فصل: اللغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.اللغة:

{اسْتَحْوَذَ} استولى وغلب من حاذ الحمار العانة أي جمعها وساقها غالبا لها ومنه كان أحوذيا نسيج وحده، وهو أحد ما جاء على الأصل نحو استصوب واستنوق يعني على خلاف القياس فإن القياس استحاذ بقلب الواو ألفا كاستعاذ واستقام ولكن استحوذها هنا أجود. {يُحَادُّونَ} يخالفون.

.الإعراب:

{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ} {يوم} منصوب بفعل محذوف تقديره اذكر والجملة مستأنفة وجملة {يبعثهم} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{اللّه} فاعل {يبعثهم} و{جميعا} حال والفاء عاطفة ويحلفون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل و{له} متعلقان بيحلفون و{كما} نعت لمصدر محذوف وجملة يحلفون لا محل لها لأنها صلة الموصول الحرفي و{لكم} متعلقان بيحلفون.
{وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ} الواو حالية وجملة {يحسبون} حال من الواو في يحلفون له أي والحال أنهم يحسبون في الآخرة أن حلفهم فيها يجديهم من عذابها، وأن وما بعدها في تأويل مصدر سدّت مسدّ مفعولي {يحسبون} و{على شيء} خبر {أنهم} و{ألا} أداة استفتاح وتنبيه وإن واسمها و{هم} ضمير متصل أو مبتدأ و{الكاذبون} خبر {إنهم} على الأول وخبر {هم} على الثاني والجملة خبر {إنهم}.
{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ} كلام مستأنف مسوق لبيان استيلاء الشيطان عليهم حتى جعلهم أتباعه ورعيته، و{عليهم} متعلقان باستحوذ و{الشيطان} فاعله، {فأنساهم} عطف على {استحوذ} والهاء مفعول به أول و{ذكر اللّه} مفعول به ثان.
{أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ} {أولئك} مبتدأ و{حزب الشيطان} خبر و{ألا} أداة استفتاح وتنبيه و{إن} واسمها وهم ضمير فصل أو مبتدأ و{الخاسرون} خبر على الحالين كما تقدم.
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ} إن واسمها وجملة {يحادون} صلة و{اللّه} مفعول به ورسوله عطف على {اللّه} و{أولئك} مبتدأ و{في الأذلين} خبر {أولئك} والجملة خبر إن.
{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} {كتب اللّه} فعل وفاعل وقد تضمن فعل كتب معنى القسم واللام جواب له وأغلبنّ فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة و{أنا} تأكيد لفاعل أغلبنّ المستتر {ورسلي} عطف على الضمير وإن واسمها وخبراها والجمل لا محل لها.
{لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} قال الزمخشري: من باب التخييل خيّل أن من الممتنع المحال أن تجد قوما مؤمنين يوالون المشركين والغرض به أنه لا ينبغي أن يكون ذلك وحقه أن يمتنع ولا يوجد بحال مبالغة في النهي عنه والزجر عن ملابسته والتوصية بالتصلب في مجانبة أعداء اللّه ومباعدتهم والاحتراس من مخالطتهم ومعاشرتهم.
و {لا} نافية و{تجد} فعل مضارع مرفوع والفاعل مستتر تقديره أنت و{قوما} مفعول به أول وجملة {يؤمنون باللّه واليوم الآخر} نعت لقوما وجملة {يوادّون} مفعول ثان لتجد إن كان بمعنى تعلم وإن كان بمعنى تصادف فالجملة حال أو صفة ثانية لقوما و{يوادّون} فعل وفاعل و{من} مفعول به وجملة {حاد اللّه} صلة لا محل لها و{حاد اللّه} فعل ماض وفاعل مستتر ومفعول به {ورسوله} عطف على {اللّه}.
{وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} الواو حالية و{لو} شرطية وكان واسمها و{آباءهم} خبرها وما بعده عطف عليه وسيأتي سر الترتيب في باب البلاغة.
{أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} {أولئك} مبتدأ وجملة {كتب} خبر و{في قلوبهم} متعلقان بكتب و{الإيمان} مفعول به {وأيدهم} فعل وفاعل مستتر ومفعول به و{بروح} متعلقان بأيدهم و{منه} صفة لروح.
{وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها} الواو عاطفة و{يدخلهم} فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به و{جنات} مفعول به ثان على السعة وجملة {تجري من تحتها الأنهار} نعت لجنات و{خالدين} حال و{فيها} متعلقان بخالدين.
{رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} رضي فعل ماض و{اللّه} فاعل و{عنهم} متعلقان برضي {ورضوا عنه} عطف على ما تقدم. و{أولئك} مبتدأ و{حزب اللّه} خبر و{ألا} أداة استفتاح وتنبيه و{إن} واسمها و{هم} ضمير فصل أو مبتدأ و{المفلحون} خبر وقد تقدم أمثال هذا كثيرا.

.البلاغة:

في قوله: {ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم} روعي ترتيب عجيب فقد بدأ أولا بالآباء لأنهم أدعى إلى الاهتمام بهم لوجوب إخلاص الطاعة لهم ومع ذلك نهاهم عن موادّتهم قال تعالى: {وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا} وثنى بالأبناء لأنهم أعلق بحبات القلوب، ثم ثلث بالإخوان لأنهم هم المثابة عند الحاجة والناصر عند نشوب الأزمات كما قيل:
أخاك أخاك إن من لا أخا له ** كساع إلى الهيجا بغير سلاح

ثم ربع بالعشيرة لأنها المستغاث في الشدائد وهي الموئل والمفزع في النوائب وهم المسرعون إلى النجدة قال:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم ** في النائبات على ما قال برهانا

والمقصود في الآية أبا عبيدة لأنه قتل أباه يوم أحد، وأبا بكر لأنه دعا ابنه للبراز يوم بدر فأمره رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالقعود، ومصعب بن عمير لأنه قتل أخاه أبا عزيز يوم أحد، وعليّا وغيره ممّن قتلوا عشائرهم. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة المجادلة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى: {وتشتكى} يجوز أن يكون معطوفا على تجادل، وأن يكون حالا.
قوله تعالى: {أمهاتهم} بكسر التاء على أنه خبر (ما) وبضمها على اللغة التميمية و{منكرا} أي قولا منكرا.
قوله تعالى: {والذين يظاهرون} مبتدأ، و{تحرير رقبة} مبتدأ أيضا تقديره: فعليهم، والجملة خبر المبتدأ، وقوله: {من قبل أن يتماسا} محمول على المعنى: أي فعلى كل واحد.
قوله تعالى: {لما قالوا} اللام تتعلق بيعودون، ومعنى يعودون للمقول فيه، هذا إن جعلت (ما) مصدرية، ويجوز أن تجعله بمعنى الذي ونكرة موصوفة، وقيل اللام بمعنى في، وقيل بمعنى إلى، وقيل في الكلام تقديم تقديره: ثم يعودون فعليهم تحرير رقبة لما قالوا، والعود هنا ليس بمعنى تكرير الفعل، بل بمعنى العزم على الوطء.
قوله تعالى: {يوم يبعثهم الله} أي يعذبون أو يهانون، واستقر ذلك يوم يبعثهم، وقيل هو ظرف لـ: {أحصاه}.
قوله تعالى: {ثلاثة} هو مجرور بإضافة نجوى إليه، وهى مصدر بمعنى التناجي أو الالتجاء، ويجوز أن تكون النجوى اسما للمتناجين، فيكون ثلاثة صفة أو بدلا.
{ولا أكثر} معطوف على العدد ويقرأ بالرفع على الابتداء وما بعده الخبر، ويجوز أن يكون معطوفا على موضع من نجوى.
قوله تعالى: {ويتناجون} يقرأ {وينتجون} وهما بمعنى، يقال تناجوا وانتجوا.
قوله تعالى: {فإذ لم} قيل إذ بمعنى إذا كما ذكرنا في قوله تعالى: {إذ الأغلال في أعناقهم} وقيل هي بمعنى إن الشرطية، وقيل هي على بابها ماضية، والمعنى إنكم تركتم ذلك فيما مضى فتداركوه بإقامة الصلاة.
قوله تعالى: {استحوذ} إنما صحت الواو هنا بنية على الأصل، وقياسه استحاذ مثل استقام.
قوله تعالى: {لأغلبن} هو جواب قسم محذوف، وقيل هو جواب كتب، لأنه بمعنى قال.
قوله تعالى: {يوادون} هو المفعول الثاني لتجد، أو حال أو صفة لقوم، وتجد بمعنى تصادف على هذا، والله أعلم. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة المجادلة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[المجادلة: آية 1]

{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قول الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)}
{قَدْ سَمِعَ} حرف تحقيق وماض {اللَّهُ} لفظ الجلالة فاعله والجملة ابتدائية لا محل لها {قول} مفعول به مضاف {الَّتِي} مضاف إليه {تُجادِلُكَ} مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة {فِي زَوْجِها} متعلقان بالفعل. {وَتَشْتَكِي} مضارع فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها {إِلَى اللَّهِ} متعلقان بالفعل. {وَاللَّهُ} لفظ الجلالة مبتدأ {يَسْمَعُ} مضارع فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية حال.
{تَحاوُرَكُما} مفعول به. {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} إن واسمها وخبراها والجملة الاسمية تعليلية.

.[المجادلة: آية 2]

{الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقولونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقول وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)}
{الَّذِينَ يُظاهِرُونَ} مبتدأ ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة صلة {مِنْكُمْ} متعلقان بمحذوف حال {مِنْ نِسائِهِمْ} متعلقان بالفعل (ما) نافية تعمل عمل ليس {هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ} اسمها وخبرها والجملة خبر الذين وجملة الذين.. استئنافية لا محل لها. (أن) نافية {أُمَّهاتِهِمْ} مبتدأ {إِلَّا} حرف حصر {اللَّائِي} اسم الموصول خبر المبتدأ والجملة استئنافية لا محل لها. {وَلَدْنَهُمْ} ماض وفاعله ومفعوله والجملة صلة. {وَإِنَّهُمْ} إن واسمها {لَيَقولونَ} اللام المزحلقة ومضارع مرفوع والواو فاعله والجملة الفعلية خبر إنهم والجملة الاسمية حالية {مُنْكَرًا} صفة مفعول مطلق محذوف {مِنَ الْقول} صفة لمنكر {وَزُورًا} معطوف على منكرا. {إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} إن واسمها واللام المزحلقة وعفو غفور خبران والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.

.[المجادلة: آية 3]

{وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3)}
{وَالَّذِينَ} الواو استئنافية ومبتدأ {يُظاهِرُونَ} مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة {مِنْ نِسائِهِمْ} متعلقان بالفعل {ثُمَّ} حرف عطف {يَعُودُونَ} معطوف على يظاهرون {لِما} متعلقان بالفعل {قالوا} ماض وفاعله والجملة صلة ما {فَتَحْرِيرُ} الفاء زائدة وتحرير مبتدأ مضاف {رَقَبَةٍ} مضاف إليه والخبر محذوف والجملة الاسمية خبر الذين وجملة الذين.. استئنافية لا محل لها، {مِنْ قَبْلِ} متعلقان بتحرير {أَنْ يَتَمَاسَّا} مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون والألف فاعله وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالإضافة، {ذلِكُمْ} مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب {تُوعَظُونَ} مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها {بِهِ} متعلقان بالفعل {وَاللَّهُ} لفظ الجلالة مبتدأ {بِما} متعلقان بخبير {تَعْمَلُونَ} مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة ما {خَبِيرٌ} خبر والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.

.[المجادلة: آية 4]

{فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (4)}