فصل: مطلب آداب المجالسة وفضل العلم والعلماء وما يتعلق بذلك:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال تعالى: {تِلْكَ} الأحكام المتلوة عليكم أيها النّاس في {حُدُودُ اللَّهِ} التي لا يجوز تخطيها المفروض عليكم اتباعها {وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ} (4) يوم القيامة عدا ما ينالونه في الدّنيا تدل هذه الآية دلالة قاطعة على أن من لم يقبل شيئا من أحكام اللّه منكرا صحته فهو كافر، وعليه فإن من يصلي بلا وضوء جاحدا فرضيته فهو كافر، وإلّا فيستحق العقاب، لأن اللّه أمره به عند الإقدام على الصّلاة كما سنبينه في الآية السّادسة من المائدة الآتية، وقد مر نهي الجنب عن الدّخول فيها في الآية 23 من سورة النّساء، ولهذا عبّر ممن لم يتقيد بحدوده بالكافرين، وأعقبها بقوله عز قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} بمخالفة أمرهما وانتهاك حرماتها ومعنى المحادة المعاداة والمشاقة للّه ورسوله {كُبِتُوا} أحزوا وذلّوا وهلكوا منكبين على وجوههم {كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} بمعاداتهم اللّه ورسله ومشافقتها هم {وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ} بمنع المخالفة والانقياد للشريعة والتباعد عن الشّقاق {وَلِلْكافِرِينَ} بها الجاحدين حقيقتها {عَذابٌ مُهِينٌ} (5) لهم يشينهم مرآه بين النّاس في المشهد العظيم {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا} للحساب {فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا} في دنياهم من خير أو شر جهرا أو سرا مباحا أو حراما {إذ أَحْصاهُ اللَّهُ} عليهم كله فحفظه في كتابهم وَنَسُوهُ مع أنهم اقترفوه لعدم مبالاتهم به {وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} بما يعمله خلقه لا يخفى عليه شيء من أعمالهم خفيها وعلانيتها كيف وهو القائل {إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} الآية 285 من البقرة ولا تكون المحاسبة إلّا عن علم أي يعلمه ويحاسبكم عليه.
فيا أيها الغافل {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ} خفية وجلية لا يعزب عن علمه شيء وانه {ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى} تشاور وأسرار بين {ثَلاثَةٍ} من الخلق وحدهم {إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ} حاضر معهم يعلم ما يتناجون به كما هو عالم به أزلا من قبل مناجاتهم {وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ} اثنين أو واحد {وَلا أَكْثَرَ} سبعة فما فوق إلى ما لا نهاية {إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا} في الأرض أو السّماء أو فيما تحتها وفوقها وبينهما وما فوق الماء وتحته {ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا} في مناجاتهم ومكانها وزمانها كسائر أعمالهم الأخرى {يَوْمَ الْقِيامَةِ} حينما تنشر الأعمال بالصحف على أربابها كي يتحقق لديهم ذلك ويقولوا بعد أن كانوا ينكرون {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (7) لا تخفى عليه خافية، وإنما خص الثلاثة والخمسة في المشاورة لأن العددين أقل ما يكفي في المشاورة، ولأن الاثنين يوشك أن يتفقا على غلط أو يتخالفا في الرّأي فالثالث يكون كالحكم.
ويوشك أن ينقسم كل اثنين من الخمسة فيذهب إلى رأي فيكون الخامس كالحكم أيضا يرجح رأي من ينضم إليها، فينم الغرض الذي من أجله شرعت المشاورة.
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى} وهم اليهود والمنافقون إذ كانوا إذا رأوا المؤمنين طفقوا يتناجون بينهم قصدا كي يظن المؤمنون أنهم قد علموا سوء بسراياهم وغزاتهم فيحزنون، فشكوهم إلى الرّسول فمنعهم من ذلك ولم يمتنعوا، فأنزل اللّه فيهم هذه الآية {ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ} من النّجوى ولم يمتثلوا أمر الرسول {وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ} إساءة له ولأصحابه {وَإِذا جاءُوكَ حَيَّوْكَ} أولئك الخبثاء {بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} فيقولون السّام عليك بدل السّلام وراعنا بدل انظرنا واسمع غير مسمع كما مر في الآية 104 من البقرة ومع هذا فإن الرّسول يغض عنهم ولا يرد عليهم مع علمه بنياتهم بذلك، ولذلك تمادوا في مثل هذه الألفاظ المراد بها غير ظاهرها المعروف {وَيَقولونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقول} في شأن محمد وأصحابه وعليهم وهو يزعم أنه نبيه لفعل إذ لا يعجزه شيء ولا يغفل عما نقول، فلو كان نبيا لانتقم له منا ولكنه ليس بني قاتلهم اللّه، بلى واللّه إنه لنبي وإن اللّه معذبهم على ذلك ومنتقم لنبيه منهم إذ يقول جل قوله: {حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ} عذابا يوم القيامة {يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (8) هي لمن يصلى بها، روى البخاري ومسلم عن عائشة قالت: «دخل رهط من اليهود على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليك، قالت عائشة رضي اللّه عنها فقلت عليكم السّام واللّعنة، قالت فقال رسول اللّه مهلا يا عائشة إن اللّه يحب الرّفق في الأمر كله، فقلت يا رسول اللّه ألم تسمع ما قالوا قال قد قلت وعليكم» أي أنه سمع ويرد عليهم قولهم بحيث كأنه لم تحاشيا عن المقابلة بالسوء.
قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم {إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ}
وهذا مما يؤيد ويؤكد أن المراد بهؤلاء المؤمنين، المنافقون لا المخلصون لأنهم لا يتصور عنهم مشاورة بمعصية الرّسول، وإنما سماهم مؤمنين بحسب الظّاهر وبمقتضى زعمهم، راجع الآية 159 من آل عمران المارة وما ترشدك إليه من المواضع في بحث الشّورى والمشاورة.
والنّهي عام يدخل فيه المنافق دخولا أوليا وغيره بالتبعية، كما أن قوله تعالى: {وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (9) يوم القيامة فيحاسبكم على ما وقع منكم عام أيضا.
قال تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ} إذا كانت بالسوء وإنها لا تضر المؤمن وانه يسوق اتباعه على فعلها {لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} لأنهم يظنون أنها فيهم أو فيمن يتعلق بهم، ولذلك تغضبهم {وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ} أي نجوى الشّيطان واتباعه المتناجين لا تضر المؤمنين {شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} لأن الضّر والنّفع منه وبيده أمرهما {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (10) لا على غيره، وعليهم ألّا يلتفتوا إلى نجواهم، ولا يلقوا لها بالا، لأن من يتوكل على اللّه لا يخيّب أمله ولا يبطل سعيه.
واعلم أن النّجوى تطلق غالبا على الشّر والمشاورة على الخير ويجوز استعمال كلّ منهما موضع الآخر، وهي من سوء أدب المجالسة التي نهى اللّه عنها وأدب عباده بها، ولذلك لا ينبغي أن يتشاور اثنان بحضرة واحد أو يتكلما بلغة لا يعرفها أو يرامزان بأي نوع من أنواع الإشارة، لأن هذا مما يقلقه ويغيظه ويسلب راحته، ولذلك نهى الشّارع عنه.
روى البخاري ومسلم عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كانوا ثلاثة فلا يتنج اثنان دون الثالث». زاد ابن مسعود في رواية: «فإن ذلك يحزنه».
وهذه الزيادة في سند أبي داود والكلام الذي لا يعرفه الثالث بمثابة المشاورة لما ورد من عرف العربية وتكلم بغيرها فذلك علامة النّفاق، أي إذا تكلم بغيرها اثنان بحضور ثالث لا يعرفها، أما إذا كان الكل يحسنونها فلا بأس.
وهذا لا يعني تقبيح تعليم اللّغات الأجنبية، كلا، بل هو مطلوب، فقد ورد من تعلم لسان قوم أمن مكرهم.
ولا يخفى أن كل لسان يتكلم به الرّجل بمقابلة إنسان آخر لا يعرفه، فهو نصّ عنه، أما بحضور من يعرفه أو بحضور جماعة فلا بأس به.
وقد نهى عنه إذا كان ينافق فيه ويتبجح به أمام من يعرفه.
أو أمام صاحب تلك اللّغة ليبين له أنه يعرف لغته وأنه يميل إليها بقصده التقرب منه، أما إذا كان التكلم بين جماعة لحاجة فجائز، والمذموم التكلم بها لغير حاجة يخشى من اطلاع الغير عليها بحضور من لا يعرفها، لأنه من علائم النّفاق.
روى الحاكم في مستدركه بسند صحيح عن عبد اللّه بن عمر قال قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «من أحسن منكم أن يتكلم بالعربية فلا يتكلمن بالفارسية فإنه يورث النّفاق».
ويدل هذا الحديث على أن جميع اللّغات غير العربية إذا تكلم بها بلا موجب من تعليم أو تفاهم أو حاجة كما مر يورث النّفاق، وإنما اختار الفارسية بحديثه صلى الله عليه وسلم دون غيرها من اللّغات لأنها أقدس منها وأكثر أهل الشّرق يتكلمون بها.

.مطلب آداب المجالسة وفضل العلم والعلماء وما يتعلق بذلك:

قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ} التي أنتم جالسون بها لقدوم غيركم عليها {فَافْسَحُوا} وسعوا لهم ليجلسوا بينكم لأن هذا من آداب المجالسة وكرم الأخلاق التي يهذبكم اللّه بها ويريدكم إليها ويأمركم بها فإذا فعلتم ذلك {يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} في جميع أموركم من الأمكنة والأعمال والأرزاق وغيرها لإطلاق اللّفظ {وَإِذا قِيلَ} لكم أيها المؤمنون {انْشُزُوا} ارتفعوا وانهضوا عن مواقعكم ليجلس فيها إخوانكم القادمين عليكم الّذين يرى النّاس لهم فضلا من علم أو فصاحة أو أدب أو شجاعة أو أمارة أو فعل ما {فَانْشُزُوا} وأخلوا لهم مواضعكم وأكرموهم بالجلوس فيها ولا تضاموا أو تغضبوا، وليكن ذلك عن طيب قلب منكم محافظة على التفاضل الذي سنة اللّه في خلقه المنوه به في قوله: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ} على غيرهم بكثرة الطّاعة وامتثال الأوامر {وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ} كثيرة يرفعهم على غيرهم في الدّنيا والآخرة قال تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} الآية 9 من سورة الزمر ج2، والآية 254 من البقرة المارة، وهي مكررة في القرآن العظيم باللفظ وبالمعنى وهذا التفاضل نسبي بين النّاس أجمعين، حتى الأنبياء، قال تعالى: {لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ} الآية 56 من سورة الإسراء ج2، وقال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ} الآية 253 من البقرة المارة وفي الرّزق أيضا قال تعالى: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} الآية 71 من سورة النّحل ج2 {وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (11) وسبب نزول هذه الآية على ما قالوا هو أنه جاء أناس من المهاجرين والأنصار إلى مجلس الرّسول فسلموا فرد عليهم السّلام ثم سلموا على الجالسين فردوا عليهم السّلام وبقوا قائمين حيال رسول اللّه لعدم وجود محل يجلسون فيه، لأن المجلس غاص بالناس، فشق قيامهم على حضرة الرسول لمكانتهم عنده، فقال لمن حوله قم يا فلان وأنت يا فلان فأقام من المجلس يقدر أولئك النّفر وأجلسهم، فشق ذلك على الّذين أقامهم وعرف الكراهية في وجوههم، فلما أنزل اللّه هذه الآية طابت نفوسهم وركنت إلى أمره الذي هو من أمر اللّه وفيها تعليم لعباده وإخبارهم بأنهم متفاضلون، وإن من الأدب أن يحترم الأدنى الأفضل، قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال أمتي بخير ما تفاضلت».
ومن كمال الآداب احترام من هو دونه أيضا بالملاقاة والتكلم والمجالسة على أن لا يتجاوز فيه الحد بالنسبة له، مثل أن يقوم العالم أو الفاصل لمن هو دونه، فيقدم له الحداء فهذا بعد تخاسا لا أدبا، إذ لكل شيء حد يجب الوقوف عنده، لأن الإفراط والتفريط قد يقضيان للحط من كرامة الرّجل ويوجبان الغيبة له، ورحم اللّه امرأ جبّ الغيبة عن نفسه، بأن يتحاشى أن يفعل ما يغتاب عليه به فيقطع ألسنة الناس عنه، ومما جاء في فضل العلم ما أخرجه الترمذي عن بن كثير قال قدم رجل من المدينة على أبي الدّرداء وهو بدمشق، فقال ما أقدمك يا أخي؟ قال حديث بلغني انك تحدثه عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال أما جئت لحاجة غيره؟ قال لا قال أما قدمت في تجارة؟ قال لا، قال ما جئت إلّا في طلب الحديث؟ قال نعم، قال سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول «من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك اللّه به طريقا إلى الجنّة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السّموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم، فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر».
وأخرج أبو داود نحوه وهذا الفضل لا يختص بمن يأتي لطلب العلم من مكان بعيد، بل إذا ذهب لطلبه من دار لأخرى في بلده أو حيه ينال هذا الأجر، واللّه ذو الفضل العظيم يضاعف لمن يشاء بحسب بعد المكان وقربه وحسب نية الطّالب، فأين من يطلبه ويتعرض لنفحاته.
وجاء في بعض الأخبار كن عالما أو متعلما أو مستمعا ولا تكن الرّابعة فتهلك، أجارنا اللّه من الهلاك.
وروى البخاري ومسلم عن معاوية ابن أبي سفيان قال سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول «من يرد اللّه به خيرا يفقهه في الدين».
وأخرج الترمذي مثله عن ابن عباس رضي اللّه عنهما، وروى البغوي بسنده عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص «أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مر بمجلسين في مسجده أحد المجلسين يدعون اللّه ويرغبون إليه، والآخر يتعلمون الفقه ويعلمونه، فقال كلا المجلسين على خير وأحدهما أفضل من صاحبه، أما هؤلاء فيدعون اللّه ويرغبون إليه، وأما هؤلاء فيتعلمون الفقه ويعلمونه الجاهل فهؤلاء أفضل. وإنما بعثت معلما، ثم جلس فيهم».