فصل: قال الدمياطي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ومن ذلك قراءة سماك بن حرب: {وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}، بضم الغين.
قال أبو الفتح: هو كقوله: وغركم بالله الاغترار، وتقديره على حذف المضاف، أي: وغركم بالله سلامة الاغترار، ومعناه سلامتكم منه مع اغتراركم.
ومن ذلك قراءة الحسن: {أَلَمْا يَأْنِ لِلَّذِينَ}، مثقلة.
قال أبو الفتح: أصل (لما) لم، زيد عليها ما، فصارت نفيا لقوله: قد كان كذا، و(لم) ونفي فعل. تقول: قام زيد، فيقول المجيب بالنفي: لم يقم. فإن قال: قد قام. قلت: لما يقم، لما زاد في الإثبات (قد)- زاد في النفي (ما)، إلا أنهم لما ركبوا (لم) مع (ما)- حدث لها معنى ولفظ.
أما المعنى فإنها صارت في بعض المواضع ظرفا، فقالوا: لما قمت قام زيد، أي: وقت قيامك قام زيد.
وأما اللفظ. فلأنها جاز أن يقف عليها دون مجزومها، كقولك: جئت ولما، أي: ولما تجئ. ولو قلت: جئت ولم- لم يجز.
فإن قلت: فقد علمنا أن أصل لما- على ما وصفت- (لم) و(ما)- حدث لها معنى ولفظ.
أما المعنى فإنها صارت في بعض المواضع ظرفا، فقالوا: لما قمت قام زيد، أي: وقت قيامك قام زيد.
وأما اللفظ. فلأنها جاز أن يقف عليها دون مجزومها، كقولك: جئت ولما، أي: ولما تجيء. ولو قلت: جئت ولم- لم يجز.
فإن قلت: فقد علمنا أن أصل لما- على ما وصفت- (لم) و(ما)، وهما حرفان، وأما الظرف فاسم، فكيف جاز للحرف أن يستحيل، فيصير اسما؟
قيل: كما استحال الاسم لما ركب مع الحرف، فاعتد مجموعهما حرفا في قولهم: إذ ما تقم أقم. ألا ترى أن سيبويه ذكر (إذ ما) في الحرف، وقرنها بإن في الشرط؟ وذلك أن التركيب يحدث للمركبين حكما مستأنفا، ويخلقه خلقا مرتجلا. ألا ترى إلى قولهم: بأبأت الصبي: إذا قلت له: بأبي أنت، والباء في أوله مزيدة للجر، والثانية أيضا قد يمكن أن تكون للجر كررت، إلا أنك إذا مثلت قلت: هو فعللت، فجعلت الباء الزائدة للجر مقابلة للفاء؟ وكذلك قولهم: بسملت، فالباء من قولهم: (بسم الله)، والسين فاء (اسم)، واللام عين إله، ثم إنك إذا مثلت بسملت قلت: هو فعللت، ومثله حوقلت: إذا قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله، ومثال حرقلت: فوعلت، والواو- كما ترى- زائدة، وهي عين حول في الأصل. أفلا ترى إلى استحالة أحوال الحروف من الزيادة إلى الأصل، ومن الأصل إلى الزيادة؟ وهذا كقول الله سبحانه: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَر}.
ومن ذلك قراءة الحسن: {وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيل}، بفتح الهمزة.
قال أبو الفتح: هذا مثال لا نظير له؛ لأنه أفعيل، وهو عندهم من تجلت الشيء: إذا استخرجته؛ لأنه حال الحرام من الحلال، كما قيل لنظيره: التوراة، وهي فوعلة من ورى الزند يرى: إذا أخرج النار، ومثله الفرقان، وهو فعلان من فرق بين الشيئين.
قال أبو النجم:
تنجل أيديهن كل منجل

يصف أيدي الإبل، وإنها في سيرها تثير الأرض، وتستخرج باطنها. فعلى هذا لا يجوز فتح الهمزة؛ لأنه لا نظير له. وغالب الظن وأحسنه به- أن يكون ما قرأة. إلا عن سماع، فإن يكن كذلك فشاذ شذ، كما قال بعضهم في البرطيل: البرطيل، ونحو منهما ما حكاه أبو زيد من قولهم: السكينة بفتح السين، وتشديد الكاف. وربما ظن (الأنجيل) أعجميا فأجرى عليه بتحريف مثاله.
ومن ذلك قراءة الحسن: {لِيلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}، بنصب اللام وبجزم الياء، ولا يهمز.
قال أبو الفتح: حكاه قطرب- فيما رويناه عنه- {ليلا}، بكسر اللام، وسكون الياء، وقال: حذف همزة (أن)، وأبدل (النون) ياء، هكذا قال.
والذي حكاه ابن مجاهد: بفتح اللام، وسكون الياء.
وما ذكره قطرب من الكسر أقرب؛ وذلك أنه إذا حذف (الهمزة) بقى بعد ذلك (لئلا)، فيجب إدغام النون في اللام، فيصير اللفظ (للا)، فتجتمع اللامات، فتبدل الوسطى لإدغامها وانكسار ما قبلها، فتصير (ليلا)، كما أبدلوا راء قراط، ونو دنار لذلك، فقالوا: قيراط، ودينار- وميم دماس، فقالوا كذلك: ديماس، فيمن قال: دماميسن وباء دباج، فقالوا: ديباج، فيمن قال دبابيج.
وأما فتح اللام من (ليلا) فجائز هو البدل جميعا، وذلك أن منهم من يفتح لام الجر مع الظاهر.
حكى أبو الحسن عن أبي عبيدة أن بعضهم قرأ: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}، وحسن ذلك أيضا مع (أن) لمشابهتها المضمر، كما يشبه المضمر الحرف، فيبنى. وعليه اختاروا: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالوا}، فجعلوا اسم كان {أن قالوا}، لأنه ضارع المضمر بالامتناع من وصفه، كالامتناع من وصف المضمر. والمضمر أعرف من {جواب قومه}. وإذا كان أعرف كان بكونه اسم كان أجدر؟
وأما إبداله أحد المثلين مع الفتح فقد جاء ذلك، ألا ترى إلى قولة سعد بن قرط:
يا ليتما أمنا شالت نعامتها ** أيما إلى جنة أيما إلى نار

يريد: أما بالفتح.
ومثله ما رويناه عن قطرب أيضا من قول الراجز:
لا تفسدوا آبالكم ** أيما لنا أيما لكم

فاجتمع من ذلك أن صار اللفظ إلى (ليلا)، وعليه قال الخليل: في لن: إن أصلها لا أن، فحذف الهمزة تخفيفا، والألف لالتقاء الساكنين. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة الحديد مدنية وقيل مكية.
وآيها عشرون وثمان غير عراقي وتسع فيه.
خلافها ثنتان: {من قبله العذاب} كوفي {وآتيناه الإنجيل} بصري.
مشبه الفاصلة خمسة {نورا} {بسورة} {الصديقون} {عذاب شديد} {بأس شديد}.
القراآت: قرأ {وهو معكم} بسكون الهاء قالون وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر.
وقرأ: {ترجع الأمور} (الآية 5) بفتح التاء وكسر الجيم ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب.
واختلف في {أخذ ميثاقكم} (الآية 8) فأبو عمرو بضم الهمزة وكسر الخاء مبنيا للمفعول و{ميثاقكم} بالرفع على النيابة وافقه اليزيدي والحسن والباقون بفتح الهمزة والخاء مبنيا للفاعل وهو الله تعالى. و{ميثاقكم} بالنصب على المفعولية والجملة في موضع الحال من مفعول {يدعوكم}.
وقرأ: {ينزل} الآية 9 بسكون النون وتخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ومر بالبقرة.
وقصر همز {رؤف} أبو عمرو وابو بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وأما تسهيل همزه فقد تقدم أنها انفرادة للحنبلي عن ابن وردان فلا يقرأ بها حمزة في الوقف على أصله من التسهيل بين بين وحكي إبدالها واوا ولا يصح.
واختلف في {وكل وعد الله} الآية 10 هنا فابن عامر برفع اللام على أنه مبتدأ و{وعد الله} الخبر والعائد محذوف أي وعده الله.
قال أبو حيان وقد أجازه القراء وهشام وورد في السبعة فوجب قبوله. انتهى.
والبصريون لا يجيزون هذا إلا في الشعر قال السمين لكن نقل ابن مالك إجماع الكوفين والبصرين عليه إذا كان المبتدأ كلا أو ما أشبهها في الافتقار والعموم والباقون بالنصب مفعولا أول لوعد تقدم على فعله أي وعد الله كلهم الحسنى وخرج بالتقييد بهنا موضع النساء المتفق على نصبه لإجماع المصاحف عليه.
وقرأ: {فيضاعفه} الآية 11 بألف بعد الضاد ورفع الفاء على الاستئناف نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وقرأ ابن كثير وأبو جعفر بغير ألف وتشديد العين ورفع الفاء وقرأ ابن عامر ويعقوب كذلك لكن بنصب الفاء على إضمار أن وقرأ عاصم بالألف وتخفيف العين ونصب الفاء كما مر بالبقرة.
وأمال {ترى المؤمنين} الآية 12 وصلا السوسي بخلفه وقرأ الباقون بالفتح وبه قرأ السوسي في وجهه الثاني وأماله وقفا أبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا خلف وابن ذكوان من طريق الصوري ووافقهم الأعمش وقرأ ورش من طريق الأزرق بالتقليل.
واختلف في: {انظرونا} الآية 13 فحمزة بقطع الهمزة المفتوحة في الحالين وكسر الظاء من الإنظار أي أمهلونا وافقه المطوعي والباقون بوصل الهمزة وضم الظاء من نظر بمعنى انتظر كالقراءة الأولى وذلك أنه يسرع بالخلص إلى الجنة على نجب فيقول المنافقون انتظرونا لأنا مشاة ولا نستطيع لحوقكم ويجوز أن يكون من النظر وهو الإبصار وأشم قيل هشام والكسائي ورويس.
وأمال {بلى} حمزة والكسائي وخلف وشعبة بخلفه وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو من روايتيه كما مر وأن قصر الخلاف في الطيبة على الدوري.
وقرأ: {الأماني} الآية 14 بتخفيف الياء مع سكونها أبو جعفر.
وتقدم اتفاقهم على فتح {حتى} وأسقط الأولى من {جاء أمر} قالون والبزي وأبو عمرو ورويس بخلفه وسهل ورش وقنبل وأبو جعفر ورويس في ثانية وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع إشباع المد وكذا قنبل وله ثالث إسقاط الأولى كالبزي والباقون بتحقيقهما.
واختلف في {لا يؤخذ} [الآية 15] فابن عامر وابو جعفر ويعقوب بالتاء من فوق لتأنيث فاعله لفظا وافقهم الحسن والباقون بالياء من تحت لكونه مجازيا وعن الحسن ألما يأن بفتح الميم مشددة.
وبعدها ألف واختلف في {وما نزل} الآية 16 فنافع وحفص ورويس من طريق أبي الطيب عن التمار عنه بتخفيف الزاي ثلاثيا لازما مبنيا للفاعل وهو الضمير العائد لما الموصولة والباقون بتشديدها معدى بالتضعيف مسندا لضمير اسم الله تعالى وعن الأعمش بضم النون وكسر الزاي مشددة مبنيا للمفعول.
واختلف في {ولا يكونوا} (الآية 16) فرويس بالتاء من فوق على الخطاب للالتفات والباقون بياء الغيب على السياق.
وتقدم الخلف عن الأزرق في تغليظ لام {فطال} للفصل بالألف وإن رجح التغليظ كما في النشر.
واختلف في {المصدقين} {والمصدقات} (الآية 18) فابن كثير وأبو بكر بتخفيف الصاد فيهما من التصديق أي صدقوا الرسول أي آمنوا بما جاء به وافقهما ابن محيصن والباقون بالتشديد فيهما من تصدق أعني الصداقة والأصل المتصدقين والمتصدقات أدغم التاء في الصاد وقرأ {يضعف} الآية 18 بتشديد العين بلا ألف ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب والباقون بالألف مع التخفيف، وأمال {الدنيا} حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وابو عمرو وعن الدوري عنه تمحيضها.
وقرأ {رضوان} بضم الراء أبو بكر.
واختلف في {بما أتاكم} الآية 23 فأبو عمرو بقصر الهمزة من الإتيان أي بما جاءكم وفاعله ضمير ما وافقه الحسن والباقون بالمد من الإيتاء أي بما أعطاكم الله إياه ففاعله ضمير اسم الله المقدم والمراد الفرح الموجب للبطر والاختيال ولذا عقبه بقوله: {لا يحب كل مختال فخور} وأمالها حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه ويتحصل له من تثليث مد البدل مع ذلك خمس طرق تقدم بيانها في الإمالة وغيرها.
وقرأ: {البخل} الآية 24 بفتح الباء والخاء وحمزة والكسائي وخلف والباقون بالضم والسكون.
واختلف في إثبات {وهو} في {فإن الله هو الغني الحميد} فنافع وابن عامر وأبو جعفر بحذفها على جعل {الغني} خبر إن والباقون بإثباتها فصلا بين الاسم والخبر كما هو الأكثر ويسميه البصريون فصلا أي بفصل الخبر عن الصفة والكوفيون عمادا وأعرب بعضهم هو مبتدأ وخبره الغني والجملة خبر إن واستحسن أبو علي كونه فصلا فقط لا مبتدأ لأن حذف المبتدأ غير سائغ أي رجح فصليته لحذف في القراءة الأخرى.
وأسكن أبو عمرو سين {رسلنا}.
وقرأ {إبراهام} الآية 26 بالألف مكان الياء ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان.
وقرأ: {النبوة} بالهمزة نافع.
وفتح همز {رآفة} ممدودة على وزن رعافة قنبل من طريق ابن شنبوذ وسكنها كالباقين من طريق ابن مجاهد كما مر بالنور وأبدل همزها الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر وأمال هاءها مع الفتحة قبلها الكسائي وقفا كحمزة بخلفه.
وتقدم ضم راء {رضوان الله} لشعبة.
وأبدل همز {لئلا} ياء مفتوحة الأزرق المرسوم في المدني والشامي.
{فإن الله الغني} بغير هو وفي المكي والعراقي بإثباتها.
وفي الشامي {وكل وعد الله} بلا ألف.
واتفقوا على وصل ياء لكي بلا {لكيلا تأسوا}. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة الحديد:
{وهو} {كله} {والآخر}، {والظاهر} {ميراث}، {قيل}، {وظاهره}، {جاء أمر}، {مأواكم}، {وبئس}، كله واضح.
{ترجع الأمور} قرأ الشامي ويعقوب والأخوان وخلف بفتح التاء وكسر الجيم والباقون بضم التاء وفتح الجيم.
{وقد أخذ ميثاقكم} قرأ أبو عمرو بضم الهمزة وكسر الخاء ورفع القاف وغيره بفتح الهمزة والخاء ونصب القاف.
{ينزل} قرأ المكي والبصريان بالتخفيف وغيرهم بالتشديد.
{لرءوف} قصر الهمزة البصريان وشعبة والأخوان وخلف ومدها غيرهم ولا يخفى ما فيه من ثلاثة البدل لورش وما فيه لحمزة وقفا من التسهيل.
{وكلا وعد الله الحسنى} قرأ ابن عامر برفع لام وكلا وغيره بنصبها.
{فيضاعفه} قرأ ابن كثير وأبو جعفر بحذف الألف وتشديد العين ورفع الفاء. وابن عامر ويعقوب كذلك ولكن مع نصب الفاء وعاصم بالألف وتخفيف العين ونصب الفاء ونافع وأبو عمرو والأخوان وخلف كذلك ولكن مع رفع الفاء.
{انظرونا} قرأ حمزة بقطع الهمزة مفتوحة في الحالين مع كسر الظاء وغيره بهمزة وصل ساقطة في الدرج ثابتة مضمومة في الابتداء مع ضم الظاء.
{الأماني} قرأ أبو جعفر بتخفيف الياء ساكنة وغيره بتشديها مضمومة.
{يؤخذ} قرأ ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بالتاء الفوقية وغيرهم بالياء التحتية.
{المصير} آخر الربع.
الممال:
{استوى} و{يسعى} و{بلى} و{مأواكم} و{مولاكم} بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلف عنه.
ولا تقليل للبصري في {مأواكم} ولا في {مولاكم} لأن كلا على وزن مفعل.