فصل: اللغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.اللغة:

{تغني} الإغناء: الدفع والنفع.
{وقود النار} الوقود بفتح الواو الحطب الذي توقد به النار، وبالضم مصدر بمعنى الاتقاد.
{دأب} الدأب: العادة والشأن واصله من دأب الرجل في عمله إذا جد فيه واجتهد.
{آية} علامة.
{فئة} جماعة وسميت الجماعة من الناس (فئة) لانه يفاء اليها في وقت الشدة.
{عبرة} العبرة: الاتعاظ واشتقاقها من العبور فالاعتبار انتقال من حالة الجهل، الى حالة العلم.
{زين} التزيين: تحسين الشيء وتجميله في عين الانسان.
{الشهوات} الشهوة: ما تدعو النفس اليه وتشتهيه ويجمع على شهوات {القناطير} جمع قنطار وهو العقدة الكبيرة من المال، او المال الكثير الذي لا يحصى.
{المقنطرة} المضعفة وهو للتاكيد كقولك ألوف مؤلفة واضعاف مضاعفة قاله الطبري، وروي عن الفراء أنه قال: القناطير جمع القنطار، والمقنطرة جمع الجمع، فيكون تسع قناطير.
{المسومة} المعلمه بعلامه تجعلها حسنة المنظر، وقيل: المسومة: الراعية، وقال مجاهد وعكرمة: انها الخيل المطهمة الحسان).
{المآب} المرجع يقال: آب الرجل إيابا ومآبا قال تعالى: {إن إلينا إيابهم}.
{الأسحار} السحر: الوقت الذي قبل طلوع الفجر، وجمعه أسحار. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

في قوله: {إِنَّ الذين كَفَرُواْ لَن تُغْنِىَ عَنْهُمْ أموالهم وَلاَ أولادهم مّنَ الله شَيْئًا} قولان:
الأول: المراد بهم وفد نجران، وذلك لأنا روينا في بعض قصتهم أن أبا حارثة بن علقمة قال لأخيه: إني لأعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقًا ولكنني إن أظهرت ذلك أخذ ملوك الروم مني ما أعطوني من المال والجاه، فالله تعالى بيّن أن أموالهم وأولادهم لا تدفع عنهم عذاب الله في الدنيا والآخرة.
والقول الثاني: أن اللفظ عام، وخصوص السبب لا يمنع عموم اللفظ. اهـ.
وقال الفخر:
اعلم أن كمال العذاب هو أن يزول عنه كل ما كان منتفعًا به، ثم يجتمع عليه جميع الأسباب المؤلمة.
أما الأول: فهو المراد بقوله: {لَن تُغْنِىَ عَنْهُمْ أموالهم وَلاَ أولادهم} وذلك لأن المرء عند الخطوب والنوائب في الدنيا يفزع إلى المال والولد، فهما أقرب الأمور التي يفزع المرء إليها في دفع الخطوب فبيّن الله تعالى أن صفة ذلك اليوم مخالفة لصفة الدنيا لأن أقرب الطرق إلى دفع المضار إذا لم يتأت في ذلك اليوم، فما عداه بالتعذر أولى، ونظير هذه الآية قوله تعالى: {يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88، 89] وقوله: {المال والبنون زِينَةُ الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خَيْرٌ عِندَ رَبّكَ ثَوَابًا} [الكهف: 46] وقوله: {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا} [مريم: 80] وقوله: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فرادى كَمَا خلقناكم أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَّا خولناكم وَرَاء ظُهُورِكُمْ} [مريم: 80].
وأما القسم الثاني: من أسباب كمال العذاب، فهو أن يجتمع عليه الأسباب المؤلمة، وإليه الإشارة بقوله تعالى: {وأولئك هُمْ وَقُودُ النار} وهذا هو النهاية في شرح العذاب فإنه لا عذاب أزيد من أن تشتعل النار فيهم كاشتعالها في الحطب اليابس، والوقود بفتح الواو الحطب الذي توقد به النار، وبالضم هو مصدر وقدت النار وقودًا كقوله: وردت ورودًا. اهـ.

.قال السمرقندي:

إنما ذكر الأموال والأولاد، لأن أكثر الناس يدخلون النار، لأجل الأموال والأولاد، فأخبر الله تعالى أنه لا ينفعهم في الآخرة، لكيلا يفني الناس أعمارهم، لأجل المال والولد، وإنما ذكر الله تعالى الكفار، لكي يعتبر بذلك المؤمنون. اهـ.

.قال الفخر:

في قوله: {مِنَ الله} قولان أحدهما: التقدير: لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من عذاب الله فحذف المضاف لدلالة الكلام عليه والثاني: قال أبو عبيدة {مِنْ} بمعنى عند، والمعنى لن تغني عند الله شيئًا. اهـ.

.من أقوال المفسرين في قوله تعالى: {وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ}:

.قال الألوسي:

وإيثار الجملة الإسمية للدلالة على تحقق الأمر وتقرره، أو للإيذان بأن حقيقة حالهم ذلك وأنهم في حال كونهم في الدنيا وقود النار بأعيانهم، وهي إما مستأنفة مقررة لعدم الإغناء أو معطوفة على الجملة الأولى الواقعة خبرًا لأن، و{هُمْ} يحتمل أن يكون مبتدأ ويحتمل أن يكون فصلًا. اهـ.

.قال ابن عاشور:

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ الله شَيْئًا}.
استئناف كلام ناشيء عن حكاية ما دعا به المؤمنون: من دوام الهداية، وسؤال الرحمة، وانتظار الفوز يوم القيامة، بذكر حال الكافرين في ذلك اليوم، على عادة القرآن في إرداف البشارة بالنذارة.
وتعقيب دعاء المؤمنين، بذكر حال المشركين، إيماء إلى أنّ دعوتهم استجيبت.
والمراد بالذين كفروا: المشركون، وهذا وصف غالب عليهم في اصطلاح القرآن وقيل: الذين كفروا بنبوءة محمد صلى الله عليه وسلم أريد هنا قُريظة والنضير وأهلُ نجران؛ ويُرجَّح هذا بأنهم ذُكِّروا بحال فرعون دون حال عاد وثمود فإنّ اليهودوالنصارى أعلق بأخبار فرعون.
كما أنّ العرب أعلق بأخبار عاد وثمود، وأنّ الردّ على النصارى من أهمّ أغراض هذه السورة.
ويجوز أن يكون المراد جميع الكافرين: من المشركين، وأهل الكتابَيْن، ويكون التذكير بفرعون لأنّ وعيد اليهود في هذه الآية أهم.
ومعنى {تُغني} تُجزِي وتكفي وتدفع، وهو فِعل قاصر يتعدّى إلى المفعول بعن نحو: {ما أغني مَالِيَهْ}.
ولدلالة هذا الفعل على الإجزاء والدفع، كان مؤذنًا بأنّ هنالك شيئًا يدفع ضُرّه، وتُكفى كلفتُه، فلذلك قَد يذكرون مع هذا الفعل متعلِّقًا ثانيًا ويُعَدُّونَ الفعل إليه بحرف مِن كما في هذه الآية.
فتكون مِن للبدل والعوض على ما ذهب إليه في الكشاف، وجعل ابن عطية من للابتداء.
وقوله: {من الله} أي من أمر يضاف إلى الله؛ لأنّ تعليق هذا الفعل، تعليقًا ثانيًا، باسم ذات لايقصد منه إلاّ أخصّ حال اشتهرت به، أو في الغرض المسوق له الكلام فيقدّر معنى اسم مضاف إلى اسم الجلالة.
والتقدير هنا من رحمة الله، أو من طاعته، إذا كانت مِنْ للبدل وكَذا قدّره في الكشاف، ونظّره بقوله تعالى: {وإنّ الظنّ لا يغني من الحق شيئًا} [النجم: 28].
وعلى جعل من للابتداء كما قال ابن عطية تقدّر من غضب الله، أو من عذابه، أي غناء مبتدِئًا من ذلك: على حدّ قولهم: نَجَّاه من كذا أي فصله منه، ولا يلزم أن تكون مِن مَعَ هذا الفعل، إذا عدّي بعَن، مماثلة لمِنْ الواقعة بعد هذا الفعل الذي يُعَدّ بعن، لإمكان اختلاف معنى التعلّق باختلاف مساق الكلام.
والغالب أن يأتوا بعد فعل أغنى بلفظ (شيء) مع ذكر المتعلِّقين كما في الآية، وبدون ذكر متعلِّقين، كما في قول أبي سفيان، يومَ أسْلَمَ: لقد علمتُ أنْ لَوْ كان معه إله غيرُه لقد أغنى عنّي شيئًا.
وانتصب قوله: {شيئًا} على النيابة عن المفعول المطلق أي شيئًا من الغَناء.
وتنكيره للتحقير أي غناء ضعيفًا، بله الغناء المهم، ولا يجوز أن يكون مفعولًا به لعدم استقامة معنى الفعل في التعدي.
وقد ظهر بهذا كيفية تصرفّ هذا الفعل التصرّفَ العجيب في كلامهم، وانفتح لك ما انغلق من عبارة الكشّاف، وما دونها، في معنى هذا التركيب.
وقد مرّ الكلام على وقوع لفظ شيء عند قوله: {ولنبلونَّكم بشيء من الخوف} [البقرة: 155].
وإنّما خصّ الأموال والأولاد من بين أعلاق الذين كفروا؛ لأنّ الغناءَ يكون بالفداء بالمال، كدفع الديات والغرامات، ويكون بالنصر والقتال، وأوْلى مَن يدافع عن الرجل، من عشيرته، أبناؤه، وعن القبيلة أبناؤُها.
قال قيس بن الخطيم:
ثَأرْتُ عَدِيَّا والخَطِيمَ ولَمْ أضعْ ** وَلاَيَة أشْيَاخخٍ جُعِلْتُ إزَاءَها

والأموال المكاسب التي تقتات وتدخّرُ ويتعاوض بها، وهي جمع مال، وغلب اسم المال في كلام جلِّ العرب على الإبل قال زهير:
صَحيحاتِ مالٍ طَالعات بمخرم

وغلب في كلام أهل الزرع والحرث على الجنّات والحوائط وفي الحديث كان أبو طلحة أكثرَ أنصاري بالمدينة مالًا وكان أحَبُّ أمواله إليه بئر حاء، ويطلق المال غالبًا على الدراهم والدنانير كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم للعباس «أيْن المال الذي عند أم الفضل».
والظاهر أنّ هذا وعيد بعذاب الدنيا؛ لأنّه شُبِّه بأنه {كدأب آل فرعون} إلى قوله: {فأخذهم الله بذنوبهم} وشأنُ المشبّه به أن يكون معلومًا؛ ولأنّه عطف عليه عذاب الآخرة في قوله: {وأولئك هم وقود النار}.
وجيء بالإشارة في قوله: {وأولئك} لاستحضارهم كأنّهم بحيث يشار إليهم، وللتنبيه على أنّهم أحرياء بما سيأتي من الخَبر وهو قوله: {هم وقود النار}.
وعطفت هذه الجملة، ولم تفصل، لأنّ المراد من التي قبلهالا وعيد في الدنيا وهذه في وعيد الآخرة بقرينة قوله، في الآية التي بعد هذه: {ستُغْلبون وتحشرون إلى جهنّم وبئس المهاد} [آل عمران: 12].
والوَقود بفتح الواو ما يوقد به كالَضوء، وقد تقدّم نظيره في قوله: {التي وقودها الناس والحجارة} في سورة البقرة. اهـ.

.قال أبو حيان:

أتى بلفظ: هم، المشعرة بالاختصاص، وجعلهم نفس الوقود مبالغة في الاحتراق، كأن النار ليس لها ما يضرمها إلا هم. اهـ.

.قال القرطبي:

خرّج ابن المبارك من حديث العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يظهر هذا الدين حتى يجاوز البحار وحتى تخاض البحار بالخيل في سبيل الله تبارك وتعالى ثم يأتي أقوام يقرءون القرآن فإذا قرءوه قالوا مَنْ أقْرَأُ منا؟ من أعْلَمُ منا؟» ثم التفت إلى أصحابه فقال: «هل ترون في أُولئكم من خير»؟ قالوا لا. قال: «أُولئك منكم وأُولئك من هذه الأُمّة وأُولئك هم وقود النار». اهـ.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا ابن أبي مريم، أخبرنا ابن لَهِيْعة، أخبرني ابن الهاد، عن هند بنت الحارث، عن أم الفضل أم عبد الله بن عباس قالت: بينما نحن بمكة قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل، فقال: «هل بلغت، اللهم هل بلغت...» ثلاثًا، فقام عمر بن الخطاب فقال: نعم. ثم أصبح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليظهرن الإسلام حتى يرد الكفر إلى مواطنه، وَلَتَخُوضُنَّ البحار بالإسلام، وليأتين على الناس زمان يتعلمون القرآن ويقرؤونه، ثم يقولون: قد قرأنا وعلمنا، فمن هذا الذي هو خير منا، فهل في أولئك من خير؟» قالوا: يا رسول الله، فمن أولئك؟ قال: «أولئك منكم وأولئك هم وقود النار». وكذا رأيته بهذا اللفظ. اهـ.

.قال الشنقيطي:

ذكر في هذه الآية الكريمة أن الكفار يوم القيامة لا تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم شيئًا، وذكر أنهم وقود النار أي: حطبها الذي تتقد فيه، ولم يبين هنا هل نفيه لذلك تكذيب لدعواهم أن أموالهم وأولادهم تنفعهم، وبين في مواضع أخر أنهم ادعوا ذلك ظنًا منهم أنه ما أعطاهم الأموال والأولاد في الدنيا إلا لكرامتهم عليه واستحقاقهم لذلك، وأن الآخرة كالدنيا يستحقون فيها ذلك أيضا فكذبهم في آيات كثيرة فمن الآيات الدالة على أنهم ادعوا ذلك قوله تعالى: {وَقَالُواْ نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلاَدًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} [سبأ: 35] وقوله: {أَفَرَأَيْتَ الذي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} [مريم: 77] يعني في الآخرة كما أوتيته في الدنيا وقوله: {وَلَئِن رُّجِّعْتُ إلى ربي إِنَّ لِي عِندَهُ للحسنى} [فصلت: 50] أي: بدليل ما أعطاني في الدنيا وقوله: {وَلَئِن رُّدِدتُّ إلى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنْقَلَبًا} [الكهف: 36] قياسًا منه للآخرة على الدنيا ورد الله عليهم هذه الدعوى في آيات كثيرة كقوله هنا: {إِنَّ الذين كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ} الآية. وقوله: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الخيرات بَل لاَّ يَشْعُرُونَ} [المؤمنون: 55- 56] وقوله: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بالتي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زلفى} [سبأ 37] وقوله: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الذين كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ ليزدادوا إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [آل عمران: 178] وقوله: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف: 182- 183] إلى غير ذلك من الآيات.
وصرح في موضع آخر أن كونهم وقود النار المذكور هنا على سبيل الخلود وهو قوله: {إِنَّ الذين كَفَرُواْ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ الله شَيْئًا وأولئك أَصْحَابُ النار هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران: 116]. اهـ.

.قال ابن عجيبة:

كل من جحد أهل الخصوصية، وفاته حظه من مشاهدة عظمة الربوبية، حتى حصل له الطرد والبعاد، وفاته مرافقة أهل المحبة والوداد، لن تغني عنه- بدلًا مما فاته- أموالُ ولا أولاد، واتصلت به الأحزان والأنكاد؛ كما قال الشاعر:
مَنْ فَاتَه منكَ وصلٌ حَظُّه الندمُ ** ومَنْ تَكُنْ هَمِّه تَسْمُو به الهممُ

وقال آخر:
مَنْ فاتَهُ طَلَبُ الوُصُولِ وَنَيْلُهُ ** مِنْه، فقُلْ: ما الذِي هُوَ يَطلُبُ!

حَسْبُ المحِبِّ فناؤه عما سِوى ** مَحْبوبِهِ إنْ حاضِرٌ وَمُغَيَّبُ

وقال آخر:
لكُلِّ شَيء إذا فارقْتَهُ عِوَضٌ ** وَلَيْسَ لله إنْ فارقْتَ مِنْ عَوِضِ

وفي الحكم: ماذا وَجَدَ مَنْ فقدك؟ وما الذي فَقَدَ مَنْ وَجَدَك؟ لقد خاب مَنْ رَضِي دونك بدلًا، ولقد خسر من بغى عنك مُتحولًا. فكل من وقف مع شيء من السِّوى، وفاته التوجه إلى معرفة المولى، فهو في نار القطيعة والهوى، مع النفوس الفرعونية، وأهل الهمم الدنية. نسأل الله تعالى العافية. اهـ.