فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقال ابن عباس: الكتاب الخط بالقلم {فَمِنْهُمْ} أي من ائتم بإبراهيم ونوح {مُّهْتَدٍ}.
وقيل: {فَمِنْهُمْ مُّهْتَدٍ} أي من ذريتهما مهتدون.
{وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} كافرون خارجون عن الطاعة. اهـ.

.قال الألوسي:

{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا} أي من بني آدم كما هو الظاهر {بالبينات} أي الحجج والمعجزات {وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكتاب} أي جنس الكتاب الشامل للكل، والظرف حال مقدرة منه على ما قال أبو حيان، وقيل: مقارنة بتنزيل الاتصال منزلة المقارنة {والميزان} الآلة المعروفة بين الناس كما قال ابن زيد وغيره، وإنزاله إنزال أسبابه، ولو بعيدة، وأمر الناس باتخاذه مع تعليم كيفيته.
{لِيَقُومَ الناس بالقسط} علة لإنزال الكتاب والميزان والقيام بالقسط أي بالعدل يشمل التسوية في أمور التعامل باستعمال الميزان، وفي أمور المعاد باحتذاء الكتاب وهو لفظ جامع مشتمل على جميع ما ينبغي الاتصاف به معاشًا ومعادًا.
{وَأَنزْلْنَا الحديد} قال الحسن: أي خلقناه كقوله تعالى: {وَأَنزَلَ لَكُمْ مّنَ الأنعام ثمانية أزواج} [الزمر: 6] وهو تفسير بلازم الشيء فإن كل مخلوق منزل باعتبار ثبوته في اللوح وتقديره موجودًا حيث ما ثبت فيه.
وقال قطرب: هيأناه لكم وأنعمنا به عليكم من نزل الضيف {فِيهِ بَأْسٌ} أي عذاب {شَدِيدٍ} لأن آلات الحرب تتخذ منه، وهذا إشارة إلى احتياج الكتاب والميزان إلى القائم بالسيف ليحصل القيام بالقسط فإن الظلم من شيم النفوس، وقوله تعالى: {ومنافع لِلنَّاسِ} أي في معايشهم ومصالحهم إذ ما من صنعة إلا والحديد أو ما يعمل به آلتها للإيماء إلى أن القيام بالقسط كما يحتاج إلى الوازع وهو القائم بالسيف يحتاج إلى ما به قوام التعايش، ومن يقوم بذلك أيضًا ليتم التمدن المحتاج إليه النوع، وليتم القيام بالقسط، كيف وهو شامل أيضًا لما يخص المرء وحده، والجملة الظرفية في موضع الحال، وقوله سبحانه: {وَلِيَعْلَمَ الله مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ} عطف على محذوف يدل عليه السياق أو الحال لأنها متضمنة للتعليل أي لينفعهم وليعلم الله علمًا يتعلق به الجزاء من ينصره ورسله باستعمال آلات الحرب من الحديد في مجاهدة أعدائه والحذف للإشعار بأن الثاني هو المطلوب لذاته وأن الأول مقدمة له، وجوز تعلقه بمحذوف مؤخر والواو اعتراضية أي وليعلم إلخ أنزله أو مقدم والواو عاطفة والجملة معطوفة على ما قبلها وقد حذف المعطوف وأقيم متعلقه مقامه، وقوله تعالى: {بالغيب} حال من فاعل ينصر، أو من مفعوله أي غائبًا منهم أو غائبين منه، وقوله عز وجل: {إِنَّ الله قَوِىٌّ عَزِيزٌ} اعتراض تذييلي جىء به تحقيقًا للحق وتنبيهًا على أن تكليفهم الجهاد وتعريضهم للقتال ليس لحاجته سبحانه في إعلاء كلمته وإظهار دينه إلى نصرتهم بل إنما هو لينتفعوا به ويصلوا بامتثال الأمر فيه إلى الثواب وإلا فهو جل وعلا غني بقدرته وعزته عنهم في كل ما يريد.
هذا وذهب الزمخشري إلى أن المراد بالرسل رسل الملائكة عليهم السلام أي أرسلناهم إلى الأنبياء عليهم السلام، وفسر البينات كما فسرنا بناءًا على الملائكة ترسل بالمعجزات كإرسالها بالحجج لتخبر بأنها معجزات وإلا فكان الظاهر الاقتصار على الحجج وإنزال الكتاب أي الوحي مع أولئك الرسل ظاهر، وإنزال الميزان بمعنى الآلة عنده على حقيقته، قال: روي أن جبريل عليه السلام نزل بالميزان فدفعه إلى نوح عليه السلام، وقال: مُرْ قومك يزنوا به، وفسره كثير بالعدل، وعن ابن عباس في إنزال الحديد نزل مع آدم عليه السلام الميقعة والسندان والكلبتان، وروى أنه نزل ومعه المرّ والمسحاة، وقيل: نزل ومعه خمسة أشياء من الحديد السندان والكلبتان والإبرة والمطرقة والميقعة، وفسرت بالمسن، وتجىء بمعنى المطرقة أو العظيمة منها، وقيل: ما تحدّ به الرحى، وفي حديث ابن عباس نزل آدم عليه السلام من الجنة بالباسنة وهي آلات الصناع، وقيل: سكة الحرث وليس بعربي محض والله تعالى أعلم.
واستظهر أبو حيان كون ليقوم الناس بالقسط علة لإنزال الميزان فقط وجوز ما ذكرناه وهو الأولى فيما أرى، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وإبراهيم}.
نوع تفصيل لما أجمل في قوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا} [الحديد: 25] وتكرير القسم لإظهار مزيد الاعتناء بالأمر أي وبالله لقد أرسلنا نوحًا وإبراهيم.
{وَجَعَلْنَا في ذُرّيَّتِهِمَا النبوة والكتاب} بأن استنبأناهم وأوحينا إليهم الكتب، وقال ابن عباس: الكتاب الخط بالقلم، وفي مصحف عبد الله والنبية مكتوبة بالياء عوض الواو {فَمِنْهُمْ} أي من الذرية؛ وقيل: أي من المرسل إليهم المدلول عليهم بذكر الإرسال والمرسلين {مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مّنْهُمْ فاسقون} خارجون عن الطريق المستقيم، ولم يقل ومنهم ضال مع أنه أظهر في المقابلة لأن ما عليه النظم الكريم أبلغ في الذم لأن الخروج عن الطريق المستقيم بعد الوصول بالتمكن منه، ومعرفته أبلغ من الضلال عنه ولإيذانه بغلبة أهل الضلال على غيرهم. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}.
استئناف ابتدائي ناشىء عما تقدم من التحريض على الإِنفاق في سبيل الله وعن ذكر الفتح وعن تذييل ذلك بقوله: {ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد} [الحديد: 24]، وهو إعذار للمتولين من المنافقين ليتداركوا صلاحهم باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والتدبر في هدي القرآن وإنذار لهم إن يرعووا وينصاعوا إلى الحجة الساطعة بأنه يكون تقويم عوجهم بالسيوف القاطعة وهو ما صرح لهم به في وله في سورة [الأحزاب: 60، 61] {لئن لم ينته المنافقون والذين في ن في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلًا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلًا} وقوله في سورة [التحريم: 9] {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} لئلا يحسبوا أن قوله: {ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد} [الحديد: 24] مجرد متاركة فيطمئنوا لذلك.
وتأكيد الخبر بلام القسم وحرف التحقيق راجع إلى ما تضمنه الخبر من ذكر ما في إرسال رسل الله وكتبه من إقامة القسط للناس، ومن التعريض بحمل المعرضين على السيف إن استمروا على غلوائهم.
وجمع (الرسل) هنا لإِفادة أن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ليس بدعًا من الرسل، وأن مكابرة المنافقين عماية عن سنة الله في خلقه فتأكيد ذلك مبني على تنزيل السامعين منزلة من ينكر أن الله أرسل رسلًا قبل محمد صلى الله عليه وسلم لأن حالهم في التعجب من دعواه الرسالة كحال من ينكر أن الله أرسل رسلًا من قبل.
وقد تكرر مثل هذا في مواضع من القرآن كقوله تعالى: {قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات} [آل عمران: 183].
والبينات: الحجج الدالّة على أن ما يدعون إليه هو مراد الله، والمعجزات داخلة في البينات.
وتعريف {الكتاب} تعريف الجنس، أي وأنزلنا معهم كتبًا، أي مثل القرآن.
وإنزال الكتاب: تبليغ بواسطة المَلك من السماء، وإنزال الميزان: تبليغ الأمر بالعدل بين الناس.
والميزان: مستعار للعدل بين الناس في إعطاء حقوقهم لأن مما يقتضيه الميزان وجود طرفين يراد معرفة تكافئهما، قال تعالى: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} [النساء: 58].
وهذا الميزان تبيّنه كُتب الرسل، فذكره بخصوصه للاهتمام بأمره لأنه وسيلة انتظام أمور البشر كقوله تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله} [النساء: 105] وليس المراد أن الله ألهمهم وضع آلات الوزن لأن هذا ليس من المهم، وهو مما يشمله معنى العدل فلا حاجة إلى التنبيه عليه بخصوصه.
ويتعلق قوله: {ليقوم الناس بالقسط} بقوله: {وأنزلنا معهم}.
والقيام: مجاز في صلاح الأحوال واستقامتها لأنه سبب لتيسير العمل وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى: {ويقيمون الصلاة} في أوائل [البقرة: 3].
والقسط: العدل في جميع الأمور، فهو أعم من الميزان المذكور لاختصاصه بالعدل بين متنازعين، وأما القسط فهو إجراء أمور الناس على ما يقتضيه الحق فهو عدل عام بحيث يقدر صاحب الحق منازعًا لمن قد احتوى على حقه.
ولفظ القسط مأخوذ في العربية من لفظ قسطاس اسم العدل بلغة الرُّوم، فهو من المعرّب وروي ذلك عن مجاهد.
والباء للملابسة، أي يكون أمر الناس ملابسًا للعدل ومماشيًا للحق، وإنزال الحديد: مستعار لخلق معدنه كقوله: {وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج} [الزمر: 6]، أي خلق لأجلكم وذلك بإلهام البشر استعماله في السلاح من سيوف ودروع ورماح ونبال وخُوذ وَدَرَق ومَجَانّ.
ويجوز أن يراد بالحديد خصوص السلاح المتخذ منه من سيوف وأسنة ونبال، فيكون إنزاله مستعارًا لمجرد إلهام صنعه، فعلى الوجه الأول يكون ضمير {فيه بأس شديد} عائدًا إلى الحديد باعتبار إعداده للبأس فكأن البأس مظروف فيه.
والبأس: الضر.
والمراد بأس القتل والجرح بآلات الحديد من سيوف ورماح ونبال، وبأسُ جُرأة الناس على إيصال الضر بالغير بواسطة الواقيات المتخذة من الحديد.
والمنافع: منافع الغالب بالحديد من غنائم وأسرى وفتح بلاد.
ويتعلق قوله: {للناس} بكلَ من {بأس} و{منافع} على طريقة التنازع، أي فيه بأس لِنَاس ومنافع لآخرين فإن مصائب قوم عند قوم فوائد.
والمقصود من هذا لفت بصائر السامعين إلى الاعتبار بحكمة الله تعالى من خَلق الحديد وإلهاممِ صنعه، والتنبيه على أن ما فيه من نفع وبأس إنما أريد به أن يوضع بأسه حيث يستحق ويوضع نفعه حيث يليق به لا لتجعل منافعه لمن لا يستحقها مثل قطّاع الطريق والثوار على أهل العدل، ولتجهيز الجيوش لحماية الأوطان من أهل العدوان، وللادخار في البيوت لدفع الضاريات والعاديات على الحُرم والأموال.
وكان الحكيم (انتيثنوس) اليوناني تلميذ سقراط إذا رأى امرأة حالية متزينة في أثينا يذهب إلى بيت زوجها ويسأله أن يريه فرسه وسلاحه فإذا رآهما كاملين أذن لامرأته أن تتزين لأن زوجها قادر على حمايتها من داعرٍ يغتصبها، وإلا أمرها بترك الزينة وترك الحلي.
وهذا من باب سد الذريعة، لا ليجعل بأسه لإِخضاد شوكة العدل وإرغام الآمرين بالمعروف على السكوت، فإن ذلك تحريف لما أراد الله من وضع الأشياء النافعة والقارة، قال تعالى: {والله لا يحب الفساد} [البقرة: 205]، وقال على لسان أحد رسله {إن أُريد إلاّ الإصلاح ما استطعت} [هود: 88].
وقد أومَا إلى هذا المعنى بالإِجمال قوله: {وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب}، أي ليظهر للناس أثر علم الله بمن ينصره، فأطلق فعل {ليعلم} على معنى ظُهور أثر العلم كقول إياس بن قبيصة الطائي:
وأقبلتُ والخطيُّ يخطر بيننا ** لأَعْلَمَ مَن جَبانُها من شُجاعها

أي ليظهر للناس الجبان والشجاع، أي فيعلموا أني شجاعهم.
ونصرُ الناس الله هو نصرهم دينه، وأما الله فغني عن النصر، وعطف {ورسله}، أي من ينصر القائمين بدينه، ويدخل فيه نصر شرائع الرسول صلى الله عليه وسلم بعده ونصر ولاة أمور المسلمين القائمين بالحق.
وأعظم رجل نصر دين الله بعد وفاة رسوله صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر الصديق في قتاله أهل الردة رضي الله عنه.
وقوله: {بالغيب} يتعلق بـ {ينصره}، أي ينصره نصرًا يدفعه إليه داعي نفسه دون خشية داع يدعوه إليه، أو رقيب يرقب صنيعه والمعنى: أنه يجاهد في سبيل الله والدفاع عن الدين بمحض الإِخلاص.
وقد تقدم ذكر الحديد ومعدنه وصناعته في تفسير قوله تعالى: {آتوني زبر الحديد} في سورة [الكهف: 96].
وجملة: {إن الله قوي عزيز} تعليل لجملة {أرسلنا رسلنا بالبينات} إلى آخرها، أي لأن الله قوي عزيز في شؤونه القدسية، فكذلك يجب أن تكون رسله أقوياء أعزة، وأن تكون كتبه معظمة موقرة، وإنما يحصل ذلك في هذا العالم المنوطة أحداثه بالأسباب المجعولة بأن ينصره الرسل وأقوام مخلصون لله ويُعينوا على نشر دينه وشرائعه.
والقوي العزيز: من أسمائه تعالى.
فالقوي: المتصف بالقوة، قال تعالى: {ذو القوة المتين} [الذاريات: 58] وتقدم القوي في قوله: {إن الله قوي شديد العقاب} [الأنفال: 52].
والعزيز: المتصف بالعزة، وتقدمت في قوله: {إن العزة لله جميعًا} في سورة يونس وقوله: {فاعلموا أن الله عزيز حكيم} [البقرة: 209].
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ}.
معطوف على جملة {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات} [الحديد: 25] عطف الخاص على العام لما أريد تفصيل لإِجماله تفصيلًا يسجل به انحراف المشركين من العرب والضالّين من اليهود عن مناهج أبويهما: نوح وإبراهيم، قال تعالى في شأن بني إسرائيل {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدًا شكورًا} [الإسراء: 3]، والعرب لا ينسون أنهم من ذرية نوح كما قال النابغة يمدح النعمان بن المنذر:
فألفيت الأمانةَ لم تخنْها ** كذلك كان نوح لا يخون

والنبوءة في ذريتهما كنبوءة هود وصالح وتُبّع ونبوءة إسماعيل وإسحاق وشعيب ويعقوب.
والمراد بـ {الكتاب} ما كان بيد ذرية نوح وذرية إبراهيم من الكتب التي فيها أصول ديانتهم من صحف إبراهيم وما حفظوه من وصاياه ووصايا إسماعيل وإسحاق.
والفسق: الخروج عن الاهتداء، ومن الفاسقين: المشركون من عاد وثمود وقوم لوط واليمن والأوس والخزرج وهم من ذرية نوح، ومن مدين والحجاز وتهامة وهم من ذرية إبراهيم.
والمراد: مَنْ أشركوا قبل مجيء الإسلام لقوله: {ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم} [الحديد: 27].
وقال الألوسي:
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا} أي من بني آدم كما هو الظاهر {بالبينات} أي الحجج والمعجزات {وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكتاب} أي جنس الكتاب الشامل للكل، والظرف حال مقدرة منه على ما قال أبو حيان، وقيل: مقارنة بتنزيل الاتصال منزلة المقارنة {والميزان} الآلة المعروفة بين الناس كما قال ابن زيد وغيره، وإنزاله إنزال أسبابه، ولو بعيدة، وأمر الناس باتخاذه مع تعليم كيفيته.
{لِيَقُومَ الناس بالقسط}.
علة لإنزال الكتاب والميزان والقيام بالقسط أي بالعدل يشمل التسوية في أمور التعامل باستعمال الميزان، وفي أمور المعاد باحتذاء الكتاب وهو لفظ جامع مشتمل على جميع ما ينبغي الاتصاف به معاشًا ومعادًا.