فصل: سورة الجمعة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة الجمعة:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السّورة:
فيه حديث أُبي: «مَنْ قرأ سورة الجمعة كتِب له عشر حسنات، بعدد مَنْ ذهب إِلى الجمعة من أَمصار المسلمين، ومَنْ لم يذهب».
وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأها فكأَنَّما فُتح له أَلف مدينة، وعُصِم من إِبليس وجنوده، وله بكلّ آية قرأها ثوابُ المنفِق على عياله». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة الجمعة:
مقصودها بيان مسمى الصف بدليل هو أوضح شرائع الدين وأوثق عرى الإسلام وهو الجمعة التي اسمها مبين للمراد منها من فرضية الاجتماع فيها وإيجاب الإقبال عليها وهو التجرد عن غيرها والانقطاع لما وقع من التفرق حال الخطبة عمن بعث للتزكية بالاجتماع عليه في الجهاد وغيره في العسر واليسر والمنشط والمكره، واسمها الجمعة أنسب شيء فيها لهذا المقصد بتدبر آياته وتأمل أوائله وغاياته، الحاثة على قوة التواصل والاجتماع، والحاملة على دوام الإقبال على المزكي والحب له والاتباع. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {يسبح} الجمعة:

السّورة مَدَنِيَّة بالاتِّفاق. وآياتها إِحدى عشرة. وكلماتها مائة وثمانون. وحروفها سبعمائة وعشرون. فواصل آياتها {من} وتسمّى سورة الجمعة، لقوله: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ}.

.معظم مقصود السّورة:

بيان بَعْث المصطفى، وتعْيير اليهود، والشكاية من قوم بإِعراضهم عن الجمعة، وتقوية القلوب بضمان الرّزق لكلّ حَيّ في قوله: {وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.
والسّورة خالية عن النَّاسخ والمنسوخ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

.قال ابن جماعة:

سورة الجمعة:
438- مسألة:
قوله تعالى: {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا}، و{لَنْ يَتَمَنَّوْهُ} في سورة البقرة تقدم جوابه عند تلك الآية. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

المتشابهات:
قوله: {وَلاَ يَتَمَنَّونَهُ} وفي البقرة {وَلَنْ يَتَمَنَّوهُ} سبق.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال ابن عاشور:

سورة الجمعة:
سميت هذه السورة عند الصحابة وفي كتب السنة والتفاسير (سورة الجمعة) ولا يعرف لها اسم غير ذلك. وفي (صحيح البخاري) عن أبي هريرة قال: كنا جلوسًا عند النبي فأنزلت عليه سورة الجمعة الحديث. وسيأتي عند تفسير قوله تعالى: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} (الجمعة: 3).
ووجه تسميتها وقوع لفظ الجمعة (الجمعة: 9) فيها وهو اسم لليوم السابع من أيام الأسبوع في الإِسلام. اهـ.

.قال سيد قطب:

تقديم لسورة الجمعة:
نزلت هذه السورة بعد سورة (الصف) السابقة. وهي تعالج الموضوع الذي عالجته سورة الصف، ولكن من جانب آخر، وبأسلوب آخر، وبمؤثرات جديدة.
إنها تعالج أن تقر في أخلاد الجماعة المسلمة في المدينة أنها هي المختارة أخيرا لحمل أمانة العقيدة الإيمانية؛
وأن هذا فضل من الله عليها؛ وأن بعثة الرسول الأخير في الأميين- وهم العرب- منة كبرى تستحق الالتفات والشكر، وتقتضي كذلك تكاليف تنهض بها المجموعة التي استجابت للرسول، واحتملت الأمانة؛ وأنها موصولة على الزمان غير مقطوعة ولا منبتة، فقد قدر الله أن تنمو هذه البذرة وتمتد. بعدما نكل بنو إسرائيل عن حمل هذه الأمانة وانقطعت صلتهم بأمانة السماء؛ وأصبحوا يحملون التوراة كالحمار يحمل أسفارا، ولا وظيفة له في إدراكها، ولا مشاركة له في أمرها!
تلك هي الحقيقة الرئيسية التي تعالج السورة إقرارها في قلوب المسلمين. من كان منهم في المدينة يومذاك على وجه الخصوص، وهم الذين ناط الله بهم تحقيق المنهج الإسلامي في صورة واقعة. ومن يأتي بعدهم ممن أشارت إليهم السورة، وضمتهم إلى السلسلة الممتدة على الزمان.
وفي الوقت ذاته تعالج السورة بعض الحالات الواقعة في تلك الجماعة الأولى؛ في أثناء عملية البناء النفسي العسيرة المتطاولة الدقيقة. وتخلصها من الجواذب المعوقة من الحرص والرغبة العاجلة في الربح، وموروثات البيئة والعرف. وبخاصة حب المال وأسبابه الملهية عن الأمانة الكبرى، والاستعداد النفسي لها. وتشير إلى حادث معين. حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبهم في المسجد للجمعة حين حضرت قافلة من قوافلهم التجارية؛ فما إن أعلن نبأ قدومها حتى انفض المستمعون منصرفين إلى التجارة واللهو الذي كانت القافلة تحاط به- على عادة الجاهلية- من ضرب بالدفوف وحداء وهيصة! وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما. فيما عدا اثني عشر من الراسخين فيهم أبو بكر وعمر بقوا يستمعون! كما تذكر الروايات، التي قد لا تكون دقيقة من حيث العدد، ولكنها ثابتة من حيث وقوع هذه الحركة من عدد من الحاضرين اقتضى التنبيه إليها في القرآن الكريم.
وهي حادثة تكشف بذاتها عن مدى الجهد الذي بذل في تربية تلك الجماعة الأولى حتى انتهت إلى ما انتهت إليه؛ وحتى صارت ذلك النموذج الفريد في تاريخ الإسلام وفي تاريخ البشرية جميعا. وتلهمنا الصبر على مشقة بناء النفوس في أي جيل من الأجيال، لتكوين الجماعة المسلمة التي تنهض بحمل أمانة هذه العقيدة، وتحاول تحقيقها في عالم الواقع كما حققتها الجماعة الأولى.
وفي السورة مباهلة مع اليهود، بدعوتهم إلى تمني الموت للمبطلين من الفريقين وذلك ردا على دعواهم أنهم أولياء الله من دون الناس، وأنهم شعب الله المختار، وأن بعثة الرسول في غيرهم لا تكون! كما كانوا يدعون! مع جزم القرآن بأنهم لن يقبلوا هذه المباهلة التي دعوا إليها فنكلوا عنها لشعورهم ببطلان دعواهم. وتعقب السورة على هذا بتقرير حقيقة الموت الذي يفرون منه، وأنه ملاقيهم مهما فروا، وأنهم مردودون إلى عالم الغيب والشهادة فمنبئهم بما كانوا يعملون.. وهو تقرير لا يخص اليهود وحدهم، إنما يلقيه القرآن ويدعه يفعل فعله في نفوس المؤمنين كذلك. فهذه الحقيقة لابد أن تستقر في نفوس حملة أمانة الله في الأرض، لينهضوا بتكاليفها وهم يعرفون الطريق!
هذا هو اتجاه السورة، وهو قريب من اتجاه سورة الصف قبلها، مع تميز كل منهما بالجانب الذي تعالجه، وبالأسلوب الذي تأخذ القلوب به، والظلال التي تلقيها هذه وتلك في الاتجاه الواحد العام. فلننظر كيف يتناول الأسلوب القرآني هذا الاتجاه. اهـ.

.قال الصابوني:

سورة الجمعة مدنية وآياتها إحدى عشرة آية.
بين يدي السورة:
* هذه السورة الكريمة مدنية وهي تتناول جانب التشريع، والمحور الذي تدور عليه السورة بيان أحكام (صلاة الجمعة) التي فرضها الله على المؤمنين.
* تناولت السورة الكريمة بعثة خاتم الرسل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وبينت أنه الرحمة المهداة، أنقذ الله به العرب والعالم، من ظلام الشرك والضلال، وأكرم به الإنسانية، فكانت رسالته بلسما لأمراض المجتمع البشري، بعد أن كان يتخبط في الظلام.
* ثم تحدثت السورة عن اليهود، وانحرافهم عن شريعة الله، حيث كلفوا بالعمل بأحكام التوراة، ولكنهم أعرضوا عنها، ونبذوها وراء ظهورهم، وضربت مثلا لهم بالحمار، الذي يحمل على ظهره الكتب الكبيرة النافعة، ولكنه لا يناله منها إلا العناء والتعب، وذلك نهاية الشقاء والتعاسة.
* ثم تناولت أحكام (صلاة الجمعة) فدعت المؤمنين إلى المسارعة لأداء الصلاة، وحرمت عليهم البيع وقت الأذان، ووقت النداء لها، وختمت بالتحذير من الانشغال عن الصلاة، بالتجارة واللهو، كحال المنافقين، الذين إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى متثاقلين. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة الجمعة مدنية.
ونظيرتها في جميع العدد المنافقون والضحى والعاديات وزاد الكوفي القارعة وزاد البصري الطلاق.
وكلمها مئة وثمانون كلمة.
وحروفها سبع مئة وأربعون حرفا.
وهي إحدى عشرة آية في جميع العدد ليس فيها اختلاف ولا مما يشبه الفواصل شيء.

.ورؤوس الآي:

{الحكيم}.
1- {مبين}.
2- {الحكيم}.
3- {العظيم}.
4- {الظالمين}.
5- {صادقين}.
6- {بالظالمين}.
7- {تعملون}.
8- {تعلمون}.
9- {تفلحون}.
10- {الرازقين}. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال المراغي:

سورة الجمعة:
{القدوس}: المنزه عن النقائص المتصف بصفات الكمال، {الأميين}: هم العرب، واحدهم أمي نسبة إلى الأم التي ولدته، لأنه على الحال التي ولد عليها لم يتعلم الكتابة والحساب، فهو على الجبلة الأولى، {يزكيهم}: أي يطهرهم بتلاوة آياته، {وآخرين} واحدهم آخر بمعنى غير، {لما يلحقوا بهم}: أي لم يلحقوا بهم بعد وسيلحقون وهم من جاء بعد الصحابة إلى يوم الدين.
{حمّلوا التوراة}: أي علّموها وكلّفوا العمل بها، {لم يحملوها}: أي لم يعملوا بها ولم ينتفعوا بما في تضاعيفها، و{الأسفار}: واحدها سفر وهو الكتاب الكبير، {هادوا}: أي تهوّدوا وصاروا يهودا، {أولياء للّه}: أي أحباء له، {بما قدمت أيديهم}: أي بسبب ما اجترحوه من الكفر والمعاصي.
{نودي للصلاة}: أي النداء الثاني الذي كان يفعل بين يدي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا خرج فجلس على المنبر، أما النداء الأول على الزوراء (أعلى دار بالمدينة حينئذ بقرب المسجد) فقد زاده عثمان لكثرة الناس، {فاسعوا}: أي فامشوا، و{ذكر اللّه}: هو الصلاة، {وذروا البيع}: أي اتركوه، {فانتشروا}: أي فتفرقوا، {من فضل اللّه}: أي من رزقه، والمراد باللهو: الطبول والمزامير ونحوها، {انفضّوا}: أي انصرفوا، {قائما}: أي على المنبر وأنت تخطب. اهـ.. باختصار.