فصل: قال الدمياطي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأنزف العبرة من لا في العبر

وقال:
أيام لا أحسب شيئا منزفا

أي: فانيا، فكأنه سبحانه قال: {لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ عقولهم} كما ينزف ماء البئر. والنزيف: السكران، وكله راجع إلى معنى واحد.
ومن ذلك قراءة أبي بن كعب وابن مسعود: {وَحُورًا عِينًا}.
قال أبو الفتح: هذا على فعل مضمر، أي: ويؤتون، أو يزوجون حورا عينا، كما قال: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}، وهو كثير في القرآن والشعر.
ومن ذلك قرأ: {إِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا إنا}، على الخبر كلاهما بلا استفهام.
قال أبو الفتح: مخرج هذا منهم على الهزء، وهذا كما تقول لمن تهزأ به، إذا نظرت إلي مت منك فرقا، وإذا سألتك جممت لي بحرا، أي: الأمر بخلاف ذلك، وإنما أقوله هازئا. ويدل على هذا شاهد الحال حينئذ، ولولا شهود الحال لكان حقيقة لا عبثا، فكأنه قال: إذا متنا وكنا ترابا بعثنا. ودل قوله: {إِنَّا لَمَبْعُوثُون} على بعثنا ولا يجوز أن يعمل فيه {مبعوثون} لأن ما بعد إن لا يعمل فيما قبلها.
ومن ذلك قراءة الحسن والثقفي: {فَلأقْسِم}، بغير ألف.
قال أبو الفتح: هذا فعل الحال، وهناك مبتدأ محذوف، أي: لأنا أقسم، فدل على ذلك أن جميع ما في القرآن من الأقسام إنما هو على حاضر الحال، لا وعد الأقسام، كقوله سبحانه: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُون}، و{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، وكذلك حملت (لا) على الزيادة في قوله: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}، ونحوه. نعم، ولو أريد الفعل المستقبل للزمت فيه النون، فقيل: لأقسمن، وحذف هذه النون هنا ضعيف جدا.
ومن ذلك قراءة علي وابن عباس- ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم-: {وَتَجْعَلُونَ شكركم أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}.
قال أبو الفتح: هو على حذف المضاف، أي: تفعلون بدل شكركم ومكان شكركم التكذيب ومثله قول العجاج:
ربيته حتى إذا تمعددا ** كان جزائي بالعصا أن أجلدا

أي: كان مكان جزائي الجلد بالعصا.
ومن ذلك قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وابن عباس وقتادة والحسن والضحاك والأشهب ونوح القارئ وبديل وشعيب بن الحارث وسليمان التيمي والربيع بن خثيم وأبي عمران الجوني وأبي جعفر محمد بن على والضحاك وفياض: {فَرَوْح}، بضم الراء.
قال أبو الفتح: هو راجع إلى معنى الروح، فكأنه قال: فمسك روح، وممسكها هو الروح، كما تقول: هذا الهواء هو الحياة، وهذا السماع هو العيش، وهو الروح. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة الواقعة مكية.
وآيها تسعون وست كوفي وسبع بصري وتسع حجازي وشامي.
خلافها خمس عشرة:
{فأصحاب الميمنة} غير كوفي وحمصي.
{وأصحاب المشئمة} مدني أول.
{موضونة} حجازي وكوفي.
{وأباريق} مكي ومدني وأخير.
{وحور عين} مدني وأخير.
{ولا تأثيما} غير مكي والمدني الأول.
{وأصحاب اليمين} غير كوفي معه.
{إنشاء} تركها بصري.
{وحميم} غير كوفي.
{كانوا يقولون} له.
{آباؤنا الأولون} غير حمصي.
{قل إن الأولين والأخرين} تركها الشامي ومدني أخير.
وعد {المجموعون} و{ريحان} دمشقي.
مشبه الفاصلة تسعة:
{خافضة} وأول {السابقون} و{اليمين} و{الشمال} {في سموم} {إن الأولين والآخرين} {لمجموعون} {الضالون} {لآكلون} {المكذبين}.
وعكسه ثلاثة.
{الواقعة} {كاذبة} {ثلاثة}.
القراءات.
عن اليزيدي {خافضة رافعة} الآية 3 بالنصب فيهما على الحالين من الضمير في {كاذبة} أو من فاعل {وقعت} والجمهور بالرفع فيهما خبر مضمر أي هي خافضة قوما إلى النار رافعة آخرين إلى الجنة فالمفعول محذوف أو هي ذوات خفض ورفع نحو محيي ومميت.
وأبدل همز {كأس} أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر.
وقرأ: {ينزفون} الآية 19 بضم الياء وكسر الزاي عاصم وحمزة والكسائي وخلف ومر بالصافات.
واختلف في {وحور عين} الآية 22 فحمزة والكسائي وأبو جعفر بالجر فيهما عطفا على {جنات النعيم} كأنه قيل هم في جنات وفاكهة ولحم وحور أي مصاحبة حورا وعلى بأكواب إذ معنى يطوف إلخ ينعمون إلخ بأكواب إلخ وافقهم الحسن والأعمش والباقون برفعهما عطفا على {ولدان} أو مبتدأ محذوف الخبر أي فيهم أو لهم أو خبر المضمر أي نساؤهم حور عين.
وأبدل همزة {كأمثال اللؤلؤ} الأولى كأبي عمرو بخلفه ولا يبدله ورش من طريقيه وأبو بكر وأبو جعفر ويوقف عليه لحمزة بإبدال الأولى كأبي عمرو وكذا الثانية على القياس وبإبدال الثانية واوا مكسورة ثم تسكن للوقف فيتحدان ويجوز الروم والتسهيل كالياء على تقدير روم حركة الهمزة كما مر فهي ثلاثة.
وقرأ: {عربا} الآية 37 بسكون الراء أبو بكر وحمزة وخلف ومر بالبقرة.
وقرأ {أئذا} و{أئنا} بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني نافع والكسائي وأبو جعفر ويعقوب والباقون بالاستفهام فيهما فالكل على الاستفهام في الأول هنا وكل مستفهم على أصله فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل مع المد وورش وابن كثير ورويس كذلك مع القصر والباقون بالتخفيف مع القصر غير أن هشاما من أكثر الطرق عنه على المد كما مر.
وقرأ: {متنا} الآية 47 بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف.
وقرأ: {أو آباؤنا} الآية 48 بإسكان الواو وابن عامر وأبو جعفر وبه قرأ الأصبهاني لكن مع نقل حركة الهمزة فتحذف هي أي الهمزة ومر بالصافات.
وقرأ: {فمالؤن} الآية 53 أبو جعفر بحذف الهمز مع ضم اللام.
واختلف في {شرب الهيم} (الآية 55) فنافع وعاصم وحمزة وأبو جعفر بضم الشين وافقهم الحسن والأعمش والباقون بفتحها وهما مصدر شرب كالأكل وقيل المصدر والضم الاسم.
وقرأ: {أفرأيتم} الآية 58 بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين وحذفها الكسائي.
وسهل الثانية من {أأنتم} في الأربعة مع إدخال ألف قالون وابو عمرو وهشام بخلفه أبو جعفر بلا إدخال ورش وابن كثير ورويس وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين وبالتخفيف مع المد هشام في وجهه الثاني والثالث له التحقيق مع القصر وبه قرأ الباقون.
واختلف في: {قدرنا} الآية 6. فابن كثير بتخفيف الدال وافقه ابن محيصن والباقون بالتشديد لغتان.
وقرأ: {النشأة} الآية 62 بألف بعد الشين والمد ابن كثير وأبو عمرو والباقون بسكون الشين بلا ألف ولا مد ومر بالعنكبوت.
وقرأ: {تذكرون} الآية 62 بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف.
وعن المطوعي {فظللتم} على الأصل بلامين مكسورة فساكنة وأما تشديد التاء من {فظلتم تفكهون} عن البزي بخلفه على ما في الشاطبية كالتيسير فهو وإن كان ثابتا لكنه ليس من طرق كتابنا كالنشر وانفرد بذلك الداني قال في النشر ولولا إثباتهما يعني {كنتم تمنون} بآل عمران و{فظلتم تفكهون} هنا في التيسير والشاطبية والتزامنا بذكر، ولولا ما فيهما من الصحيح لما ذكرناهما لأن طريق الزينبي لم تكن في كتابنا وذكر الداني لهما اختيار والشاطبي تبعه إذا لم يكونا من طريق كتابهما وأشار لذلك بقوله في الطيبة وبعد كنتم ظلمتم وصف، وقرأ: {إنا لمغرمون} [الآية 66]. بهمزتين على الاستفهام مع التحقيق بلا ألف أبو بكر والباقون بهمزة واحدة على الخبر.
وقرأ {المنشون} الآية 72 بحذف الهمزة مع ضم الشين أبو جعفر وبخلف عن ابن وردان.
واختلف في: {بمواقع} الآية 75 فحمزة والكسائي وخلف بإسكان الواو بلا ألف مفرد بمعنى الجمع لأنه مصدر وافقهم الحسن والأعمش وابن محيصن بخلفه والباقون بفتح الواو وألف على الجمع ونقل ابن كثير القرآن.
واختلف في: {فروح} الآية 89 هنا فرويس بضم الراء فسرت بالرحمة أو الحياة وانفرد بذلك ابن مهران عن روح ورويت عن أبي عمرو وابن عباس عن النبي من حديث عائشة كما في سنن أبي داوود والباقون بالفتح فله استراحة وقيل الفرح وقيل المغفرة والرحمة وقيل غير ذلك وخرج {ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله} المتفق على الفتح لأن المراد به الفرح والرحمة وليس المراد به الحياة الذاهبة.
ووقف على {جنت نعيم} بالهاء ابن كثير وابو عمرو والكسائي ويعقوب.
المرسوم:
في بعض المصاحف {بمواقع} بألف وفي بعضها بحذفها.
واتفقوا على كتابة {أئذا متنا} بياء.
واختلف في قطع في عن ما في قوله تعالى: {في ما لا تعلمون} (الآية 61).
وكتبوا {وجنت نعيم} بالتاء. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة الواقعة:
{المشأمة} فيه لحمزة وقفا نقل حركة الهمزة إلى الشين مع حذف الهمزة فينطق بشين مفتوحة بعدها الميم المفتوحة.
{متكئين} {عليهم}. {وكأس}. {اللؤلؤ} {كثيرة}. {أنشأهن}. {يصرون}. {تذكرة}. {أفرأيتم}. {كله} {ءأنتم} جلي.
{ينزفون} قرأ الكوفيون بكسر الزاي وغيرهم بفتحها واتفق العشرة على ضم الياء فيه.
{وحور عين} قرأ الأخوان وأبو جعفر بخفض الراء من {حور} والنون من {عين}، والباقون برفعهما.
{قيلا} لا إشمام فيه لأحد.
{عربا} قرأ شعبة وحمزة وخلف بإسكان الراء والباقون بضمها.
{أئذا أئنا} قرأ المدنيان والكسائي ويعقوب بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني والباقون بالاستفهام فيهما فلا خلاف بينهم في الاستفهام في الأول وكل على أصله من التسهيل وخلافه. وتذكر أن هشاما ليس له هنا إلا الإدخال.
{متنا} كسر الميم الأخوان وحفص وخلف ونافع وضمها غيرهم.
{أو آباؤنا} قرأ قالون وأبو جعفر وابن عامر بإسكان الواو والباقون بفتحها ولا يخفى ما فيه من البدل لورش.