فصل: الجزء الثاني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون} طائفة تطلق على الجماعة من الناس. والود هنا بمعنى الرغبة.
{ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم} يعني كان مراد بعض من اليهود وبعض من النصارى أن يردوكم عن إسلامكم لماذا؟ لأنهم يعلمون أن الإسلام حق، لكن الإنسان إذا حسد غيره لا يتمنى الخير له. جرت سنة الله في خلقه أن الهالك يتمنى أن يهلك الناس معه. فالذي واقع في سلك المخدرات، والواقع في سلك النساء، والواقع في سلك كذا وكذا من المعاصي والجرائم هو لا يريدك أن تكون معه حبا فيك أو يريد لك الخير، ولكن يدفعه إلى ذلك أن كثرة الناس في الشر تهون الشر على نفسه.
وأنت خذها بمثال واقعي بسيط لو أن ابنك أخبرك أن نتيجته في الامتحان غير موفق للمته كثيرا، ولكن لو أن هذا الابن أخبرك أن الفصل كله على هذا النحو لخف لومك على ابنك. وهذا من سنة الله في خلقه ولذلك إبليس لما غوى وتمت عليه اللعنة هم أن يعصي بني آدم كلهم. يريد ويرغب في ذلك حتى لا يقع في الهلاك لوحده. فأهل الإشراك وأهل الكفر من أهل الكتاب لما وقعوا فيما وقعوا فيه ومنعهم الحسد أن يتبعوا نبينا عليه الصلاة والسلام رغبوا في أن يضلوا المؤمنين، والله جل وعلا يقول: {وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون} لأن الله تبارك وتعالى يحمي أولياءه وينصرهم ويمنع عنهم كيد الأعداء.
ثم قال الله جل وعلا: {يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون} أي تشهدون. ومفعولها هنا محذوف. والمعنى: أنكم تشهدون البراهين العقلية والنقلية التي تدل على أن الله جل وعلا حق. وكفركم مع كونكم تشهدون الآيات من أعظم الدلالة على العناد والمرض المستقر في قلوبكم. لأن كون الإنسان يكفر ولما تظهر له الأدلة بعد. أمر هين لكن إذا ظهرت له الأدلة وتتابعت وتظاهرت ومع ذلك أصر على كفره فذلك دلالة على الران الذي في قلبه وعلى أنه أبعد إلى الحق منه إلى الباطل.
نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تأملات في سورة آل عمران:
للشيخ صالح المغامسي

.الجزء الثاني:

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهدا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد. أيها الإخوة المؤمنون، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في هذا اللقاء المبارك يسر الله إتمامه نواصل تفسير كتاب ربنا جلا وعلا واقفين عند قول الله جلا وعلا في سورة آل عمران: {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون} إلى قول الله جلا وعلا: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون}.
من أساليب تسمية كتاب الله جل وعلا سور القرآن:
وهذا الذي كنا فيه قلنا إن سورة آل عمران سورة مدنيه، ونبين إن من أساليب تسمية كتاب الله جلا وعلا سور القرآن يسمى الشيء باسم بعضه. وهذا أمر كانت العرب تستخدمه في كثير من الأمور. فسميت سورة البقرة بسورة البقرة لأنه جاء ذكر قصة البقرة فيها، وسميت سورة آل عمران بسورة آل عمرأن لان الله جل وعلا ذكر فيها عمران وآله وعلى هذا يقاس كثير مما في كتاب الله وهو ظاهر بين. وإنما الخلاف بين العلماء هل إن تسمية سور القرآن كان من النبي صلى الله عليه وسلم أو من أصحابه رضي الله عنهم أو غير ذلك، والذي يظهر والله جل وعلا أعلم أن تسمية سور القرآن تسمية توقيفية بمعنى أن الصحابة رضي الله عنهم سموها بإشارة وأمر وإرشاد من النبي صلى الله عليه وسلم.
وسورة آل عمران تكلمت كثيرا عن أهل الكتاب- اليهود والنصارى- وبحثت كثيرا في مواضيعهم. وسبب ذلك أمران:
الأمر الأول: قدوم وفد نجران كما بينا في الأسبوع الماضي قدوم وفد نجران إلى النبي صلى الله عليه وسلم وما حصل بينهما من مجادله انتهت إلى الإقرار بالصلح بينهما وكانت تلك الأسئلة التي طرحها وفد نجران سبب في نزول كثير من آيات سورة آل عمران.
الأمر الثاني: ما كان من أحداث من أهل الكتاب من اليهود المجاورين للنبي عليه الصلاة والسلام في المدينة فكان القرآن ينزل ليبين كثيرا من أمورهم ومعايبهم وما يكون بينهم وبين النبي عليه الصلاة والسلام من أحداث. فجل ما في السورة من ذكر أهل الكتاب كان هذا سببه وفي السورة آيات أخر لا علاقة لها بأهل الكتاب كغزوة بدر وغزوة أحد وغيرهما مما هو معروف في مظانه. لعل الله جل وعلا أن ييسر شرحه.
أما الآية التي بين أيدينا فإن الله يقول: {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل} حب المال أمر مفطور في النفوس قال سبحانه: {وتحبون المال حبا جما} [الفجر: 20].
وقال جل وعلا عن بني آدم: {وإنه لحب الخير لشديد} [العاديات: 8]. والأمانة في إنفاذها وفي إعطاءها لا علاقة لها بالإيمان والكفر إلا شيء يسير. فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كذب أعداء الله- يقصد اليهود- كل أمور الجاهلية تحت قدمي هاتين إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى بر وفاجر» تؤدى إلى البر والفاجر فلو قدر أن لاحد من الناس له أمانة عندك وإن كان فاجرا فإن فجوره لا يمنعك من تأدية الأمانة إليه فمسألة كونه كافر أو فاجر أو فاسق لا علاقة له بأحقية الأمانة التي له عندك هذا كمفهوم عام للآية.
الآية فيها وقفات عدة منها:
إنصاف الرب تبارك وتعالى. وأن الله جل وعلا حكم عدل فبرغم أن اليهود قوم بهت نعتوا ربهم بأقبح المعايب تعالى الله عما يقولون الظالمون علوا كبيرا، ومع ذلك فإن الله جل وعلا يقرر في هذه الآية أن من هؤلاء اليهود على ما فيهم من معايب منهم من لو أمنته وضعت عنده قنطار والقنطار آلاف من الدنانير يعني مبلغا كثيرا من المال لو وضعت عنده قنطار آلاف من الدنانير ثم طلبتها منه يردها إليك رغم أنه يهودي. وإخبار الله بهذا دلالة على إنصاف الرب جل وعلا وأن الله لا يظلم الناس مثقال ذرة فقول الله جل وعلا: {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك} إن وضعت عنده قنطار أمانه رده إليك كما هو تام رغم أنه كتابي إما يهود وإما نصارى وهذا كفر لكن كفره لم يمنعه من تأدية الأمانة.
سنقف كثيرا في اللغويات حتى تفهم كلا م الله لكن لا تستعجل إتيان الثمرة:
ثم قال سبحانه: {ومنهم} ومن في الحالتين بعضيه.
وقلنا إننا سنقف كثيرا في اللغويات حتى تفهم كلا م الله لكن لا تستعجل إتيان الثمرة. العلم يا أخي كالبنيان. والبنيأن لا يعرف من أول يوم وإنما يعرف بعد تمامه. فما تأخذه من علم في هذه الحلقة أنت لوحدك به، وإنما تقوم على علم تأخذه من هاهنا ومن غير هذه الحلقة، وشيء تقرأه وشيء تسمعه وآخر تدونه حتى يجتمع لديك علم جم. لكن لا تحسبن أن أحدا يمكن أن يعطي الناس العلم كاملا لوحده هذا لن يقع ولم يقع لأن الله عز وجل قسم العلم وفضله بين الناس. لكن أنت تأخذ أمور ترشدك بعضها على بعض.
أقول إن من هنا بعضيه وحتى يتم المعنى وحتى تعرف الفرق بين من البعضيه ومن أخرى.
من أخرى بيانيه، معنى الكلام لو جاء إنسان ضفته أنت في بيته فأعطاك فاكهة، الفاكهة هذه منوعه ثم غاب عنك ثم جاء يسألك من أي الفاكهة أكلت قلت من كذا، نفرض قلت من البرتقال هذه من ما هي؟
بيانيه فأنت بينت أي نوع من الفاكهة أكلت.
أما من التي بين أيدينا {ومن أهل الكتاب} هذه من بعضيه، بمعنى بعض من أهل الكتاب وليس الكل.
{ومنهم من إن تأمنه بدينار} لا يساوي شيء {لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما} ما دمت عليه قائما هذا كناية، كناية عن الإلحاح والمواجهة وشدة الطلب وأنت تتعقبه من مكان إلى آخر حتى يؤدي إليك ماذا؟ الدينار والذي قبله يؤدي إليك القنطار رغم أنه أضعف وأكبر من الدينار مرات عديدة لكن الأول أمين والثاني خائن. وقلنا أن الأمانة تؤدى لكل أحد يستحقها إن كان بارا أو إن كان فاجرا، {ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما} كناية عن الإلحاح كثره المواجهة كثره الطلب تنتقل معاه من مكان حتى يؤدي إليك حقك.
{ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل} هذه {ليس علينا في الأميين سبيل}.
جملة تعليليه ينجم عن الآية ما يلي:
أن في اليهود قوم مؤتمنون وهم قلة وقم خائنون وهم كثرة. وهؤلاء الخائنون علتهم في الخيانة يعنى إذا قيل لهم لماذا لا تؤدوا الأمانات؟ قالوا: {ليس علينا في الأميين سبيل}.
{الأميين} جمع أمي وهو في اللغة من لا يقرا ولا يكتب.
أما المقصود بها هنا فهم أمة العرب من يقرأ ومن لا يقرأ قال الله عز وجل وقلنا إن القران يفسر بعضه بعضا {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم} الأميين من؟
أمة العرب فقول اليهود: {ليس علينا في الأميين سبيل} اليهود يقولون إن هؤلاء العرب قوم أميون لا دين لهم ولا يرونهم شيئا لأن اليهود يرون أنفسهم شعب الله المختار، ويقسمون الناس غيرهم طبقات فلا يرون العرب شيئا ويقولون إن المال الذي في يد العرب أصله لنا فإن حصل بيننا وبينهم تقاضي بيع وشراء وأمانه فلا حاجه أن يرد إليهم المال لأن المال أصلا لنا.
فالمعنى الحرفي لقول الله جل وعلا: {ليس علينا في الأميين سبيل} أي ليس علينا إثم ولا حرج ولا وزر أن نأكل أموال الأميين فما من طريق يصل إلينا بها المحاسبة {ليس علينا في الأميين سبيل} وقلنا أن الأميين يطلق على العرب لأن الأصل أن العرب أمة لا تقرأ ولا تكتب. قال صلى الله عليه وسلم: إننا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وأخذ يشير صلى الله عليه وسلم بأصابع يديه ليفهم من حوله)، والنبي عليه الصلاة والسلام نعت في القرآن بأنه نبي أمي قال شوقي:
يا أيها الأمي حسبك ربتة ** فالعلم أن دانت بك العلماء

أما لماذا بعث النبي أمي؟
فليقطع الله جل وعلا ألسنه المشككين وشبه المعاندين فإن النبي عليه الصلاة والسلام جاء بالقرآن من عند ربه أبلغ كتاب وأعظم عبارات وأجل كلام فلو كان عليه الصلاة والسلام يقرأ ويكتب من قبل لقال عنه الكفار إن هذا الكتاب الذي أتى به أخذه عن من؟ أخذه عن غيره لأنه يقرا ويكتب فما زال يطالع أربعين سنة ثم بعد أربعين سنة من المطالعة والقراءة والكتابة والاستكتاب خرج إلينا بهذا القرآن فبعث الله جل وعلا نبيه أمي لا يقرأ ولا يكتب، قال سبحانه: {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك} يعني لو كنت تقرأ وتكتب {إذا لارتاب المبطلون} العنكبوت (48). لكنه النبي عليه الصلاة والسلام كان أمي لا يقرأ ولا يكتب وهذا من فضل الله جل وعلا عليه.
نعود إلى مسألة مهمة فالأمية في حق النبي صلى الله عليه وسلم منقبة وفي حق غيره مثلبة.
يحسن بالرجل أن يقرأ ويكتب ولذلك قال الله جل وعلا: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} العلق (1). فلا يأتي إنسان ويقول نحن ننتسب إلى أمة أميه فلا حاجه لأن نقرأ ولا نكتب، هذا النبي عليه الصلاة والسلام أمي حتى يقطع الله على يديه ألسنة المعاندين أما نحن ففي حاجة ملحة لأن نقرأ ونكتب ونزداد علما.
وليس الأمي المقصود بها النبي عليه الصلاة والسلام عدم العلم وإنما قلت القراءة والكتابة وإلا العلم شيء آخر، فقد يكون من العلماء من لا يقرأ ولا يكتب يأخذ علمه بالتحصيل ويعطيه بالتلقين.
ثم قال سبحانه: {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون} أي يعلمون أنه لهم وعليهم في الأميين سبيل ثم قال سبحانه: {بلى} هذه {بلى} جواب من الرب سبحانه على دعوى أهل الكتاب ليصبح المعنى بلى عليكم في الأميين سبيل.
ثم قال سبحانه: {بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين} هذه من {من أوفى بعهده واتقى} جملة استئنافية و{بلى} منقطعة عنها جواب من الرب سبحانه لما قبلها. أما معنى قول الله جل وعلا: {من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين} أي من عاهد إنسانا على أمانة وردها وأتم العهد فإنه قد أتم الشيء الذي عليه واتقى ربه، وهذا من أسباب حصول محبة من؟ محبة الله سبحانه وتعالى قال الله جل وعلا: {فإن الله يحب المتقين}.
ينجم عن الآيات كلها فوائد عدة لأن القرآن إنما أنزل ليكون منهجا يسير عليه الناس:
الفائدة الأولى: ينبغي أن تفر في عباراتك وكلامك من ألفاظ العموم لأن ألفاظ العموم تجمع ما بين البر والفاجر والمخطئ والمصيب وليس هذا من العدل في شي. فقلنا هؤلاء يهود ومع ذلك لما تكلم الله عنهم سبحانه فصل ولم يقل جل وعلا إن اليهود كلهم لا يؤتمنون، وهذا أسلوب قرآني يعرفه كل من تدبر القرآن وسيأتي في آل عمران أن الله قال: {ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون}. فالإنسان العاقل عندما يتكلم أو يحكم على قوم أو على جماعة أو على دار أو على مدرسة أو على أي شيء أو على أمة لا يحكم حكما عاما ولا حكما جماعيا وإنما يفر من ألفاظ العموم على منهج القرآن الذي بينه الله جل وعلا للناس.
الفائدة الثانية: الحق من قول أو فعل يقبل من أي أحد. دل على هذا هذه الآية عن طريق التلميح ليس عن طريق التصريح، ودلت آيات أخر عن طريق التصريح أن الحق يقبل من أي أحد، بلقيس كانت تحكم اليمن وكانت تعبد الشمس كما قال الهدهد: {وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله} النمل (24). لما حصل ما حصل من بعث سليمان عليه السلام الخطاب لها وأخذت تستشير قومها قالت لهم: {قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة} هذا كلام من؟ كلام بلقيس في كتاب الله قال الله بعدها: {وكذلك يفعلون} فالله جل وعلا صدقها على قولها رغم أنها عابدة ماذا؟ عابدة شمس. الكفار القرشيون قال الله عنهم: {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها} الأعراف (28). فذكروا سببين لفعل الفاحشة فلما رد الله عليهم قبل الله الأولى ولم يردها رغم أنهم عباد وثن يعبدون اللات والعزى لكن الله قبل قولهم أنهم وجدوا عليها آباءهم فلم يرد عليهم لكن رد في الثانية جاءت الآية: {قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون} الأعراف (28). لأنهم كذبوا في قولهم أن الله أمرهم بها لكن عندما قالوا: {قالوا وجدنا عليها آباءنا} كانوا صادقين فلما كانوا صادقين أن آباءهم ورثوا هذا الشيء من آباءهم لم يرده الله جل وعلا عليهم.