فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل: الجوائح في الزرع.
{وَلاَ في أَنفُسِكُمْ} بالأوصاب والأسقام؛ قاله قتادة.
وقيل: إقامة الحدود؛ قاله ابن حيان.
وقيل: ضيق المعاش؛ وهذا معنى رواه ابن جريج.
{إِلاَّ فِي كِتَابٍ} يعني في اللوح المحفوظ.
{مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ} الضمير في {نَبْرَأَهَا} عائد على النفوس أو الأرض أو المصائب أو الجميع.
وقال ابن عباس: من قبل أن يخلق المصيبة.
وقال سعيد بن جبير: من قبل أن يخلق الأرض والنفس.
{إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ} أي خَلْق ذلك وحِفْظ جميعه {عَلَى الله يَسِيرٌ} هيّن.
قال الربيع بن صالح: لما أخِذ سعيد ابن جبير رضي الله عنه بَكَيت؛ فقال: ما يبكيك؟ قلت: أبكي لما أرى بك ولما تذهب إليه.
قال: فلا تبك فإنه كان في علم الله أن يكون، ألم تسمع قوله تعالى: {مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأرض وَلاَ في أَنفُسِكُمْ} الآية.
وقال ابن عباس: لما خلق الله القلم قال له اكتب، فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة.
ولقد ترك لهذه الآية جماعةٌ من الفضلاء الدواء في أمراضهم فلم يستعملوه ثقة بربهم وتوكّلًا عليه، وقالوا قد علم الله أيام المرض وأيام الصحة، فلو حرص الخلق على تقليل ذلك أو زيادته ما قدروا؛ قال الله تعالى: {مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأرض وَلاَ في أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ}.
وقد قيل: إن هذه الآية تتصل بما قبل، وهو أن الله سبحانه هوّن عليهم ما يصيبهم في الجهاد من قتلٍ وجرح.
وبيّن أن ما يخلفهم عن الجهاد من المحافظة على الأموال وما يقع فيها من خسران، فالكل مكتوب مقدّر لا مدفع له، وإنما على المرء امتثال الأمر، ثم أدبهم فقال هذا: {لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ على مَا فَاتَكُمْ} أي حتى لا تحزنوا على ما فاتكم من الرزق؛ وذلك أنهم إذا علموا أن الرزق قد فُرِغ منه لم يأسوا على ما فاتهم منه.
وعن ابن مسعود أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجد أحدكم طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه» ثم قرأ {لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ على مَا فَاتَكُمْ} أي كي لا تحزنوا على ما فاتكم من الدنيا فإنه لم يقدر لكم ولو قدر لكم لم يفتكم {وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ} أي من الدنيا؛ قاله ابن عباس.
وقال سعيد بن جبير: من العافية والخصب.
وروى عِكرمة عن ابن عباس: ليس مِن أحد إلا وهو يحزن ويفرح، ولكن المؤمن يجعل مصيبته صبرًا، وغنيمته شكرًا.
والحزن والفرح المنهيّ عنهما هما اللذان يتعدّى فيهما إلى ما لا يجوز؛ قال الله تعالى: {والله لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} أي متكبر بما أوتي من الدنيا، فخور به على الناس.
وقراءة العامة: {آتَاكُمْ} بمد الألف أي أعطاكم من الدنيا.
واختاره أبو حاتم، وقرأ أبو العالية ونصر بن عاصم وأبو عمرو {أَتَاكُمْ} بقصر الألف واختاره أبو عبيد.
أي جاءكم، وهو معادل لـ:{فَاتَكُمْ} ولهذا لم يقل أفاتكم.
قال جعفر بن محمد الصادق: يا بن آدم ما لك تأسى على مفقود لا يردّه عليك الفوت، أو تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت.
وقيل لبرزجمهر: أيها الحكيم! ما لك لا تحزن على ما فات، ولا تفرح بما هو آت؟ قال: لأن الفائت لا يتلافى بالْعَبْرَةِ، والآتي لا يستدام بالحَبْرَةِ.
وقال الفضيل بن عِياض في هذا المعنى الدنيا مُبِيد ومُفِيد؛ فما أباد فلا رجعة له، وما أفاد آذن بالرحيل.
وقيل: المختال الذي ينظر إلى نفسه بعين الافتخار، والفخور الذي ينظر إلى الناس بعين الاحتقار، وكلاهما شِرك خفيّ.
والفخور بمنزلة المُصَرَّاةِ تُشَدّ أخلافهما ليجتمع فيها اللبن، فيتوهم المشتري أنّ ذلك معتاد وليس كذلك؛ فكذلك الذي يرى من نفسه حالًا وزينةً وهو مع ذلك مدّع فهو الفخور.
قوله تعالى: {الذين يَبْخَلُونَ} أي لا يحب المختالين {الذين يَبْخَلُونَ} فـ:{الَّذِينَ} في موضع خفض نعتًا للمختال.
وقيل: رفع بابتداء أي الذين يبخلون فالله غنيٌّ عنهم.
قيل: أراد رؤساء اليهود الذين يبخلون ببيان صفة محمد صلى الله عليه وسلم التي في كتبهم؛ لِئلا يؤمن به الناس فتذهب مأكلتهم؛ قاله السدي والكلبي.
وقال سعيد بن جبير: {الذين يَبْخَلُونَ} يعني بالعلم {وَيَأْمُرُونَ الناس بالبخل} أي بألاّ يعلِّموا الناس شيئًا.
زيد ابن أسلم: إنه البخل بأداء حقّ الله عز وجل.
وقيل: إنه البخل بالصدقة والحقوق؛ قاله عامر بن عبد الله الأشعريّ.
وقال طوس: إنه البخل بما في يديه.
وهذه الأقوال الثلاثة متقاربة المعنى.
وفرّق أصحاب الخواطِر بين البخل والسخاء بفرقين: أحدهما أن البخيل الذي يلتذ بالإمساك.
والسخيّ الذي يلتذ بالإعطاء.
الثاني: أن البخيل الذي يعطي عند السؤال، والسخيّ الذي يعطي بغير سؤال.
{وَمَن يَتَوَلَّ} أي عن الإيمان {فَإِنَّ الله} غنيّ عنه.
ويجوز أن يكون لما حثّ على الصدقة أعلمهم أن الذين يبخلون بها ويأمرون الناس بالبخل بها فإن الله غنيّ عنهم.
وقراءة العامة {بالبخل} بضم الباء وسكون الخاء.
وقرأ أنس وعبيد بن عمير ويحيى بن يعمر ومجاهد وحميد وابن محيصن وحمزة والكسائي {بِالْبَخَلِ} بفتحتين وهي لغة الأنصار.
وقرأ أبو العالية وابن السَّمَيْقع {بِالْبَخْل} بفتح الباء وإسكان الخاء.
وعن نصر بن عاصم {الْبُخُلِ} بضمتين وكلها لغات مشهورة.
وقد تقدّم الفرق بين البخل والشحّ في آخر (آل عمران).
وقرأ نافع وابن عامر {فَإِنَّ الله الغنى الحميد} بغير (هُوَ).
والباقون {هُوَ الْغَنِيُّ} على أن يكون فصلًا.
ويجوز أن يكون مبتدأ و{الْغَنِيُّ} خبره والجملة خبر إن.
ومن حذفها فالأحسن أن يكون فصلًا؛ لأن حذف الفصل أسهل من حذف المبتدأ. اهـ.

.قال الألوسي:

{سَابِقُواْ إلى مَغْفِرَةٍ} أي سارعوا مسارعة السابقين لأقرانهم في المضمار إلى أسباب مغفرة عظيمة كائنة {مّن رَّبّكُمْ} والكلام على الاستعارة أو المجاز المرسل واستعمال اللفظ في لازم معناه وإنما لزم ذلك لأن اللازم أن يبادر من يعمل ما يكون سببًا للمغفرة ودخول الجنة لا أن يعمله أو يتصف بذلك سابقًا على آخر؛ وقيل: المراد سابقوا ملك الموت قبل أن يقطعكم بالموت عن الأعمال الموصلة لما ذكر؛ وقيل: سابقوا إبليس قبل أن يصدكم بغروره وخداعه عن ذلك وهو كما ترى.
والمراد بتلك الأسباب الأعمال الصالحة على اختلاف أنواعها، وعن علي كرم الله تعالى وجهه أنه قال في الآية: كن أوّل داخل المسجد وآخر خارج، وقال عبد الله: كونوا في أول صف القتال، وقال أنس: اشهدوا تكبيرة الإحرام مع الإمام وكل ذلك من باب التمثيل، واستدل بهذا الأمر على أن الصلاة بأول وقتها أفضل من التأخير {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السماء والأرض} أي كعرضهما جميعًا لو ألصق أحدهما بالآخر وإذا كان العرض وهو أقصر الامتدادين موصوفًا بالسعة دل على سعة الطول بالطريق الأولى فالاقتصار عليه أبلغ من ذكر الطول معه، وقيل: المراد بالعرض البسطة ولذا وصف به الدعاء ونحوه مما ليس من ذوي الأبعاد وتقدم قول آخر في تفسير نظير الآية من سورة آل عمران وتقديم المغفرة على الجنة لتقدم التخلية على التحلية.
{أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ بالله وَرُسُلِهِ} أي هيئت لهم، واستدل بذلك على أن الجنة موجودة الآن لقوله تعالى: {أُعِدَّتْ} بصيغة الماضي والتأويل خلاف الظاهر، وقد صرح بخلافه في الأحاديث الصحيحة وتمام الكلام في علم الكلام، وعلى أن الإيمان وحده كاف في استحقاق الجنة لذكره وحده فيما في حيز ما يشعر بعلة الإعداد وإدخال العمل في الإيمان المعدّى بالباء غير مسلم كذا قالوا، ومتى أريد بالذين آمنوا المذكورين من لهم درجة في الإيمان يعتد بها، وقيل: بأنها لا تحصل بدون الأعمال الصالحة على ما سمعته منا قريبًا انخدش الاستدلال الثاني في الجملة كما لا يخفى، وذكر النيسابوري في وجه التعبير هنا بسابقوا وفي آية آل عمران بسارعوا وبالسماء هنا، بالسماوات هناك وبكعرض هنا وبعرض بدون أداة تشبيه ثمّ كلامًا مبنيًا على أن المراد بالمتقين هناك السابقون المقربون، وبالذين آمنوا هنا من هم دون أولئك حالًا لتأمل {ذلك} أي الذي وعد من المغفرة والجنة {فَضَّلَ الله} عطاؤه الغير الواجب عليه {يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء} إيتاءه {والله ذُو الفضل العظيم} فلا يبعد منه عز وجل التفضل بذلك على من يشاء وإن عظم قدره، فالجملة تذييل لإثبات ما ذيل بها.
{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ} أي نائبة أيّ نائبة وأصلها في الرمية وهي من أصاب السهم إذا وصل إلى المرمى بالصواب ثم خصت بها.
وزعم بعضهم أنها لغة عامة في الشر والخير وعرفا خاصة بالشر، و{مِنْ} مزيدة للتأكيد، وأصاب جاء في الشر كما هنا، وفي الخير كقوله تعالى: {وَلَئِنْ أصابكم فَضْلٌ مِنَ الله} [النساء: 73] وذكر بعضهم أنه يستعمل في الخير اعتبارًا بالصواب أي بالمطر وفي الشر اعتبارًا بإصابة السهم، وكلاهما يرجعان إلى أصل وتذكير الفعل في مثل ذلك جائز كتأنيثه، وعليه قوله تعالى: {مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا} [الحجر: 5] والكلام على العموم لجميع الشرور أي مصيبة أيّ مصيبة {فِى الأرض} كجدب وعاهة في الزرع والثمار وزلزلة وغيرها {وَلاَ في أَنفُسِكُمْ} كمرض وآفة كالجرح والكسر {إِلاَّ في كتاب} أي إلا مكتوبة مثبتة في اللوح المحفوظ، وقيل: في علم الله عز وجل.
{مّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا} أي نخلقها، والضمير على ما روي عن ابن عباس وقتادة والحسن وجماعة للأنفس، وقيل: للأرض، واستظهر أبو حيان كونه للمصيبة لأنها هي المحدث عنها، وذكر الأرض والأنفس إنما هو على سبيل ذكر محلها، وذكر المهدوي جواز عوده على جميع ما ذكر، وقال جماعة: يعود على المخلوقات وإن لم يجر لها ذكر، وقيل: المراد بالمصيبة هنا الحوادث من خير وشر وهو خلاف الظاهر من استعمال المصيبة إلا أن فيما بعد نوع تأييد له وأيًا مّا كان ففي الأرض متعلق بمحذوف مرفوع أو مجرور صفة لمصيبة على الموضع أو على اللفظ، وجوز أن يكون ظرفًا لأصاب أو للمصيبة، قيل: وإنما قيدت المصيبة بكونها في الأرض والأنفس لأن الحوادث المطلقة كلها ليست مكتوبة في اللوح لأنها غير متناهية، واللوح متناه وهو لا يكون ظرفًا لغير المتناهي ولذا جاء «جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة» وفي الآية تخصيص آخر وهو أنه سبحانه لم يذكر أحوال أهل السماوات لعدم تعلق الغرض بذلك مع قلة المصائب في أهلها بل لا يكاد يصيبهم سوى مصيبة الموت، وما ذكره في وجه التخصيص الأول لا يتم إذا أريد بالكتاب علمه سبحانه، وقيل: بأن كتابة الحوادث فيه على نحو كتابتها في القرآن العظيم بناءًا على ما يقولون: إنه ما من شيء إلا ويمكن استخراجه منه حتى أسماء الملوك ومددهم وما يقع منهم ولو قيل في وجهه إن الأوفق بما تقدم من شرح حال الحياة الدنيا إنما هو ذكر المصائب الدنيوية فلذا خصت بالذكر لكان تامًا مطلقًا {إِنَّ ذلك} أي إثباتها في كتاب {عَلَى الله} لا غيره سبحانه {يَسِيرٌ} لاستغنائه تعالى فيه عن العدة والمدة، وإن أريد بذلك تحققها في علمه جل شأنه فيسره لأنه من مقتضيات ذاته عز وجل، وفي الآية رد على هشام بن الحكم الزاعم أنه سبحانه لا يعلم الحوادث قبل وقوعها، وفي الإكليل إن فيها ردًا على القدرية، وجاء ذلك في خبر مرفوع، أخرج الديلمي عن سليم بن جابر الجهيمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيفتح على أمتي باب من القدر في آخر الزمان لا يسدّه شيء يكفيكم منه أن تلقوه بهذه الآية ما أصاب من مصيبة».
وأخرج الإمام أحمد، والحاكم وصححه عن أبي حسان أن رجلين دخلا على عائشة رضي الله تعالى عنها فقالا: «إن أبا هريرة يحدث أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار. فقالت: والذي أنزل القرآن على أبي القاسم صلى الله عليه وسلم ما هكذا كان يقول، ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كان أهل الجاهلية يقولون: إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار» ثم قرأت {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ} الآية.
{لّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ} أي أخبرناكم بذلك لئلا تحزنوا {على مَا فَاتَكُمْ} من نعم الدنيا {وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا ءاتاكم} أي أعطاكموه الله تعالى منها فإن من علم أن الكل مقدر يفوت ما قدّر فواته ويأتي ما قدّر إتيانه لا محالة لا يعظم جزعه على ما فات ولا فرحه بما هو آت، وعلم كون الكل مقدرًا مع أن المذكور سابقًا المصائب دون النعم وغيرها لأنه لا قائل بالفرق وليس في (النظم الكريم) اكتفاءً كما توهم، نعم إن حملت المصيبة على الحوادث من خير وشر كان أمر العلم أوضح كما لا يخفى وترك التعادل بين الفعلين في الصلتين حيث لم يسندا إلى شيء واحد بل أسند الأول إلى ضمير الموصول والثاني إلى ضميره تعالى لأن الفوات والعدم ذاتي للأشياء فلو خليت ونفسها لم تبق بخلاف حصولها وبقائها فإنه لابد من استنادهما إليه عز وجل كما حقق في موضعه، وعليه قول الشاعر:
فلا تتبع الماضي سؤالك لم مضى ** وعرج على الباقي وسائله لم بقي

ومثل هذه القراءة قراءة عبد الله {أوتيتم} مبنيًا للمفعول أي أعطيتم، وقرأ أبو عمرو {أتاكم} من الإتيان أي جاءكم وعليها بين الفعلين تعادل، والمراد نفي الحزن المخرج إلى ما يذهب صاحبه عن الصبر والتسليم لأمر الله تعالى ورجاء ثواب الصابرين ونفي الفرح المطغي الملهي عن الشكر، وأما الحزن الذي لا يكاد الإنسان يخلو منه مع الاستسلام والسرور بنعمة الله تعالى والاعتداد بها مع الشكر فلا بأس بهما.
أخرج جماعة منهم الحاكم وصححه عن ابن عباس أنه قال في الآية: ليس أحد إلا وهو يحزن ويفرح ولكن من أصابته مصيبة جعلها صبرًا ومن أصابه خير جعله شكرًا، وقوله تعالى: {والله لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} تذييل يفيد أن الفرح المذموم هو الموجب للبطر والاختيال والمختال المتكبر عن تخيل فضيلة تراءت له من نفسه، والفخور المباهي في الأشياء الخارجة عن المرء كالمال والجاه.