فصل: تأملات في سورة آل عمران:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.تأملات في سورة آل عمران:

للشيخ صالح المغامسي

.الجزء الأول:

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها الإخوة المؤمنون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنا قد بدأنا بسورة البقرة وبعد أن أخذنا مقاطع من آيات منها ننتقل بكم إلى سورة آل عمران. ونبين لماذا اتخذنا هذا المنهج- للملاحظة هذه المادة هي من درس الشيخ الأسبوعي في مسجد السلام بالمدينة النبوية- قلنا أن السبب في هذا المنهج أن بعض طلاب العلم الفضلاء قالوا لو أننا أخذنا القرآن آية آية لطال بنا الأمد والوقت- بحمد الله الآن للشيخ في قناة المجد العلمية برنامج يسمى محاسن التأويل يفسر القرآن فيه آية آية- وبعضنا دارسون لا يمكن لهم الاستمرار لسنوات عديدة والدرس أسبوعي فيكون التحصيل فيه رتيبا لأنه هناك فترة طويلة، فقال الفضلاء من باب المشورة أنه لو اتخذنا لكل سورة من سور القرآن درسين أو ثلاثة ننم على أعظم ما فيها كان أولى حتى نخرج جميعا بفائدة جمة، فيكون الطالب قد مر على شيء من سورة البقرة وعلى شيء من سورة آل عمران وعلى النساء وهكذا. ثم إننا نقول ونكرر أن الإنسان كلما زادت حصيلته العلمية ومعارفه كان ذلك أدعى لارتباطه في العلم. ثم إن في بعض السور مسائل فقهيه وهذه في الغالب لا نعرج عليها قلنا حتى لا يكون هناك نوع من التكرار بين درسنا ودروس الآخرين من فضلاء العلماء في الحرم النبوي أو في غيره.
على هذا بعد أن اتضح المنهج نقول أن الآيات المختارة من سورة آل عمران هي:
من قوله تعالى: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون (59) الحق من ربك فلا تكن من الممترين} إلى قوله تعالى: {يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون}. والحديث عن ذلك كله على النحو التالي:
أولا: قال العلماء: إن من أعظم علوم القرآن أن يعلم أن القرآن نزل لدفع شبه الظالمين وإبطال عناد المعاندين وإثبات البراهين العقلية الموافقة للأدلة النقلية. وقالوا أن هذا الفن لا يدركه إلا الجهابذة العلماء المستبصرون الذين من الله عليهم بإدراك مغازي كتابه. جعلنا الله وإياكم منهم وألحقنا بهم وإن لم نكن لذلك بأهل.
هذا السبب هو الذي جعلنا نختار هذه الآيات للتفسير.
أما هذه الآيات فالحديث عنها كالتالي:
مناسبة الآيات لما قبلها: أن الله جل وعلا ذكر قبلها قصة عيسى ابن مريم عبدالله ورسوله عليه الصلاة والسلام، فذكر جل وعلا قصة الصديقة مريم وكيف أنها حملت بعيسى عليه الصلاة والسلام وكيف وضعته وما كان له من آيات وبراهين وكيف أنه دعا قومه وكيف أن الله جل وعلا آتاه المعجزات الظاهرة والبراهين التي تدل على نبوته حتى رفعه الله جل وعلا إليه وسينزل في آخر الزمان بعد أن ذكرها جل وعلا. ثم ذكر قوله تعالى: {ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم (58) إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم} إذن هذه مناسبة الآيات لما قبلها.
أما سبب نزول الآيات: فالمشهور عند العلماء أن عام الوفود كان العام التاسع للهجرة وهو بعد أن فتح الله لنبينا صلى الله عليه وسلم مكة وأسلمت ثقيف وانتهت غزوة تبوك أتى الناس على هيئة وفود من كل شق إلى نبينا صلى الله عليه وسلم. من جملة الوفود التي حضرت وفد نجران وكانوا على الديانة المسيحية ومنهم السيد والعاقب وهم من رؤوسهم، هؤلاء النفر لما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم قالوا له مالك: تشتم صاحبنا. قال: «وما ذاك» صلى الله عليه وسلم، قالوا: تقول إن عيسى عبد الله ورسوله، قال: «نعم هو عبد الله ورسوله» فجادلته النصارى بأن عيسى عليه الصلاة والسلام لا أب له، قالوا: فقل لنا من أبو عيسى عليه الصلاة والسلام وأتنا بأحد له أب غير عيسى عليه الصلاة والسلام؟ فأمهلهم حتى ينزل القرآن عليه في شأن عيسى عليه الصلاة والسلام، فأنزل الله جل وعلا على نبينا عليه الصلاة والسلام قوله هذه الآيات التي نريد أن نشرحها: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} فهذا هو سبب النزول.
بعد هذا نبدأ في تفسير الآيات:
قال الله جل وعلا: {إن مثل عيسى عند الله} ليس كلمة مثل هنا المقصود بها المثل المعروف الذي يضرب للأشياء، وإنما كلمة مثل هنا بمعنى حاله أو صفه. فيصبح معنى الكلام حالة وصفة عيسى عليه الصلاة والسلام عند الله كحال آدم عليه الصلاة والسلام.
ما حال ادم عليه الصلاة والسلام؟ قال الله تعالى: {خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} النصارى تقول: إن من أدلة أن عيسى عليه الصلاة والسلام ابن الله أنه لا أب له باتفاق أهل الأرض والرد عليهم، وقلنا هذا من علوم القرآن الرد على كشف شبه الظالمين، أن آدم عليه الصلاة والسلام لا أب له ولا أم زيادة على عيسى عليه الصلاة والسلام. أي إن كان عيسى لا أب له فآدم لا أب له ولا أم، وإن كان عيسى خلق بكلمة كن بعد أن نفخ جبرائيل في رحم الصديقة مريم وكان بأمر الله فإن آدم كذلك قال الله له كن فكان كما أخبر الله في كتابه. فإذن مقارنة عيسى بآدم عليهما الصلاة والسلام ضربها الله جل وعلا دليلا على بطلان حجج النصارى. لأنه لو كان قولهم إن مجرد أن عيسى لا أب له دليلا على أنه ابن الله فمن الذي أولى بالبنوة؟ آدم لأنه لا أب له ولا أم. والنصارى وغير النصارى كل أهل الأرض لا يقولون إن آدم ابن الله. فلما اعترفتم أن آدم ليس ابن الله يجب أن تعترفوا أن عيسى ليس ابن لله. وان الله لم يلد ولم يولد فدمغت حجة النصارى.
{إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه} والهاء في خلقه عائدة على آدم خلقه من تراب ثم قال له أي قال لآدم كن فيكون، أي كن فكان. واختلف العلماء لماذا عبر الله بالمضارع بدلا من الماضي يعني كان السياق أولى أن يقال: خلقه من تراب ثم قال له كن فكان. قال بعضهم- من الأجوبة- إن العرب تجري المضارع مقام الماضي إذا عرف معنى الحال. هذا جواب ربما فيه شيء من الركاكة. وقال بعضهم ولعل هذا أظهر أن الله أراد أن يبين تمثل المعنى لمن يسمع، بمعنى أن عيسى عليه الصلاة والسلام حتى عندما نفخ جبرائيل عليه الصلاة والسلام في رحم مريم عليه السلام لم يخرج مباشرة يمشي على قدميه وإنما تكون لحما وعظاما حتى حملت به تسعة أشهر على الصحيح، ثم ولدته صبيا رضيعا ثم كان عيسى ابن مريم. فلم يقل الله كن فكان مباشرة إنما قال كن فيكون ليبين التدرج الذي مر به خلق عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.
{إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} هذا أمر عيسى عليه الصلاة والسلام على الوجه الصحيح.
قال تعالى: {الحق من ربك} يعنى هذا الحق الذي أتاك من ربك. وإضافة الرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشريفا للنبي صلى الله عليه وسلم: {الحق من ربك فلا تكن من الممترين} أي لا تكن من الشاكين. وينبغي أن يعلم أنه ليس المقصود من الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ممترن أو شاك، فهذا منتف أبدا. إنما المقصود من هذا الأسلوب إثارة الأريحية فيه صلى الله عليه وسلم لأن يقبل الحق من ربه ويعض عليها بالنواجذ هذا تخريج. وقال بعض العلماء تخريج آخر أنه وإن كان المخاطب النبي صلى الله عليه وسلم فإن المخاطب الحق هو أمته وكل من يسمع القرآن. لكن لا تعارض بين هذين التخريجين.
{الحق من ربك فلا تكن من الممترين (60) فمن حآجك فيه} الهاء عائدة على من؟ عائدة على عيسى وخلقه.
{فمن حآجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} العلم أي البيان الذي أظهره الله لك في شأن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.
يزعم النصارى أنهم مسلمون من قبل ويمنعهم من ذلك:
{فمن حآجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وفد النصارى نصارى نجران بالأمر لم يقبلوا، قالوا: نحن مسلمون من قبل فقال صلى الله عليه وسلم:
«يمنعكم من الإسلام ثلاث: أكلكم لحم الخنزير، وسجودكم للصليب، وزعمكم أن لله ولد».
هذه الثلاث منعت ما يزعمونه من أنهم مسلمون. فلما طال الأمر بينه عليه الصلاة والسلام وبينهم احتكم إلى المباهلة.
ما معنى المباهلة؟
والمباهلة أصلها مأخوذ من الابتهال وهو الدعاء ويكون غالبا لإظهار الحجة. وقد ربما يخصص كما في الآية في نزول اللعنة وأصل المسألة أنه لما طال الجدال لا هم يقتنعون ولا هم قادرون على أن يقنعوا لأنهم على باطل، احتكم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الابتهال قائلا لهم كما أمر الله: {ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل} أي ندعوا ونقول: اللهم العن الكاذب منا في شأن عيسى ابن مريم. فلما كان من الغد قدم صلى الله عليه وسلم ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله تعالى عنهم أجمعين، وقال: (إذا أنا دعوت فأمنوا). قبل أن نكمل اعترض النصارى وخافوا من المباهلة. وخوفهم من المباهلة دليل على أنهم يعلمون أنه رسول الله حقا لأنهم لو كانوا على يقين لقبلوا المباهلة.
العلة من جلب علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين:
وكون النبي عليه الصلاة والسلام يأتي بابنته وعلي والحسن والحسين دليل على ثقته فيما يدعوا إليه، لأنه كان بالإمكان أن يباهلهم لوحده ويقول أنا وأنتم ندعوا على بعض أهلك أنا أو تهلكون أنتم، لكن لما أتى بابنته وهي أحب بناته إليه عليه الصلاة والسلام وزوجها علي والحسن والحسين ثم بعد ذلك يدعوا على الجميع دلالة على أنه صلى الله عليه وسلم كان واثقا من حفظ الله له وكان على برهان ويقين أن ما عند الله هو الحق.
{ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} الاستطراد هنا وأنا قلت أن الدروس ليس المقصود منها الحرفيات وإنما المقصود منها الفوائد العلمية.
وآية المباهلة تدل على أمور عدة:
الأمر الأول: فضل آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، وهؤلاء الأربعة مع النبي صلى الله عليه وسلم يسمون أصحاب الكساء لأن النبي صلى الله عليه وسلم جللهم أي غطاهم ذات مرة بكساء وقال صلى الله عليه وسلم: (اللهم هؤلاء بيتي فإذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا). فهؤلاء آل بيته صلى الله عليه وسلم. وعلي ابن عمه نسبا وهو زوج ابنته فاطمة تزوجها بعد منقلب النبي صلى الله عليه وسلم من معركة بدر في السنة الثانية من الهجرة، قيل تزوجها في شوال وقيل تزوجها في أول ذي القعدة. وتعيين التاريخ هنا تحديدا لا يهم، وأنجب منها علي الحسن والحسين. أراد علي أن يسمي ابنه حرب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بل هو الحسن)، ولما ولد الحسين أرادوا أن يسموه حربا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بل هو الحسين). فالذي سمى الحسن والحسين من؟ رسولنا صلى الله عليه وسلم.
والحسن رضي الله عنه عاش حتى كانت خلافة معاوية رضي الله عنه، فتنازل عنها لمعاوية رضي الله عنه ليحقن دماء المسلمين. ثم سكن المدينة ومات فيها أيام معاوية. أما الحسين رضي الله عنه فامتد به العمر حتى مات معاوية رضي الله عنه، وولي من بعده ابنه يزيد فخرج من مكة إلى العراق حتى وصل إلى كربلاء المدينة العراقية المشهورة، فلما وصل إليها سأل عنها؟ قيل له كربلاء قال بل كرب وبلاء، أخذ اشتقاقها من اسمها فكان ما كان. قتل رضي الله عنه في يوم عاشوراء العاشر من محرم، ولذلك الشيعة يحيون هذا اليوم كما هو معلوم.
وإحيائهم لهذا اليوم باطل من عدة أوجه:
باطن بالنقل: لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرعه ولا يقوم دين إلا إذا شرعه الرسول لأنه أعلم الخلق بشرع الله.
وباطل بالعقل: لأنهم لو كانوا صادقين في المناسبة العقلية لكانوا أقاموا مأتم على مقتل علي أبي الحسين رضي الله عنهم، وهم يقولون أن عليا أول أئمتهم والحسين الثاني فلو كانوا صادقين عقليا لأقاموا مأتم على مقتل علي كما قتل الحسين قتل من قبله علي. فهم يمرون على مناسبة علي رضي الله عنه دون ذكر مع أنه مات مقتولا كما قتل ابنه الحسين رضي الله عنه، ثم يأتون عند مقتل الحسين رضي الله عنه فيقيمون ما يقيمونه. فهذا من الدلائل العقلية والأول دليل نقلي على بطلان ما يصنعه الشيعة في يوم عاشوراء.
الذي يعنينا أن الحسين رضي الله عنه قتل في يوم عاشوراء وقتل معه أكثر من ثمانين من آل بيته ولم ينجوا إلا النساء وابنه علي الملقب بزين العابدين قتل ابنه علي الأكبر وقتل ابنه عبدالله معه وإخوانه الأربعة وبعض آل بيته. وبقى ابنه علي كان مريضا لم يستطع أن يحارب مع أبيه، فأبقى الله جل وعلا ذرية الحسين رضي الله عنه بنجاة علي هذا الصغير المريض، فكل من ينتسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الحسين فهو من ولد علي زين العابدين كل الحسينية ينتسبون إلى علي الملقب بزين العابدين ابن الحسين ابن فاطمة ابن محمد صلى الله عليه وسلم. وهؤلاء كما قلت آله ولهم في الشرع حق عظيم وينبغي لا إفراط ولا تفريط قال تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}. الشورى23. وقال عليه الصلاة والسلام لما شكا إليه العباس رضي الله عنه أن بعض قريش يجبوا بني هاشم قال عليه الصلاة والسلام: «والله لا يؤمنوا حتى يحبوكم لله ثم لقرابتي».
الأمام أحمد رحمه الله ودليل فقهه في الدين:
والمعتصم الخليفة العباسي، عباسي أي من ظهر العباس رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم ليس من ظهر النبي وإنما من ظهر العباس. والعباس رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم وليس ابنه. المعتصم سجن العالم السني المشهور أحمد بن حنبل رحمه الله. فلما سجنه أخرج أحمد بعد موت المعتصم وكان أحمد بعد خروجه يجتهد في الدعاء للمعتصم ويسأل الله أن يعفو عنه، فلما كلمه الناس قال رضي الله عنه وأرضاه ورحمه لا أريد أن أقف بين يدي الله وبيني وبين أحد من قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم خصومة. وهذا من فقه الدين في أن الإنسان يتجنب أن يكون بينه وبين قرابة النبي صلى الله عليه وسلم خصومة كما بينا في قضية الإمام أحمد.
الأمر الثاني: في الآية أن الله قال في القرآن على لسان نبيه: {قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} ومعلوم نقلا وعقلا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له بعد هجرته ابن من صلبه، يعني ليس له ابن ذكر من صلبه ومع ذلك قدم الحسن والحسين رضي الله عنهم، استدل بها فريق من العلماء على أن أولاد البنات في منزلة أولاد الأبناء. يعني مثلا نفرض رجل اسمه محمد وله بنت اسمها سلمى وله ولد اسمه خالد فأولاد خالد هم أولاده باتفاق الناس لم يخالف في هذا أحد، لكن الخلاف في أولاد البنت هل يعتبرون أبناء أو لا يعتبرون؟ المسألة خلافية لكن من أدلة القائلين بأن أولاد البنت يعتبرون أبناء هذه الآية فإن الله قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: {ندع أبناءنا وأبناءكم}، والنبي صلى الله عليه وسلم دعا الحسن والحسين رضي الله عنهم، وقال في حديث آخر «إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين دعواهما واحدة». يقصد الحسن رضي الله عنه. فهذا قول من قال من العلماء.