فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الألوسي:

{فَمَنْ حَاجَّكَ} أي جادلك وخاصمك من وفد نصارى نجران إذ هم المتصدون لذلك {فِيهِ} أي في شأن عيسى عليه السلام لأنه المحدث عنه وصاحب القصة، وقيل: الضمير للحق المتقدم لقربه وعدم بعد المعنى {مّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ العلم} أي الآيات الموجبة للعلم، وإطلاق العلم عليها إما حقيقة لأنها كما قيل: نوع منه، وإما مجاز مرسل، والقرينة عليه ذكر المحاجة المقتضية للأدلة، والجار والمجرور الأخير حال من فاعل {جَاءكَ} الراجع إلى ما الموصولة، و{مِنْ} من ذلك تبعيضية، وقيل: لبيان الجنس {فَقُلْ} أي لمن حاجك {تَعَالَوْاْ} أي أقبلوا بالرأي والعزيمة، وأصله طلب الإقبال إلى مكان مرتفع، ثم توسع فيه فاستعمل في مجرد طلب المجيء {نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ} أي يدع كل منا ومنكم أبناءه ونساءه ونفسه للمباهلة، وفي تقديم من قدم على النفس في المباهلة مع أنها من مظان التلف والرجل يخاطر لهم بنفسه إيذانًا بكمال أمنه صلى الله عليه وسلم وكمال يقينه في إحاطة حفظ الله تعالى بهم، ولذلك مع رعاية الأصل في الصيغة فإن غير المتكلم تبع له في الإسناد قدم صلى الله عليه وسلم جانبه على جانب المخاطبين. اهـ.

.قال الفخر:

هذه الآية دالة على أن الحسن والحسين عليهما السلام كانا ابني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعد أن يدعو أبناءه، فدعا الحسن والحسين، فوجب أن يكونا ابنيه، ومما يؤكد هذا قوله تعالى في سورة الأنعام {وَمِن ذُرّيَّتِهِ دَاوُودُ وسليمان} [الأنعام: 84] إلى قوله: {وَزَكَرِيَّا ويحيى وعيسى} [الأنعام: 85] ومعلوم أن عيسى عليه السلام إنما انتسب إلى إبراهيم عليه السلام بالأم لا بالأب، فثبت أن ابن البنت قد يسمى ابنًا، والله أعلم. اهـ.
فصل:
قال الفخر:
كان في الري رجل يقال له: محمود بن الحسن الحمصي، وكان معلم الاثنى عشرية، وكان يزعم أن عليًا رضي الله عنه أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد عليه السلام، قال: والذي يدل عليه قوله تعالى: {وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ} وليس المراد بقوله: {وَأَنفُسَنَا} نفس محمد صلى الله عليه وسلم لأن الإنسأن لا يدعو نفسه بل المراد به غيره، وأجمعوا على أن ذلك الغير كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فدلت الآية على أن نفس علي هي نفس محمد، ولا يمكن أن يكون المراد منه، أن هذه النفس هي عين تلك النفس، فالمراد أن هذه النفس مثل تلك النفس، وذلك يقتضي الاستواء في جميع الوجوه، ترك العمل بهذا العموم في حق النبوة، وفي حق الفضل لقيام الدلائل على أن محمدًا عليه السلام كان نبيًا وما كان علي كذلك، ولانعقاد الإجماع على أن محمدًا عليه السلام كان أفضل من علي رضي الله عنه، فيبقى فيما وراءه معمولًا به، ثم الإجماع دل على أن محمدًا عليه السلام كان أفضل من سائر الأنبياء عليهم السلام فيلزم أن يكون علي أفضل من سائر الأنبياء، فهذا وجه الاستدلال بظاهر هذه الآية، ثم قال: ويؤيد الاستدلال بهذه الآية، الحديث المقبول عند الموافق والمخالف، وهو قوله عليه السلام: «من أراد أن يرى آدم في علمه، ونوحًا في طاعته، وإبراهيم في خلته، وموسى في هيبته، وعيسى في صفوته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه».
فالحديث دل على أنه اجتمع فيه ما كان متفرقًا فيهم، وذلك يدل على أن عليًا رضي الله عنه أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد صلى الله عليه وسلم، وأما سائر الشيعة فقد كانوا قديمًا وحديثًا يستدلون بهذه الآية على أن عليًا رضي الله عنه مثل نفس محمد عليه السلام إلا فيما خصه الدليل، وكان نفس محمد أفضل من الصحابة رضوان الله عليهم، فوجب أن يكون نفس علي أفضل أيضا من سائر الصحابة، هذا تقدير كلام الشيعة، والجواب: أنه كما انعقد الإجماع بين المسلمين على أن محمدًا عليه السلام أفضل من علي، فكذلك انعقد الإجماع بينهم قبل ظهور هذا الإنسان، على أن النبي أفضل ممن ليس بنبي، وأجمعوا على أن عليًا رضي الله عنه ما كان نبيًا، فلزم القطع بأن ظاهر الآية كما أنه مخصوص في حق محمد صلى الله عليه وسلم، فكذلك مخصوص في حق سائر الأنبياء عليهم السلام. اهـ.

.قال أبو حيان:

وأما الحديث الذي استدل به فموضوع لا أصل له.
وهذه النزغة التي ذهب إليها هذا الحمصي من كون علي أفضل من الأنبياء عليهم السلام سوى محمد صلى الله عليه وسلم، وتلقفها بعض من ينتحل كلام الصوفية، ووسع المجال فيها، فزعم أن الولي أفضل من النبي، ولم يقصر ذلك على وليّ واحد، كما قصر ذلك الحمصي، بل زعم: أن رتبة الولاية التي لا نبوة معها أفضل من رتبة النبوة.
قال: لأن الولي يأخذ عن الله بغير واسطة، والنبي يأخذ عن الله بواسطة ومن أخذ بلا واسطة أفضل ممن أخذ بواسطة.
وهذه المقالة مخالفة لمقالات أهل الإسلام.
نعوذ بالله من ذلك، ولا أحد أكذب ممن يدعي أن الولي يأخذ عن الله بغير واسطة، لقد يقشعرّ المؤمن من سماع هذا الافتراء وحكى لي من لا أتهمه عن بعض المنتمين، إلى أنه من أهل الصلاح، أنه رؤي في يده كتاب ينظر فيه، فسئل عنه.
فقال: فيه ما أخذته عن رسول الله، وفيه ما أخذته عن الله شفاهًا، أو شافهني به، الشك من السامع.
فانظر إلى جراءة هذا الكاذب على الله حيث ادعى مقام من كلمة الله: كموسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وعلى سائر الأنبياء؟. اهـ.

.قال الألوسي:

واستدل بها {قصة المباهلة} الشيعة على أولوية علي كرم الله تعالى وجهه بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بناءًا على رواية مجيء علي كرم الله تعالى وجهه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووجه أن المراد حينئذ بأبنائنا الحسن والحسين وبنسائنا فاطمة، وبأنفسنا الأمير، وإذا صار نفس الرسول وظاهر أن المعنى الحقيقي مستحيل تعين أن يكون المراد المساواة، ومن كان مساويًا للنبي صلى الله عليه وسلم فهو أفضل وأولى بالتصرف من غيره، ولا معنى للخليفة إلا ذلك، وأجيب عن ذلك أما أولًا: فبأنا لا نسلم أن المراد بأنفسنا الأمير بل المراد نفسه الشريفة صلى الله عليه وسلم، ويجعل الأمير داخلًا في الأبناء، وفي العرف يعد الختن ابنًا من غير ريبة، ويلتزم عموم المجاز إن قلنا: إن إطلاق الإبن على ابن البنت حقيقة، وإن قلنا: أنه مجاز لم يحتج إلى القول بعمومه وكان إطلاقه على الأمير وابنيه رضي الله تعالى عنهم على حد سواء في المجازية.
وقول الطبرسي وغيره من علمائهم إن إرادة نفسه الشريفة صلى الله عليه وسلم من أنفسنا لا تجوز لوجود {نَدْعُ} والشخص لا يدعو نفسه هذيان من القول، إذ قد شاع وذاع في القديم والحديث دعته نفسه إلى كذا، ودعوت نفسي إلى كذا، وطوعت له نفسه، وآمرت نفسي، وشاورتها إلى غير ذلك من الاستعمالات الصحيحة الواقعة في كلام البلغاء فيكون حاصل {نَدْعُ أَنفُسَنَا} نحضر أنفسنا وأي محذور في ذلك على أنا لو قررنا الأمير من قبل النبي صلى الله عليه وسلم لمصداق أنفسنا فمن نقرره من قبل الكفار مع أنهم مشتركون في صيغة {نَدْعُ} إذ لا معنى لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم إياهم وأبناءهم ونساءهم بعد قوله: {تَعَالَوْاْ} كما لا يخفى. وأما ثانيًا: فبأنا لو سلمنا أن المراد بأنفسنا الأمير لكن لا نسلم أن المراد من النفس ذات الشخص إذ قد جاء لفظ النفس بمعنى القريب والشريك في الدين والملة، ومن ذلك قوله تعالى: {وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسِهِمْ مِّن دياركم} [البقرة: 84] {وَلاَ تَلْمِزُواْ أَنفُسَكُمْ} [الحجرات: 11] {لَّوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المؤمنون والمؤمنات بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا} [النور: 12] فلعله لما كان للأمير اتصال بالنبي صلى الله عليه وسلم في النسب والمصاهرة واتحاد في الدين عبر عنه بالنفس، وحينئذ لا تلزم المساواة التي هي عماد استدلالهم على أنه لو كان المراد مساواته في جميع الصفات يلزم الاشتراك في النبوة والخاتمية والبعثة إلى كافة الخلق ونحو ذلك وهو باطل بالإجماع لأن التابع دون المتبوع ولو كان المراد المساواة في البعض لم يحصل الغرض لأن المساواة في بعض صفات الأفضل والأولى بالتصرف لا تجعل من هي له أفضل وأولى بالتصرف بالضرورة، وأما ثالثًا: فبأن ذلك لو دلّ على خلافة الأمير كما زعموا لزم كون الأمير إمامًا في زمنه صلى الله عليه وسلم وهو باطل بالاتفاق وإن قيد بوقت دون وقت فمع أن التقييد مما لا دليل عليه في اللفظ لا يكون مفيدًا للمدعي إذ هو غير متنازع فيه لأن أهل السنة يثبتون إمامته في وقت دون وقت فلم يكن هذا الدليل قائمًا في محل النزاع، ولضعف الاستدلال به في هذا المطلب بل عدم صحته كالاستدلال به على أفضلية الأمير علي كرم الله تعالى وجهه على الأنبياء والمرسلين عليهم السلام لزعم ثبوت مساواته للأفضل منهم فيه لم يقمه محققو الشيعة على أكثر من دعوى كون الأمير والبتول والحسين أعزة على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صنع عبد الله المشهدي في كتابه إظهار الحق.
وقد أخرج مسلم والترمذي وغيرهما عن سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية: {قُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ} الخ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًا وفاطمة وحسنًا وحسينًا فقال: «اللهم هؤلاء أهلي» وهذا الذي ذكرناه من دعائه صلى الله عليه وسلم هؤلاء الأربعة المتناسبة رضي الله تعالى عنهم هو المشهور المعول عليه لدى المحدثين، وأخرج ابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه رضي الله تعالى عنهم أنه لما نزلت هذه الآية جاء بأبي بكر وولده وبعمر وولده وبعثمان وولده وبعلي وولده وهذا خلاف ما رواه الجمهور.
واستدل ابن أبي علان من المعتزلة بهذه القصة أيضا على أن الحسنين كانا مكلفين في تلك الحال لأن المباهلة لا تجوز إلا مع البالغين، وذهب الإمامية إلى أنها يشترط فيها كمال العقل والتمييز، وحصول ذلك لا يتوقف على البلوغ فقد يحصل كمال قبله ربما يزيد على كمال البالغين فلا يمتنع أن يكون الحسنان إذ ذاك غير بالغين إلا أنهما في سن لا يمتنع معها أن يكونا كاملي العقل على أنه يجوز أن يخرق الله تعالى العادات لأولئك السادات ويخصهم بما لا يشاركهم فيه غيرهم، فلو صح أن كمال العقل غير معتاد في تلك السن لجاز ذلك فيهم إبانة لهم عمن سواهم ودلالة على مكانهم من الله تعالى واختصاصهم به وهم القوم الذين لا تحصى خصائصهم. وذهب النواصب إلى أن المباهلة جائزة لإظهار الحق إلى اليوم إلا أنه يمنع فيها أن يحضر الأولاد والنساء، وزعموا رفعهم الله تعالى لا قدرًا، وحطهم ولا حط عنهم وزرًا أن ما وقع منه صلى الله عليه وسلم كان لمجرد إلزام الخصم وتبكيته وأنه لا يدل على فضل أولئك الكرام على نبينا وعليهم أفضل الصلاة وأكمل السلام، وأنت تعلم أن هذا الزعم ضرب من الهذيان، وأثر من مس الشيطان.
وليس يصح في الأذهان شيء ** إذا احتاج النهار إلى دليل

ومن ذهب إلى جواز المباهلة اليوم على طرز ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم استدل بما أخرجه عبد بن حميد عن قيس بن سعد أن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كان بينه وبين آخر شيء فدعاه إلى المباهلة، وقرأ الآية ورفع يديه فاستقبل الركن وكأنه يشير بذلك رضي الله تعالى عنه إلى كيفية الابتهال وأن الأيدي ترفع فيه، وفيما أخرجه الحاكم تصريح بذلك وأنها ترفع حذو المناكب. اهـ.

.قال ابن عبد ربه:

.فصل في الرافضة:

إنما قيل لهم رافضة، لأنهم رفضوا أبا بكر وعمر ولم يَرْفُضهما أحد من أهل الأهواء غيرهم، والشيعة دونهم، وهم الذين يُفضِّلون عليًّا على عثمان، ويَتَوَلَّون أبا بكر وعمر. فأما الرافضة فلها غُلوّ شديد في عليّ، ذهب بعضُهم مَذهب النَّصارى في المسيح، وهم السَّبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، عليهم لعنةُ اللهّ، وفيهم يقول السَّيد الحميري:
قَوْمٌ غَلوْا في علّيِ لا أبالهمُ ** وأُجْشَمُوا أنفُسًا في حُبِّه تَعَبَا

قالوا هو اللهّ، جَلِّ الله خالقُنا ** من أن يكون ابن شيء أو يكون أَبا

وقد أَحْرقهم عليّ رضي الله عنه بالنَّار.
ومن الروافض: المُغيرة بن سعد مولى بَجِيلة. قال الأعمش: دخلتُ على المُغيرة بن سعد، فسألته عن فَضائل عليّ؛ فقال: أنك لا تَحْتملها؛ قلتُ: بلى. فَذَكر آدم صلواتُ الله عليه، فقال: عليٌّ خير منه، ثم ذكر مَن دونه من الأنبياء، فقال عليٌّ خير منهم، حتى انتهى إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فقال: عليّ مثلُه، فقلت: كذبت، عليك لعنة الله؛ قال: قد أَعلمتُك أنك لا تحتملها.
ومن الروافض: مَن يزعُم أنّ عليًا رضي الله عنه في السَّحاب، فإذا أطلَّت عليهم سحابة قالوا: السلامُ عليك يا أبا الحَسن. وقد ذكرهم الشاعر فقال:
بَرِئتُ من الخوارجِ لستُ منهم ** مِن الغَزّال منهم وابن باب

ومِن قوم إذا ذكروا عليًّا ** يردون السلامَ على السَّحاَب

ولكنّي أُحِبُّ بكلّ قَلْبي ** وأعْلم أنَّ ذاك من الصواب

رسولَ الله والصِّدِّيقَ حَقًّا ** به أرجو غدًا حُسن الثَّواب

وهؤلاء من الرافضة يقال لهم: المَنصورية. وهم أصحاب أبي منصور الكِسْف، وإنما سُمِّي الكِسْف لأنه كان يتأوَّل في قول الله عزَّ وجلً: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّماءِ سَاقِطًا يَقُولوا سَحَابٌ مَرْكُوم}، فالكِسْفُ عليٌّ وهو في السحاب.
وكان المُغيرة بن سعد من السَّبئية الذين أحْرقهم علي رضيِ الله تعالى عنه بالنار، وكان يقول: لو شاء عليّ لأحيا عادًا وثمودَ وقرونًا بين ذلك كثيراَ. وقد خرج على خالد بن عبد الله، فقتل خالد وصلبه بواسط عند قنطرة العاشر.
ومن الروافض كُثَيِّر عَزَّة الشاعر. ولما حضرته الوفاة، دعا ابنةَ أَخٍ له، فقال: يا بِنتَ أخي، إنَ عمَّك كان يُحب هذا الرَّجلَ فأَحبَيه- يعني عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه- فقالت: نَصِيحتك يا عمّ مردودة عليك، أحبُّه واللهّ خلافَ الحبِّ الذي أحْببتَه أنت؛ فقال لها: بَرِئت منك، وأنشد يقول:
بَرِئتُ إلى الإله من ابن أَرْوَى ** ومن قول الخوارج أجمعينَا

ومن عُمرٍ برئتُ ومن عَتيق ** غداةَ دُعي أميرَ المؤمنينا

ابن أروى: عثمان.
والروافض كلها تؤمن بالرَّجعة، وتقول: لا تقوم الساعةُ حتى يخرجِ المهديُّ، وهو محمد بن عليِّ، فيملؤُها عَدْلا كما مُلِئتْ جَوْرًا، ويُحيى لهم موتاهم فيرْجعون إلى الدنيا، ويكون الناسُ أمةً واحدة. وفي ذلك يقول الشاعر:
أَلا إنَّ الأئمة من قُريش ** وُلاةَ العَدْل أربعةٌ سَواءُ

عليّ والثلاثةُ مِن بَنيه ** همُ الأسباط ليس بهمِ خَفاء

فَسِبْطٌ سِبطُ إيمانٍ وبِرٍّ ** وسِبْط غَيبته كرْبلاء

أراد بالأسباط الثلاثة: الحسن، والحسين، ومحمد بن الحنفيَّة، وهو المهديّ الذي يخرُج في آخر الزمان.
ومن الروافض: السيّد الحِمْيري، وكان يُلقَى له وسائد في مسجد الكوفة يَجلس عليها، وكان يؤمن بالرَّجعة، وفي ذلك يقول:
إذا ما المرْءُ شابَ له قَذال ** وعَلِّلهُ اْلمَواشِطُ بالْخِضابِ