ممنوعة} لأنَّ العطف صيرها كالكلمة الواحدة.
{مرفوعة} تام.
ولا وقف من قوله: {إنَّا أنشأناهن} إلى قوله: {لأصحاب اليمين} فلا يوقف على إنشاء لمكان الفاء ولا على {أبكارًا} ولا على {أترابًا} لأنَّها أوصاف الحور العين.
{لأصحاب اليمين} تام ومثله {وثلة من الآخرين}.
{ما أصحاب الشمال} حسن.
وقيل لا يوقف من قوله: {في سموم} إلى قوله: {ولا كريم} لأنَّ قوله: {في سموم} ظرف لما قبله وخبر له فلا يوقف على ما قبله ولا يوقف على {من يحموم} لعطف ما بعده على ما قبله.
{ولا كريم} حسن.
{مترفين} كاف ومثله {العظيم} ولا يوقف على {مبعوثون} لأنَّ {أوآباؤنا} معطوف على الضمير في {مبعوثون} والذي جوّز العطف عليه الفصل بهمزة الاستفهام والمعنى أتبعث أيضًا آباؤنا على زيادة الاستبعاد يعنون أنَّ آباءهم أقدم فبعثهم أبعد وأبطل قاله الزمخشري.
قال أبو حيان وما قاله الزمخشري لا يجوز لأنَّ عطفه على الضمير لا يراه نحويّ لأنَّ همزة الاستفهام لا تدخل إلاَّ على الجمل لا على المفرد لأنَّه إذا عطف على المفرد كان الفعل عاملًا في المفرد بواسطة حرف العطف وهمزة الاستفهام لا يعمل ما قبلها فيما بعدها فقوله: {أوآباؤنا} مبتدأ خبره محذوف تقديره مبعوثون.
قرأ ابن عامر وقالون {أوآباؤنا} بواو ساكنة قبلها همزة مفتوحة والباقون بواو مفتوحة قبلها همزة جعلوها واو عطف دخلت عليها همزة الاستفهام إنكارٌ للبعث بعد الموت.
{الأوَّلون} كاف.
{لمجموعون} ليس بوقف وإن كان رأس آية وقال يعقوب تام وغلطه أبو جعفر وهو أنَّ حرف الجرّ لابدّ وأن يتعلق بشيء وتعلقه هنا بما قبله ثم قال تعالى: {إلى ميقات} أي يجمعهم لميقات يوم معلوم.
{معلوم} كاف.
ولا وقف من قوله: {ثم إنَّكم أيها الضالون} إلى {شرب الهيم} فلا يوقف على {المكذبون} لأنَّ خبر أن لم يأت بعد ولا على {زقوم} لأن قوله: {فمالئون} مرفوع بالعطف على {لآكلون} ولا على {البطون} ولا على {من الحميم} لمكان الفاء فيهما.
{شرب الهيم} كاف.
{يوم الدين} تام.
{نحن خلقناكم} جائز.
{تصدّقون} تام متعلق التصديق محذوف أي فلولا تصدقون بخلقنا.
{ما تمنون} جائز لتناهي الاستفهام وللابتداء باستفهام آخر.
{الخالقون} كاف.
{بينكم الموت} حسن.
{وما نحن بمسبوقين} ليس بوقف لتعلق الجار ورسموا في ما في كلمة وحدها وما كلمة وحدها.
{في ما لا تعلمون} كاف ومثله {النشأة الأولى}.
{تذكرون} تام.
{ما تحرثون} حسن للابتداء بالاستفهام.
{الزارعون} كاف.
ولا يوقف على {حطامًا} لمكان الفاء.
{تفكَّهون} كاف ومثله {لمغرمون}.
{محرومون} تام.
{تشربون} جائز.
{من المزن} ليس بوقف للعطف.
{المنزلون} كاف.
{أجاجًا} جائز.
{تشكرون} تام.
{تورون} جائز وهو من أوريت الزند أي قدحته فاستخرجت ناره.
{شجرتها} ليس بوقف للعطف.
{المنشؤن} تام.
{للمقوين} كاف.
{العظيم} تام.
{النجوم} ليس بوقف ومثله {لو تعلمون عظيم} لأنَّ جواب القسم لم يأت وهو قوله: {إنه لقرآن} ومثله في عدم الوقف {كريم} لتعلق حرف الجر ومثله في عدم الوقف أيضًا {مكنون} لأنَّ الجملة بعده صفة لقرآن أو لكتاب.
{المطهرون} كاف إن رفع تنزيل على أنَّه خبر مبتدأ محذوف أي هو أو مبتدأ خبره الجار بعده وليس بوقف إن جعل نعتًا لكتاب.
{العالمين} تام.
{مدهنون} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله.
{تكذبون} كاف ولا وقف من قوله: {فلولا إذا بلغت الحلقوم} إلى {صادقين} لأنَّ قوله: {ترجعونها} جواب {لولا} الأولى والثانية توكيد للأولى فكأنَّه قال إذا بلغت الروح إلى هذا الموضع وأنتم مشاهدون لهذا الميت فردّوها إن كنتم صادقين في قيلكم إنَّا غير محاسبين ولا وقف على قوله: {من المقربين}.
{نعيم} كاف ورسموا {جنت} بالتاء المجرورة كما ترى ومثله في الكفاية {من أصحاب اليمين} الثاني ولا يوقف على {الضالين} ولا على {حميم}.
{وتصلية جحيم} كاف ومثله {حق اليقين}.
آخر السورة تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة الواقعة:
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}.
قرأ الحسن واليزيدي والثقفي وأبو حيوة: {خَافِضَةٌ رَافِعَة}، بالنصب.
قال أبو الفتح: هذا منصوب على الحال، وقوله: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} حينئذ حال أخرى قبلها، أي: إذا وقعت الواقعة، صادقة الواقعة، خافضة، رافعة. فهذه الثلاث أحوال، أولاهن الجملة التي هي قوله: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ}، ومثله: مررت بزيد، جالسا، متكئا، ضاحكا. وإن شئت أن تأتي بعشر أحوال إلى أضعاف ذلك لجاز3 وحسن، كما لك أن تأتي للمبتدأ من الأخبار بما شئت، كقولك: زيد عالم، جميل، جواد، فارس، بصري، بزاز، ونحو ذلك.
ألا ترى أن الحال زيادة في الخير، وضرب منه؟ وعلى ذلك امتنع أبو الحسن أن يقول: لولا هند جالسة لقمت ونحو ذلك، قال: لأن هذا موضع قد امتنعت العرب أن تستعمل فيه الخبر، والحال ضرب من الخبر. فلا يجوز استعمالها في لذلك.
والعامل في {إذا} محذوف لدلالة المكان عليه، كأنه قال: إذا وقعت الواقعة كذلك فاز المؤمنون وخاب الكافرون، ونحو ذلك ويجوز أن تكون {إذا} الثانية، وهي قوله: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا} خبرا عن (إذا) الأولى، ونظيره: إذا تزورني إلا يقوم زيد، أي: وقت زيارتك إياي وقت قيام زيد. وجاز لـ(إذا) أن تفارق الظرفية وترتفع بالابتداء، كما جاز لها أن تخرج بحرف جر عن الظرفيةكقوله:
حتى إذا ألقت يدا في كافر ** وأجن عورات الثغور ظلامها

وقال الله سبحانه: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ}، إذا مجرورة عند أبي الحسن بحتى، وذلك يخرجها من الظرفية، كما ترى.
ومن ذلك قراءة ابن أبي إسحاق: {وَلا يُنْزِفُون}، بفتح الياء، وكسر الزاي.
قال أبو الفتح: يقال: أنزف عبرته: إذا أفنى دمعه بالبكاء، ونزف البئر- ينزفها نزفا: إذا استقى ماءها، وأنزفت الشيء: إذا أفنيته، قال:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم ** لبئس الندامى كنتم آل أبجرا

وقال العجاج: