فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وحكى ذلك عن مقاتل بن سليمان، وقيل: الأنبياء عليهم السلام الذين يشهدون للأمم عليهم، وحكى ذلك عن مسروق ومقاتل بن حيان واختاره الفراء والزجاج، وزعم أبو حيان أن الظاهر كون الشهداء مبتدأ وما بعده خبر، ومن أنصف يعلم أنه ليس كما قفال، وأن الذي تقتضيه جزالة النظم الكريم هو ما تقدم، ثم النور على الجميع الأوجه على حقيقته، وعن مجاهد وغيره أنه عبارة عن الهدى والكرامة والبشرى.
{والذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بآياتنا} أي بجميعها على اختلاف أنواعها وهو إشارة إلى كفرهم بالرسل عليهم السلام جميعهم {أولئك} الموصوفون بتلك الصفة القبيحة {أصحاب الجحيم} بحيث لا يفارقونها أبدًا. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18)}.
يشبه أن تكون هذه الآية من المدني وأن تكون متصلة المعنى بقوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا فيضاعفه له وله أجر كريم} [الحديد: 11] وأن آية {ألم يأن للذين آمنوا} [الحديد: 16] وما بعدها معترض.
وقد تخلل المكي والمدني كل مع الآخر في هذه السورة ألاَ ترى أن ألفاظ الآيتين متماثلة إذ أريد أن يعاد ما سبق من التحريض على الإِنفاق فيُؤتى به في صورة الصلة التي عُرف بها الممتثلون لذلك التحريض.
وعطف {والمصدقات} كما تقدم في قوله: {يوم ترى المؤمنين والمؤمنات} [الحديد: 12]، ولأن الشُحَّ يكثر في النساء كما دلت عليه أشعار العرب.
وقرأ الجمهور {والمصّدقين} بتشديد الصاد على أن أصله المتصدقين فأدغمت التاء في الصاد بعد قَلْبِهَا صادًا لقرب مخرجيهما تطلبًا لخفة الإِدغام، فقوله: {واقرضوا الله قرضًا حسنًا} من عطف المرادف في المعنى لما في المعطوف من تشبيه فِعلهم بقرض لله تنويهًا بالصدقات.
وقرأه ابن كثير وأبو بكر عن عاصم بتخفيف الصاد على أنه من التصديق، أي الذين صدَّقوا الرسول صلى الله عليه وسلم أي آمنوا وامتثلوا أمره فأقرضوا الله قرضًا حسنًا.
وقرأ الجمهور {يضاعف لهم} بألف بعد الضاد.
وقرأه ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب {يضعّف} بدون ألف وبتشديد العين.
وعطف {واقرضوا} وهو جملة على {المصدقين} وهو مفرد لأن المفرد في حكم الفعل حيث كانت اللام في معنى الموصول فقوة الكلام: إن الذين اصَّدَّقوا واللائي تصدقْنَ وأقرضوا، على التغليب ولا فَصْلَ بأجنبي على أن الفصل لا يمنع إذا لم يفسد المعنى.
ووجه العدول عن تماثل الصلتين فلم يقل: إن المصدقين والمقرضين، هو تصوير معنى كون التصدق إقراضا لله.
وتقدم معنى {يضاعف لهم ولهم أجر كريم} في قوله: {من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا فيضاعفه له} [الحديد: 11] الآية.
{والذين ءَامَنُواْ بالله وَرُسُلِهِ أولئك هُمُ الصديقون}.
لما ذكر فضل المتصدقين وكان من المؤمنين من لا مال له ليتصدق منه أعقب ذكر المتصدقين ببيان فضل المؤمنين مطلقًا، وهو شامل لمن يستطيع أن يتصدق ومن لا يستطيع على نحو التذكير المتقدم آنفًا في قوله: {وكلًا وعد الله الحسنى} [النساء: 95].
وفي الحديث: «إن قومًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدُثور بالأجور يصلّون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم ولا أموال لنا، فقال: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدَّقون به، إن لكم في كل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة».
و{الذين آمنوا} يعم كل من ثبت له مضمون هذه الصلة وما عطف عليها.
وفي جمع {ورسله} تعريض بأهل الكتاب الذين قالوا: نؤمن ببعض ونكفر ببعض، فاليهود آمنوا بالله وبموسى، وكفروا بعيسى وبمحمد عليهما الصلاة والسلام، والنصارى آمنوا بالله وكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون آمنوا برسل الله كلهم، ولذلك وصفوا بأنهم الصدّيقون.
والصدّيق بتشديد الدال مبالغة في المُصَدِّق مثل المسِّيك للشحيح، أي كثير الإِمساك لماله، والأكثر أن يشتق هذا الوزن من الثلاثي مثل: الضلّيل، وقد يشتق من المزيد، وذلك أن الصيغ القليلة الاستعمال يتوسعون فيها كما توسع في السّميع بمعنى المُسْمِع في بيت عمرو بن معد يكرب، والحكيم بمعنى المحكم في أسماء الله تعالى، وإنما وصفوا بأنهم صدّيقون لأنهم صدّقوا جميع الرسل الحقِّ ولم تمنعهم عن ذلك عصبية ولا عناد، وقد تقدم في سورة يوسف وصفه بالصدّيق ووصفت مريم بالصدّيقة في سورة العقود.
وضمير الفصل للقصر وهو قصر إضافي، أي هم الصدّيقون لا الذين كذّبوا بعضَ الرسل وهذا إبطال لأن يكون أهل الكتاب صدّيقين لأن تصديقهم رسولهم لا جدوى له إذ لم يصدّقوا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
واسم الإِشارة للتنويه بشأنهم وللتنبيه على أن المشار إليهم استحقوا ما يرد بعد اسم الإِشارة من أجل الصفات التي قبل اسم الإِشارة.
{الصديقون والشهداء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ}.
يجوز أن يكون عطفًا على {الصديقون} عطفَ المفرد على المفرد فهو عطف على الخبر، أي وهم الشهداء.
وحكي هذا التأويل عن ابن مسعود ومجاهد وزيد بن أسلم وجماعة.
فقيل: معنى كونهم شهداء: أنهم شهداء على الأمم يوم الجزاء، قال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس} [البقرة: 143]، فالشهادة تكون بمعنى الخبر بما يُثبت حقًا يجازى عليه بخير أو شر.
وقيل معناه: أن مؤمني هذه الأمة كشهداء الأمم، أي كقتلاهم في سبيل الله وروي عن البراء بن عازب يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فتكون جملة {عند ربهم لهم أجرهم ونورهم} استئنافًا بيانيًا نشأ عن وصفهم بتينك الصفتين فإن السامع يترقب ما هو نَوَالهم من هذين الفضلين.
ويجوز أن يكون قوله: {والشهداء} مبتدأ وجملة {عند ربهم لهم أجرهم ونورهم} خبر عن المبتدأ، ويكون العطف من عطف الجمل فيوقَف على قوله: {الصديقون}.
وحكي هذا التأويل عن ابن عباس ومسروق والضحاك فيكون انتقالا من وصف مزية الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى وصف مزية فريق منهم استأثروا بفضيلة الشهادة في سبيل الله، وهذا من تتمة قوله: {وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله} إلى قوله: {والله بما تعملون خبير} [الحديد: 10] فإنه لما نوّه بوعد المؤمنين المصدقين المعفيين من قوله: {وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم} [الحديد: 8] إلخ فأوفاهم حقهم بقوله: {والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون} أقبل على وعد الشهداء في سبيل الله الذين تضمن ذكرهم قوله: {وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله} [الحديد: 10] الآيات، فالشهداء إذن هم المقتولون في الجهاد في سبيل الله.
والمعنيَاننِ من الشهداء ممكن الجمع بينهما فتحمل الآية على إرادتهما على طريقة استعمال المشترك في معنييه.
وقد قررنا في مواضع كثيرة أنه جرى استعمال القرآن عليه.
وضميرا {أجرهم} و{نورهم} يعودان إلى الصدّيقين والشهداء أو إلى الشهداء فقط على اختلاف الوجهين المتقدمين آنفًا في العطف.
و{عند ربهم} متعلق بالاستقرار الذي في المجرور المخبر به عن المبتدأ، والتقدير: لهم أجرهم مستقر عند ربهم، والعندية مجازية مستعملة في العناية والحظوة.
والظاهر في عود الضمير إلى أن يكون عائدًا إلى مذكور في اللفظ بمعناه المذكور فظاهر معنى {أجرهم ونورهم} أنه أجر أولئك المذكورين، ومعنى إضافة أجر ونور إلى ضميرهم أنه أجر يعرَّف بهم ونور يعرف بهم.
وإذ قد كان مقتضى الإضافة أن تفيد تعريف المضاف بنسبته إلى المضاف إليه وكان الأجر والنور غير معلومين للسامع كان في الكلام إبهام يكنى به عن أجر ونور عظيمين، فهو كناية عن التنويه بذلك الأجر وذلك النور، أي أجر ونور لا يوصفان إلا أجرهم ونورهم، أي أجرًا ونورًا لائقَيْن بمقام، مع ضميمة ما أفادته العندية التي في قوله: {عند ربهم} من معنى الزلفى والعناية بهم المفيد عظيم الأجر والنور.
ويجوز أن يكون ضميرا {أجرهم ونورهم} عائدين إلى لفظي {الصديقون} و{الشهداء} أو إلى لفظ {الشهداء} خاصة على ما تقدم لكن بمعنى آخر غير المعنى الذي حمل عليه آنفًا بل بمعنى الصدّيقين والشهداء ممن كانوا قبلهم من الأمم، قاله في (الكشاف).
ومعنى الصديقين والشهداء حينئذٍ مغاير للمعنى السابق بالعموم والخصوص على طريقة الاستخدام في الضمير.
وطريقة التشبيه البليغ في حمل الخبر على المبتدأ في قوله: {لهم أجرهم ونورهم} بتقدير: لهم مثل أجرهم ونورهم، ولا تأويل في إضافة الأجر والنور إلى الضميرين بهذا المحمل فإن تعريف المضاف بَيّن لأنه قد تقرر في علم الناس ما وُعد به الصدّيقون والشهداء من الأمم الماضية قال تعالى في شأنهم:
{وكانوا عليه شهداء} [المائدة: 44] وقال: {فأولئك مع الذين أنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا} [النساء: 69].
وفائدة التشبيه على هذا الوجه تصوير قوة المشبه وإن كان أقوى من المشبه به لأن للأحوال السالفة من الشهرة والتحقق ما يقرِّب صورة المشبه عند المخاطب، ومنه ما في لفظ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من التشبيه بقوله: «كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم».
{والذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بآياتنآ أولئك أصحاب}.
تتميم اقتضاه ذكر أهل مراتب الإيمان والتنويه بهم، فأتبع ذلك بوصف أضدادهم لأن ذلك يزيد التنويه بهم بأن إيمانهم أنجاهم من الجحيم.
والمراد بالذين كفروا بالله وكذّبوا بالقرآن ما يشمل المشركين واليهودَ والنصارى على تفاوت بينهم في دركات الجحيم، فالمشركون استحقوا الجحيم من جميع جهات كفرهم، واليهود استحقوه من يوم كذبوا عيسى عليه السلام، والنصارى استحقّه بعضُهم حين أثبتوا لله ابنًا وبعضهم من حين تكذيبهم برسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي استحضارهم بتعريف اسم الإشارة من التنبيه على أنهم جديرون بذلك لأجل الكفر والتكذيب نظيرُ ما تقدم في قوله: {أولئك هم الصديقون}.
ولم يؤت في خبرهم بضمير الفصل إذ لا يظن أن غيرهم أصحاب الجحيم.
والتعبير عنهم بأصحاب مضاف إلى الجحيم دلالة على شدة ملازمتهم للجحيم. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

قوله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ}.
يقال: أنى لك يأني أنى: إذا حان.
قرأ الجمهور {ألم يأن} وقرأ الحسن، وأبو السماك: (ألما يأن)، وأنشد ابن السكيت:
ألما يأن لي أن تجلى عمايتي ** وأقصر عن ليلى؟ بلى قد أنى ليا

و{أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ} فاعل يأن، أي: ألم يحضر خشوع قلوبهم ويجيء وقته، ومنه قول الشاعر:
ألم يأن لي يا قلب أن أترك الجهلا ** وأن يحدث الشيب المنير لنا عقلا؟

هذه الآية نزلت في المؤمنين.
قال الحسن: يستبطئهم، وهم أحبّ خلقه إليه.
وقيل: إن الخطاب لمن آمن بموسى وعيسى دون محمد.
قال الزجاج: نزلت في طائفة من المؤمنين، حثوا على الرّقة والخشوع، فأما من وصفهم الله بالرّقة والخشوع، فطبقة فوق هؤلاء.
وقال السديّ وغيره: المعنى: ألم يأن للذين آمنوا في الظاهر، وأسرّوا الكفر أن تخشع قلوبهم {لِذِكْرِ الله}، وسيأتي في آخر البحث ما يقوّي قول من قال إنها نزلت في المسلمين، والخشوع: لين القلب ورقته.
والمعنى: أنه ينبغي أن يورثهم الذكر خشوعًا ورقة، ولا يكونوا كمن لا يلين قلبه للذكر ولا يخضع له {وَمَا نَزَلَ مِنَ الحق} معطوف على ذكر الله، والمراد بما نزل من الحقّ: القرآن، فيحمل الذكر المعطوف عليه على ما عداه مما فيه ذكر الله سبحانه باللسان، أو خطور بالقلب، وقيل: المراد بالذكر هو القرآن، فيكون هذا العطف من باب عطف التفسير، أو باعتبار تغاير المفهومين.
قرأ الجمهور: {نزل} مشدّدًا مبنيًا للفاعل.
وقرأ نافع، وحفص بالتخفيف مبنيًا للفاعل.
وقرأ الجحدري، وأبو جعفر، والأعمش، وأبو عمرو في رواية عنه مشدّدًا مبنيًا للمفعول.
وقرأ ابن مسعود: {أنزل} مبنيًا للفاعل {وَلاَ يَكُونُواْ كالذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلُ} قرأ الجمهور بالتحتية على الغيبة جريًا على ما تقدّم.
وقرأ أبو حيوة، وابن أبي عبلة بالفوقية على الخطاب التفاتًا، وبها قرأ عيسى، وابن إسحاق، والجملة معطوفة على {تخشع} أي: ألم يأن لهم أن تخشع، قلوبهم، {ولا يكونوا}؟ والمعنى: النهي لهم عن أن يسلكوا سبيل اليهود والنصارى الذين أوتوا التوراة والإنجيل من قبل نزول القرآن {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمد} أي: طال عليهم الزمان بينهم وبين أنبيائهم.
قرأ الجمهور: {الأمد} بتخفيف الدال، وقرأ ابن كثير في رواية عنه بتشديدها، أي: الزّمن الطويل، وقيل: المراد بالأمد على القراءة الأولى: الأجل والغاية، يقال أمد فلان كذا، أي: غايته {فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ} بذلك السبب، فلذلك حرّفوا وبدّلوا، فنهى الله سبحانه أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن يكونوا مثلهم {وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فاسقون} أي: خارجون عن طاعة الله؛ لأنهم تركوا العمل بما أنزل إليهم، وحرّفوا وبدّلوا، ولم يؤمنوا بما نزل على محمد، وقيل: هم الذين تركوا الإيمان بعيسى، ومحمد صلى الله عليه وسلم، وقيل: هم الذين ابتدعوا الرهبانية، وهم أصحاب الصوامع.
{اعلموا أَنَّ الله يُحْىِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا} فهو قادر على أن يبعث الأجسام بعد موتها، ويلين القلوب بعد قسوتها {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيات} التي من جملتها هذه الآيات {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} أي: كي تعقلوا ما تضمنته من المواعظ، وتعملوا بموجب ذلك.
{إِنَّ المصدقين والمصدقات} قرأ الجمهور بتشديد الصاد في الموضعين من الصدقة، وأصله المتصدّقين والمتصدّقات، فأدغمت التاء في الصاد.
وقرأ أبيّ {المتصدّقين والمتصدّقات} بإثبات التاء على الأصل.