فصل: سورة الضحى:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة الضحى:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السّورة:
فيه الحديث الضعيف عن أُبي: «مَن قرأها كان فيمن أَوصى الله- تعالى- بأَن يشفع له، وعشر حسنات تكتب له بعدد كلّ يتيم وسائل».
وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأها أَعطاه الله ثواب النبيّين، وله بكلّ آية قرأها ثوابُ المتصدّق». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة الضحى مقصودها الدلالة على آخر الليل بأن أتقى الأتقياء الذي هو {الأتقى} على الإطلاق في عين الرضا دائما، لا ينفك عنه في الدنيا والآخرة، لما تحلى به من صفات الكمال التي هي الإيصال للمقصود بما لها من النور المعنوي كالضحى بما له من النور الحسي الذي هو أشرف ما في النهار وقد علم بهذا أن اسمها أدل ما فيها على مقصودها. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {والضحى}:

السّورة مكِّيّة.
وآياتها إحدى عشرة.
وكلماتها أَربعون.
وحروفها مائة واثنتان وسبعون.
وفواصلها على (ثرا).
سمّيت (والضحى)، لمفتتحها.

.معظم مقصود السّورة:

بيان ما للرّسول صلى الله عليه وسلم: من الشرف والمنقَبَة، ووعده في القيامة بالشفاعة، وذكر أَنواع الكرامة له، والمِنَّة، وصيانة الفقر واليُتْم من بين الحرمان والمذلَّة، والأَمر بشكر النِّعمة في قوله، {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فحدث}. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
من المتشابه:
{فَأَمَّا اليتيم فَلاَ تقهر} كُرّر ثلاث مرّات؛ لأَنَّها وقعت في مقابلة ثلاث آيات أَيضاً.
وهى {أَلَمْ يَجِدْكَ يتيماً فآوى وَوَجَدَكَ ضالا فهدى وَوَجَدَكَ عائلا فأغنى فَأَمَّا اليتيم فَلاَ تقهر} واذكر يتمك {وَأَمَّا السائل فَلاَ تنهر} واذكر فقرك {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فحدث} النبوّة والإِسلام {فحدث} واذكر ضلالك. اهـ.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال ابن عاشور:

سورة الضحى:
سميت هذه السورة في أكثر المصاحف وفي كثير من كتب التفسير وفي (جامع الترمذي) (سورة الضحى) بدون واو.
وسميت في كثير من التفاسير وفي (صحيح البخاري) (سورة والضحى) بإثبات الواو.
ولما يبلغنا عن الصحابة خبر صحيح في تسميتها.
وهي مكية بالاتفاق.
وسبب نزولها ما ثبت في (الصحيحين) يزيد أحدهما على الآخر عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان البَجَلي قال: دَمِيَتْ إصبعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتكى فلم يقُم ليلتين أو ثلاثاً فجاءت امرأة (وهي أم جميل بنت حرب زوج أبي لهب كما في رواية عن ابن عباس ذكرها ابن عطية) فقالت: يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أرَهُ قَرَبَك منذ ليلتين أو ثلاثثٍ. فأنزل الله: {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى} (الضحى: 1 3).
وروى الترمذي عن ابن عيينة عن الأسود عن جندب البَجَلي قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار فدميت إصبعه فقال: «هل أنت إلا إصْبَعٌ دمِيت. وفي سبيل الله ما لَقيت».
قال فأبطأ عليه جبريل، فقال المشركون: قد وُدِّع محمد فأنزل الله تعالى: وقال: حديث حسن صحيح.
ويظهر أن قول أم جميل لم يسمعه جندب لأن جندباً كان من صغار الصحابة وكان يروي عن أبي بن كعب وعن حذيفة كما قال ابن عبد البر. ولعله أسلم بعد الهجرة فلم يكون قوله: (كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار) مقارناً لقول المشركين (وقد وُدّع محمد). ولعل جندباً روى حديثين جَمَعُهما ابنُ عيينة.
وقيل: إن كلمة (في غار) تصحيف، وأن أصلها: كنت غَازياً. ويتعين حينئذ أن يكون حديثه جمع حديثين.
وعدّت هذه السورة حادية عشرة في ترتيب نزول السور، نزلت بعد سورة الفجر وقبل سورة الانشراح.
وعددُ آيها إحدى عشرة آية.
وهي أول سورة في قِصَار المفصَّل.
أغراضها:
إبطال قول المشركين إذْ زعموا أن ما يأتي من الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم قد انقطع عنه.
وزاده بشارة بأن الآخرة خير له من الأولى على معنيين في الآخرة والأولى. وأنه سيعطيه ربه ما فيه رضاه. وذلك يغيظ المشركين.
ثم ذكَّره الله بما حفّه به من ألطافه وعنايته في صباه وفي فتوته وفي وقت اكتهاله وأمره بالشكر على تلك النعم بما يناسبها من نفع لعبيده وثناء على الله بما هو أهله. اهـ.

.قال الصابوني:

سورة الضحى:
مكية.
وآياتها إحدى عشرة آية.
بين يدي السورة:
* سورة الضحى مكية، وهي تتناول شخصية النبي صلى الله عليه وسلم الأعظم،، وما حباه الله به من الفضل والإنعام في الدنيا والآخرة، ليشكر الهن على تلك النعم الجليلة، التي أنعم الله بها عليه.
* ابتدأت السورة الكريمة بالقسم على جلالة قدر الرسول صلى الله عليه وسلم وأن ربه لم يهجره ولم يبغضه كما زعم المشركون، بل هو عند الهن رفيع القدر، عظيم الشأن والمكانة {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى وللأخرة خير لك من الأولى}.
* ثم بشرته بالعطاء الجزيل في الآخرة، وما أعده الله تعالى لرسوله من أنواع الكرامات، ومنها الشفاعة العظمى {ولسوف يعطيك ربك فترضى}.
* ثم ذكرته بما كان عليه في الصغر، من اليتم، والفقر، والفاقة، والضياع، فآواه ربه وأغناه، وأحاطه بكلأه وعنايته {ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى}.
* وختمت السورة بتوصيته صلى الله عليه وسلم بوصايا ثلاث، مقابل تلك النعم الثلاث، ليعطف على اليتيم، ويرحم المحتاج، ويمسح دمعة البائس المسكين {فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث} وهو ختم يتناسق فيه جمال اللفظ، مع روعة البيان، في أروع صور الإبداع والجلال. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة والضحى 93:
مكية.
وقد ذكر نظيرتها في جميع العدد.
وكلمها أربعون كلمة ككلم والعاديات.
وحروفها مائة واثنان وسبعون حرفا.
وهي إحدى عشرة آية في جميع العدد ليس فيها اختلاف.

.ورءوس الآي:

{والضحى}.
1- {سجى}.
2- {قلى}.
3- {الأولى}.
4- {فترضى}.
5- {فآوى}.
6- {فهدى}.
7- {فأغنى}.
8- {تقهر}.
9- {تنهر}.
10- {فحدث}. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال المراغي:

سورة الضحى:
الضحى: صدر النهار حين ترتفع الشمس وتلقى أشعتها على هذا الكون، وسجى: أي سكن والمراد سكن الأحياء فيه وانقطعوا عن الحركة، ما ودعك ربك: أي ما تركك، وما قلى: أي وما قلاك وما أبغضك، والقلى: شدة الكره والبغض.
ضالا فهدى: أي غافلا عن الشرائع فهداك إلى مناهجها، عائلا: أي فقيرا، فلا تقهر: أي فلا تستذل، فلا تنهر: أي فلا تزجر، فحدث: أي فأدّ الشكر لموليها. اهـ.. باختصار.

.قال الفراء:

سورة الضحى:
{والضحى وَالليل إِذَا سجى}
قوله عز وجل: {والضحى... وَالليل إِذَا سجى...}.
فأمّا {الضحى} فالنهار كله، {والليل إذا سجى}: إذا أظلم وركد في طوله، كما تقول: بحر ساج، وليل ساج، إِذا ركد وسكن وأظلم.
{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قلى}
وقوله عز وجل: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قلى...}.
نزلت في احتباس الوحى عن النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة، فقال المشركون: قد ودّع محمدا صلى الله عليه وسلم ربُّه، أو قلاه التابع الذي يكون معه، فأنزل الله جلّ وعزّ: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} يا محمد، {وَمَا قلى} يريد: وما قلاك، فألقيت الكاف، كما يقول: قد أعطيتك وأحسنتُ ومعناه: أحسنت إليك، فتكتفى بالكاف الأولى من إعادة الأخرى، ولأن رءوس الآيات بالياء، فاجتمع ذلك فيه.
{ولسوف يُعْطِيكَ رَبُّكَ فترضى} وقوله عز وجل: {ولسوف يُعْطِيكَ رَبُّكَ فترضى...}.
وهى في قراءة عبد الله: {ولسيعطيك ربك فترضى} والمعنى واحد، إلا أن (سوف) كثرت في الكلام، وعرِف موضعها، فترك منها الفاء والواو، والحرف إذا كثر فربما فعل به ذلك، كما قيل: أَيشٍ تقول، وكما قيل: قم لا بَاك، وقم لا بِشانئك، يريدون: لا أبالك، ولا أبا لشانئك، وقد سمعتُ بيتاً حذفت الفاء فيه من كيف، قال الشاعر:
من طالبين لِبُعران لنا رفضت ** كيلا يُحسون من بعراننا أثرا

أراد: كيف لا يحسون؟ وهذا لذلك.
{أَلَمْ يَجِدْكَ يتيماً فآوى}
وقوله عز وجل: {أَلَمْ يَجِدْكَ يتيماً فآوى...}.
يقول: كنت في حجر أبى طالب، فجعل لك مأوى، وأغناك عنه، ولم يك غنى عن كثرة مال، ولكنّ الله رضّاه بما آتاه.
{وَوَجَدَكَ ضالا فهدى}
وقوله عز وجل: {وَوَجَدَكَ ضالا فهدى...}.
يريد: في قوم ضلاّل فهداك {وَوَجدَكَ عائلا}: فقيرا، ورأيتها في مصاحف عبد الله {عديما}، والمعنى واحد.
{وَوَجَدَكَ عائلا فأغنى}
وقوله عز وجل: {فأغنى...} و{فآوى} يراد به (فأغناك) و(فآواك) فجرى على طرح الكاف لمشاكلة رءوس الآيات. ولأنّ المعنى معروف.
{فَأَمَّا اليتيم فَلاَ تقهر}
وقوله عز وجل: {فَأَمَّا اليتيم فَلاَ تقهر...}.
فتذهب بحقه لضعفه، وهى في مصحف عبد الله {فلا تكهر}، وسمعتها من أعرابى من بنى أسد قرأها علىّ.
{وَأَمَّا السائل فَلاَ تنهر}
وقوله عز وجل: {وَأَمَّا السائل فَلاَ تنهر...}.
السائل على الباب يقول: إِمّا أعطيته، وإِمّا رددته ردًّا لينا.
{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فحدث}
وقوله تبارك وتعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فحدث...}.
فكان القرآن أعظم نعمة الله عليه، فكان يقرؤه ويحدث به، ويغيره من نعمه. اهـ.