فصل: (سورة الحشر: آية 5)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الحشر: آية 5]

{ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ (5)}
{مِنْ لِينَةٍ} بيان لما قطعتم. ومحل {ما} نصب بقطعتم، كأنه قال: أي شيء قطعتم، وأنث الضمير الراجع إلى {ما} في قوله: {أَوْ تَرَكْتُمُوها} لأنه في معنى اللينة. واللينة: النخلة من الألوان، ضروب النخل ما خلا العجوة والبرنية، وهما أجود النخيل، وياؤها عن واو، قلبت لكسرة ما قبلها، كالديمة. وقيل: (اللينة) النخلة الكريمة، كأنهم اشتقوها من اللين.
قال ذو الرمّة:
كأنّ قتودى فوقها عشّ طائر ** على لينة سوقاء تهفو جنوبها

وجمعها لين. وقرئ: {قوّما}، على أصلها. وفيه وجهان: أنه جمع أصل كرهن ورهن. أو اكت في فيه بالضمة عن الواو. وقرئ: {قائما على أصوله} ذهابا إلى لفظ {ما} {فَبِإِذْنِ اللَّهِ} فقطعها بإذن اللّه وأمره {وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ} ولبذل اليهود ويغيظهم إذن في قطعها، وذلك أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حين أمر أن تقطع نخلهم وتحرق قالوا: يا محمد، قد كنت تنهى عن الفساد في الأرض، فما بال قطع النخل وتحريقها؟ فكان في نفس المؤمنين من ذلك شيء. فنزلت، يعنى: أنّ اللّه أذن لهم في قطعها ليزيدكم غيظا ويضاعف لكم حسرة إذا رأيتموهم يتحكمون في أموالكم كيف أحبوا ويتصرفون فيها ما شاءوا. واتفق العلماء أنّ حصون الكفرة وديارهم لا بأس بأن تهدم وتحرق وتغرق وترمى بالمجانيق، وكذلك أشجارهم لا بأس بقلعها مثمرة كانت أو غير مثمرة. وعن ابن مسعود: قطعوا منها ما كان موضعا للقتال. فإن قلت: لم خصت اللينة بالقطع؟ قلت: إن كانت من الألوان فليستبقوا لأنفسهم العجوة والبرنية، وإن كانت من كرام النخل فليكون غيظ اليهود أشد وأشق.
وروى أن رجلين كانا يقطعان: أحدهما العجوة، والآخر اللون، فسألهما رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال هذا: تركتها لرسول اللّه، وقال هذا: قطعتها غيظا للكفار. وقد استدل به على جواز الاجتهاد، وعلى جوازه بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنهما بالاجتهاد فعلا ذلك، واحتج به من يقول: كل مجتهد مصيب.

.[سورة الحشر: الآيات 6- 7]

{وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (7)}
{أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ} جعله له فيئا خاصة. والإيجاف من الوجيف. وهو السير السريع.
ومنه قوله عليه الصلاة والسلام في الإفاضة من عرفات «ليس البرّ بإيجاف الخيل ولا إيضاع الإبل على هينتكم» ومعنى {فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ} فما أوجفتم على تحصيله وتغنمه خيلا ولا ركابا، ولا تعبتم في القتال عليه، وإنما مشيتم إليه على أرجلكم. والمعنى: أنّ ما خوّل اللّه رسوله من أموال بني النضير شيء لم تحصلوه بالقتال والغلبة، ولكن سلطه اللّه عليهم وعلى ما في أيديهم كما كان يسلط رسله على أعدائهم، فالأمر فيه مفوّض إليه يضعه حيث يشاء، يعنى: أنه لا يقسم قسمة الغنائم التي قوتل عليها وأخذت عنوة وقهرا، وذلك أنهم طلبوا القسمة فنزلت.
لم يدخل العاطف على هذه الجملة: لأنها بيان للأولى، فهي منها غير أجنبية عنها. بين لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم ما يصنع بما أفاء اللّه عليه، وأمره أن يضعه حيث يضع الخمس من الغنائم مقسوما على الأقسام الخمسة. والدولة والدولة- بالفتح والضم- وقد قرئ بهما ما يدول للإنسان، أي يدور من الجد. يقال: دالت له الدولة. وأديل لفلان. ومعنى قوله تعالى: {كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ} كيلا يكون الفيء الذي حقه أن يعطى الفقراء ليكون لهم بلغة يعيشون بها جدا بين الأغنياء يتكاثرون به. أو كيلا يكون دولة جاهلية بينهم.
ومعنى الدولة الجاهلية: أن الرؤساء منهم كانوا يستأخرون بالغنيمة لأنهم أهل الرياسة والدولة والغلبة، وكانوا يقولون من عزّ بزّ. والمعنى: كيلا يكون أخذه غلبة وأثرة جاهلية. ومنه قول الحس: اتخذوا عباد اللّه خولا، ومال اللّه دولا، يريد: من غلب منهم أخذه واستأثر به. وقيل: (الدولة) ما يتداول، كالغرفة: اسم ما يغترف، يعنى: كيلا يكون الفيء شيئا يتداوله الأغنياء بينهم ويتعاورونه، فلا يصيب الفقراء. والدولة- بالفتح-: بمعنى التداول، أي: كيلا يكون ذا تداول بينهم.
أو كيلا يكون إمساكه تداولا بينهم لا يخرجونه إلى الفقراء. وقرئ {دولة} بالرفع على (كان) التامة كقوله تعالى: {وإن كان ذو عسرة} يعنى كيلا يقع دولة جاهلية ولينقطع أثرها أو كيلا يكون تداول له بينهم. أو كيلا يكون شيء متعاور بينهم غير مخرج إلى الفقراء {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ} من قسمة غنيمة أو فيء {فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ} عن أخذه منها {فَانْتَهُوا} عنه ولا تتبعه أنفسكم {وَاتَّقُوا اللَّهَ} أن تخالفوه وتتهاونوا بأوامره ونواهيه {إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ} لمن خالف رسوله، والأجود أن يكون عاما في كل ما أتى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ونهى عنه، وأمر الفيء داخل في عمومه.
وعن ابن مسعود رضى اللّه عنه: أنه لقى رجلا محرما وعليه ثيابه فقال له: انزع عنك هذا فقال الرجل: اقرأ علىّ في هذا آية من كتاب اللّه. قال: نعم، فقرأها عليه.

.[سورة الحشر: آية 8]

{للفقراء الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8)}
{للفقراء} بدل من قوله: {لِذِي الْقُرْبى} والمعطوف عليه والذي منع الإبدال من: للّه وللرسول والمعطوف عليهما، وإن كان المعنى لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن اللّه عزّ وجل أخرج رسوله من الفقراء في قوله: {وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} وأنه يترفع برسول اللّه عن التسمية بالفقير، وأن الإبدال على ظاهر اللفظ من خلاف الواجب في تعظيم اللّه عزّ وجل {أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} في إيمانهم وجهادهم.

.[سورة الحشر: آية 9]

{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)}
{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا} معطوف على {المهاجرين}، وهم الأنصار. فإن قلت: ما معنى عطف الإيمان على الدار، ولا يقال: تبوّؤا الإيمان؟ قلت: معناه تبوّؤا الدار وأخلصوا الإيمان، كقوله:
علفتها تينا وماء باردا

أو: وجعلوا الإيمان مستقرا ومتوطنا لهم لتمكنهم منه واستقامتهم عليه، كما جعلوا المدينة كذلك. أو: أراد دار الهجرة ودار الإيمان، فأقام لام التعريف في الدار مقام المضاف إليه، وحذف المضاف من دار الإيمان ووضع المضاف إليه مقامه. أو سمى المدينة لأنها دار الهجرة ومكان ظهور الإيمان بالإيمان {مِنْ قَبْلِهِمْ} من قبل المهاجرين، لأنهم سبقوهم في تبوّئ دار الهجرة والإيمان. وقيل: من قبل هجرتهم {وَلا يَجِدُونَ} ولا يعلمون في أنفسهم {حاجَةً مِمَّا أُوتُوا} أي طلب محتاج إليه مما أوتى المهاجرون من الفيء وغيره، والمحتاج إليه يسمى حاجة، يقال: خذ منه حاجتك، وأعطاه من ماله حاجته، يعنى: أنّ نفوسهم لم تتبع ما أعطوا ولم تطمح إلى شيء منه يحتاج إليه {وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ} أي خلة، وأصلها: خصاص البيت، وهي فروجه، والجملة في موضع الحال، أي: مفروضة خصاصتهم، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قسم أموال بني النضير على المهاجرين ولم يعط الأنصار إلا ثلاثة نفر محتاجين: أبا دجانة سماك بن خرشة، وسهل بن حنيف، والحرث بن الصمة. وقال لهم: «إن شئتم قسمتم للمهاجرين من أموالكم ودياركم وشاركتموهم في هذه الغنيمة، وإن شئتم كانت لكم دياركم وأموالكم ولم يقسم لكم شيء من الغنيمة» فقالت الأنصار: بل نقسم لهم من أموالنا وديارنا ونؤثرهم بالغنيمة ولا نشاركهم فيها، فنزلت.
{الشح}- بالضم والكسر، وقد قرئ بهما-: اللؤم، وأن تكون نفس الرجل كزة حريصة على المنع، كما قال:
يمارس نفسا بين جنبيه كزّة ** إذا همّ بالمعروف قالت له مهلا

وقد أضيف إلى النفس، لأنه غريزة فيها. وأما البخل فهو المنع نفسه. ومنه قوله تعالى: {وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ} {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ} ومن غلب ما أمرته به منه وخالف هواها بمعونة اللّه وتوفيقه {فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الظافرون بما أرادوا. وقرئ: {ومن يوقّ}.

.[سورة الحشر: آية 10]

{وَالَّذِينَ جاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقولونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)}
{وَالَّذِينَ جاؤُا مِنْ بَعْدِهِمْ} عطف أيضا على المهاجرين: وهم الذين هاجروا من بعد.
وقيل: التابعون بإحسان غِلًّا وقرئ: {غمرا}، وهما الحقد.

.[سورة الحشر: الآيات 11- 12]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقولونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (12)}
{لِإِخْوانِهِمُ} الذين بينهم وبينهم أخوة الكفر، ولأنهم كانوا يوالونهم ويواخونهم، وكانوا معهم على المؤمنين في السر {وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ} في قتالكم أحدا من رسول اللّه والمسلمين إن حملنا عليه. أو في خذلانكم وإخلاف ما وعدناكم من النصرة {لَكاذِبُونَ} أي في مواعيدهم لليهود. وفيه دليل على صحة النبوّة: لأنه إخبار بالغيوب. فإن قلت: كيف قيل {وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ} بعد الإخبار بأنهم لا ينصرونهم؟ قلت: معناه: ولئن نصروهم على الفرض والتقدير، كقوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} وكما يعلم ما يكون، فهو يعلم ما لا يكون لو كان كيف يكون.
والمعنى: ولئن نصر المنافقون اليهود لينهزمن المنافقون ثم لا ينصرون بعد ذلك، أي: يهلكهم اللّه تعالى ولا ينفعهم نفاقهم لظهور كفرهم. أو لينهزمن اليهود ثم لا ينفعهم نصرة المنافقين.

.[سورة الحشر: الآيات 13- 17]

{لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (13) لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (14) كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (15) كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قال لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قال إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (16) فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (17)}
{رَهْبَةً} مصدر رهب المبني للمفعول، كأنه قيل: أشد مرهوبية. وقوله: {فِي صُدُورِهِمْ} دلالة على نفاقهم، يعنى أنهم يظهرون لكم في العلانية خوف اللّه وأنتم أهيب في صدورهم من اللّه. فإن قلت: كأنهم كانوا يرهبون من اللّه حتى تكون رهبتهم منهم أشدّ. قلت: معناه أن رهبتهم في السر منكم أشدّ من رهبتهم من اللّه التي يظهرونها لكم- وكانوا يظهرون لهم رهبة شديدة من اللّه- ويجوز أن يريد أنّ اليهود يخافونكم في صدورهم أشدّ من خوفهم من اللّه، لأنهم كانوا قوما أولى بأس ونجدة، فكانوا يتشجعون لهم مع إضمار الخيفة في صدورهم {لا يَفْقَهُونَ} لا يعلمون اللّه وعظمته حتى يخشوه حق خشيته {لا يُقاتِلُونَكُمْ} لا يقدرون على مقاتلتكم {جَمِيعًا} مجتمعين متساندين، يعنى اليهود والمنافقين {إِلَّا} كائنين {فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ} بالخنادق والدروب {أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ} دون أن يصحروا لكم ويبارزوكم، لقذف اللّه الرعب في قلوبهم، وأن تأييد اللّه تعالى ونصره معكم.