فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



أخرج أحمد عن أنس قال: «كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف كلام فقال خالد لعبد الرحمن بن عوف: تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دعو لي أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهبًا ما بلغتم أعمالهم» ثم في هذا الحديث تأييد مّا لكون أولئك هم الذين أنفقوا قبل الحديبية لأن إسلامه رضي الله تعالى عنه كان بين الحديبية وفتح مكة كما في (التقريب) وغيره، والزمخشري فسر الفتح بفتح مكة فلا تغفل، قال الجلال المحلي: كون الخطاب في «لا تسبوا» للصحابة السابين، وقال: نزلهم صلى الله عليه وسلم بسبهم الذي لا يليق بهم منزلة غيرهم حيث علل بما ذكره وهو وجه حسن فتدبر؛ وقوله تعالى: {مَّن ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا} ندب بليغ من الله تعالى إلى الانفاق في سبيله مؤكد للأمر السابق به وللتوبيخ على تركه فالاستفهام ليس على حقيقته بل للحث، والقرض الحسن الانفاق بالإخلاص وتحري أكرم المال وأفضل الجهات، وذكر بعضهم أن القرض الحسن ما يجمع عشر صفات:
أن يكون من الحلال فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا.
وأن يكون من أكرم ما يملكه المرء.
وأن يكون والمرء صحيح شحيح يأمل العيش ويخشي الفقر.
وأن يضعه في الأحوج الأولي: وأن يكتم ذلك.
وأن لا يتبعه بالمنّ والأذى.
وأن يقصد به وجه الله تعالى.
وأن يستحقر ما يعطي وإن كثر.
وأن يكون من أحب أمواله إليه.
وأن يتوخى في إيصاله للفقير ما هو أسر لديه من الوجوه كحمله إلى بيته.
ولا يخفى أنه يمكن الزيادة والنقص فيما ذكر.
وإيّما كان فالكلام إما على التجوز في الفعل فيكون استعارة تبعية تصريحية أو التجوز في مجموع الجملة فيكون استعارة تمثيلية وهو الأبلغ أي من ذا الذي ينفق ماله في سبيل الله تعالى مخلصًا متحريًا أكرمه وأفضل الجهات رجاء أن يعوضه سبحانه بدله كمن يقرضه {إِنَّ لَهُ} فيعطيه أجره على إنفاقه مضاعفًا أضعافًا كثيرة من فضله.
{وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} أي وذلك الأجل المضموم إليه الإضعاف كريم مرضي في نفسه حقيق بأن يتنافس فيه المتنافسون، ففيه إشارة إلى أن الأجر كما أنه زائد في الكم بالغ في الكيف فالجملة حالية لا عطف على {فَيُضَاعِفَهُ}، وجوز العطف والمغايرة ثابتة بين الضعف والأجر نفسه فإن الاضعاف من محض الفضل والمثل فضل هو أجر، ونصب يضاعفه على جواب الاستفهام بحسب المعنى كأنه قيل: أيقرض الله تعالى أحد فيضاعفه له فإن المسؤول عنه بحسب اللفظ وإن كان هو الفاعل لكنه في المعنى هو الفعل إذ ليس المراد أن الفعل قد وقع السؤال عن تعيين فاعله كقولك: من جاءك اليوم؟ إذا علمت أنه جاءه جاء لم تعرفه بعينه وإنما أورد على هذا الأسلوب للمبالغة في الطلب حتى كأن الفعل لكثرة دواعيه قد وقع وإنما يسأل عن فاعله ليجازي ولم يعتبر الظاهر لأنه يشترط بلا خلاف في النصب بعد الفاء أن لا يتضمن ما قبل وقوع الفعل نحو لمَ ضربت زيدًا فيجازيك فإنه حينئذ لا يتضمن سبق مصدر مستقبل وعلى هذا يؤل كل ما فيه نصب وما قبل متضمن للوقوع، وقرأ غير واحد {فَيُضَاعِفَهُ} بالرفع على القياس نظرًا للظاهر المتضمن للوقوع وهو إما عطف على يقرض أو على {فَهُوَ يضاعفه} وقرئ فيضعفه بالرفع والنصب. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}.
استئناف ثالث انتقل به الخطاب إلى المؤمنين، فهذه الآية يظهر أنها مبدأ الآيات المدنية في هذه السورة ويزيد ذلك وضوحًا عطف قوله: {وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله} [الحديد: 10] الآيات كما سيأتي قريبًا.
والخطاب هنا وإن كان صالحًا لتقرير ما أفادته جملة {وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم} [الحديد: 8] ولكن أسلوب النظم وما عطف على هذه الجملة يقتضيان أن تكون استئنافًا انتقاليًا هو من حسن التخلص إلى خطاب المسلمين، ولا تفوته الدلالة على تقرير ما قبله لأن التقرير يحصل من انتساب المعنيين: معنى الجملة السابقة، ومعنى هذه الجملة الموالية.
فهذه الجملة بموقعها ومعناها وعلتها وما عُطف عليها أفادت بيانًا وتأكيدًا وتعليلًا وتذييلًا وتخلصًا لغرض جديد، وهي أغراض جمعْتها جمعًا بلغ حد الإِعجاز في الإِيجاز، مع أن كل جملة منها مستقلة بمعنى عظيم من الاستدلال والتذكير والإِرشاد والامتنان.
والرؤوف: من أمثلة المبالغة في الاتصاف بالرأفة وهي كراهية إصابة الغير بضر.
والرحيم: من الرحمة وهي محبة إيصال الخير إلى الغير.
وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وحفص عن عاصم {لرؤوف} بواو بعد الهمزة على اللغة المشهورة.
وقرأه أبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم بدون واو بعد الهمزة وهي لغة ولعلها تخفيف، قال جرير:
يرى للمسلمين عليه حقًا ** كفعل الوالد الرَّؤُف الرحيم

وتأكيد الخبر بـ {إنّ} واللام في قوله: {وإن الله بكم لرؤوف رحيم} لأن المشركين في إعراضهم عن دعوة الإسلام قد حسبوها إساءة لهم ولآبائهم وآلهتهم، فقد قالوا: {أهذا الذي بعث الله رسولًا إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها} [الفرقان: 41، 42].
وهذا يرجح أن قوله تعالى: {آمنوا بالله ورسوله} [الحديد: 7] إلى هنا مكّي.
فإن كانت الآية مدنيّة فلأن المنافقين كانوا على تلك الحالة.
{وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُواْ في سَبِيلِ الله وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السماوات والأرض}.
الإِنفاق في سبيل الله بمعناه المشهور وهو الإِنفاق في عتاد الجهاد لم يكن إلا بعد الهجرة فإن سبيل الله غلب في القرآن إطلاقه على الجهاد ويؤيده قوله عقبه: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح}، لأن الأصل أن يكون ذلك متصلًا نزوله مع هذا ولو حمل الإِنفاق على معنى الصدقات لكان مقتضيًا أنها مدنية لأن الإِنفاق بهذا المعنى لا يطلق إلا على الصدقة على المؤمنين فلا يُلام المشركون على تركه.
وعليه فالخطاب موجّه للمؤمنين، فقد أعيد الخطاب بلون غير الذي ابتدىء به.
ومن لطائفه أنه موجه إلى المنافقين الذين ظَاهِرُهم أنهم مسلمون وهم في الباطن مشركون فهم الذين شحّوا بالإِنفاق.
ووجه إلحاق هذه الآية وهي مدنيّة بالمكيّ من السورة مناسبة استيعاب أحوال الممسكين عن الإِنفاق من الكفار والمؤمنين تعريضًا بالتحذير من خصال أهل الكفر إذ قد سبقها قوله: {وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} [الحديد: 7].
و{ما} استفهامية مستعملة في اللوم والتوبيخ على عدم إنفاقهم في سبيل الله.
و(أَنْ) مصدرية، والمصدر المنسبك منها والفعل المنصوب بها في محل جر باللام، أو بـ (في) محذوف، والتقدير: ما حصل لكم في عدم إنفاقكم، أي ذلك الحاصل أمر منكر.
وعن الأخفش أنَّ (أَنْ) زائدة فيكون بمنزلة قوله: {وما لكم لا تؤمنون بالله} [الحديد: 8].
وليس نصبها الفعل الذي بعدها بمانع من اعتبارها زائدة لأن الحرف الزائد قد يعمل مثلَ حرف الجر الزائد، وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى: {قالوا وما لنا أن لا نقاتل في سبيل الله} في سورة البقرة (246).
والواو في {ولله ميراث السموات والأرض} واو الحال وهو حال من ضمير {تنفقوا} باعتبار أن عموم السماوات والأرض يشمل ما فيهما فيشمل المخاطبين فذلك العموم هو الرابط.
والتقدير: لله ميراث ما في السماوات والأرض، ويشمل ميراثُه إياكم.
والمعنى: إنكار عدم إنفاق أموالهم فيما دعاهم الله إلى الإِنفاق فيه وهم سيهلكون ويتركون أموالهم لمن قدَّر الله مصيرها إليه فلو أنفقوا بعض أموالهم فيما أمرهم الله لنالوا رضى الله وانتفعوا بمال هو صائر إلى من يرثهم.
وإضافة ميراث إلى السماوات والأرض من إضافة المصدر إلى المفعول وهو على حذف مضاف، تقديره: أهلها، وليس المراد ميراث ذات السماوات والأرض لأن ذلك إنما يحصل بعد انقراض الناس فلا يؤثر في المقصود من حثهم على الإنفاق.
{لاَ يَسْتَوِى مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الفتح وقاتل أولئك أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الذين أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وقاتلوا وَكُلًا وَعَدَ الله الحسنى والله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير}.
استئناف بياني ناشىء عمّا يجول في خواطر كثير من السامعين من أنهم تأخروا عن الإنفاق غير ناوين تركه ولكنهم سيتداركونه.
وأدمج فيه تفضيل جهاد بعض المجاهدين على بعض لمناسبة كون الإِنفاق في سبيل الله يشمل إنفاق المجاهد على نفسه في العُدة والزاد وإنفاقَه على غَيْرِهِ ممن لم يستكمل عُدته ولا زاده، ولأن من المسلمين من يستطيع الجهاد ولا يستطيع الإِنفاق، فأريد أن لا يغفل ذكره في عداد هذه الفضيلة إذ الإِنفاق فيها وسيلة لها.
وظاهر لفظ الفتح أنه فتح مكة فإن هذا الجنس المعرّف صار علمًا بالغلبة على فتح مكة، وهذا قول جمهور المفسرين.
وإنما كان المنفقون قبل الفتح والمجاهدون قبله أعظم درجة في إنفاقهم وجهادهم لأن الزمان الذي قبل فتح مكة كان زمان ضعف المسلمين لأن أهل الكفر كانوا أكثرَ العرب فلما فُتحت مكة دَخلت سائر قريش والعرب في الإسلام فكان الإنفاق والجهاد فيما قبل الفتح أشَقَّ على نفوس المسلمين لقلة ذات أيديهم وقلة جمعهم قبالة جمع العدوّ، ألا ترى أنه كان عليهم أن يثبتوا أمام العدوّ إذا كان عدد العدوّ عشرة أضعاف عدد المسلمين في القتال قال تعالى: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} [الأنفال: 65].
وقيل المراد بالفتح: صلح الحديبية، وهذا قول أبي سعيد الخدري رضي الله عنه والزهري، والشعبي، وعامر بن سعد بن أبي وقاص، واختاره الطبري.
ويؤيده ما رواه الطبري عن أبي سعيد الخدري «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية عام الحديبية» وهو الملائم لكون هذه السورة بعضها مكي وبعضها مدنيّ فيقتضي أن مدنيّها قريب عهد من مدة إقامتهم بمكة، وإطلاق الفتح على صلح الحديبية وَاردٌ في قوله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا} [الفتح: 1].
و{مَن أنفق} عامٌّ يشمل كلّ من أنفق.
وقيل: أريد به أبو بكر الصديق فإنه أنفق ماله كله من أول ظهور الإسلام.
ونفي التسوية مراد به نفيها في الفضيلة والثواب فإن نفي التسوية في وصف يقتضي ثبوت أصل ذلك الوصف لجميع من نفيت عنهم التسوية، فنفي التسوية كناية عن تفضيل أحد جانبين وتنقيص الجانب الآخر نقصًا متفاوتًا.
ويعرف الجانب الفاضل والجانب المفضول بالقرينة أو التصريح في الكلام، وليس تقديم أحد الجانبين في الذكر بعد نفي التسوية بمقتض أنه هو المفضل فقد قال الله تعالى: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم} [النساء: 95] وقدم هذه الآية الجانب المفضَّل، وكذا الذي في قول السموأل:
فليس سواءً عالم وَجَهول...
وقد أكد هذا الاقتضاء بقوله: {أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا}، أي أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا من بعد الفتح، فإن اسم التفضيل يدل على المشاركة فيما اشتق منه اسم التفضيل وزيادة من أخبر عنه باسم التفضيل في الوصف المشتق منه، أي فكلا الفريقين له درجة عظيمة.
وحُذف قسم من أنفق من قبل الفتح إيجازًا لدلالة فعل التسوية عليه لا محالة.
والتقدير: لا يستوي من أنفق من قبل الفتح ومن أنفق بعده.
والدرجة: مستعارة للفضل لأن الدرجة تستلزم الارتقاء، فوصف الارتقاء ملاحظ فيها، ثم يشبَّه الفضل والشرف بالارتقاء فعبر عنه بالدرجة، فالدرجة من أسماء الأجناس التي لوحظت فيها صفات أوصاف مثل اسم الأسد بصفة الشجاعة في قول الخارجي:
أسد علي وفي الحروب نعامة

وقوله: {وكلًا وعد الله الحسنى} احتراس من أن يتوهم متوهم أن اسم التفضيل مسلوب المفاضلة للمبالغة مثل ما في قول: {قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه} [يوسف: 33]، أي حبيب إليّ دون ما يدعونني إليه من المعصية.
وعبر بـ {الحسنى} لبيان أن الدرجة هي درجة الحسنى ليكون للاحتراس معنى زائد على التأكيد وهو ما فيه من البيان.
والحسنى: لقب قرأني إسلامي يدل على خيرات الآخرة، قال تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} [يونس: 26].
وقوله: {منكم} حال من {من أنفق} أصله نعت قُدّم للاهتمام تعجيلًا بهذا الوصف.
وجيء باسم الإِشارة في قوله: {أولئك أعظم درجة} دون الضمير لما تؤذن به الإِشارة من التنويه والتعظيم، وللتنبيه على أن المشار إليهم جديرون بما يذكر بعد اسم الإِشارة، لأجل ما ذُكر قبله من الإِخبار ومثله قوله: {أولئك على هدًى من ربهم} [البقرة: 4] بعد قوله: {هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب} [البقرة: 3] إلخ.
وقرأ الجمهور {وكلًا وعد الله الحسنى} بنصب {كلًا} على أنه مفعول أول مقدم على فعله على طريقة الاشتغال بالضمير المحذوف اختصارًا.
وقرأه ابن عامر بالرفع على الابتداء وهما وجهان في الاشتغال متساويان.
وهذه الآية أصل في تفاضل أهل الفضل فيما فُضلوا فيه، وأن الفضل ثابت للذين أسلموا بعد الفتح من أهل مكة وغيرهم.
وبئس ما يقوله بعض المؤرخين من عبارات تؤذن بتنقيص من أسلموا بعد الفتح من قريش مثل كلمة (الطلقاء) وإنما ذلك من أجل حزازات في النفوس قبلية أو حزبية، والله يقول: {ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} [الحجرات: 11].
وجملة {والله بما تعملون خبير} تذييل، والواو اعتراضية، والمعنى: أن الله يعلم أسباب الإِنفاق وأوقاته وأعذاره، ويعلم أحوال الجهاد ونوايا المجاهدين فيعطي كل عامل على نية عمله.
{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11)}.
موقع هذه الجملة موقع التعليل والبيان لجملة {وكلًا وعد الله الحسنى} [الحديد: 10].
وما بينهما اعتراض، والمعنى: أن مثل المنفق في سبيل الله كمثل من يُقرض الله ومَثَلُ الله تعالى في جزائه كمثل المستسلف مع من أحسن قرضه وأحسن في دفعه إليه.