فصل: (سورة آل عمران: آية 71)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة آل عمران: آية 71]

{يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)}.

.الإعراب:

{يا أهل الكتاب لم تلبسون} مثل نظيرها المتقدّمة، {الحقّ} مفعول به منصوب {بالباطل} جارّ ومجرور متعلّق بـ {تلبسون} بتضمين الفعل معنى تخلطون وتمزجون (الواو) عاطفة {تكتمون} مضارع مرفوع والواو فاعل {الحقّ} مفعول به منصوب (الواو) حاليّة {أنتم تعلمون} مثل أنتم تشهدون في الآية السابقة.
جملة: {يا أهل الكتاب...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لم تلبسون...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {تكتمون} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {أنتم تعلمون} في محلّ نصب حال.
وجملة: {تعلمون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أنتم}.

.[سورة آل عمران: آية 72]

{وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة {قالت} فعل ماض. (التاء) التأنيث {طائفة} فاعل مرفوع {من أهل} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لطائفة {الكتاب} مضاف إليه مجرور {آمنوا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ {آمنوا}، {أنزل} فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد {على الذين} مثل بالذي متعلّق بـ {أنزل}، {آمنوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل {وجه} ظرف زمان منصوب متعلّق بـ {آمنوا}، {النهار} مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة {اكفروا آخره} مثل آمنوا وجه... والظرف متعلّق بفعل اكفروا.. والهاء مضاف إليه (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و(هم) ضمير متّصل اسم لعلّ في محلّ نصب {يرجعون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: {قالت طائفة} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أنزل} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {اكفروا} في محلّ نصب معطوفة على جملة آمنوا الطلبيّة.
وجملة: {لعلّهم يرجعون} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {يرجعون} في محلّ رفع خبر لعلّ.

.[سورة آل عمران: آية 73]

{وَلا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى الله أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَالله واسِعٌ عَلِيمٌ (73)}.

.الإعراب:

(الواو) عاطفة {لا} ناهية جازمة {تؤمنوا} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل {إلا} أداة استثناء اللام حرف جرّ، من اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ بدل من المستثنى منه المقدّر على اعادة الجارّ، والتقدير: لا تؤمنوا لأحد إلّا لمن تبع دينكم {قل} فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت إنّ حرف مشبّه بالفعل {الهدى} اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف {هدى} خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف {الله} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور أن حرف مصدريّ ونصب {يؤتى} مضارع مبنيّ للمجهول منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف {أحد} نائب فاعل مرفوع {مثل} مفعول به منصوب ما اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه {أوتيتم} فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون.. و(تمّ) ضمير نائب فاعل.
والمصدر المؤوّل {أن يؤتى أحد} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي: بأن يؤتى والجارّ والمجرور متعلّق بـ {تؤمنوا} بتضمينه معنى تقرّوا وتعترفوا، {أو} حرف عطف (يحاجّوا) مضارع منصوب معطوف على فعل يؤتى.. والواو فاعل و(كم) ضمير مفعول به (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بـ {يحاجّوكم} (ربّ) مضاف إليه مجرور و(كم) ضمير مضاف إليه {قل} مثل الأول {إنّ الفضل} مثل إنّ الهدى {بيد} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ {الله} لفظ الجلالة مضاف إليه (يؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و(الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {من} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ثان {يشاء} مضارع مرفوع والفاعل هو. (الواو) استئنافيّة {الله} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {واسع} خبر مرفوع {عليم} خبر ثان مرفوع.
جملة: {لا تؤمنوا} في محلّ نصب معطوفة على جملة آمنوا الطلبيّة- في الآية السابقة- لأنها تتمّة لكلام الطائفة.
وجملة: {تبع دينكم} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {قل} ومعموله لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: {إنّ الهدى هدى الله} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يؤتى أحد} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة: {أوتيتم} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {يحاجّوكم} لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤتى.
وجملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّ الفضل...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يؤتيه} في محلّ رفع خبر ثان لـ {إنّ}.
وجملة: {يشاء} لا محلّ لها صلة الموصول {من} وجملة: {الله واسع} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الفوائد:

1- قوله تعالى: {إِنَّ الْهُدى هُدَى الله} اعترضت هذه الجملة بين جملتين من كلام اليهود. فهم يوصون بعضهم أن لا يأتمنوا لأحد إذا لم يكن يهوديا. هذا هو الجزء الأول وأما الجزء الثاني فهو ألا يعترفوا بأنه قد يؤتى أحد مثلما أوتى بنو إسرائيل، إذ في ذلك اعتراف بنبوّة محمد صلى الله عليه وسلم. وفي هذه الوصية التي يتواصون بها منتهى الجحود والكفر والحسد للرسول والمسلمين سواء بسواء.

.[سورة آل عمران: آية 74]

{يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)}.

.الإعراب:

{يختصّ} مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق بـ {يختصّ} و(الهاء) ضمير مضاف إليه {من} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به {يشاء} مضارع مرفوع والفاعل هو. (الواو) عاطفة {الله} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {ذو} خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو {الفضل} مضاف إليه مجرور {العظيم} نعت للفضل مجرور مثله.
جملة: {يختصّ} في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ الوارد في الآية السابقة {الله}.
وجملة: {يشاء} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {الله ذو الفضل} لا محلّ لها معطوفة على جملة {الله واسع} في الآية السابقة.

.[سورة آل عمران: آية 75]

{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِمًا ذلِكَ بأنهمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى الله الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة {من أهل} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {الكتاب} مضاف إليه مجرور {من} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخر إن حرف شرط جازم (تأمن) مضارع مجزوم فعل الشرط و(الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت {بقنطار} جار ومجرور متعلّق بـ (تأمن)، والباء بمعنى على (يؤدّ) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة من آخره و(الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (إلى) حرف جرّ و(الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (يؤدّ)، (الواو) عاطفة {منهم من... لا يؤدّه إليك} تعرب كصدر الآية: {إلّا} أداة حصر، ما حرف مصدريّ ظرفيّ {دمت} فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و(التاء) اسم دام في محلّ رفع (على) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {قائما} وهو خبر دمت منصوب.
والمصدر المؤوّل {ما دمت...} في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق بـ {يؤدّه} المنفي.
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ واللام للبعد و(الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و(هم) ضمير اسم أنّ في محلّ نصب {قالوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أنّهم قالوا...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ أي: ذلك النكوص عن أداء المال بسبب اعتقادهم المعبّر عنه.
{ليس} فعل ماض ناقص (على) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للفعل الناقص {في الأميّين} جارّ ومجرور متعلّق بالخبر المحذوف، وعلامة الجرّ الياء {سبيل} اسم ليس مؤخّر مرفوع (الواو) استئنافيّة {يقولون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل {على الله} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الكذب، {الكذب} مفعول به منصوب (الواو) حاليّة {هم} ضمير منفصل مبتدأ {يعلمون} مثل يقولون.
جملة: {من أهل الكتاب من...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تأمنه} (الأولى) لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {يؤدّه إليك} لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {منهم من...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {تأمنه} (الثانية) لا محلّ لها صلة الموصول {من} الثاني.
وجملة: {لا يؤدّه إليك} لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {دمت} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما.
وجملة: {ذلك بأنهم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قالوا} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {ليس علينا...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يقولون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هم يعلمون} في محلّ نصب حال.
وجملة: {يعلمون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.

.الصرف:

(قنطار)، اسم جامد وزنه فنعال (انظر الآية 14 من هذه السورة).
(دينار)، أصله دنّار بنون مشدّدة، فاستثقل اللفظ بهذه النون فأبدلت أولى النونين ياء للتخفيف، وذلك لكثرة الاستعمال، ويعود تضعيف النون في التكثير فيقال دنانير أو في التصغير فيقال دنينير.. والدينار معرّب.
{الكذب}، مصدر سماعيّ لفعل كذب يكذب باب ضرب وزنه فعل بفتح فكسر، ويأتي مكسور الفاء ساكن العين، ويأتي على فعال بكسر الفاء وتخفيف العين وتشديدها.

.الفوائد:

1- قول اليهود {لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} هذا ما كان عليه اليهود إبان بعثة الرسول وهذا ما لا يزالون عليه حيال شعوب العالم أجمع فهم يعتقدون أن المال مالهم وقد اغتصب منهم، ولهم أن يستعيدوه من أيدي الناس بمختلف الوسائل.
ويكاد يتسرب هذا المفهوم الخاطئ إلى العوام من المسلمين، على حين أن الإسلام حرّم على المسلم أن يأخذ شيئا من مال ذوي الأديان الأخرى إلّا بحقه وما لم يكن في حالة حرب مع أولئك المخالفين لدينه.
2- الفرق بين ما دام وما زال أن الأولى ملازمة لما ولا تأتي إلا بصيغة الماضي. وأما الثانية فيمكن أن تكون بصيغة الماضي والمضارع كما يمكن أن تسبق بأحد أحرف النفي الأخرى نحو لم يزل ولا يزال.

.[سورة آل عمران: آية 76]

{بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقى فَإِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76)}.

.الإعراب:

{بلى} حرف جواب، وهو إيجاب لما نفوه من قولهم: {ليس علينا في الأميّين سبيل}، {من} اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {أوفى} فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بعهد) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أوفى)، و(الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة {اتّقى} مثل أوفي ومعطوف عليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد {الله} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب {يحبّ} مضارع مرفوع والفاعل هو {المتّقين} مفعول به منصوب.
جملة: {من أوفى} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أوفى} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {اتّقى} في محلّ رفع معطوفة على جملة أوفى.
وجملة: {إنّ الله يحب} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {يحبّ المتّقين} في محلّ رفع خبر إنّ.

.الصرف:

{أوفى}، في الفعل إعلال بالقلب، قلبت الياء ألفا لمجيئها مفتوحة بعد فتح، أصله أوفي- كلّ فعل فاؤه واو فأن لامه ياء-.

.الفوائد:

{بلى} حرف جواب وتختص بالنفي وتفيد إبطاله، سواء أكان مجردا نحو: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ} أم مقرونا بالاستفهام نحو: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى} والفرق بين بلى ونعم أن بلى لا تأتي إلا بعد نفي، وأن نعم تأتي بعد النفي والإثبات فإذا قلت ما قام علي فتصديقه نعم وتكذيبه بلى.