فصل: فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ومن هنا شرعت الصلاة على الميت الغائب، وأخذ بها الأئمة عدا أبي حنيفة، إذ عدها خصوصية للنجاشي، وقيل نزلت هذه الآية في أربعين رجلا من أهل نجران واثنين وثلاثين من الحبشة، وثمانية من الروم، كانوا على دين عيسى عليه السلام فأسلموا، والآية صالحة لهذا كله ولغيره مما ينطبق على معناها إلى يوم القيامة، فقال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا} على ما أنتم عليه والصبر على ترك الشكوى وقبول القضاء والقدر وصدق الرضاء {وَصابِرُوا} غيركم من الكفار والمنافقين وغالبوهم على الصبر في الشدائد كلها وخاصة الجهاد وانفاق المال في سبيله {وَرابِطُوا} على ثغوركم بأن تكونوا مستعدين لقتال متهيئين للهجوم على من يريد قربها ساهرين على محافظتها، راجع ما يتعلق في بحث الرباط الآيتين 167 المارة و60 من سورة الأنفال المارة أيضا.
{وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)} بلقائه وتسرون برضائه وتفرحون بعطائه.
قال أبو سلمة بن عبد الرحمن لم يكن في زمن النبي صلّى الله عليه وسلم غزو يرابط فيه ولكنه انتظار الصلاة، واستدل بما روي عن أبي هريرة قال: قال صلّى الله عليه وسلم الا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟
قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره (البرد ونحوه) وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط- أخرجه مسلم- ولا مقال في هذا الحديث لأنه صحيح ورجاله ثقات، ولكن في هذا التأويل صرف اللفظ عن ظاهره دون صارف، فإذا لم يكن رباط في زمنه صلّى الله عليه وسلم فقد كان بعده، ويكون من جملة إخباره عليه الصلاة والسلام بالغيب، على أنه كان هناك رباط وهو سهر الاصحاب على الخندق لئلا يقتحمه المشركون فهو الرباط بعينه.
هذا وقد ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلم أحاديث صحيحة في ثواب الرباط ذكرنا قسما منها في الآيتين المذكورتين آنفا، وفيها ما يرشدك لغيرهما، فإذا أجلت النظر ركنت إلى عدم العدول عن الظاهر وجعلت معنى الرباط الوارد في هذا الحديث مجازا، وأن للقائم بما فيه ثواب المرابط في سبيل الله.
قال أهل المعاني اصبروا أيها المؤمنون على الدنيا ومحنتها رجاء الراحة في القيامة وصابروا عند القتال بالثبات والاستقامة رجاء النصر والعز والسلامة، ورابطوا على مجاهدة النفس اللوامة واتقوا ما يعقبكم الندامة تفوزوا عند الله في دار الكرامة وقالوا على لسان ذي الجلال جل جلاله اصبروا على بلائي، وصابروا على نعمائي، ورابطوا على مجاهدة أعدائي، واتقوا محبة سوائي تربحوا بلقائي، وقالوا اصبروا على النعماء وصابروا على البأساء والضراء، ورابطوا على دور الأعداء، واتقوا إله الأرض والسماء تنجوا في دار البقاء.
ومعنى قوله صلّى الله عليه وسلم فذالكم الرباط أي معظمه، لأن الرباط انتظار مراقبة العدو على ثغور المسلمين، ومنعه من اقتحامها، وفي الحديث انتظار دخول وقت الصلاة بعد الصلاة، فيكون فيه مجازا كما ذكرنا هذا، والله أعلم، واستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين والحمد للّه رب العالمين، حمدا دائما كثيرا يوافي نعمه ويكافي مزيده. اهـ.

.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة آل عمران مدنية.
و{الم} تقدم الكلام عليه في سورة البقرة الله لا إله إلا هو حسن إن رفعت بأنه خبر لمبتدأ محذوف وليس يوقف إن رفعت ذلك بأنه صفة لله.
{الحي القيوم} تام إن جعلته خبرا ولم تقف على ما قبله وكاف إن جعلته خبرا ووقفت على ما قبله وليس بوقف إن جعلته مبتدأ لأن خبره {نزل عليك الكتاب}.
{مصدقا لما بين يديه} كاف وكذا {هدى للناس}.
{وأنزل الفرقان} تام لتمام القصة.
{عذاب شديد} كاف.
{ذو انتقام} تام وكذا {في السماء} و{كيف يشاء} و{العزيز الحكيم} وقال أبو عمرو: {في السماء} و{يشاء} كاف.
{الكتاب} صالح.
{محكمات} جائز.
{أم الكتاب} حسن.
{وأخر متشابهات} كاف.
{تأويله} صالح وقال أبو عمرو: كاف.
{وما يعلم تأويله إلا الله} تام على قول الأكثر إن الراسخين لم يعلموا تأويل المتشابه وليس بوقف على قول غيرهم إن الراسخين يعلمون تأويله آمنا به صالح على المذهبين ويجوز أن يوقف على {والراسخون في العلم} على المذهب الثاني ويبتدأ بيقولون على معنى ويقولون آمنا به لكن الأجود خلافه إذا المشهور إن هذه الجملة على هذا المذهب حال ربنا حسن.
{وما يذكر إلا أولو الألباب} كاف لأن ما بعده من الحكاية وان كان هو ليس منها وقال أبو عمرو تام.
{إذ هديتنا} صالح وقال أبو عمرو كاف.
{من لدنك رحمة} صالح.
{الوهاب} تام وان كان ما بعده من الحكاية لأنه رأس آية وطال الكلام.
{لا ريب فيه} كاف.
{الميعاد} تام.
{من الله شيئا} جائز.
{وقود النار} جائز إن علق به أو بكفروا.
{كدأب} وكاف إن علق بكذبوا بعدها أو جعل {كدأب آل فرعون} خبرا لمبتدأ محذوف أي عادتهم في كفرهم وتظاهرهم على النبي صلى الله عليه وسلم كعادة آل فرعون في تظاهرهم على موسى عليه السلام.
{كدأب آل فرعون} تام إن جعل ما بعده مبتدأ وخبر وليس بوقف إن عطف ذلك عليه.
{بذنوبهم} كاف.
{العقاب} تام.
{إلى جهنم} مفهوم.
{المهاد} تام.
{التقتا} حسن وقال أبو عمرو كاف.
{رأى العين} كاف.
{من يشاء} تام.
{لأولي الأبصار} أتم منه.
{والحرث} كاف.
{الحياة الدنيا} حسن وقال أبو عمرو كاف.
{حسن المآب} تام.
{من ذلكم} كاف.
{جنات} جائز.
{ورضوان من الله} كاف.
{بصير بالعباد} حسن وقال أبو عمرو كاف هذا إن جعل ما بعده خبر مبتدأ محذوف أو منصوبا بأعنى وان جعل مجرورا بدلا من قوله: {للذين اتقوا} أو نعتا للعباد لا يحسن الوقف على {بالعباد} إلا بتجوز لنه رأس آية.
{ذنوبنا} كاف وكذا {وقنا عذاب النار} إن جعل ما بعده منصوبا على المدح وان جعل بدلا من الذين يقولون لم يحسن الوقف على النار إلا بتجوز لأنها رأس آية.
{بالأسحار} تام.
{بالقسط} صالح وقال أبو عمرو كاف.
{الحكيم} تام على قراءة من كسر همزة إن وليس بوقف على قراءة من فتحها لأنها مع مدخولها معمولة لشهد بمعنى أخبر ولا يوقف حينئذ على بالقسط ولا على الحكيم لئلا يفصل بين العامل ومعمولة.
{الإسلام} كاف وكذا {بغيا بينهم} و{سريع الحساب} {ومن اتبعن}.
{أسلمتم} صالح وكذا {فقد اهتدوا} وقال أبو عمرو فيهما كاف.
{البلاغ} كاف.
{بالعباد} تام وكذا.
{بعذاب أليم} و{الآخرة} صالح وقال أبو عمرو كاف.
{من ناصرين} تام.
{معرضون} كاف وكذا {يفترون}.
{لا ريب فيه} مفهوم.
{لا يظلمون} تام.
{من تشاء} مفهوم في المواضع المذكورة.
{بيدك} كاف.
{قدير} تام.
{في النهار} جائز وكذا {في الليل} و{من الميت} و{من الحي}.
{بغير حساب} تام وكذا {من دون المؤمنين}.
{فليس من الله في شيء} كاف وهو بعيد منهم.
{تقاة} حسن وقال أبو عمرو كاف.
{ويحذركم الله نفسه} كاف وقيل تام وكذا {يعلمه الله}.
{وما في الأرض} كاف.
{قدير} تام إن نصب {يوم تجد} باذكر مقدار وكاف إن نصب ذلك بالمصير أو يحذركم الله نفسه.
{من خير محضرا} تام إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا وليس بوقف إن جعل ذلك معطوفا على ما عملت من خير بل الوقف على {وما عملت من سوء}.
{أمدا بعيدا} حسن وقال أبو عمرو تام.
{نفسه} حسن وقال أبو عمرو كاف.
{بالعباد} تام.
{ذنوبكم} كاف.
{رحيم} تام.
{والرسول} مفهوم.
{الكافرين} تام.
{على العالمين} جائز.
{من بعض} كاف وقيل تام.
{سميع عليم} كاف وكذا {فتقبل منى} و{السميع العليم}.
{وضعتها أنثى} تام وقال أبو عمرو كاف هذا على قراءة من سكن التاء من قوله: {والله أعلم بما وضعت} لأنه إخبار من الله تعالى فهو مستأنف ومن قرأ بضم التاء لم يقف على أنثى.
{بما وضعت} صالح على قراءة من سكن التاء وليس بوقف على قراءة ضمها كالأنثى جائز على القراءة الأولى حسن على الثانية.
{وإني سميتها مريم} جائز.
{الرحيم} تام وكذا {نباتا حسنا} إن قرئ {وكفلها} بالتخفيف فأن شدد لم يوقف على حسنا لأن كفلها حينئذ معطوف على أنبتها أي وكفلها الله زكريا.
{وكفلها زكريا} صالح على القراءتين عندها.
{رزقا} صالح وكذا {أنى لك هذا}.
{من عند الله} كاف إن جعل ما بعده من قول الله تعالى وصالح إن جعل ذلك من الحكاية عن أم مريم.
{بغير حساب} تام.
{ربه} حسن.
{ذرية طيبة} صالح.
{سميع الدعاء} تام.
{في المحراب} حسن على قراءة من كسر همزة إن الله وليس بوقف على قراءة من فتحها.
{من الصالحين} حسن.
{ما يشاء} تام.
{آية} كاف وكذا {إلا رمزا} {والإبكار} وقال أبو عمرو في الإبكار تام.
{العالمين} تام.
{مع الراكعين} حسن.
{نوحيه إليك} كاف وكذا {يكفل مريم} و{يختصمون}.
{بكلمة منه} صالح وقيل تام.
{في الدنيا والآخرة} صالح وقال أبو عمرو كاف وقيل تام.
{ومن المقتربين} جائز.
{وكهلا ومن الصالحين} تام.
{بشر} كاف وكذا {يخلق ما يشاء}.
{كن فيكون} تقدم في البقرة وقال الأصل هنا: {فيكون} تام لمن قرأ {ونعلمه} بالنون وكاف لمن قرأه بالياء لأنه معطوف على يبشرك.
{والإنجيل} جائز.
{بآية من ربكم} صالح إن قرئ أني أخلق بكسر الهمزة وليس بوقف إن قرئ بفتحها باذن الله صالح في الموضعين وقال أبو عمرو كاف وكذا {إن كنتم مؤمنين} {ومصدقا} منصوب بجئت مقدرا.
{بآية من ربكم} كاف.