فصل: قال الفراء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{يحادون}: أي يعادون ويشاقون، {في الأذلين}: أي في جملة أذلّ خلق اللّه، لأن ذلة أحد المتخاصمين على مقدار عزة الآخر، {كتب اللّه}: أي قضى وحكم، {لأغلبنّ}: أي بالحجة والسيف، {وأيدهم}: أي قواهم، {بروح من عنده}: أي بنور يقذفه في قلب من يشاء من عباده، لتحصل له الطمأنينة والسكينة. اهـ.. باختصار.

.قال الفراء:

سورة المجادلة:
{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قول الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}
قوله عز وجل: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قول الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا...}.
نزلت في امرأة يقال لها: خولة بنت ثعلبة، وزوجها أوس بن الصامت الأنصاري، قال لها إن لم أفعل كذا وكذا قبل أن تخرجي من البيت فأنت علىّ كظهر أمي، فأتت خولة رسول الله صلى الله عليه تشكو، فقالت: إن أوس بن الصامت تزوجني شابة غنية، ثم قال لي كذا وكذا وقد ندم، فهل من عذر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه: «ما عندي في أمرك شيء»، وأنزل الله الآيات فيها، فقال عز وجل: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ}، وهى في قراءة عبد الله: {قد يسمع الله}، {والله قد يسمع تحاوركما}، وفي قراءة عبد الله: {قول التي تحاورك في زوجها} حتى ذكر الكفّارة في الظهار، فصارت عامة.
{الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُمْ مِّن نِّسَائِهِمْ مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقولونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقول وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ}
وقوله: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ...}.
قرأها يحيى والأعمش وحمزة {يظّاهرون}، وقرأها بعض أهل الحجاز كذلك، وقرأها الحسن ونافع {يظَّهَّرُون} فشدد، ولا يجعل فيها ألفا، وقرأها عاصم وأبو عبد الرحمن السلمي {يُظاهِرون} يرفعان الياءَ، ويثبتان الألف، ولا يشددان، ولا يجوز فيه التشديد إذا قلت: {يظاهرون} وهى في قراءة أبىّ: {يتظاهرون من نسائهم قوة} لقراءة أصحاب عبد الله.
وقوله: {مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ...}.
الأمهات في موضع نصب لما ألقيت منها الباء نصبتَ، كما قال في سورة يوسف: {مَا هذا بَشرًا} إنما كانت في كلام أهل الحجاز: ما هذا ببشر؛ فلما ألقيت الباء ترك فيها أثر سقوط الباء وهى في قراءة عبد الله {ما هن بأمهاتهم}، وأهل نجد إذا ألقوا الباء رفعوا، فقالوا {ما هذا بشر}، {ما هن أمهاتهم}.
أنشدني بعض العرب:
رِكابُ حُسَيلٍ آخرَ الصيفِ بُدَّن ** وناقةُ عمرو ما يُحلّ لها رحل

ويزعم حسل أنه فرع قومه ** وما أنت فرع يا حسيل ولا أصل

{وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قالواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
وقوله: {ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قالواْ...}.
يصلح فيها في العربية: ثم يعودون إلى ما قالوا، وفيما قالوا. يريد: يرجعون عما قالوا، وقد يجوز في العربية أن تقول: إن عاد لما فعل، يريد إن فعله مرة أخرى، ويجوز: إن عاد لما فعل: إن نقض ما فعل، وهو كما تقول: حلف أن يضربك فيكون معناه: حلف لا يضربك وحلف ليضربنك.
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ}
وقوله: {كُبِتُواْ...} غيظوا وأحزِنُوا يوم الخندق {كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} يريد: من قاتل الأنبياء من قبلهم.
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
وقوله: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى...}.
القراء على الياءِ في بكون، وقرأها بعضهم: {ما تكون}؛ لتأنيث: {النجوى}.
وقوله: {ثَلاَثَةٍ...}.
إن شئت خفضتها على أنها من نعت {النجوى}، وإن شئت أضفت {النجوى} إليها، ولو نصبت على أنها لكان- كان صوابا.
وقوله: {وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ...}.
وهى في قراءة عبد الله: {ولا أربعة إلاَّ هو خامسُهم} لأن المعنى غير مضمور له، فك في ذكر بعض العدد من بعض.
وقوله: {وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ...}.
موضع: أدنى، وأكثر. خفض لاتباعه: الثلاثة، والخمسة، ولو رفعه رافع كان صوابًا، كما قيل: {ما لكُم من إِله غيرُه}، كأنه قال: ما لكُم إله غيره.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُواْ عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقولونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقول حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلاَ تَتَنَاجَوْاْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْاْ بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}
وقوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُواْ عَنِ النَّجْوَى...}.
نزلت في اليهود والمنافقين، وكانوا إذا قاعدوا مسلمًا قد غزا له قريب في بعض سرايا رسول الله صلى الله عليه تناجى الاثنان من اليهود والمنافقين بما يوقع في قلب المسلم أن صاحبه قد قتل، أو أصيب، فيحزن لذلك، فنهوا عن النجوى.
وقد قال الله: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ...}
وقوله: {وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ...}.
قراءة العوام بالألف، وقرأها يحيى بن وثاب: {وينتجون}، وفي قراءة عبد الله: {إذا انْتجَيْتُمْ فلا تَنْتَجُوا}.
وقوله: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ...}.
كانت اليهود تأتى النبي صلى الله عليه، فيقولون: السام عليك: فيقول لهم: «وعليكم»، فيقولون: لو كان محمد نبيًا لاستجيب له فينا؛ لأنّ السام: الموت، فذلك قوله: {لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقول}: أي: هلاَّ.
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُواْ يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُواْ فَانشُزُواْ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
وقوله: {إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ...}.
قرأها الناس: {تفَسَّحُوا}، وقرأ الحسن: {تفاسحوا}، وقرأ أبو عبدالرحمن: {في المجالِس}، و{تفاسحوا}، و{تفسَّحوا} متقاربان مثل: تظاهرون، وتظَّهرون، وتعاهدته وتعهَّدته، راءيت ورأّيت، ولا تُصاعر وَلا تُصعِّر.
وقوله: {وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا...}.
قرأ الناس بكسر الشين، وأهل الحجاز يرفعونها، وهما لغتان كقولك: يَعْكِفُونَ ويَعْكُفُون، ويعرِشون، ويعرُشون.
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
وقوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً...}.
كانوا قد أُمروا أن يتصدقوا قبل أن يكلموا رسول الله صلى الله عليه- بالدرهم ونحوه، فثقُل ذلك عليهم، وقلَّ كلامهم رسول الله صلى الله عليه بخلًا بالصدقة، فقال الله: {أَأشْفَقْتُمْ...} أي: أبخلتم أن تتصدقوا، فإن فعلتم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فنَسخت الزكاة ذلك الدرهم.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
وقوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ قَوْمًا...}.
نزلت في المنافقين كانوا يوالون اليهود {ما هم منكم} من المسلمين، {ولا منهم} على دين المنافقين؛ هم يهود.
{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ}
وقوله: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ...}.
غلب عليهم.
{كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}
وقوله: {كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي...}.
الكتاب: يجرى مجرى القول، تدخل فيه أن، وتستقبل بجواب اليمين؛ لأنك تجد الكتاب قولا في المعنى كُنى عنه بالكتابِ، كما يكنّى عن القول: بالزعم، والنداء، والصياح، وشبهه.
{لاَّ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُواْ آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
وقوله: {لاَّ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ...}.
نزلت في حاطب بن أبي بلتعة، وذلك أنه كتب إلى أهل مكة: أن النبي صلى الله عليه يريد أن يغزوكم فاستعدوا لمّا أراد رسول الله صلى الله عليه افتتاح مكة، فأتَى النبي صلى الله عليه بذلك الوحي، فقال له: «ما دعاك إلى ما فعلت؟» قال: أحببت أن أتقرب إلى أهل مكة لمكان عيالي فيهم، ولم يكن عن عيالي ذابُّ هناك، فأنزل الله هذه الآية.
الجماعة من أهل الكوفة والبصرة والحجاز على: {كَتَبَ في قُلُوبِهِم}، وقرأ بعضهم: {كُتِبَ}. اهـ.

.قال بيان الحق الغزنوي:

سورة المجادلة:
{قد سمع الله} [1] نزلت في خولة بنت ثعلبة بن خويلد وزوجها أوس بن الصامت، قال لها: أنت علي كظهر أمي، وكان الظهار طلاق الجاهلية.
{ثم يعودون لما قالوا} [3] توهم بعض الناس من هذا أن الظهار لا يقع في أول مرة حتى يعود إليه مرة أخرى.
وقد يكون العود في كلام العرب أن يصير إلى شيء، وإن لم يكن عليه قبل، ومنه يقال للآخرة: المعاد، وهو في شعر الهذليين شائع، قال ساعدة بن جؤية:
حتى يقال وراء الدار منتبذًا ** قم لا أبالك سار الناس فاحتزم

فقام يرعد كفاه بميبله ** قد عاد رهبًا رذيًا طائش القدم

وقال أبو خراش:
وعاد الفتى كالكهل ليس بقائل ** سوى الحق شيئًا واستراح العواذل

وأصبح إخوان الصفاء كأنما ** أهال عليهم جانب الترب هائل

وإذا ثبت هذا فقد قال عبيد الله بن الحسين: معنى {ثم يعودون لما قالوا}: أي: يعودون إلى المقول، أي: إلى نسائهم. كأن التقدير: والذين يظاهرون من نسائهم فتحرير رقبة لما قالوا، ثم يعودون إلى نسائهم. وصرف هذا التأويل، أن (ما قالوا) بمعنى المصدر، والمصدر بمعنى المفعول، مثل قولهم: هذا ضرب الأمير، ونسج بغداد، أي: مضروبه ومنسوجها. وقد قال كثير في المقالة بمعنى المفعول: