فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وليس ما قاله ابن مسعود مقتضيًا أن مثله من أولئك الذين ذكرهم الله بهذه الآية ولكنه يخشى أن يكون منهم حذرًا وحيطة.
فالمراد بـ {الذين آمنوا} المؤمنون حقًا لا من يُظهرون الإيمان من المنافقين إذ لم يكن في المسلمين بمكة منافقون ولا كان دَاع إلى نِفاق بعضهم.
وعن ابن مسعود «لما نزلت جعل بَعضنا ينظر إلى بعض ونَقول: ما أحدثْنا».
وإما أن يكون تحريضًا للمؤمنين على مراقبة ذلك والحذرِ من التقصير.
والهمزة في {ألم يأن} للاستفهام وهو استفهام مستعمل في الإنكار، أي إنكار نفي اقتراب وقت فاعل الفعل.
ويجوز أن يكون الاستفهام للتقرير على النفي، وفعل {يأن} مشتق من اسم جامد وهو الإِنَى بفتح الهمزة وكسرها، أي الوقت قال تعالى: {غير ناظرين إناه} [الأحزاب: 53].
وقريب من قوله: {ألم يأن} قولهم: أما آن لك أن تفعل، مثل ما ورد في حديث إسلام عمر بن الخطاب من قول النبي صلى الله عليه وسلم له «أَمَا آنَ لك يا ابنَ الخطاب أن تُسلم» وفي خبر إسلام أبي ذر من أن علي بن أبي طالب وجده في المسجد الحرام وأراد أن يُضيفه وقال له: «أما آن للرجل أن يعرِف منزله» يريد: أن يعرف منزلي الذي هو كمنزله.
وهذا تلطف في عرض الاستضافة، إلا أن فعل {يأن} مشتق من الإِنى وهو فعل منقوص آخره ألف.
وفعل: آن مشتق من الأَين وهو الحين وهو فعل أجوف آخره نون.
فأصل: أنى أَنِيَ وأصل آنَ: آوِن وآل معنى الكلمتين واحد.
واللام للعلة، أي ألم يأن لأجل الذين آمنوا الخشُوع، أي ألم يحقَّ حضوره لأجْلهم.
و{أن تخشع} فاعل {يأن}، والخشوع: الاستكانة والتذلل.
و{ذِكْر الله} ما يذكرهم به النبي صلى الله عليه وسلم أو هو الصلاة.
و{ما نزل من الحق} القرآن، قال تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} [الأنفال: 2].
ويجوز أن يكون الوصفان للقرآن تشريفًا له بأنه ذكر الله وتعريفًا لنفعه بأنه نزل من عند الله، وأنه الحق، فيكون قوله: {وما نزل من الحق} عطف وصف آخر للقرآن مثل قول الشاعر أنشده في (الكشاف):
إلى الملك القِرْم وابن الهمّام

البيت...
واللام في {لذكر الله} لام العلة، أي لأجل ذكر الله.
ومعنى الخشوع لأجله: الخشوع المسبب على سماعه وهو الطاعة والامتثال.
وقرأ نافع وحفص عن عاصم {وما نزل} بتخفيف الزاي.
وقرأه الباقون بتشديد الزاي على أن فاعل {نزل} معلوم من المقام، أي الله.
و{لا يكونوا} قرأه الجمهور بياء الغائب.
وقرأه رويس عن يعقوب {ولا تكونوا} بتاء الخطاب.
و{لا} نافية على قراءة الجمهور والفعل معمول لـ: (أن) المصدرية التي ذكرت قبله، والتقدير: ألم يأن لهم أن لا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب.
وعلى قراءة رويس عن يعقوب فتاء الخطاب الالتفات و(لا) نافية، والفعل منصوب بالعطف كقراءة الجمهور، أو (لا) ناهية والفعل مجزوم والعطف من عطف الجُمل.
والمقصود التحذير لا أنهم تلبسوا بذلك ولم يأن لهم الاقلاع عنه.
والتحذير مُنْصَبٌّ إلى ما حدث لأهل الكتاب من قسوة القلوب بعد طول الأمد عليهم في مزاولة دينهم، أي فليحذر الذين آمنوا من أن يكونوا مثلهم على حدثان عهدهم بالدين.
وليس المقصود عذر الذين أوتوا الكتاب بطول الأمد عليهم لأن طول الأمد لا يكون سببًا في التفريط فيما طال فيه الأمدُ بل الأمر بالعكس ولا قصدُ تهوين حصوله للذين آمنوا بعد أن يطول الأمد لأن ذلك لا يتعلق به الغرض قبل طول الأمد، وإنما المقصود النهي عن التشبه بالذين أوتوا الكتاب في عدم خشوع قلوبهم ولكنه يفيد تحذير المؤمنين بعد أن يطول الزمان من أن يقعوا فيما وقع فيه أهل الكتاب.
ويستتبع ذلك الأنباءَ بأن مدة المسلمين تطول قريبًا أو أكثر من مدة أهل الكتاب الذين كانوا قبل البعثة، فإن القرآن موعظة للعصور والأجيال.
ويجوز أن تجعل (لا) حرف نهي وتعلق النهي بالغائب التفاتًا أو المراد: أَبْلِغْهم أن لا يكونوا.
وفاء {فطال عليهم الأمد} لتفريع طول الأمد على قسوة القلوب من عدم الخشوع، فهذا التفريع خارج عن التشبيه الذي في قوله: {كالذين أوتوا الكتاب من قبل}، ولكنه تنبيه على عاقبة ذلك التشبيه تحذيرًا من أن يصيبهم مثل ما أصاب الذين أوتوا الكتاب من قبل.
والأمد: الغاية من مكان أو زمان والمراد به هنا: المدة التي أوصوا بأن يحافظوا على اتباع شرائعهم فيها المغيَّاةُ بمجيء الرسول صلى الله عليه وسلم المبشر في الشرائع {وإذا أخذ الله ميثاق النبييئن لما آتيناكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه} [آل عمران: 81].
والمعنى: أنهم نَسُوا ما أوصوا به فخالفوا أحكام شرائعهم ولم يخافوا عقاب الله يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنًا، وصار ديدنًا لهم رويدًا رويدًا حتى ضرئوا بذلك، فقست قلوبهم، أي تمردت على الاجتراء على تغيير أحكام الدين.
وجملة {وكثير منهم فاسقون} اعتراض في آخر الكلام.
والمعنى: أن كثيرًا منهم تجاوزوا ذلك الحَدَّ من قسوة القلوب فنبذوا دينهم وبدلوا كتابهم وحرفوه وأفسدوا عقائدهم فبلغوا حدّ الكفر.
فالفسق هنا مراد به الكفر كقوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثرهم فاسقون} [المائدة: 59]، أي غير مؤمنين بدليل المقابلة بقوله: {آمنا بالله} إلى آخره.
وبين قوله: {فقست} وقوله: {فاسقون} محسّن الجناس.
وهذا النوع فيه مركب مما يسمى جناس القلب وما يسمى الجناس الناقص وقد اجتمعا في هذه الآية.
{اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17)}.
افتتاح الكلام بـ {اعلموا} ونحوه يؤذن بأن ما سيلقى جدير بتوجه الذهن بشراشره إليه، كما تقدم عند قوله تعالى: {واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه} في سورة [البقرة: 235] وقوله: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه} الآية في سورة [الأنفال: 41].
وهو هنا يشير إلى أن الكلام الذي بُعده مغزى عظيم غير ظاهرِ، وذلك أنه أريد به تمثيل حال احتياج القلوب المؤمنة إلى ذكر الله بحال الأرض الميتة في الحاجة إلى المطر، وحاللِ الذكر في تزكية النفوس واستنارتها بحال الغَيث في إحياء الأرض الجدبة.
ودل على ذلك قوله بعده:{قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون}، وإلا فإن إحياء الله الأرض بعد موتها بما يصيبها من المطر لا خفاء فيها فلا يقتضي أن يفتتح الإخبار عنه بمثل {اعلموا} إلاّ لأن فيه دلالة غير مألوفة وهي دلالة التمثيل، ونظيره قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي مسعود البَدري وقد رآه لَطم وجه عبدٍ له «اعلَمْ أبا مسعود، اعلَمْ أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا».
فالجملة بمنزلة التعليل لجملة {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} إلى قوله: {فقست قلوبهم} [الحديد: 16] لما تتضمنه تلك من التحريض على الخشوع لذكر الله، ولكن هذه بمنزلة العلة فَصلت ولم تعطف، وهذا يقتضي أن تكون مما نزل مع قوله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم} الآية.
والخطاب في قوله: {اعلموا} للمؤمنين على طريقة الالتفات إقبالًا عليهم للاهتمام.
وقوله: {أن الله يحي الأرض بعد موتها} استعارة تمثيلية مصرّحة ويتضمن تمثيلية مَكْنية بسبب تضمنه تشبيه حال ذِكر الله والقرآن في إصلاح القلوب بحال المطر في إصلاحه الأرض بعد جدبها.
وطُوي ذكر الحالة المشبه بها ورُمز إليها بلازمها وهو إسناد إحياء الأرض إلى الله لأن الله يحيي الأرض بعد موتها بسبب المطر كما قال تعالى: {والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها} [النحل: 65].
والمقصود الإِرشاد إلى وسيلة الإِنابة إلى الله والحث على تعهد النفس بالموعظة، والتذكير بالإِقبال على القرآن وتدبره وكلاممِ الرسول صلى الله عليه وسلم وتعليمه وأن في اللجأ إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نجاة وفي المفزع إليهما عصمة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تركتُ فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتابَ الله وسنتي» وقال: «مَثَل ما بَعثني الله به من الهُدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا فكان منها نَقَيّة قبِلت الماء فأنبتت الكلأ والعُشْب، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناسَ فشربوا وسقَوْا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قِيعانٌ لا تمسك ماء ولا تنبت كلًا، فذلك مثَل من فَقُهَ في دين الله وَنَفَعه ما بعثني الله به فَعلِم وعلَّم، ومثلُ من لم يرفع لذلك رأسًا ولم يقبَل هدى الله الذي أرسلتُ به».
وقوله: {قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون} استئناف بياني لجملة {أن الله يحي الأرض بعد موتها} لأن السامع قوله: {اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها} يتطلب معرفة الغرض من هذا الإعلام فيكون قوله: {قد بينا لكم الآيات} جوابًا عن تطلبه، أي أعلمناكم بهذا تبيينًا للآيات.
ويفيد بعمومه مُفاد التذييل للآيات السابقة من أول السورة مكيّها ومدنيها لأن الآية وإن كانت مدنيّة فموقعها بعد الآيات النازلة بمكة مراد لله تعالى، ويدل عليه الأمر بوضعها في موضعها هذا، ولأن التعريف في الآيات للاستغراق كما هو شأن الجمع المعرّف باللام.
والآيات: الدلائل.
والمراد بها: ما يشمل مضمون قوله: {ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد} إلى قوله: {بعد موتها} [الحديد: 16]، وهو محل ضرب المثل لأن التنظير بحال أهل الكتاب ضرب من التمثيل.
وبيان الآيات يحصل من فصاحة الكلام وبلاغته ووفرة معانيه وتوضيحها، وكل ذلك حاصل في هذه الآيات كما علمت آنفًا.
ومن أوضح البيان التنظير بأحوال المشابهين في حالة التحذير أو التحضيض.
و{لعلكم تعقلون}: رجاء وتعليل، أي بيّنا لكم لأنكم حالكم كحال من يرجى فهمه، والبيان علة لفهمه. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

قال ابن القيم:
ومن منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} منزلة الخشوع:
قال الله تعالى: [57: 16] {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} قال ابن مسعود رضي الله عنه: «ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين» وقال ابن عباس: «إن الله استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن» وقال تعالى: [23: 1، 2] {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}.
و(الخشوع) في أصل اللغة: الانخفاض والذل والسكون قال تعالى: [20: 108] {وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ} أي سكنت وذلت وخضعت ومنه وصف الأرض بالخشوع وهو يبسها وانخفاضها وعدم ارتفاعها بالري والنبات قال تعالى: [41: 39] {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ}.
و(الخشوع) قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل والجمعية عليه.
وقيل (الخشوع) الانقياد للحق وهذا من موجبات الخشوع.
فمن علاماته: أن العبد إذا خولف ورد عليه بالحق استقبل ذلك بالقبول والانقياد.
وقيل (الخشوع) خمود نيران الشهوة وسكون دخان الصدور وإشراق نور التعظيم في القلب.
وقال الجنيد (الخشوع تذلل القلوب لعلام الغيوب).
وأجمع العارفون على أن (الخشوع) محله القلب وثمرته على الجوارح وهي تظهره و«رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال: لو خشع قلب هدا لخشعت جوارحه» وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «التقوى هاهنا» وأشار إلى صدره ثلاث مرات. وقال بعض العارفين: حسن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن ورأى بعضهم رجلا خاشع المنكبين والبدن فقال: يا فلان الخشوع هاهنا وأشار إلى صدره لا هاهنا وأشار إلى منكبيه.
وكان بعض الصحابة رضى الله عنهم وهو حذيفة يقول: (إياكم وخشوع النفاق فقيل له: وما خشوع النفاق؟ قال: أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع) ورأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا طأطأ رقبته في الصلاة فقال: (يا صاحب الرقبة ارفع رقبتك ليس الخشوع في الرقاب إنما الخشوع في القلوب) ورأت عائشة رضى الله عنها (شبابا يمشون ويتماوتون في مشيتهم فقالت لأصحابها: من هؤلاء؟ فقالوا: نساك فقالت: كان عمر بن الخطاب إذا مشى أسرع وإذا قال: أسمع وإذا ضرب: أوجع وإذا أطعم: أشبع وكان هو الناسك حقا) وقال الفضيل بن عياض: (كان يكره أن يرى الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه) وقال حذيفة رضي الله عنه: (أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ورب مصل لا خير فيه ويوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيهم خاشعا) وقال سهل: (من خشع قلبه لم يقرب منه الشيطان).
فصل:
قال صاحب المنازل:
الخشوع: خمود النفس وهمود الطباع لمتعاظم أو مفزع.
يعنى: انقباض النفس والطبع وهو خمود قوى النفس عن الانبساط لمن له في القلوب عظمة ومهابة أو لما يفزع منه القلب.
والحق: أن (الخشوع) معنى يلتئم من التعظيم والمحبة والذل والانكسار قال: وهو على ثلاث درجات الدرجة الأولى: التذلل للأمر: والاستسلام للحكم والاتضاع لنظر الحق. التذلل للأمر والاستسلام للحكم والاتضاع لنظر الحق.
التذلل للأمر: تلقيه بذلة القبول والانقياد والامتثال ومواطأة الظاهر الباطن مع إظهار الضعف والافتقار إلى الهداية للأمر قبل الفعل والإعانة عليه حال الفعل وقبوله بعد الفعل.
وأما الاستسلام للحكم: فيجوز أن يريد به: الحكم الديني الشرعي فيكون معناه: عدم معارضته برأي أو شهوة ويجوز أن يريد به: الاستسلام للحكم القدري وهو عدم تلقيه بالتسخط والكراهة والاعتراض.
والحق: أن (الخشوع) هو الاستسلام للحكمين وهو الانقياد بالمسكنة والذل لأمر الله وقضائه.
وأما الاتضاع لنظر الحق: فهو اتضاع القلب والجوارح وانكسارها لنظر الرب إليها واطلاعه على تفاصيل ما في القلب والجوارح وهذا أحد التأويلين في قوله تعالى: [55: 46] {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} وقوله: [79: 40] {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} وهو مقام الرب على عبده بالاطلاع والقدرة والربوبية.