فصل: فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأما قول عاصم {يظاهرون} على وزن يفاعلون فحجته قولهم الظهار وكثر ذلك على الألسنة اللائي قد ذكرت في سورة الأحزاب.
{ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول} 8
قرأ حمزة {وينتجون بالإثم} بالنون وضم الجيم من غير ألف على يفتعلون والأصل ينتجبون لأن لام الفعل ياء من ناجيت فاستثقلوا الضمة على الياء فحذفوها وقد حذفت لسكونها وسكون الواو يقال انتجى القوم ينتجون إذا تساروا.
وقرأ الباقون {ويتناجون} على يتفاعلون لأن التفاعل والمفاعلة لا يكون إلا من اثنين فصاعدا فكذلك المناجاة بين جماعة وهو الأشبه بتشاكل الكلام في هذا الموضع قال الله جل وعز بعدها {إذا تناجيتم} وقال: {وتناجوا بالبر والتقوى} فوقع الخط في هذين الموضعين على شيء يشاكل {يتناجون}.
وقرأ حمزة مثله لأن العرب تقول اختصموا يختصمون وتخاصموا يتخاصمون وتقاتلوا واقتتلوا وكذلك انتجوا وتناجوا بمعنى كذا قال سيبويه.
{يأيها الذين ءامنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا} 11
قرأ عاصم في {المجالس} بالألف جعله عاما أي إذا قيل لكم توسعوا في المجالس أي مجالس العلماء والعلم فتفسحوا.
وقرأ الباقون {في المجلس} على التوحيد أي في مجلس رسول الله صلى الله عليه خاصة.
قرأ نافع وابن عامر وحفص {وإذا قيل انشزوا فانشزوا} بضم الشين فيهما وقرأ الباقون بكسر الشين وهما لغتا نشز ينشز وينشز. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة المجادلة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[المجادلة: آية 1]

{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قول الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)}

.الإعراب:

{قد} حرف تحقيق {في زوجها} متعلّق بـ {تجادلك} بحذف مضاف أي في شأن زوجها {إلى اللَّه} متعلّق بـ {تشتكي}..
جملة: {قد سمع اللَّه...} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {تجادلك...} لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: {تشتكي...} لا محلّ لها معطوفة على جملة تجادلك.
وجملة: {اللَّه يسمع...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الابتدائيّة.
وجملة: {يسمع...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه).
وجملة: {إنّ اللَّه سميع...} لا محلّ لها تعليليّة.

.الصرف:

(تحاور)، مصدر قياسيّ للخماسيّ تحاور، وزنه تفاعل بفتح التاء وضمّ العين..

.الفوائد:

- حكم الظهار:
عن عائشة قالت: الحمد للّه الذي وسع سمعه الأصوات. لقد جاءت المجادلة خولة بنت ثعلبة إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وكلمته في جانب البيت، وما أسمع ما تقول، فأنزل اللّه عز وجل: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قول الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ}.
وكان زوجها أوس بن الصامت، قد طلب وقاعها، فأبت عليه، فقال لها: أنت عليّ كظهر أمي. فجاءت تجادل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في زوجها. أما حكم من ظاهر فتجب عليه الكفارة. والآية تدل على إيجاب الكفارة قبل المماسة، فإن جامع قبل أن يكفّر لم يجب عليه إلا كفارة واحدة، وهو قول أكثر أهل العلم، كمالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وسفيان أما كفارة الظهار فإنها مرتبة، فيجب عليه عتق رقبة مؤمنة، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن أفطر يوما متعمدا، أو نسي النية، يجب عليه استئناف الشهرين فإن جامع ليلا أثناء الصوم عصى بذلك، لكن لا يجب عليه استئناف الشهرين فإن عجز عن الصوم، لمرض، أو كبر، أو فرط شهوة لا تمكنه من الصبر على الجماع، يجب عليه إطعام ستين مسكينا، كل مسكين مد من غالب قوت البلد من حنطة أو شعير أو أرز أو ذرة أو تمر. ولو دفع الستين صاعا لمسكين واحد لم يجزئ ذلك عند الشافعي لظاهر الآية، وأجاز ذلك أبو حنيفة رضي اللّه عنهما، وإذا كان عنده رقبة يحتاج إليها للخدمة، أو معه ثمن الرقبة لكنه محتاج إليه للنفقة عدل إلى الصوم، واللّه أعلم.

.[المجادلة: الآيات 2- 4]

{الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقولونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقول وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (4)}

.الإعراب:

{منكم} متعلّق بحال من فاعل يظاهرون {من نسائهم} متعلّق بـ {يظاهرون}، {ما} نافية عاملة عمل ليس {إن} حرف نفي {إلّا} للحصر {اللائي} موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ {أمّهاتهم}، (الواو) عاطفة (اللام) للتوكيد {منكرا} مفعول به منصوب {من القول} متعلّق بنعت لـ: {منكرا}، (الواو) عاطفة (اللام) للتوكيد..
جملة: {الذين يظاهرون...} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {يظاهرون...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {ما هنّ أمّهاتهم...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: {إن أمّهاتهم إلّا اللائي...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: {ولدنهم...} لا محلّ لها صلة الموصول (اللائي).
وجملة: {إنّهم ليقولون...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {يقولون...} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {إنّ اللّه لعفوّ...} لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم ليقولون.
3- (الواو) عاطفة وكذلك (ثمّ)، (ما) حرف مصدريّ، (الفاء) زائدة في الخبر لمشابهة المبتدأ للشرط (تحرير) مبتدأ مؤخّر مرفوع، والخبر محذوف تقديره عليهم {من قبل} متعلّق بـ {تحرير} (أن) حرف مصدريّ ونصب..
والمصدر المؤوّل {ما قالوا..} في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ {يعودون}.
والمصدر المؤوّل {أن يتماسّا..} في محلّ جرّ مضاف إليه.
{ذلكم} اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى الحكم المذكور، و(الواو) في {توعظون} نائب الفاعل (به) متعلّق بـ {توعظون} بتضمينه معنى تزجرون (ما) حرف مصدريّ..
وجملة: {الذين يظاهرون...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين يظاهرون الأولى.
وجملة: {يظاهرون...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {يعودون...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {قالوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: {(عليهم) تحرير...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: {يتماسّا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {ذلكم توعظون به} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {توعظون به} في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم).
وجملة: {اللّه... خبير} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تعملون...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
4- (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ {لم} للنفي فقط، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (صيام) مبتدأ مؤخّر، والخبر محذوف تقديره عليه {من قبل أن يتماسّا} مثل الأولى وتعليق الظرف بـ (صيام)، (الفاء) عاطفة {من لم يستطع} مثل من لم يجد {فإطعام} مثل فصيام {مسكينا} تمييز منصوب، والإشارة في {ذلك} إلى البيان والتعليم، وهو مبتدأ خبره محذوف تقديره واقع (اللام) للتعليل (تؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة.
والمصدر المؤوّل {أن تؤمنوا..} في محلّ جرّ باللام متعلّق بالخبر المحذوف.
{باللّه} متعلّق بـ {تؤمنوا}، (الواو) عاطفة في الموضعين، والإشارة في {تلك} إلى الأحكام المذكورة {للكافرين} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {عذاب}..
وجملة: {من لم يجد...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لم يجد...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: {(عليه) صيام...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {يتماسّا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {من لم يستطع...} لا محلّ لها معطوفة على جملة من لم يجد.
وجملة: {لم يستطع...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
وجملة: {(عليه) إطعام...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {ذلك (واقع)...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تؤمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: {تلك حدود...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
وجملة: {للكافرين عذاب...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.

.الصرف:

(4) {متتابعين}: مثنّى متتابع، اسم فاعل من الخماسيّ تتابع، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
{ستين} اسم للعدد، وهو من ألفاظ العقود، وزنه فعلين، وجاءت عينه ولامه من حرف واحد.

.البلاغة:

السلب والإيجاب: في قوله تعالى: {الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ}.
وهذا الفن هو نفي الشيء من جهة وإيجابه من جهة أخرى، أو أمر بشيء من جهة ونهي عنه من جهة ثانية.
وهنا في هذه الآية الكريمة نفي لصيرورة المرأة أمّا بالظهار، وإثبات الأمومة للتي ولدت الولد.

.[المجادلة: الآيات 5- 6]

{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)}

.الإعراب:

(الواو) في {كبتوا} نائب الفاعل {ما} حرف مصدريّ {من قبلهم} متعلّق بمحذوف صلة الذين..
والمصدر المؤوّل {ما كبت..} في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق..
(الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق {للكافرين عذاب} مرّ إعرابها.