فصل: قال بيان الحق الغزنوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



إرادة ألاّ يجمع الله بيننا ** ولا بينها أخرى الليالي الغوابر

معناه: إرادة ألا يجمع الله بيننا وبينها، فوصل بلا. اهـ.

.قال بيان الحق الغزنوي:

سورة الحشر:
{هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب} [2] يهود بني النضير، أجلاهم النبي عليه السلام من الحجاز إلى أذرعات، وهي أعلى الشام بعدما حاصرهم ثلاثة وعشرين يومًا. {لأول الحشر} [2] الخلق يحشرون أول حشرهم بأذرعات من الشام. {يخربون بيوتهم بأيديهم} [2]
لما يئسوا من المقام، شعثوا منازلهم. وعن الضحاك: أن المؤمنين يخربون حصونهم، وهم يخربون بيوتهم ليسدوا بها الخراب من الحصون. {لعذبهم في الدنيا} [3] بالسبي والقتل كما فعل ببني قريظة. {من لينة} [5] نخلة أيها كانت. وقيل: إنها العجوة منها خاصة. وقيل: إنها الفسيل للينها.
وقال الأخفش: هو من اللون لا من اللين، فكان أصلها: (لونة)، فقلبت ياء لانكسار ما قبلها. وهذا قول صحيح عجيب، متناول لجميع ألوان النخل، مأخوذ لفظه من معناه، أي: من تلون ينعه من أول ما يبدو إلى أن يدرك، ألا ترى إليها في أول حالها بيضاء كأنها صدف مليء درًا نضد بعضه إلى بعض، ثم تصير غبراء، ثم خضراء كأنها قطع زبرجد خلق منها النشء، ثم حمراء كأنها قطع يواقيت رص بعضها ببعض، ثم صفراء كأنها شذر عقيان، وكذلك إذا بلغ الإرطاب نصفها سميت مجزعة، لاختلاف لونيها، كأنها الجزع الظفاري. قال امرؤ القيس في تشبيه العيون إذا كانت ذوات ألوان:
كأن عيون الوحش حول خبائنا ** وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب

{أوجفتم عليه} [6] وجف الفرس وجيفًا، وأوجفته، وهو الإسراع في السير.
نزلت في مال بني النضير، أي: الفيء الذي يكون من غير قتال، يكون للرسول يضعه حيث وضعه أصلح، فوضعه صلى الله عليه في المهاجرين. {كي لا يكون دولة} [7] الدولة-بالفتح- في الحرب، والدولة-بالضم- في غيرها مما يتداوله الناس من متاع الدنيا. وقال أبو عبيدة: الدولة بالفتح في الأيام وبالضم في الأموال. {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم} [9]. هم الأنصار من أهل المدينة، آمنوا بالنبي عليه السلام قبل مصيره إليهم. {ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا} [9] أي: لا يجدون حسدًا على إيثار المهاجرين بمال بني النضير. (ومن يوق شح نفسه) [9]
قال النبي عليه السلام: «وقي الشح من أدى الزكاة، وقرى الضيف، وأعطى في النائبة». {تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى} [14] أي: اجتمعوا على عدوانكم ومع ذلك اختلفت قلوبهم، لاختلاف أديانهم، وفي هذا اللفظ قال الشاعر:
إلى الله أشكو نية شقت العصا ** هي اليوم شتى وهي أمس جميع

{كمثل الذين من قبلهم} [15] أهل بدر. {نسوا الله} [19] تركوا أداء حقه. {فأنساهم أنفسهم} [19] بحرمان حظوظهم.-أو بالعذاب الذي مني به أن يذكر بعضهم بعضًا.
-أو بخذلانهم حتى تركوا طاعته. {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعًا} [21] أي: لو أنزلناه على جبل-والجبل مما يتصدع إشفاقًا وخشية- لتصدع مع صلابته وقوته، فكيف بكم مع ضعفكم وقلتكم. وقد أوضح هذا التأويل قوله: {وتلك الأمثال نضربها}، وله نظائر من كلام العرب مثل قول الشاعر:
ولو أن ما بي بالحصى قلق الحصى ** وبالريح لم يسمع لهن هبوب

وقول آخر:
سلمى أحبك حبًا لو تضمنه سلمى ** سميك ذاك الشاهق الراسي

وقول هدبة:
أصبت بما لو أن سلمى أصابها ** لسهل من أركانها ما توعرا

{القدوس} [22] الطاهر المنزه عن أن يكون له ولد، أو يكون في حكمه وفعله ما ليس بعدل. {السلام} [22] ذو السلام على عباده، أو السلام: الباقي. والسلامة: البقاء، والصفة منها للعبد: السالم، ولله: السلام. {المؤمن} [22]
المصدق، أي: يصدق الموحدين له على توحيدهم إي اهـ. وقيل: إنه المؤمن عذابه من لا يستحقه. {المهيمن} [22] سبق ذكره. {العزيز} [22] هو الممتنع المنتقم. {الجبار} [22] العالي العظيم الذي يذل من دونه. والسحوق العالية من النخيل يسمى جبارًا. قال سويد:
على كل جبار كأن فروعها ** طلين بقار أو بحمأة ماتح

لا1271- فليست بسنهاء ولا رجبية ** ولكن عرايا في السنين الجوائح

{المتكبر} [22] المستحق لصفات الكبر والتعظيم.
تمت سورة الحشر. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة الحشر:
{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُواْ يا أُوْلِي الأَبْصَارِ}
قال: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ} يقول: (فجاءَهُم الله) أي: جاءَهُم أمرُه، وقال بعضهم {فَآتاهُم اللهُ} أي: آتاهُم العذابَ، لأنك تقول: (أَتاهُ) و(آتاهُ) كما تقول: (ذَهَبَ) و(أَذْهَبَتهُ).
{مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}
وقال: {مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ} وهي من (اللَّوْنِ) في الجماعة وواحدته (لِينَة) وهو ضرب من النخل ولكن لما انكسر ما قبلها انقلبت إلى الياء.
{وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ ولكنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
وقال: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} لأنك تقول: (فَاءَ عَلَيَّ كَذَا وَكَذَا) و(أَفَاءَهُ اللهُ) كما تقول: (جَاءَ) و(أَجَاءَهُ اللهُ) وهو مثل (ذَهَبَ) و(أَذْهَبْتُهُ).
{مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
وقال: {كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً} و(الدُّوْلَةُ) في هذا المعنى أن يكون ذلك المال مرة لهذا ومرة لهذا وتقول: (كانَتْ لَنَا عَلَيْهِم الدَوْلَة). وأما انتصابها فعلى (كَيْلاَ يكونَ الفَيْءُ دُوْلَةً) و(كيلا تكون دُوْلَةً) أي: (لا تكون الغنيمةُ دُوَلةً) ويزعمون أنَّ (الدَوْلَة) أيضا في المال لُغةٌ لِلْعَرَب، ولا تكاد تعرف (الدَوْلَةٌ في المال).
{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُطحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
وقال: {وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُواْ} أي: مِمّا أُعْطُوا.
{لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ}
وقال: {لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ} فرفع الآخر لأنه معتمد لليمين لأن هذه اللام التي في أول الكلام إنما تكون لليمين كقول الشاعر: من الطويل وهو الشاهد السبعون بعد المائتين:
لَئِنْ عادَلِي عبدُ العَزِيزِ بِمِثْلِهَا ** وَأَمكَنَنِي مِنْها إِذًا لا أُقِيلُها

{فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} وقال: {أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا} فنصب الخالدَيْن على الحال و{فِي النَّارِ} خبر. ولو كان في الكلام (إِنَّهُما في النارِ) كانَ الرفعُ في {خالدَيْنِ} جائزا. وليس قولهم: إذَا جِئْتَ بـ (فِيها) مرتين فهو نصب (بشيء). إِنّما (فيها) توكيد جئت بها أو لم تجيء بها فهو سواء. ألا ترى أن العرب كثيرا ما تجعله حالا إِذَا كان فيها التوكيد وما أشبهه. وهو في القرآن منصوب في غير مكان. قال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا}. اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة الحشر مدنية كلها.
2- {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ}.
قال عكرمة: من شك في أن المحشر هاهنا (يعني: الشام)، فليقرأ: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ}.
(قال):«وقال لهم النبي- صلى الله عليه وسلم- يومئذ: اخرجوا فقالوا: إلى أين؟
فقال: إلى ارض الحشر»
.
وقال ابن عباس- في رواية أبي صالح-: «يريد أنهم أول من حشر وأخرج من دياره».
وهو: الجلاء. يقال: جلوا من أرضهم وأجليتهم وجلوتهم أيضا.
5- (اللينة): الدّقلة. ويقال للدّقل الألوان: ما لم يكن عجوة أو برنيّا. واحدتها: (لونة). فقيل: لينة، بالياء. وذهبت الواو لكسرة اللام.
6- {وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ}... من (الإيجاف). يقال: وجف الفرس والبعير وأوجفته. ومثله (الإيضاح)، وهو: الإسراع.
وأراد: أن الذي أفاء اللّه على رسوله- من هذا القيء خاصة- لم يكن عن غزو ولا أوجفتم عليه خيلا ولا ركابا.
7- {كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً}... من (التداول)، أي يتداوله الأغنياء بينهم. اهـ.

.قال الغزنوي:

سورة الحشر:
2 {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا}: يهود بني النّضير، أجلاهم النّبيّ- عليه السلام- من الحجاز إلى أذرعات من الشّام بعد ما حاصرهم ثلاثا وعشرين يوما.
لِأَوَّلِ الْحَشْرِ اجلوا إلى الشّام وهو أول حشر، ثم يحشر الخلق إلى الشّام أيضا.
وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «هو أول الحشر ونحن على الأثر». و(الحشر): الجمع.
{يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ}: المؤمنون يخربون حصونهم، وهم {يخرّبون} بيوتهم ليسدّوا بها خراب الحصون.
3 {لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا}: بالسّبي والقتل كما فعل ببني قريظة.
5 {مِنْ لِينَةٍ}: اللّينة ما خلا العجوة من النّخل. وقيل: هي الفسيل للينها.
وقال الأخفش: هو من اللّون لا من اللّين، وكانت لونة فقلبت ياء لانكسار ما قبلها كالريح، واختلاف الألوان فيها ظاهر لأنها أوّل حالها بيضاء كصدف ملئ درّا منضّدا ثم غبراء ثم خضراء كأنها قطع زبرجد خلق فيها الماء، ثم حمراء كيواقيت رصّ بعضها ببعض، ثم صفراء كأنها شذر عقيان، وكذلك إذا بلغ الأرطاب نصفها سمّيت (مجزّعة) لاختلاف لونيها كأنها الجزع الظفاريّ..
{أَوْجَفْتُمْ} وجف الفرس وجيفا: أسرع، وأوجفته.
نزلت في مال بني النّضير، أي: الفيء الذي يكون من غير قتال للرسول صلى الله عليه وسلم يضعه حيث وضعه أصلح، فوضعه في المهاجرين، وأما القرى والنّخيل فكان يوزع لقوت أهله وكانت صدقاته منها، ومن أموال مخيريق سبعة حوائط أحدها مشربة أمّ إبراهيم مارية، وكان عليه السلام يصير إليها هناك.
7 {كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً}: الدّولة في الحرب، وبالضّم فيما يتداوله الناس من متاع الدنيا.
9 {وَالَّذِينَ تَبَوّءُوا الدَّارَ}: المدينة دار الهجرة.