فصل: قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة آل عمران:
مائتا آية اتفاقًا وكلمها ثلاثة آلاف وأربعمائة وثمانون كلمة وحروفها أربعة عشر ألفًا وخمسمائة وعشرون حرفًا وفيها ما يشبه الفواصل وليس معدودًا باتفاق تسعة مواضع:
{لهم عذاب أليم}.
{أن الدين عند الله الإسلام}.
{في الأميين سبيل}.
{أفغير دين الله يبغون}.
{أولئك لهم عذاب أليم}.
{من استطاع إليه سبيلًا}.
{من بعدما أراكم ما تحبون}.
{يوم التقى الجمعان}.
{متاع قليل}.
{ألم} تقدم ما يغني عن إعادته ونظائرها مثلها في فواتح السور واختلف هل هي مبنية أو معربة وسكونها للوقف أقوال:
{إلا هو} تام إن رفع ما بعده على الابتداء ونزل عليك الخبر أو رفع ما بعده خبر مبتدأ محذوف وليس بوقف إن جعلت الله مبتدأ وما بعده جملة في موضع رفع صفة الله لأنَّ المعنى يكون الله الحي القيوم لا إله إلا هو والحي القيوم الخبر فلا يفصل بين المبتدأ وخبره بالوقف وكذا لو أربت الحي بدلًا من الضمير لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف.
{الحي القيوم} تام إن جعلته خبرًا ولم تقف على ما قبله وليس بوقف إن جعلته مبتدأ وخبره نزل عليك الكتاب والوقف على بالحق لا يجوز لأنَّ مصدقًا حال مما قبله أي حال مؤكدة لازمة أي نزل عليك الكتاب في حال التصديق للكتب التي قبله.
{لما بين يديه} كاف على استئناف ما بعده وإن كان ما بعده معطوفًا على ما قبله على قول.
والإنجيل من قبل ليس بوقف قال أبو حاتم السجستاني ولا ينظر إلى ما قاله بعضهم إن من قبل تام ويبتديء هدى للناس أي وأنزل الفرقان هدى للناس وضعف هذا التقدير لأنه يؤدي إلى تقديم المعمول على حرف النسق وهو ممتنع لو قلت قام زيد مكتوفًا وضربت هندًا يعني مكتوفة لم يصح فكذلك هذا والمراد بالمعمول الذي قدم على النسق هو قوله هدى للناس والمراد بالنسق هو واو قوله وأنزل الفرقان الذي هو صاحب الحال فتقدير الكلام وأنزل الفرقان هدى أي هاديًا وإن جعل محل هدى رفعًا جاز أي هما هدى للناس قبل نزول القرآن أو هما هدى للناس إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم.
{هدى}للناس تام عند أبي حاتم.
{وأنزل الفرقان} أتم لانتهاء القصة.
{عذاب شديد} تام عند نافع ومثله ذو انتقام.
في الأرض ليس بوقف لأنَّ ما بعده معطوف عليه أو أنَّ السامع ربما يتوهم أنه لا يخفى عليه شيء في الأرض فقط فينفي هذا التوهم بقوله ولا في السماء والوقف على في السماء تام.
في الأرحام ليس بوقف لأنَّ قوله كيف يشاء متعلق بالتصوير.
{كيف يشاء} تام ومثله الحكيم.
الكتاب ليس بوقف لأنَّ قوله منه آيات متعلق به كتعلق الصفة بالموصوف وآيات محكمات متعلق بمنه على معنى من الكتاب آيات محكمات ومنه أخر متشابهات ولو جاز هذا الوقف لجاز أن يقف على قوله ومن قوم موسى ثم يبتديء أمة يهدون بالحق ولا يقول هذا أحد لأنهم يشترطون لصحة الوقف صحة الوقف على نظير ذلك الموضع ونقل بعضهم أنَّ الوقف عند نافع على منه ولم يذكر له وجهًا ووجهه والله أعلم أنه جعل الضمير في منه كناية عن الله أي هو الذي أنزل عليك الكتاب من عنده فيكون منه بمعنى من عنده ثم يبتديء آيات محكمات أي هو آيات محكمات والوقف على محكمات جائز.
{أمّ الكتاب} حسن.
{متشابهات} كاف لاستئناف التفصيل معللًا اتباع أهل الزيغ المتشابه بعلتين ابتغاء فتنة الإسلام وابتغاء التأويل وكلاهما مذموم فقال ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
والوقف على {تأويله} حسن وقال أبو عمرو كاف.
{إلاَّ الله} وقف السلف وهو أسلم لأنه لا يصرف اللفظ عن ظاهره إلاَّ بدليل منفصل ووقف الخلف على العلم ومذهبهم أعلم أي أحوج إلى مزيد علم لأنهم أيدوا بنور من الله لتأويل المتشابه بما يليق بجلاله والتأويل المعين لا يتعين لأنَّ من المتشابه ما يمكن الوقوف عليه ومنه ما لا يمكن وبين الوقفين تضاد ومراقبة فإن وقف على أحدهما امتنع الوقف على الآخر وقد قال بكل منهما طائفة من المفسرين واختاره العز بن عبد السلام وقد روى ابن عباس أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وقف على إلاَّ الله وعليه جمع من السادة النجباء كابن مسعود وغيره أي أنَّ الله استأثر بعلم المتشابه كنزول عيسى ابن مريم وقيام الساعة والمدة التي بيننا وبين قيامها وليس بوقف لمن عطف الراسخون على الجلالة أي ويعلم الراسخون تأويل المتشابه أيضا ويكون قوله يقولون جملة في موضع الحال من الراسخون أي قائلين آمنا به وقيل لا يعلم جميع المتشابه إلاَّ الله تعالى وإن كان الله قد أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على بعضه وأهل قومًا من أمته لتأويل بعضه وفي المتشابه ما يزيد على ثلاثين قولًا وهذا تقريب للكلام على هذا المبحث البعيد المرام الذي تزاحمت عليه إفهام الإعلام وقال السجستاني الراسخون غير عالمين بتأويله واحتج بأن والراسخون في موضع وأما وهي لا تكاد تجيء في القرآن حتى تثنى وتثلث كقوله أما السفينة وأما الغلام وأما الجدار أما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وهنا قال فأما الذين في قلوبهم زيغ ولم يقل بعده وأما ففيه دليل على أنَّ قوله والراسخون مستأنف منقطع عن الكلام قبله وقال أبو بكر وهذا غلط لأنَّه لو كان المعنى وأما الراسخون في العلم فيقولون لم يجز أن تحذف أما والفاء لأنَّهما ليستا مما يضمر.
{والراسخون في العلم} صالح على المذهب الثاني على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل جملة في موضع نصب على الحال وإن جعل آمنا به كل من عند ربنا كلامًا محكيًا عنهم فلا يوقف على آمنا به بل على قوله كل من عند ربنا وهو أحسن لأنَّ ما بعده من كلام الله أي كل من المحكم والمتشابه فهو انتقال من الكلام المحكى عن الراسخين إلى شيء أخبر الله به ليس بحكاية عنهم.
{آمنا به} حسن على المذهبين.
{من عند ربنا} كاف وقوله وما يذكر إلاَّ أولو الألباب معترض ليس بمحكي عنهم لأنَّه من كلام الله.
{الألباب} تام وقيل كاف لأنَّ ما بعده من الحكاية آخر كلام الراسخين.
{بعد إذ هديتنا} حسن ومثله رحمة للابتداء بإن.
{الوهاب} تام وإن كان ما بعده من الحكاية داخلًا في جملة الكلام المحكى لأنَّه رأس آية وطال الكلام.
{لا ريب فيه} كاف لأنَّ ما بعده من كلام الله لا من كلام الراسخين وحسن إن جعل التفاتًا من الخطاب إلى الغيبة أي حيث لم يقل أنك بل قال إنَّ الله والاسم الظاهر من قبيل الغيبة.
{الميعاد} تام.
{شيئا} جائز ومثله وقود النار يبنى الوقف والوصل على اختلاف مذاهب المعربين في الكاف من كدأب بماذا تتعلق فقبل في محل رفع خبر مبتدأ محذوف أي دأبهم في ذلك كدأب آل فرعون أو في محل نصب وفي الناصب لها تسعة أقوال أحدها أنَّها نعت لمصدر محذوف والعامل فيه كفروا أي إنَّ الذين كفروا به كفرًا كدأب آل فرعون أي كعادتهم في الكفر أو منصوبة بكفرو مقدرًا أو الناصب مصدر مدلول عليه بلن تغني أي بطل انتفاعهم بالأموال والأولاد كعادة آل فرعون أو منصوبة بوقود أي توقد النار بهم كما توقد بآل فرعون أو منصوبة بلن تغني أي لن تغني عنهم مثل ما لم تغن عن أولئك أو منصوبة بفعل مقدر مدلول عليه بلفظ الوقود أي توقد بهم كعادة آل فرعون ويكون التشبيه في نفس الإحراق أو منصوبة بكذبوا والضمير في كذبوا لكفار قريش وغيرهم من معاصري الرسول عليه الصلاة والسلام أي كذبوا تكذيبًا كعادة آل فرعون في ذلك التكذيب التاسع أنَّ العامل فيها فأخذهم الله أي فأخذهم الله كأخذه آل فرعون وهذا مردود فإنَّ ما بعده فاء العطف لا يعمل فيما قبلها.
{كدأب آل فرعون} تام إن جعل ما بعده مبتدأ منقطعًا عما ما قبله وخبره كذبوا أو خبر مبتدأ وليس بوقف إن عطف على ما قبله.
{بذنوبهم} كاف.
{العقاب} تام.
{إلى جهنم} جائز.
{المهاد} تام.
{التقتا} كاف لمن رفع فئة بالابتداء وسوغ الابتداء بها التفصيل وثم صفة محذوفة تقديرها فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت فحذف من الجملة الأولى ما أثبت مقابلة في الجملة الثانية ومن الثانية ما أثبت مقابلة في الأولى وهو من النوع المسمى.
بالاحتباك من أنواع البديع وهي قراءة العامة وليس بوقف لمن قرأ فئة بالجر تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة صفة أو بدل من فئتين بدل تفصيل نحو:
حتى إذا ما استقل النجم في غلس ** وغودر البقل ملوي ومحصود

أي بعضه ملوي وبعضه محصود ويجوز عربية نصب فئة وكافرة على الحال من الضمير أي التقتا مختلفتين وقرئ فئة بالنصب على المدح أي أمدح فئة وأخرى كافرة بالنصب على الذم أي وأذم أخرى وعلى القراءتين ليس بوقف والوصل أولى.
{رأي العين} حسن وقيل كاف.
{من يشاء} تام.
{لعبرة لأولي الأبصار} أتم منه ولا وقف من قوله: {زين للناس} إلى {والحرث} لأنَّ العطف صيرها كالشيء الواحد.
{والحرث} حسن ومثله الدنيا.
{المآب} تام قال السدي حسن المنقلب هو الجنة أصل المآب المأوب نقلت حركة الواو إلى الهمزة الساكنة قبلها فقلبت الواو ألفًا وهو هنا اسم مصدر أي حسن الرجوع.
{من ذلكم} كاف لتناهي الاستفهام إلى الأخبار ثم يبتديء للذين اتقوا عند ربهم جنت برفع جنت على الابتداء وللذين خبره والكلام مستأنف في جواب سؤال مقدر كأنَّه قيل ما الخير فقيل للذين اتقوا عند ربهم جنت مثل قوله قل أفأنبئكم بشر من ذلكم ثم قال النار وعدها الله الذين كفروا ويضعف هذا الوقف من جعل قوله عند ربهم متعلقًا بخير وإن رفع جنت خبر مبتدأ محذوف تقديره ذلك جنت كان الوقف على عند ربهم حسنًا وليس بوقف لمن خفض جنت بدلًا من خير ولا يوقف على ما قبل جنت ولا عند ربهم وأزواج مطهرة ورضوان بالجر في الجميع لعطفه على ما قبله.
{جنت} جائز لأنَّ تجري في محل رفع أو نصب أو جر على حسب القراءتين.
{ورضوان من الله} كاف.
{بالعباد} تام قال صاحب الدر النظيم أؤنبئكم رسموها بواو بعد ألف الاستفهام صورة للهمزة المضمومة كما ترى وحذفوا الألف بعد النون في جنت في جميع القرآن اتفاقًا وفي محل الذين يقولون الحركات الثلاث الرفع والنصب والجر فمن رفعه خبر مبتدأ محذوف أو نصبه بمقدر كان الوقف على بالعباد تامًا أو كافيًا وليس بوقف لمن جره بدلًا من قوله للذين اتقوا أو نعتًا للعباد ومن حيث كونه رأس آية يجوز.
{ذنوبنا} جائز.
{وقنا عذاب النار} كاف إن نصب ما بعده على المدح بإضمار أعني أو أمدح وليس بوقف إن جعل بدلًا من الذين يقولون أو مخفوضًا نعتًا ومن حيث كونه رأس آية يجوز.
{بالأسحار} تام.
إن قرئ {شهد الله} فعلًا ماضيًا بمعنى أعلم بانفراده بالوحدانية أو قضى الله أو قرئ شهداء الله بالرفع على إضمار مبتدأ محذوف والإضافة أي هم شهداء الله وليس بوقف إن قرئ شهد مبنيًا للمفعول أي شهد انفراده بالألوهية أو قرئ شهداء الله جمعًا منصوبًا مضافًا إلى الله حالًا أو على المدح جمع شهيد أو شاهد أو قرئ شهد الله بضم الشين والهاء وفتح الدال منونًا ونصب الجلالة أو قرئ شهد الله بضم الشين والهاء وفتح الدال وضمها مضافًا لاسم الله فالرفع خبر مبتدأ محذوف أي هم شهد الله والنصب على الحال وهو جمع شهيد كنذير ونذر أو قرئ شهد الله بضم الدال ونصبها وبلام الجر ونسبت هذه القراءة للإمام عليّ كرم الله وجهه.
{بالقسط} حسن.
{الحكيم} تام لمن قرأ أن الدين بكسر الهمزة وليس بوقف لمن فتحها وهو الكسائي لأنَّ محلها نصب لأنها مع مدخولها معمول لشهد وإن المعمولة لعامل يجب فتح همزتها ما لم تكن لقول أو بإضمار حرف الجر كأنَّه قال شهد الله أنه لا إله إلا هو لأن الدين عند الله الإسلام أو بأن الدين عند الله الإسلام وعلى هذا فلا يوقف على بالقسط ولا على الحكيم لئلاَّ يفصل بين العامل ومعموله بالوقف.
{الإسلام} كاف ومثله بغيًا بينهم.
{الحساب} تام للابتداء بالشرط.
{ومن اتبعن} حسن للابتداء بأمر يشمل أهل الكتاب والعرب والأول مختص بأهل الكتاب فلم يكن الثاني من جملة الشرط قاله السجاوندي.
{أأسلمتم} حسن لتناهي الاستفهام إلى الشرط.
{فقد اهتدوا} حسن للابتداء بشرط آخر وقال أبو عمرو فيهما كاف.
{البلاغ} كاف.
{بالعباد} تام للابتداء بإن.
{بغير حق} جائز لمن قرأ ويقاتلون بألف بعد القاف لعدول المعنى عن قوله ويقتلون بغير ألف وليس بوقف لمن قرأ ويقتلون بغير ألف لفصله بين اسم إنَّ وخبرها وقوله فبشرهم في موضع خبر إن وإن جعل خبر إن أولئك الذين حبطت أعمالهم فلا يوقف على أليم ولا على الناس للعلة المذكورة.
{أليم} كاف.