فصل: قال محيي الدين الدرويش:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال محيي الدين الدرويش:

(62) سورة الجمعة مدنيّة وآياتها إحدى عشرة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة الجمعة: الآيات 1- 5]

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4) مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)}

.اللغة:

{الْقُدُّوسِ} بضم القاف وتشديد الدال من أسماء اللّه تعالى ويفتح أي الطاهر أو المبارك وكل فعول مفتوح غير قدوس وسبوح وذرّوح وفرّوج فبالضم ويفتحن.
{أَسْفارًا} جمع سفر بكسر السين وهو الكتاب الكبير لأنه يسفر ويكشف إذا قرئ عمّا فيه من المعاني.

.الإعراب:

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} {يسبّح} فعل مضارع مرفوع و{للّه} متعلقان به أو اللام زائدة في المفعول و{ما} فاعل وغلب الأكثر على الأقل و{في السموات} متعلقان بمحذوف هو الصلة للموصول {وما في الأرض} عطف على {ما في السموات} وما بعده صفات أو بدل من اللّه.
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} {هو} مبتدأ و{الذي} خبره وجملة {بعث} صلة {الذي} و{في الأميّين} متعلقان ببعث وقد تقدم القول مسهبا في معنى {الأميين} في آل عمران و{رسولا} مفعول بعث و{منهم} نعت {رسولا}.
{يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ} جملة {يتلو} نعت ثان أو حال و{عليهم} متعلقان بيتلو و{آياته} مفعول به {ويزكيهم} عطف على {يتلو} وهو فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به {ويعلمهم} فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به أول و{الكتاب} مفعول به ثان {والحكمة} عطف على {الكتاب}.
{وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} الواو حالية و{إن} مخففة من الثقيلة مهملة و{كانوا} فعل ماض ناقص والواو اسمها و{من قبل} حال واللام الفارقة المختصّة بإن المخفّفة و(في ضلال) خبر {كانوا} و{مبين} نعت لـ:{ضلال}.
{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الواو عاطفة و{آخرين} مجرور عطفا على {الأميّين} أي وبعثه في آخرين من الأميّين أو منصوب عطفا على الضمير المنصوب في {يعلمهم} أي ويعلم آخرين لم يلحقوا بهم و{منهم} حال من {آخرين} أي حال كون الآخرين من مطلق الأميين و{لما} حرف نفي وجزم و{يلحقوا} فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل والجملة نعت لـ:{آخرين}، والواو استئنافية و{هو} مبتدأ و{العزيز} خبر أول و{الحكيم} خبر ثان.
{ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} {ذلك} مبتدأ والإشارة إلى الأمر العظيم وهو كون الرسول وقومه مفضلين على غيرهم و{فضل اللّه} خبر و{يؤتيه} فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره هو والهاء مفعول به والجملة في محل رفع خبر ثان لذلك و{من} مفعول به ثان وجملة {يشاء} صلة {من} {واللّه} مبتدأ و{ذو الفضل} خبر و{العظيم} نعت للفضل.
{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفارًا} كلام مستأنف مسوق لضرب المثل لليهود عندما تركوا العمل بالتوراة ولم يؤمنوا بمحمد و{مثل} مبتدأ و{الذين} مضاف إليه وجملة {حملوا} صلة للذين و{حملوا} فعل ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل و{التوراة} مفعول به ثان، {ثم} حرف عطف للترتيب مع التراخي و{لم} حرف نفي وقلب وجزم و{يحملوها} فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل والهاء مفعول به ومعنى الحمل هنا ليس من الحمل على الظهر وإنما هو من الحمالة، والحميل هو الكفيل قال في المختار: حمل بدين ودية من باب ضرب حمالة بفتح الحاء أي كفل وحمل الرسالة تحميلا كلفه حملها وتحمل الحمالة حملها. و{كمثل الحمار} خبر مثل وجملة {يحمل أسفارا} في محل نصب على الحال من الجار وأجازوا أن تكون في محل جر نعتا للحمار لجريانه مجرى النكرة إذ المراد به الحبس فهو من وادي قوله:
ولقد أمر على اللئيم يسبني ** فمضيت ثمت قلت لا يعنيني

وسيأتي المزيد من بحث هذا التشبيه في باب البلاغة و{أسفارا} مفعول به.
{بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ} {بئس} فعل ماض جامد لإنشاء الذم و{مثل القوم} فاعل {بئس} و{الذين} صفة وجملة {كذبوا} صلة و{بآيات اللّه} متعلقان بـ:{كذبوا} والمخصوص بالذم محذوف أي هذا المثل.
{وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} {اللّه} مبتدأ وجملة {لا يهدي} خبر و{القوم} مفعول به و{الظالمين} نعت للقوم.

.البلاغة:

في قوله: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا} تشبيه تمثيلي فقد شبّه اليهود حيث لم ينتفعوا بما في التوراة من الدلالة على الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والإلماع إلى بعثته بالحمار الذي يحمل الكتب ولا يدري ما فيها ووجه الشبه عدم الانتفاع بما هو حاصل وكائن فالحمار يمشي في طريقه وهو لا يحسّ بشيء مما يحمله على ظهره.

.[سورة الجمعة: الآيات 6- 11]

{قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)}

.الإعراب:

{قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} {يا أيها الذين} تقدم إعرابها كثيرا وجملة {هادوا} صلة وهو فعل ماض مبني على الضم والواو فاعل أي اتخذوا اليهودية دينا و{إن} شرطية و{زعمتم} فعل ماض في محل جزم فعل الشرط وأن وفي حيّزها سدّت مسدّ مفعولي {زعمتم} وأن واسمها و{أولياء للّه} خبرها و{للّه} متعلقان بمحذوف نعت لـ:{أولياء} أو بنفس {أولياء} و{من دون الناس} نعت ثان أو حال والفاء رابطة للجواب لأنه جملة طلبية وتمنّوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل و{الموت} مفعول به و{إن} شرطية وكان واسمها وخبرها والجواب محذوف أي فتمنّوه.
{وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} الواو حرف عطف و{لا} نافية و{يتمنّونه} فعل مضارع مرفوع والواو فاعل والهاء مفعول به و{أبدا} ظرف متعلق بيتمنّونه و{بما} متعلقان بما في معنى النفي لأنها سبب لنفي التمنّي وجملة {قدّمت} صلة و{أيديهم} فاعل {واللّه} مبتدأ و{عليم} خبر و{بالظالمين} متعلقان بـ:{عليم}.
{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ} {قل} فعل أمر وفاعل مستتر تقديره أنت و{إن} واسمها و{الذي} نعت للموت وجملة {تفرّون} صلة و{منه} متعلقان بـ:{تفرّون} والفاء رابطة لما تضمنه الموصول من معنى الشرط، وإن واسمها و{ملاقيكم} خبرها وجملة {فإنه ملاقيكم} خبر إن الأولى وقد منع هذا قوم منهم الفرّاء وجعلوا الفاء زائدة وقيل الخبر هو نفس الذي وما بعده استئناف كأنه قيل إن الموت هو الشيء الذي تفرّون منه وإلى هذا نحا الزمخشري وتؤيده قراءة زيد بن علي بدون فاء.
{ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} {ثم} حرف عطف للترتيب مع التراخي و{تردّون} فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل و{إلى عالم الغيب} متعلقان بـ:{تردّون}، {فينبئكم} عطف على {تردّون} و{بما} في موضع نصب مفعول ينبئكم الثاني وجملة {كنتم} صلة لا محل لها وجملة {تعملون} خبر {كنتم}.
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} {إذا} ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه وجملة {نودي} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{للصلاة} متعلقان بنودي و{من يوم الجمعة} متعلقان بمحذوف حال لأنها بمثابة البيان لـ:{إذا} والتفسير لها قال الزمخشري: فإن قلت {من} في قوله من يوم الجمعة ما هي قلت هي بيان لإذا وتفسير له. وسيأتي القول في الجمعة في باب الفوائد مسهبا، وقال أبو البقاء: أن {من} بمعنى (في) أي في يوم الجمعة فتتعلق بنودي، والنداء يراد به هنا الأذان والفاء رابطة لجواب {إذا}، واسعوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل و{إلى ذكر اللّه} متعلقان باسعوا {وذروا} فعل أمر والواو فاعل و{البيع} مفعول به.
{ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} {ذلكم} مبتدأ والإشارة إلى ما ذكر من السعي وترك الاشتغال بأمور الدنيا و{خير} خبر و{لكم} متعلقان بخير و{إن} شرطية و{كنتم} فعل الشرط وجملة {تعلمون} خبر {كنتم} وجواب إن محذوف دلّ عليه ما قبله.
{فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} الفاء عاطفة وإذا ظرف مستقبل متضمن معنى الشرط وجملة {قضيت} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{الصلاة} نائب فاعل والفاء رابطة وانتشروا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة لا محل لها و{في الأرض} متعلقان بانتشروا {وابتغوا} عطف على {فانتشروا} و{من فضل اللّه} متعلقان بـ:{ابتغوا}.
{وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} {واذكروا} عطف على {فانتشروا} ولفظ الجلالة مفعول به و{كثيرا} نعت لمصدر محذوف أو ظرف زمان ولعلّ واسمها وجملة {تفلحون} خبرها.
{وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِمًا} عطف على ما تقدم وجملة {انفضّوا إليها} لا محل لها وقال الزمخشري:
فإن قلت كيف قال: {إليها} وقد ذكر شيئين؟
قلت: تقديره إذا رأوا تجارة انفضّوا إليها أو لهوا انفضوا إليه فحذف أحدهما لدلالة المذكور عليه. {وتركوك} فعل ماض وفاعل ومفعول به و{قائما} مفعول به ثان ويجوز إعرابه حالا وجملة {تركوك قائما} حالية من فاعل {انفضّوا} وقد مقدّرة ولك أن تجعلها معطوفة منسوقة على سوابقها.
{قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} {ما} اسم موصول في محل رفع مبتدأ و{عند اللّه} ظرف متعلق بمحذوف هو الصلة و{خير} خبر و{من اللهو} متعلقان بخير {ومن التجارة} عطف على {من اللهو} {واللّه} مبتدأ و{خير الرازقين} خبر.

.الفوائد:

قرأ العامة {الجمعة} بضمتين وقرأ ابن الزبير وزيد بن علي وأبو حيان وأبو عمرو في رواية بسكون الميم فقيل هي لغة في الأولى وسكنت تخفيفا وهي لغة تميم وقيل هو مصدر بمعنى الاجتماع وقل لما كان بمعنى الفعل صار كرجل هزأة أي يهزأ به فلما كان في الجمعة معنى التجمع سكن لأنه مفعول به في المعنى أو يشبهه وكانت العرب تسمّيه العروبة وقيل سمّاه كعب بن لؤي لاجتماع الناس فيه وإليه وفي الكشاف: وقيل إن الأنصار قالوا لليهود يوم يجتمعون فيه كل سبعة أيام وللنصارى مثل ذلك فهلمّوا نجعل لنا يوما نجتمع فيه فنذكر اللّه فيه ونصلي فقالوا يوم السبت لليهود ويوم الأحد للنصارى فاجعلوه يوم العروبة فاجتمعوا إلى سعد بن زرارة فصلّى بهم يومئذ ركعتين وذكرهم فسمّوه يوم الجمعة لاجتماعهم فيه فأنزل اللّه آية الجمعة فهي أول جمعة كانت في الإسلام وأما أول جمعة جمعها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فهي أنه لما قدم المدينة مهاجرا نزل قباء على بني عمرو بن عوف وأقام بها يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وأسّس مسجدهم ثم خرج يوم الجمعة عامدا المدينة فأدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واد لهم فخطب وصلّى الجمعة، وعن بعضهم: أبطل اللّه قول اليهود في ثلاث: افتخروا بأنهم أولياء اللّه وأحباؤه فكذبهم في قوله: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين} وبأنهم أهل الكتاب والعرب لا كتاب لهم فشبّههم بـ:{الحمار يحمل أسفارا} وبالسبت وأنه ليس للمسلمين مثله فشرع اللّه لهم الجمعة.
هذا ومن يرد الإطالة والإفاضة فليراجع كتب السنّة والفقه ومطولات التفاسير. اهـ.