فصل: (سورة الواقعة: الآيات 75- 80):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الواقعة: الآيات 75- 80]:

{فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لقرآن كَرِيمٌ (77) فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (80)}.

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (لا) زائدة، {بمواقع} متعلّق بـ {أقسم}، (الواو) اعتراضيّة (اللام) للتوكيد {لو} حرف شرط غير جازم {عظيم} نعت لقسم مرفوع {لقرآن} مثل لقسم {في كتاب} متعلّق بنعت ثان لـ {قرآن}، {لا} نافية {إلّا} للحصر {تنزيل} نعت لقرآن مرفوع مثله، {من ربّ} متعلّق بتنزيل...
جملة: {أقسم} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {إنّه لقسم} لا محلّ لها اعتراضيّة بين القسم وجوابه وجملة: {لو تعلمون} لا محلّ لها اعتراضيّة بين النعت والمنعوت...
وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله وجملة: {انّه لقرآن} لا محلّ لها جواب القسم وجملة: {لا يمسّه إلّا المطهّرون} في محلّ رفع نعت لقرآن.

.الصرف:

(75) {مواقع}: جمع موقع، اسم مكان من الثلاثيّ وقع، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين لأنه معتلّ مثال، ووزن مواقع مفاعل...
(76) {قسم}: اسم مصدر من الرباعيّ أقسم، وزنه فعل بفتحتين.
(79) {المطهّرون}: جمع المطهّر... اسم مفعول من الرباعي طهّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.

.الفوائد:

- (لا) الزائدة...
وهي تدخل في الكلام لمجرد تقويته وتوكيده، كقوله تعالى: {ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} ويوضحه الآية الأخرى {ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ} ومن زيادتها قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ} أي ليعلموا... وقد اختلف علماء النحو في (لا) الواردة في التنزيل في مثل قوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ} فقيل: هي نافية، واختلف هؤلاء في منفيها على وجهين: أحدهما، هو شيء مقدم، وهو جحودهم وإنكارهم. فقيل لهم: ليس الأمر كذلك، ثم استؤنف القسم. أما الوجه الثاني: أن منفيّها أقسم، وذلك على أن يكون إخبارا لا إنشاء، واختاره الزمخشري، قال: والمعنى في ذلك أنه لا يقسم بالشيء إلا إعظاما له، بدليل {فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} فكأنه قيل: إن إعظامه بالإقسام به كلا إعظام، أي إنه يستحق إعظاما فوق ذلك.
- وقيل: هي زائدة، واختلف هؤلاء في فائدتها على قولين:
1- أنها زيدت تمهيدا لنفي الجواب، والتقدير: لا أقسم بيوم القيامة لا يتركون سدى، ومثله قوله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ}.
2- أنها زيدت لمجرد التوكيد وتقوية الكلام، كما في قوله تعالى لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ.
الموضع الثاني: قوله تعالى: {قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} قيل: إنّ (لا) نافية. وقيل: ناهية وقيل: زائدة. والجميع محتمل.
حكم مس القرآن:
كان ابن عباس ينهى أن يمكّن غير المسلم من مس القرآن وقراءته. قال الفراء لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به، وقال قوم: معنى الآية: لا يمسه إلا المطهرون من الأحداث والجنابات. وظاهر الآية نفي، ومعناها نهي. قالوا: لا يجوز للجنب ولا للحائض ولا للمحدث (غير المتوضئ) حمل المصحف ولا مسه. وهذا قول عطاء وطاووس وسالم والقاسم وأكثر أهل العلم. وبه قال مالك والشافعي وأكثر الفقهاء، ويدل عليه ما روى مالك في الموطأ، عن عبد اللّه بن أبي بكر، أن في الكتاب الذي كتبه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: «أن لا تمس القرآن إلا طاهرا» أخرجه مالك مرسلا. وقد جاء هذا الحديث موصولا، عن أبي بكر بن محمد عن أبيه عن جده، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن بهذا.
والصحيح الإرسال، وقد نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو وقال الحكم وحماد وأبو حنيفة: يجوز للمحدث والجنب حمل المصحف ومسه بغلافه، وقد أجاز الفقهاء للمحدث والجنب والحائض حمل تفسير للمصحف إذا كان كلام التفسير أكثر من كلام المصحف. وعلى هذا يجوز لهؤلاء حمل تفسير (الجلالين) أو (تفسير وبيان مفردات القرآن) لأن كلام التفسير أكثر من كلام المصحف.
كما أنه لا يجوز للجنب والحائض قراءة القرآن ولو غيبا دون مسه، ويجوز لهما إجراؤه على ذهنهما وفكرهما، دون النطق وتحريك اللسان والأصح عند الحنفية أنه لا بأس للحائض والنفساء بتعلم القرآن، إذا كان كلمة كلمة. أما عند المالكية، فقد أجازوا للحائض والنفساء قراءة القرآن ومسّ المصحف للقراءة، لحاجة التعليم، أو لخوف النسيان أما غير المتوضئ، فيجوز له قراءة القرآن، ما لم يمسّه.

.[سورة الواقعة: الآيات 81- 82]:

{أَفَبِهذَا الْحَديث أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)}.

.الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام الإنكاري (الفاء) استئنافيّة (بهذا) متعلّق بالخبر {مدهنون}، {رزقكم} مفعول به أول منصوب بحذف مضاف أي شكر رزقكم...
والمصدر المؤوّل {أنكم تكذّبون} في محلّ نصب مفعول به ثان...
جملة: {أنتم مدهنون} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {تجعلون} في محلّ رفع معطوفة على الخبر {مدهنون} وجملة: {تكذّبون} في محلّ رفع خبر أنّ.

.الصرف:

{مدهنون}، جمع مدهن، اسم فاعل من الرباعيّ أدهن بمعنى داهن وداري ولاين، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

.[سورة الواقعة: الآيات 83- 87]:

{فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (87)}.

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (لولا) حرف تحضيض، وفاعل {بلغت} محذوف دلّ عليه سياق الآية الكريمة أي الروح أو النفس {إذا} ظرف مجرّد من الشرط على الأرجح متعلّق بفعل مقدّر أي ترجعونها (الواو) حاليّة {حينئذ} ظرف مضاف إلى ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بـ {تنظرون}، (الواو) حاليّة- أو اعتراضيّة- {إليه} متعلّق بـ {أقرب} وكذلك {منكم}، (الواو) عاطفة {لكن} للاستدراك لا عمل لها {لا} نافية (الفاء) استئنافيّة (لولا) مثل الأول {كنتم} ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط في الموضعين...
جملة: {بلغت الحلقوم} في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: {أنتم} {تنظرون} في محلّ نصب حال وجملة: {تنظرون} في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) وجملة: {نحن أقرب} في محلّ نصب حال وجملة: {لا تبصرون} في محلّ رفع معطوفة على جملة تنظرون وجملة: {كنتم غير مدينين} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {ترجعونها} لا محلّ لها تفسيريّة لجواب الشرط المقدّر الأول أي: إن كنتم غير مدينين فأرجعوا الروح المحتضرة وجملة: {كنتم صادقين} لا محلّ لها استئنافيّة... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن كنتم صادقين في ما تزعمون من عدم البعث فردّوا روح المحتضر إلى جسده لينتفي عنه الموت.

.الصرف:

(83) {الحلقوم}: اسم للعضو المعروف، وزنه فعلول بضمّ الفاء واللام بينهما ساكن (86) {مدينين}: جمع مدين، اسم مفعول من (دان، يدين) فهو على وزن مبيع، فيه إعلال بالحذف، حذفت واو مفعول لالتقاء الساكنين بعد نقل ضمّة الياء إلى الدال، ثمّ كسرت الدال للمناسبة...

.البلاغة:

الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: {فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ}.
حيث شبه الروح بشيء مجسم يبلغ الحلقوم في حركة محسوسة.

.[سورة الواقعة: الآيات 88- 91]:

{فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (91)}.

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل {كان} ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط لـ {إن} واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي الميّت {من المقرّبين} متعلّق بخبر كان (الفاء) رابطة لجواب الشرط،
(روح) مبتدأ مرفوع خبره محذوف مقدّم عليه أي له روح، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة {أمّا إن} {اليمين} مثل نظيرها (الفاء) رابطة لجواب الشرط، (سلام) مبتدأ مرفوع خبره {لك}، {من أصحاب} متعلّق بالاستقرار المقدّر.
جملة: {كان من المقرّبين} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {له روح} لا محلّ لها جواب الشرط {أمّا}... وجواب إن محذوف دلّ المذكور عليه وجملة: {كان من أصحاب} لا محلّ لها معطوفة على جملة كان من المقرّبين.
وجملة: {سلام لك} لا محلّ لها جواب الشرط أمّا... وجواب إن محذوف دلّ عليه المذكور.

.الصرف:

(89) {روح}: مصدر بمعنى الاستراحة، وزنه فعل بفتح فسكون، وفي القاموس: الروح بالفتح الراحة والرحمة ونسيم الريح {الريحان}، اسم بمعنى الرحمة والرزق- كما في المختار- وزنه فعلان بقلب الواو ياء على غير قياس... أو فيعلان أي ريوحان لأنّ تصغيرها رويحين، فلمّا اجتمعت الياء والواو، والأول ساكن قلبت الواو ياء، ثمّ أدغمت في الياء الثانية فأصبح ريّحان- بتشديد الياء- ثمّ خفّفت الياء لتسهيل اللفظ فأصبح ريحان- وقال بعضهم إن الكلمة لا تشتمل إلا على ياء واحدة وليس هناك قلب أو إدغام بدليل جمعها على رياحين وتصغيرها رييحين.

.[سورة الواقعة: الآيات 92- 94]:

{وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة {أمّا إن كان} {من حميم} مرّ اعراب نظيرها، {من حميم} متعلّق بنعت لـ {نزل}، (الواو) عاطفة...

.الصرف:

{تصلية}، مصدر قياسيّ من الرباعيّ صلّى بمعنى احترق و(التاء) فيه عوض من ياء تفعيل المحذوفة للثقل، وزنه تفعلة.

.[سورة الواقعة: الآيات 95- 96]:

{إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)}.

.الإعراب:

(اللام) المزحلقة للتوكيد (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (سبّح... العظيم) مرّ إعرابها، {العظيم} نعت لاسم، أو لربّك، مجرور جملة: {إنّ هذا لهو} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {هو حقّ} في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: {سبّح} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان أمر اللّه في الثواب والعقاب كما ذكر فسبّح باسم... اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(56) سورة الواقعة مكيّة وآياتها ستّ وتسعون.